U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

7- تفسير سورة الأعراف من الآية 1 إلى الآية 25

   

7- تفسير سورة الأعراف من الآية 1 إلى الآية 25

بسم الله الرحمن الرحيم


● المص ( ١-٧ )

القرآن ٩-٥١

المص: أنظر التفسير في آخر الكتاب.


● كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( ٢-٧ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٢١ث-٢١ر . القرآن ٩-١٩-٢٢د

فلا يكن في صدرك حرج: أي لا يكن في صدرك ضيق وحرج من القرآن إن لم يؤمنوا به. لتنذر به: أي لتخوف به من عقاب الله.


● اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ( ٣-٧ )

القرآن ٩-٣٧أ

أولياء: أي من يتولون أموركم. قليلا ما تذكرون: قليلا ما تتعظون.


● وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ( ٤-٧ ) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمُ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( ٥-٧ )

( ٤-٧ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠-٧-٣ب-٢١ض . ( ٥-٧ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠-٧-٢١ض

بأسنا: عذابنا. بياتا: ليلا. قائلون: أي نائمون أو مستريحون بالظهيرة وهي القيلولة. ظالمين: والشرك بالله ظلم عظيم.


● فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ( ٦-٧ ) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ( ٧-٧ )

( ٦-٧ ) الرسل ١٠-٤٦ب . يوم الحساب ١١٤-٣٣ث٤ . ( ٧-٧ ) يوم الحساب ١١٤-٣١ . الحاضر ١ ( ٤٥ ) ٣ب

فلنقصن عليهم: أي سنخبرهم بأعمالهم يوم الحساب.


وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( ٨-٧ ) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ( ٩-٧ )

( ٨-٧ ) يوم الحساب ١١٤-٣٢ز١ . ( ٩-٧ ) يوم الحساب ١١٤-٣٢ز٣

والوزن: أي وزن الأعمال. الحق: أي بالعدل. موازينه: أي حسناته في الميزان. المفلحون: الفائزون بسعادة الآخرة. خفت موازينه: أي بكثرة سيئاته خفت كفة حسناته. أنظر تفاصيل عن درجات الميزان في كتاب قصة الوجود. بآياتنا يظلمون: أي برؤيتهم لها لم يتوبوا بل استمروا على كفرهم وازداد طغيانهم بها. كقوله تعالى: " ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها " ( ١٠٣-٧ )


● وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ( ١٠-٧ )

الناس ٥٠-١٩ث** . نعم الله على الناس ٥٢-١٩أ-١٩د

مكناكم: أي جعلناكم متمكنين من الإقامة والعيش في الأرض. معايش: أي ما تعيشون به.


وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ( ١١-٧ )

آدم ١١-٦-٧ . الجن ٤٩-٨ب . الناس ٥٠-٥

ولقد خلقناكم ثم صورناكم: أي أوجدناكم يعني أرواحكم ثم جعلناكم في صور في عالم الأموات وهي غير صور الأحياء. والأرواح تحتاج إلى قوالب تضمها. قال تعالى ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ( ٢٨-٢ ) . هذه الآية تبين أن آدم وذريته أوجدهم الله في عالم الأموات قبل وجودهم أحياء في الأرض. والآية ( ١١-٧ ) تفصل هذا الأمر. وخلق جسم آدم في الصورة التي سيكون بها حيا أمام الملائكة ثم نفخ الله فيه من روحه لتدب الحياة فيه. فبهذه النفخة أصبحت روح آدم حية. وبحياة هذه الأخيرة أصبح جسمه حيا أيضا. أما إبليس فكان من الجن وكان في جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى ربما لأنه الأب الأول لأعظم ذرية من الجن كآدم أب لأعظم ذرية من الإنس . وكلهم سيكونون في أعظم ابتلاء في الحلقة الأرضية. لذلك شرفه الله بأن جعله في تلك الجنة.


● قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ( ١٢-٧ )

الجن ٤٩-٨ت

ما منعك ألا تسجد: أي ما منعك إذ أمرتك بالسجود ألا تسجد. وربما لا يجوز أن تقول: "ما منعك إذ أمرتك أن تسجد" لأن الجملة هنا تصبح غير كاملة ومعناها مختلف. فدخول الظرف " إذ " بعد "ما" الاستفهامية يفرض زيادة اللام " النافية "على " أن" لتبقي نفس المعنى الذي في قوله تعالى في آية أخرى: " ما منعك أن تسجد ( ٧٥-٣٨ ) ". وهذا كقوله تعالى: " ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن" ( ٩٣ - ٩٢ - ٢٠ ) إذ أمرتك: كان إبليس من الجن وأمر أيضا بالسجود لآدم.


● قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ( ١٣-٧ )

الجن ٤٩-١١أ-٣١ب . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ

فاهبط منها: أي من الجنة التي في أعلى الدنيا كما في قوله تعالى: " قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ( ٣٨-٢ ) ". الصاغرين: الذليلين. ولها أيضا معنى آخر في عالم الغيب: أي ستكون في الأرض السابعة حيث الأجسام هناك لها أصغر حجم والله أعلم. أنظر كتاب قصة الوجود.


● قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( ١٤-٧ ) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ( ١٥-٧ )

الجن ٤٩-١٠أ

أنظرني: أخرني وأمهلني. يوم يبعثون: أي يوم يبعث بنو آدم كما يفهم من الآيات التالية: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ ( ٨٢-٣٨ ) . وكان طبعا مؤمنا بالبعث . المنظرين: وهم الذين لن يموتوا حتى تقوم ساعة فناء السماوات والأرض. وهم كل الملائكة ومن شاء الله مما لا نعلم. وكان إبليس عند الله من المنظرين قبل أن يسأله ذلك.


● قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( ١٦-٧ ) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ( ١٧-٧ )

( ١٦-٧ ) الجن ٤٩-١٠ب٦ . ( ١٧-٧ ) الجن ٤٩-١٠ب٦ . الناس ٥٠-١٩ث . الله يخاطب المؤمنين ٧٣- ٦ل١٢

فبما أغويتني: أي بما أنك جعلتني غاويا مبعدا عن صراطك بلعنتك علي سأعمل أنا أيضا على إغواء بني آدم. أو بما أنك بينت عصياني بأمرك لي بالسجود لآدم وأنت تعلم أنني لن أسجد. لأقعدن لهم: أي لأترصدنهم لأحول بينهم وبين طريقك المستقيم إلى الجنة فأجعلهم يميلون عنه. من بين أيديهم: أي من أمامهم فيعرفون طريقي فيتبعونه. ومن خلفهم: أي من ورائهم ومن الجهة التي لا يعرفون أنني فيها فيتبعوني وهم لا يدرون. وعن أيمانهم: من الجهة التي يثقون فيها أو تظهر لهم أنها الحق فيتبعوني. وعن شمائلهم: أي من الجهة التي لا يثقون فيها أو تظهر لهم أنها باطلة فيتبعوني. شاكرين: أي لنعمك. وأول الشكر الإيمان ثم الأعمال الحسنة. أي قال الشيطان: ستجد أكثرهم كافرين فاسدين عاصين. فظن ذلك وتحقق.


● قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمُ أَجْمَعِينَ ( ١٨-٧ )

الجن ٤٩-١١أ-٣١ب-٣٩أ . جهنم ١١٥-أ١ث

مذءوما: مذموما معيبا ممقوتا. مدحورا : مطرودا مبعدا عن رحمة الله.


وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ( ١٩-٧ )

آدم ١١-٨

وخلقت حواء قبل هذا الأمر . والجنة هنا جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى في جوف الكرسي. أما جنة الخلد فهي في الآخرة خارج الكرسي تحت العرش مباشرة. ويا آدم: أي بعد طرد إبليس من الجنة. هذه الشجرة: أنظر الآية ( ٣٥-٢ ) . فتكونا من الظالمين: من الظالمين بفعل شيء لا يحق لكما. أو من الظالمين أنفسهم بعصيان الله. ولم يتوقع إبليس ولا غيره أن يسكن الله آدم الجنة بعد أن أخبر الملائكة بأنه سيكون خليفة في الأرض. من الظالمين: أي أنفسهم بعصيان الله.


● فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ( ٢٠-٧ ) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ( ٢١-٧ )

( ٢٠-٧ ) آدم ١١-٨-١١ . ( ٢١-٧ ) آدم ١١-١١

فوسوس: أي كلمه بصوت خفي كحديث النفس لنفسها. ليبدي لهما ...: أي كأن النظر إلى العورة كان ممنوعا عليهما في تلك الجنة. وذلك بلباس من خلق الله ربما لا يمكن نزعه إلا بأمره. وكان إبليس يعلم مفعول الشجرة عليهما كما جاء في آية أخرى: " يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ( ٢٧-٧ ) ". ووري: أخفي وغطي. سوءاتهما: جسديهما. وما ووري منهما عوراتهما. قيل لأن إظهار العورة يسوء صاحبها. وقاسمهما: فلم يكن آدم يعلم أن من الممكن أن يكذب أحد عندما يقسم بالله لذلك صدق الشيطان.


فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فلََمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ( ٢٢-٧ )

آدم ١١-١١-١٢

فدلاهما بغرور: أطمعهما وغرهما أي استعمل غروره ليجرهما إلى ما أراد. سوءاتهما: يعني جسديهما. والمقصود عوراتهما. فكانتا محجوبتان عنهما بلباس منيع. وطفقا: أي أخذا وشرعا. يخصفان: يلزقان أو يلصقان. وناداهما ربهما: والمناداة هنا ربما تبين بداية بعدهما عن الله لما عصياه. أي لم يكن كلاما قريبا منهما كما كان يكلمهما قبل ذلك. عدو مبين: أي عداوته ظاهرة وحقيقية.


● قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( ٢٣-٧ ) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( ٢٤-٧ ) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ( ٢٥-٧ )

( ٢٣-٧ ) آدم ١١-١٩ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ب . التوبة ٧٥-١٢ . ( ٢٤-٧ ) الناس ٥٠-٢-٣٥ . ( ٢٥-٧ ) آدم ١١-١٧ . الناس ٥٠-٢ . الموت ١١٠-٩

الخاسرين: الذين خسروا في اختبار الدنيا فصاروا إلى الجحيم. بعضكم لبعض عدو: أي العداوة بين الشياطين والإنس. مستقر: أي مكان إقامتكم. ومتاع: وهو كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق. إلى حين: أي إلى حين رجوعكم إلينا. قال فيها تحيون ...: أعيد فعل القول " قال " ربما لكون الخطاب بعده موجه خصوصا للإنس بينما قبله موجه للجن والإنس أو أنه من فنون أساليب الحكاية والله أعلم. أخبر الله هنا آدم بمستقر ذريته إلى حين قيام الساعة لأن يبدو أنه لم يكن على علم بذلك حتى طرد من الجنة. وكانت ستكون في الأرض مهما كان الأمر أي سواء أخرج هو من الجنة أم لم يخرج. فالله خلق ما في الأرض جميعا للناس قبل خلقه.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة