U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

60- تفسير سورة الممتحنة من الآية 1 إلى الآية 9

   

60- تفسير سورة الممتحنة من الآية 1 إلى الآية 9

بسم الله الرحمن الرحيم


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمُ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمُ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمُ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ( ١-٦٠ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أق . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٨-١٧أأ-١٧ب أ . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت١١ج . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٥

نزلت في قصة حاطب بن أبي بلتعة لما أراد مصانعة قريش لأجل ما كان له عندهم من أموال وأولاد فأراد أن يخبرهم بكتاب أرسله إليهم أن رسول الله ﷺ عزم على فتح مكة لنقضهم العهد فاسترده ﷺ . أولياء: أي أولياء في المصادقة والمحبة. تلقون إليهم بالمودة: أي تجعلونهم أولياء وحبايب. وقد كفروا: أي أهل مكة. بما جاءكم: أي بما جاءكم أيها المؤمنون. من الحق: وهو القرآن. يخرجون الرسول وإياكم: أي من مكة. أن تؤمنوا بالله: أي لأجل أن آمنتم بالله. إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي ...: هذا شرط وجوابه مقدم وهو: لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي... تسرون إليهم بالمودة: أي هنا تمدونهم بالخبر بسبب المودة وهو قرار فتح مكة. سواء السبيل: أي الطريق المستقيم.


إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمُ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمُ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ( ٢-٦٠ )

المؤمنون والكافرون ١٠٣-ب٣-ب٩

إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء: أي إن يلاقوكم أو يظفروا بكم يكونوا لكم أعداء وأنتم كنتم تسرون إليهم بالمودة كما جاء في الآية السابقة. ويبسطوا إليكم أيديهم: أي بالضرب والقتل. وودوا: أي تمنوا.


لَنْ تَنفَعَكُمُ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُفْصَلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( ٣-٦٠ )

المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت١١ج . يوم الحساب ١١٤-٢٢ت-٣٨أ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤أ

لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم: أي لن تنفعكم إن واليتم الكفار لأجلهم. دائما في سياق قصة حاطب بن أبي بلتعة. أرحامكم: أي قراباتكم. يوم القيامة يفصل بينكم: أي يكون كل في مصيره. المؤمنون في الجنة والكافرون في النار. والله بما تعملون بصير: ومن ذلك موالاتكم للكفار.


● قَدْ كَانَتْ لَكُمُ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمُ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ( ٤-٦٠ )

إبراهيم ﷺ ١٧-١٦ب-٢٩ت٢** . أدعية المؤمنين ٦٩-٨ج-١٨ج٩ . المؤمنون والمشركون ١٠٢-ب٥ . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت٦ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ١

إ سوة: قدوة. برآء: ج بريء. إنا برآء منكم ...: أي بعد دعوتنا لكم إلى الله ونهينا لكم عن شرككم نتبرأ من أن نكون من ضمنكم. لا علاقة لنا بكم إلا العداوة والبغضاء. إلا قول إبراهيم لأبيه ...: أي هذا القول لا يدخل في الأسوة الحسنة لأن لا يجوز الاستغفار للكفار. فالله لا يغفر لهم ذنبا. وما أملك لك من الله من شيء: أي لا أملك لك أي شيء يمنع عنك عذاب الله أو أمره فيك. ربنا عليك توكلنا: هذا من تتمة كلام إبراهيم ومن معه يستعيذون بالله من شر الكفار. والآية التالية: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ إِ سْوَةٌ حَسَنَةٌ ... " تؤكد أن ذلك من كلامهم. أنبنا: أي رجعنا تائبين. المصير: أي مصير الخلق. سيحضرون أمام الله بعد موتهم وبعثهم.


● رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( ٥-٦٠ )

إبراهيم ﷺ ١٧-٢٩ت . أدعية المؤمنين ٦٩-١٥أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١

لا تجعلنا فتنة للذين كفروا: أي لا تجعلهم يفتنون بنا ويحاربوننا أو يعذبوننا إن كنا في أيديهم. العزيز الحكيم: العزيز الذي لا يغالب والحكيم في تدبير كل شؤون خلقه.


● لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمُ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( ٦-٦٠ )

إبراهيم ﷺ ١٧-٢٩ت . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١ث . لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢١

إسوة: قدوة. يرجو الله: أي يرجو لقاء الله. واليوم الآخر: أي يرجو ثواب الله في الآخرة وهو الجنة. ومن يتول: أي من يعرض عن هذه الأسوة وعن الإسلام. الغني: الغني عن خلقه وعبادتهم. الحميد: المحمود في ذاته ويحمده الخلق لتفضله عليهم بنعم لا تحصى.


عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٧-٦٠ )

المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت١٠ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

عسى الله أن يجعل بينكم ....: أي بعد استجابتكم لله بالاقتداء بإبراهيم ﷺ ومن معه في إظهار العداوة للمشركين عسى أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة. منهم: أي من كفار مكة. مودة: أي حبا وولاية بعد توبتهم وإيمانهم بالله. والله قدير: أي على ذلك وعلى كل شيء. والله غفور رحيم: غفور رحيم لمن سيسلم من المشركين ولمن صدر منه ميل إلى موالاتهم قبل نزول هذه الآية ثم تاب.


لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمُ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( ٨-٦٠ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الجهاد والقتال ٨٥-١٤ث . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت١٦ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ت . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢

لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ...: أي لا يمنعكم من أن تبروا إليهم. تبروهم: أي تحسنوا معاملتهم. لا يمنعكم الله من أن تقضوا إليهم بالعدل في كل ما يمكن أن يربطكم بهم. ويتعلق الأمر بمن لم يشترك مع كفار قريش في إيذاء المسلمين. والآية عامة: إن قاتلتم كفار أي بلد أيها المسلمون فلا ينهاكم الله أن تقسطوا إلى الذين لا يشتركون مع قومهم في حربهم ضدكم. المقسطين: العادلين في الحكم.


إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمُ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( ٩-٦٠ )

المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت١١ث

إنما ينهاكم الله ...: أي ينهاكم أن تحسنوا معاملة هؤلاء المذكورين وأن تولوهم كما في آخر الآية. وظاهروا: أي وعاونوا بعضهم بعضا. أن تولوهم: أي ينهاكم الله أن تولوهم. الظالمون: الظالمون لأنفسهم لأنهم لم يلتزموا بما نهى الله فيعرضونها لعذابه. وظالمون لحقوق المسلمين بمصادقتهم لأعدائهم.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة