U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

58- تفسير سورة المجادلة من الآية 1 إلى الآية 11

   

58- تفسير سورة المجادلة من الآية 1 إلى الآية 11

بسم الله الرحمن الرحيم


● قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ( ١-٥٨ )

محمد ﷺ ٣٩-٤٦ز . السميع ١ ( ٤٩ ) ٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٦

التي تجادلك: قيل اسمها خولة بنت ثعلبة. وزوجها هو ابن عمها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت. وجدالها للنبي ﷺ حين كان يقول لها أنها حرمت على زوجها هو قولها بأنه لم يلفظ بكلمة الطلاق. زوجها: زوجها المظاهر منها لما قال لها: أنت علي كظهر أمي. وتشتكي إلى الله: أي مصيبة الفراق من زوجها. سميع بصير: وسمع سبحانه تحاور خولة مع النبي ﷺ وسمع كلام زوجها. وبصير بكل شيء. ثم نزلت كفارة الظهار.


● الَّذِينَ يَظَّهَّرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمُ إِنْ أُمَّهَاتُهُمُ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ( ٢-٥٨ ) وَالَّذِينَ يَظَّهَّرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( ٣-٥٨ ) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ٤-٥٨ )

( ٢-٥٨ ) كفارة السيئات ٨٧-٤ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٤١ . ( ٣-٥٨ ) كفارة السيئات ٨٧-٤ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٥ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢ . ( ٤-٥٨ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٠ . الصوم ٨٠-٩ب . كفارة السيئات ٨٧-٤ . جهنم ١١٥-ب٤٧

من رحمة الله تعالى أن جعل الكفارة في الظهار، ولكيلا يعتبر طلاقا. يظهرون منكم من نسائهم: أي يحرمون نساءهم عليهم كتحريم أمهاتهم عليهم. فيقولون: أنت علي كظهر أمي. إذ الرجل يركب امرأته في الجماع.ما هن أمهاتهم: أي ما نساؤهم بأمهاتهم. وزورا: أي كذبا. لعفو غفور: يعفو عمن صدر منه مثل هذا المنكر من القول إذا تاب. ثم يعودون لما قالوا: أي يرجعون في كلامهم ويريدون العودة إلى أزواجهم. من قبل أن يتماسا: من قبل أن يمس كل منهما الآخر بالجماع. ذلكم توعظون به: أي هذه الكفارة فرضت لكي تتعظوا ولا تعودوا لمثل هذا المنكر من القول أي الظهار. والله بما تعملون خبير: ومن خبرته أنه شرع لكم ما يصلح أعمالكم. فمن لم يجد: أي لم يجد الرقبة أو المال. ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله: ذلك لتؤمنوا بالله الذي أنزل لكم التكفير عن الظهار رحمة بكم وتتبعوا رسوله. حدود الله: ما حد الله من الشرع في أية قضية. جعل في ذلك أوامر ونواهي وضوابط تمنع الإنسان تجاوزها أو مخالفتها. وللكافرين: أي الذين يكفرون بالله وبتشريعه.


● إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ( ٥-٥٨ )

آيات الله ٤٢-١٠أ . الأمثال ٤٦-٣١ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٦ث . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ظ . جهنم ١١٥-ب٤٧ . القرآن ٩-٨س٢

يحادون: يعادون ويخالفون. كبتوا: أي أذلوا وأهلكوا ولعنوا. الذين من قبلهم: أي الذين شاقوا الله ورسله من الأمم الماضية. بينات: واضحات تدل على أنها من عند الله. وللكافرين: أي للكافرين بالآيات البينات.


يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( ٦-٥٨ )

البعث ١١٣-٤د . يوم الحساب ١١٤-٣٠ث٦-٤٨غ١١ . الله ١ ( ١ ) ٠ . قدرات الله –المحصي ١ ( ١٦ ) ١ . الشهيد ١ ( ٦٩ ) ٢أ

يوم يبعثهم الله: أي للكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله ... جميعا: أي الذين يحادون الله ورسوله والذين من قبلهم بل كل الكفار وكل الخلق. أحصاه الله: أي أحصى ما عملوا من الكبائر والصغائر وكل الأعمال بلا استثناء. ونسوه: نسوه لأن نسيان الكثير من طبيعة الناس. والله على كل شيء شهيد: ومن ذلك شهيد على كل أعمال الخلق ولا ينسى.


● أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمُ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ٧-٥٨ )

يوم الحساب ١١٤-٣٠ث٧ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١-٧أ . الحاضر ١ ( ٤٥ ) ٣أ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

نجوى: أي التحدث سرا. هو معهم: أي بصفاته البصير السميع الرقيب ...الخ.


● أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( ٨-٥٨ )

محمد ﷺ ٣٩-٣٨أش . المنافقون ٥٨-١٨أ٦-٢١خ . أدعية الجاهلين ٦١-٤ت . أعمال الكافرين ٦٣-٣٥ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٥أ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٦ ) - أ٤د

نزلت في المنافقين اليهود. كانت نجواهم تثير القلق في نفوس المؤمنين. النجوى: التناجي والتحدث سرا. حيوك بما لم يحيك به الله: أي تحيتهم ليس فيها ذكر سلام ولا رحمة من الله وبركاته كتحية الإسلام التي علمها الله للمؤمنين. فكانوا يخالفونها عمدا. وقد يدخل هنا أيضا قول بعض اليهود المنافقين للنبي ﷺ : السام عليك. أي الموت. بما نقول: أي في التحية وفي نجوانا. حسبهم : تكفيهم لتعذيبهم. يصلونها : يدخلونها ويقاسون حرها.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( ٩-٥٨ ) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( ١٠-٥٨ )

( ٩-٥٨ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١-٦ق٢ . الكلمة الطيبة ٨٤-١٤-١٨ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦ . ( ١٠-٥٨ ) الجن ٤٩-١٩ذ١ . الكلمة الطيبة ٨٤-١٤ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١٤ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦س

تناجيتم: تساررتم. وتناجوا: من النجوى وهي ما يسر بعضهم لبعض. بالبر: وهو التقوى وأعماله. واتقوا الله: أي اتقوه في نجواكم وفي كل شيء. تحشرون: تجمعون. تجمع أجسادكم وتجمعون مع غيركم في موقف واحد. النجوى: النجوى هنا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ﷺ . وهي من تزيين الشيطان. ليحزن الذين آمنوا: أي ليحزن الشيطان الذين آمنوا ليظنوا أنهم هم المقصودون في تلك النجوى وأنها ستضرهم. وليس بضارهم: أي وليس الشيطان بضارهم ... وقيل وليس التناجي بضارهم ...وعلى الله فليتوكل المؤمنون: أي بالتالي عليهم ألا تحزنهم نجوى الكفار.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجْلِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( ١١-٥٨ )

العالمون والجاهلون ٦٦-أ١ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ث . الله تجاه المؤمنين ٧٢-٣ج-١٣ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٥ح . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ٢ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢

فافسحوا: فافسحوا لبعضكم البعض أي توسعوا ليتمكن الكل من رؤية النبي ﷺ والاستماع إليه. يفسح الله لكم: أي لن يضيق عليكم بل يوسع لكم في الدنيا والآخرة. انشزوا: أي قوموا فانهضوا. يرفع الله الذين آمنوا منكم ....: فكما يفسح الله للذين تفسحوا في المجلس يرفع درجات الذين قاموا استجابة لأمر رسول الله ﷺ . الذين آمنوا منكم: أي الذين أطاعوا الله في كل أمر. والذين أوتوا العلم: أي الذين هم أعلم من غيرهم وهم درجات أيضا. درجات: أي ليسوا في نفس الدرجة في الجنة. وذكر هذه المعلومة في هذا المقام قد يوحي بأن كل هؤلاء درجات في الدنيا أيضا. ويعاملون على قدر إيمانهم وعلمهم ومهامهم. فيقال لبعضهم تفسحوا إذا كان حضور الكل ضروريا. وإلا فيقال لهم أو لغيرهم أن يغادروا لأن مصلحة المسلمين تستوجب ذلك. والله بما تعملون خبير: ومن ذلك علمه بمهام كل منكم.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة