U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

46- تفسير سورة الأحقاف من الآية 1 إلى الآية 19

   

46- تفسير سورة الأحقاف من الآية 1 إلى الآية 19

بسم الله الرحمن الرحيم


حم ( ١-٤٦ ) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( ٢-٤٦ )

( ١-٤٦ ) القرآن ٩-٥١ . ( ٢-٤٦ ) آية آية مماثلة: القرآن ٩-٧أ٣

حم: أنظر التفسير في آخر الكتاب. العزيز الحكيم: العزيز ذو العزة والغلبة على كل شيء. وبالتالي عليكم أن تخشوه باتباع ما أنزل في كتابه. الحكيم في تدبير شؤون كل شيء. وبالتالي عليكم بالاعتقاد أن كل القرآن علم وحكمة.


● مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ( ٣-٤٦ )

الله والخلق ٤٠-٥٥ب . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢١د . الخالق ١ ( ١٩ ) ١٣

وما بينهما : بين السماوات السبع وعالم الأرض أي بين سقف السماء الأولى والحلقة الأرضية الأولى. . بالحق: بالحق الذي يهديك إلى الله والذي يترتب عليه الجزاء. ما من شيء في السماوات والأرض يخلقه الله إلا وهو حق ليس بباطل. أي دون عبث. والذين كفروا: أي كفروا بالحق. عما أنذروا: أي عما خوفوا به من عقاب الله. معرضون: معرضون فلا يقبلون الإنذار


● قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( ٤-٤٦ )

الشرك ٥٧-١٤ب١-١٥ج٤-١٥ز

أرأيتم : أخبروني أو هل تصورتم ؟ شرك: أي شركة مع الله. بكتاب من قبل هذا: أي كتاب منزل قبل القرآن يأمرهم بالشرك. أثرة: أي بقية قديمة.


● وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ( ٥-٤٦ ) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ( ٦-٤٦ )

( ٥-٤٦ ) الشرك ٥٧-١٥ش٤ت-٢٢ت-٢٧ج . ( ٦-٤٦ ) الشرك ٥٧-٣٧ش٤

إلى يوم القيامة: أي يظل يدعو آلهة باطلة إلى أن يلقى الله. وهم عن دعائهم غافلون: أي الذين من دون الله غافلون عن دعاء المشركين لهم. ونزلوا منزلة العقلاء لأن فيهم عيسى عليه السلام والجن وغيرهم وليس الأصنام فقط. ثم إن المشركين يعتبرونهم عقلاء. حشر الناس: أي جمعوا يوم القيامة. أعداء: أعداء يتبرؤون منهم ويلقون عليهم مسؤولية عبادتهم لهم بالكامل. وكانوا بعبادتهم كافرين: أي ينكرون قطعا أنهم أمروهم بعبادتهم.


● وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمُ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( ٧-٤٦ )

القرآن ٩-٤٢ظ١

بينات: واضحات تدل على أنها من عند الله. قال الذين كفروا للحق: أي مشيرين إلى الحق الذي أتى به القرآن. سحر: سحر يسحر العقول بكلماته فترى حقا ما ليس بحق. مبين: واضح. والحق هو هنا كلام الله أي القرآن.


● أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ٨-٤٦ )

القرآن ٩-٣٩ذ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٧ . الغفور١ ( ٧٠ ) ٠ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠ . الكافي ١ ( ٧٧ ) ٢

فلا تملكون لي من الله شيئا: أي لا تستطيعون أن تدفعوا عني عذاب الله إن افتريت عليه. فلماذا سأفعل ذلك ؟ بما تفيضون فيه: أي ما تقولون في القرآن وتخوضون دون مبالاة. شهيدا بيني وبينكم: شهيدا على أني بلغت رسالتي ورفضتموها وكفرتم. الغفور الرحيم: الغفور لمن تاب رحيم بمن آمن به.


● قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ( ٩-٤٦ )

محمد ٣ ٩-٤-٣١-٣٢ذ٧-٣٤ث-٣٤ر٤ . الرسل ١٠-٤٩

بدعا من الرسل: أي لست أول من أرسل ولم أنفرد بما جئت به. وما أدري ما يفعل بي ولا بكم: أي لا أدري ما سينزل من الوحي وما سيأمرنا به الله وما سيفعل بنا وبكم في هذه الدنيا. إن أتبع إلا ما قد وصلني وحيه. نذير مبين: مخوف من عقاب الله بالأدلة اللازمة.


● قُلْ أَرَأَيْتُمُ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( ١٠-٤٦ )

بنو إسرائيل ٥٥-٩ب ج . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ب٢ . القرآن ٩-٤٢ض٥-٤٤أخ . الهداية ٤٨-٣٤ث

شهد على صدق القرآن في زمن النبوة عالم من بني إسرائيل ( قيل هو عبد الله بن سلام ) أرأيتم : أخبروني. أي أخبروني عن حالكم إن كان القرآن من عند الله وأنتم كافرون به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله أي أنه مصدق لما بين يديه أو أن محمد ا ﷺ مبشر في التوراة وأتى بمثل ما بشرت به فآمن الشاهد واستكبرتم أنتم ؟ فرد الكافرون العرب أنه لو كان خيرا ما سبقهم عبد الله بن سلام وأمثاله إلى اعتناق الإسلام. واستكبرتم: أي تكبرتم عن إطاعة كلام الله. الظالمين: وهم المشركون هنا يرون الحق ولا يتبعونه.


● وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ( ١١-٤٦ )

التنبؤات ٤٤-ب١٩أ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢١ز . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ب٢ . القرآن ٩-٤٢ض٥-٤٢ع

للذين آمنوا: أي من العرب. لو كان خيرا: أي لو كان القرآن حقا يأتي بالخير. ما سبقونا إليه: أي ما سبقنا إليه هؤلاء الذين أسلموا كالشاهد من بني إسرائيل كعبد الله بن سلام وغيره كما جاء في الآية السابقة. وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم: أي سيكون دائما مبررهم بعدم الاهتداء به أنه إفك قديم. أي إفك الأولين. إفك : كذب.


وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ( ١٢-٤٦ )

القرآن ٩-٧ذ٥-١٨-١٩ح-٤٥أ-٤٥ب

ومن قبله: قبل القرآن. كتاب مصدق: أي مصدق الكتب التي نزلت قبله. لتنذر: لتخوف من عقاب الله. الذين ظلموا: ظلموا بشركهم وأعمالهم. وبشرى: أي يبشرهم بالجنة ورضا الله. للمحسنين: الذين يحسنون التصرف في عقيدتهم بعدم الشرك وفي أعمالهم.


● إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( ١٣-٤٦ ) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ١٤-٤٦ )

( ١٣-٤٦ ) الناس ٥٠-١٢ف . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٥خ . الجنة ١١٧-ب٩ . ( ١٤-٤٦ ) الناس ٥٠-١٢ف . الجنة ١١٧-ب٩

استقاموا: أي ألزموا أنفسهم باتباع الطريق المستقيم الذي هو هدى الله. فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون : لا خوف عليهم فيما سيستقبلونه من أهوال الآخرة. ولن يخيفهم أي شيء. ولا هم يحزنون على دنياهم. أو لن يصيبهم ما يحزنهم.


وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَرْهًا وَوَضَعَتْهُ كَرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( ١٥-٤٦ ) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُتَقَبَّلُ عَنْهُمُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيُتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ( ١٦-٤٦ )

( ١٥-٤٦ ) القرآن والعلم ٤٥-٢٧ت-٢٧ث١ . أدعية المؤمنين ٦٩-٩ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٨ب . ( ١٦-٤٦ ) أدعية المؤمنين ٦٩-٩ . الجنة ١١٧-أ٧أ-أ٧ب-ب٦ذ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٥أ

ووصينا الإنسان: وصيناه بشكر الوالدين على حمله وتربيته بالبر بهما. كرها: أي بمشقة. وفصاله: أي من الرضاعة. ثلاثون شهرا: مدة الرضاعة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مدة الحمل. والمجموع ( مدة الحمل + مدة الرضاعة ) يجب أن يستكمل ثلاثين شهرا. ومدة الحمل الأدنى للحياة هي ستة أشهر أي ثلاثون ننقص منها عامين كما يتبين من الآيتين التاليتين : وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ( ١٥-٤٦ ) وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ( ١٤-٣١ )

دعاء المؤمن في سن الأربعين. أشده: أي كمال قوته وعقله. أوزعني: ألهمني. نعمتك: ومنها الهداية والإسلام. المسلمين: الخاضعين لله وحده ولأمره. أولئك الذين يتقبل عنهم: أي المسلمون ومن ضمنهم من بلغ سن الأربعين وهو تائب إلى الله شاكر له. أحسن ما عملوا: أي أحسن أعمال المسلم ( مع العلم أن الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر ) . كما قيل عن الكفار: " وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٧-٤١ ) " وبما أن السيئة بمثلها وليس بأسوأ منها فهذا يعني أن الأسوأ هنا هو أسوأ أعمال الكافر. وهاتان الآيتان تشيران إلى أبواب الجنة وأبواب النار اللاتي سيدخل منهن أصحابهن. فأحسن أعمال المؤمن هو الذي يحدد له الباب الذي سيدخل منه. من كانت أحسن أعماله الصلاة دخل من باب الصلاة ومن كانت أحسن أعماله الصيام دخل من باب الريان .... الخ. أما درجة إيمانه فهي التي ستحدد له طبقته في الجنة وكل طبقة فيها ثمانية أبواب. وبعد دخوله هذه الطبقة سيرتقي فيها بحسنات أعماله كلها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود.


● وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ( ١٧-٤٦ ) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ( ١٨-٤٦ )

( ١٧-٤٦ ) اعتقادات الكافرين ٦٠-٣٩ز-٣٩ش . البعث ١١٣-١٣ . ( ١٨-٤٦ ) الجن ٤٩-٣٩ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . البعث ١١٣-١٣ . يوم الحساب ١١٤-٣٢ر٢ . جهنم ١١٥-أ١ب

أف: كلمة تضجر وتكبر. أن أخرج: أي أن أخرج حيا من قبري بعد موتي. خلت: مضت وانتهت. القرون: أي هنا الأمم جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن. وهما يستغيثان الله: يطلبان الغوث من الله بأن يهديه. ويلك: أي ويل لك إن لم تؤمن. والويل هو العذاب والشقاء. أساطير الأولين : حكايات كتبها الأولون. أولئك: أي الذين ينكرون البعث. حق عليهم القول في أمم: أي أولئك الذين حق عليهم قضاء الله في أن يكونوا من جملة الأمم السابقة في جهنم لأنهم يستحقونها. خاسرين: أي خسروا التمتع بأنفسهم فألقوا في النار. بخلاف الفائزين الذين سيفوزون بالجنة.


وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِنُوَفِّيَهُمُ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ( ١٩-٤٦ )

يوم الحساب ١١٤-٣٢ح-٣٢ر٢-٤٩ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ١ب

ولكل درجات: درجات سواء في الجنة أم في النار . ولنوفيهم أعمالهم: أي سيعطيهم الله جزاء أعمالهم دون نقص.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة