U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

29- تفسير سورة العنكبوت من الآية 1 إلى الآية 20

   

29- تفسير سورة العنكبوت من الآية 1 إلى الآية 20

بسم الله الرحمن الرحيم


الم ( ١-٢٩ ) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ( ٢-٢٩ ) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ( ٣-٢٩ )

( ١-٢٩ ) القرآن ٩ -٥١ . ( ٢-٢٩ ) الابتلاء ١٠٦-٥أ . ( ٣-٢٩ ) الابتلاء ١٠٦-٥أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٨-١٩-٣٠أ

الم: أنظر التفسير في آخر الكتاب. أن يتركوا: أي يتركوا دون ابتلاء في دينهم. فتنا الذين من قبلهم: أي هذه سنة الله في المرسل إليهم. فيرى سبحانه هل يتمسكون بالدين الحق في كل الأحوال أم لا. فليعلمن الله: أي ليميزن. والعلم هنا بإظهار حقائق القلوب في عالم الشهادة. والله عليم بذلك مسبقا في عالم الغيب. فهو عالم الغيب والشهادة وعليم بكل شيء قبل وقوعه. صدقوا: صدقوا في إيمانهم وثبتوا على الحق. الكاذبين: وهم المؤمنون بلسانهم فقط لا بقلوبهم.


● أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ( ٤-٢٩ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٥

السيئات: وأعظمها الشرك. والمقصودون هنا الذين لا يؤمنون بيوم الحساب. ... يسبقونا: أي هل يحسبون أنهم قد يفوتوننا هربا من عقابنا أي يعجزوننا فلا نقدر على أخذهم بما يفعلون ؟ ساء ما يحكمون: أي حكمهم باطل سيء بعيد عن الحق وسيعود عليهم بالسوء. وهذا عندما يمهلهم الله ولا يعاقبهم في الحين على شركهم واعتدائهم على المسلمين.


● مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( ٥-٢٩ )

الناس ٥٠-١٥ . الساعة ١١١-١-٧أ . يوم الحساب ١١٤-٢٩أ١-٤٧ح . الكتاب الخالد ٣-٥ت . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

أجل الله: أي أجل لقاء الله. واللقاء هنا هو أيضا النظر إلى وجهه تعالى . السميع العليم: السميع لأقوال عباده العليم بكل أحوالهم ومن بينهم من يرجو لقاءه ومن يكفر به.


● وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( ٦-٢٩ )

الجهاد والقتال ٨٥-٩أ . لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ١

جاهد: جاهد في سبيل الله أو جاهد نفسه لتقوى الله. يجاهد لنفسه: أي للأجر يوم الحساب. لغني عن العالمين: أي غني عن أعمالهم وعبادتهم. لا يحتاج لنفسه أي شيء منهم ولا إلى أي شيء.


● وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٧-٢٩ )

الجنة ١١٧-ب٦ذ

لنكفرن عنهم سيئاتهم: أي نمحوها أو نبدلها حسنات بفضل إيمانهم وأعمالهم الصالحة. أحسن الذي كانوا يعملون : أي أحسن أعمال المسلم ( مع العلم أن الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر ) . كما قيل عن الكفار:|" وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٧-٤١ ) " وبما أن السيئة بمثلها وليس بأسوأ منها فهذا يعني أن الأسوأ هنا هو أسوأ أعمال الكافر. وهاتان الآيتان تشيران إلى أبواب الجنة وأبواب النار اللاتي سيدخل منهن أصحابهن. فأحسن أعمال المؤمن هو الذي يحدد له الباب الذي سيدخل منه. من كانت أحسن أعماله الصلاة دخل من باب الصلاة ومن كانت أحسن أعماله الصيام دخل من باب الريان .... الخ. أما درجة إيمانه فهي التي ستحدد له طبقته في الجنة وكل طبقة فيها ثمانية أبواب. وبعد دخوله هذه الطبقة سيرتقي فيها بحسنات أعماله كلها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود.


● وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٨-٢٩ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٨ث** . المؤمنون والمشركون ١٠٢-ب٧ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٥ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

جاهداك: أي ألحا عليك. ما ليس لك به علم: أي علم من الله. فلا تطعهما: أي في الشرك وأعماله. مرجعكم: أي مرجع الإنسان ووالديه وكل الخلق.


● وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ( ٩-٢٩ )

الجنة ١١٧-ب٦ض-ت٣٦أ

في الصالحين: أي في جملتهم في الجنة. والصالحون هم أهلها. وذلك بعد أن ينبئ الله عباده بما كانوا يعملون.


● وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمُ أَوَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ( ١٠-٢٩ ) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ( ١١-٢٩ )

( ١٠-٢٩ ) الأمثال ٤٦-١٧ب . الإنسان ٥١-٢٢ . المنافقون ٥٨-١٥ج . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٣ . ( ١١-٢٩ ) الإنسان ٥١-٢٢ . المنافقون ٥٨-١٥ج . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٨-١٩-٣٠أ

فإذا أوذي في الله: قيل نزلت في منافقي مكة يظهرون الإيمان للمؤمنين بينما ارتدوا عن إسلامهم عندما آذاهم المشركون وتخلفوا عن الهجرة. والآية عامة في كل منافق. فتنة الناس: أي أذاهم له ( أي إذا أوذي في سبيل الله ... ) كعذاب الله: أي في الآخرة. فيختار عذاب الآخرة لبعد وقوعه على عذاب الناس معتقدا أنهما سواء. ولا يعي أن أذية الناس لا شيء أمام عذاب الآخرة. يعني لم يصبر على الأذية في الله فيرتد ويكفر أو ينافق. نصر من ربك: أي نصر على الكفار. إنا كنا معكم: أي كنا مؤمنين مثلكم فأشركونا في الغنيمة. وليعلمن الله: ليميزن. والعلم هنا بإظهار حقائق القلوب في عالم الشهادة. فيصبح ظهورها علما واضحا لمن حضره. والمعنى هو أن الله سيعلم ذلك من عالم الشهادة مع علمه بذلك مسبقا في عالم الغيب. فهو عالم الغيب والشهادة .


● وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( ١٢-٢٩ ) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( ١٣-٢٩ )

( ١٢-٢٩ ) المؤمنون والكافرون ١٠٣-ب٧ . يوم الحساب ١١٤-٣٢ر٦-٤٨غ٢٧ . ( ١٣-٢٩ ) المؤمنون والكافرون ١٠٣-ب٧ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٦-٤٨غ٢٧

من خطاياهم: أي من خطايا المؤمنين. إنهم لكاذبون: أي ما يقولون ليس طبقا لما في قلوبهم لكونهم لا يؤمنون بالبعث. ثم إنهم إن رأوا خطاياهم لن يريدوا حملها ولا يستطيعون. وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم: أي ليحملن سيئاتهم وسيئات من ظلموهم بعد فراغ حسناتهم وسيئات فعلها غيرهم بسببهم دون أن ينقص من وزر هؤلاء. فلكل سيئاته ولا تزر وازرة وزر أخرى. يفترون: يختلقون الأكاذيب على الله. وأعظم افترائهم الشرك الذي هو سبيلهم ثم كذبهم على المؤمنين.


● وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمُ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ( ١٤-٢٩ ) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ( ١٥-٢٩ )

( ١٤-٢٩ ) نوح ١٣-٤-١٩أ . المعجزات ٤٣-٤أ . ( ١٥-٢٩ ) نوح ١٣-١٩ب-٢٠ . آيات الله ٤٢-٣٠ت

فلبث فيهم ألف ....: و هذه المدة فقط قبل الطوفان على ما يبدو من الآية والله أعلم . الطوفان: فيضان الماء الكثير المنهمر المغرق. وما كان كثيرا فهو طوفان. وكل ما طاف بشيء هو أيضا طوفان. ظالمون: ظالمون بشركهم. آية للعالمين: أي لكل الناس. آية تدل على عقاب الله. وظلت السفينة فوق الجودي عبر القرون.


● وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( ١٦-٢٩ ) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ١٧-٢٩ )

( ١٦-٢٩ ) إبراهيم ١٧-١٥أ . ( ١٧-٢٩ ) إبراهيم ١٧-١٥ح . الشرك ٥٧-١٣ر-١٥ش٥-١٧-١٩ز٢ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ط-٦ل١ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

أوثانا: أصناما. إفكا: كذبا. فابتغوا: فاطلبوا.


وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ( ١٨-٢٩ )

إبراهيم ١٧-١٥ح . الأمثال ٤٦-١٥ز . القرون القديمة٥٣-٤أ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٦ت-١٨ب . الرسل ١٠-١٩ت

وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم: هذا من كلام الله تعالى لكفار قريش نزل معترضا في قصة إبراهيم ﷺ . فالله هو الشاهد على الأمم وعلى رسله لكن يجوز أن يكون من كلام إبراهيم لقومه واستعمله الله أيضا لمخاطبة قريش كمقدمة للآيات التالية التي هي من كلامه سبحانه مخاطبا نبيه ﷺ " أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ... " " " قل سيروا في الأرض ..." " أولئك يئسوا من رحمتي ... " ثم بعد هذا الفاصل عاد القرآن إلى قصة إبراهيم: فما كان جواب قومه ... فكأنما مزجت قصة إبراهيم بقصة قريش لأنهم كانوا سواء يعبدون الأصنام. المبين: الواضح والبين بالدلائل.


أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ( ١٩-٢٩ ) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ٢٠-٢٩ )

( ١٩-٢٩ ) البعث ١١٣-٤ث . القدير ١ ( ١٥ ) ٨ب . ( ٢٠-٢٩ ) القرآن والعلم ٤٥- ٢٩ث أ . البعث ١١٣-٤ت . القدير ١ ( ١٥ ) ٨ب . القدير ١ ( ١٥ ) ٣

أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده: أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق. الوقف هنا. أي المطلوب منهم هو أن يروا ذلك ثم يخبرهم بأنه سيعيده. والآية مفسرة هكذا في الآية التالية: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ .... ثم الله ينشئ ... يبدئ الخلق ثم يعيده: يبدئه أول مرة بالإنشاء لأنه لم يكن موجودا ثم يعيده بالبعث. يسير: هين. قل سيروا في الأرض فانظروا ...: أي إن سرتم في الأرض وبحثتم ستكتشفون كيف بدأ كل شيء. يحث القرآن على معرفة بداية الخلق. أي خلق الأرض والجبال والأنهار والنبات والأشجار والحيوانات ...


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة