U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

41- تفسير سورة فصلت من الآية 1 إلى الآية 18

   

41- تفسير سورة فصلت من الآية 1 إلى الآية 18

بسم الله الرحمن الرحيم


حم ( ١-٤١ ) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( ٢-٤١ )

( ١-٤١ ) القرآن ٩-٥١ . ( ٢-٤١ ) القرآن ٩-٧أ٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥١

حم: أنظر التفسير في آخر الكتاب. تنزيل: أي تنزيل القرآن. الرحمان الرحيم: الرحمان هو منبع كل رحمة . يرحم ويجعل الرحمة بين خلقه . فلولاه لما رحم أحد أحدا. الرحيم الذي يرحم خلقه .


كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ٣-٤١ ) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ( ٤-٤١ )

( ٣-٤١ ) العالمون والجاهلون ٦٦-أ٤ث . القرآن ٩-٧ذ٤-٨ر-١٩أ-٤٢ر١ . ( ٤-٤١ ) الناس ٥٠-١٣د-١٩أ . القرآن ٩-١٨-١٩ ( ٠ ) -١٩أ-٤٢ح-٤٢ر١

كتاب: أي هذا الكتاب تنزيل من الرحمان الرحيم. فصلت آياته : بينت بتفاصيل بينة. لقوم يعلمون: فلا بد من العلم والعقل وحسن التفكر والتدبر لفهم القرآن . بشيرا: أي بثواب الله وأعظمه الجنة ورضوانه. ونذيرا: أي يخوف من عقاب الله وأعظمه جهنم. أكثرهم: وهم الكفار. لا يسمعون: أي لا يسمعون سماع قبول وإطاعة.


● وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ( ٥-٤١ )

القرآن ٩-٤٢ح

أكنة : أغطية. وقر : صمم. ومن بيننا وبينك حجاب: بمعنى أنت في عالمك ونحن في عالمنا لا تواصل بيننا ولا نستوعب ما تقول. فاعمل إننا عاملون: أي بما أننا لا نفهم دينك ولا نقتنع به فاعمل على شاكلتك ونحن على شاكلتنا.


● قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ( ٦-٤١ ) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( ٧-٤١ )

( ٦-٤١ ) محمد ٣ ٩-٣-٣٧ح . الشرك ٥٧-٣١-٣٧ن . الإنفاق ٨١-٢٤ح . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب . ( ٧-٤١ ) الشرك ٥٧-٣١ . الإنفاق ٨١-٢٤ح

فاستقيموا إليه: فاستقيموا بالطاعة وبما أمر. وويل : عذاب وشقاء. وقيل واد في جهنم. الذين لا يؤتون الزكاة: الزكاة هي تطهير النفس والمال. وهي زكاة على نعم الله التي وهبها للناس. ومنها نعمة الحياة ونعمة المال. فعلى كل إنسان أن يعبد الله ويوحده ويطيع أمره - ذلك زكاة له على نعمة وجوده - ثم يؤتي زكاة ماله الذي جعله الله مستخلفا فيه. فالزكاة مفروضة من قديم على الأمم كما قال عيسى عليه السلام: " وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ( ٣١-١٩ ) " . وقال الله عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام: " وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ( ٧٣-٢١ ) ". فهددت الآية المشركين بالويل الواقع لهم حتما لأنهم لا يطهرون نفوسهم من الشرك والذنوب ولا أموالهم.


● إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمُ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ( ٨-٤١ )

الجنة ١١٧-أ٨ح-ب٦ش

غير ممنون: أي غير مقطوع أو غير منقوص.


● قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( ٩-٤١ )

ما يباركه الله في القرآن ٤١-٤ . القرآن والعلم ٤٥-٦ج . الشرك ٥٧-١٣ج . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١أ-٧ . الرب ١ ( ٢٢ ) ٢

أئنكم: استفهام وتعجب. لتكفرون: هذا خطاب موجه للكافرين. أي عجب كفركم هذا ! يومين: مرحلتين. واليوم في القرآن هو مدة زمنية تختلف حسب الموضوع. فلم تكن في الأرض حينها جبال ولا حياة . كانت الكواكب فقط كتلا حامية وحرارتها عالية جدا. ذلك: أي الذي خلق الأرض في يومين وهو الله.


● وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ( ١٠-٤١ )

الله والخلق ٤٠-٢٣ذ . ما يباركه الله في القرآن ٤١-٤ . القرآن والعلم ٤٥-٦ح-٦خ-٢١ح٢ . الكتاب الخالد ٣-٢٥خ

رواسي: جبال كالأوتاد لكيلا يميد سطح الأرض بمن عليه. من فوقها: ألقيت الجبال من باطن الأرض إلى السطح فأصبحت ظاهرة فوقه. وبارك فيها : أي لتحصل البركة إلى يوم الفناء. والبركة هنا هي النماء والزيادة في خيرات الأرض. أقواتها : أرزاق أهلها ومصالحهم. في أربعة أيام: أي لخلق الأرض وإكمالها. فالجبال بدأ خلقها في بداية اليوم الثالث مع بداية تصلب سطح الأرض تدريجيا الذي أصبح يشكل حاجزا أمام الحمم التي تتوسع في القعر بفعل دوران التفكك. ولولا التصلب هذا لما ظهرت جبال فوق السطح ولأستمر حجم الأرض يزداد فقط. واستمر خلقها في اليوم الثالث حتى تم إرساؤها بعد هلاك الدينصورات وقبل خلق الأنعام. أي بزمن بعد بداية اليوم الرابع يوم خلق الحيوانات. أما تنزيل المعادن التي تشكل بعضا من أقوات الأرض فبدأ منذ اليوم الأول بإدخال بعض منها بدوران الضغط واستمر في اليوم الثاني بتساقط البعض الآخر من الفضاء أثناء دوران التفكك. لذلك الأربعة أيام لخلق الأرض وإكمالها متداخلة بعضها بعضا. وفصل الله منها اليومين الأولين فقط ليبين أن الهيكل لكل كوكب لوحده يخلق في مرحلتين. مرحلة دوران الضغط التي تليها مرحلة دوران التفكك. وبتصلب السطح ينتهي اليوم الثاني رغم استمرار التفكك إلى يوم الفناء. أيام: مراحل. سواء للسائلين: أي سواء بلا استثناء ولا إهمال ولا نقصان لكل المحتاجين الذين سيسألون الله الرزق.


● ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( ١١-٤١ ) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ( ١٢-٤١ )

( ١١-٤١ ) المعجزات ٤٣-١ . القرآن والعلم ٤٥-٦د . الإسلام ٤٧-٢ . كلام الله ١ ( ٣٦ ) ٧ . ( ١٢-٤١ ) الله والخلق ٤٠-١٧ج . القرآن والعلم ٤٥-٦د-٦ص-٧أ-٨أ . الأمثال ٤٦-٢٥ . الكتاب الخالد ٣-٢٥خ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) . الله يوحي ١ ( ٣٧ ) ٩ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣

ب ع د أ ن ت م خلق الأرض ومعظم الكواكب ( لأن لفظ " الأرض " يشملهن كلهن ) شرع الله في خلق السقوف . فاستوى إلى السماء وكانت دخانا في تلك المرحلة فتم خلقها في يومين. استوى إلى السماء : ارتفع إلى مستواها في بعد لا يعلمه إلا هو. دخان: الدخان هو أول مادة ظهرت من جزيئات صغيرة من الرتق. في كل ذرة وفي كل كوكب وكل مركز جزء من الرتق على قدر الحجم. وللأرض: أي عالم الأرض الذي يضم كل الكواكب. أتينا طائعين: كان إتيانهما بتوسيع دائرتهما لأنهما على شكل حلقات. فرغم جاذبية المركز العظيم مركز الدنيا أصبحتا تبتعدان عن مركز هذا المركز. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. طائعين: راضين. ونزلتا منزلة العقلاء لإطاعتهما أمر الله. لم تستطع جاذبية المركز أن تمنع توسع السماوات الطائعة رغم أنها لا تزال ماسكة بهن. وقوة التوسع في ازدياد مستمر.

فقضاهن ...: أي أتمهن وفرغ منهن في يومين. يومين: أي مرحلتين. وأوحى في كل سماء أمرها : أي ما أراد لها وما سيكون فيها . السماء الدنيا : ما تحت السماء الأولى أي ما تحت السقف الأول. ولا توجد الكواكب والمجرات إلا في هذه السماء الدنيا. بمصابيح: هي النجوم المضيئة أي الشموس. وحفظا: أي من كل ضرر ومن نور الله الأعظم ومن كيد الشياطين لكيلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى ... ذلك: وهو كل ما ذكر من الخلق. تقدير: وهو ما قدر الله للخلق أن يكون على شكل معين طبقا لما شاء. العزيز: فمن يقدر على مثل هذه الأمور إلا العزيز الغالب على كل شيء ؟ العليم: أي بخلق كل شيء.


● فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ( ١٣-٤١ ) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمُ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ( ١٤-٤١ )

( ١٣-٤١ ) هود ١٤-١أ-٨ز . صالح ١٥-٤ب . محمد ٣ ٩-٣٦ب ب٦ . التنبؤات ٤٤-ب٣ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٧-١٤ج . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ت٩ . ( ١٤-٤١ ) هود ١٤-١أ . صالح ١٥-٤ب . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٠ب٢-٢٤ح٢ت . الملائكة ٢-٢٤ح . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٣-٥٤

أنذرتكم: أي لقد خوفتكم من صاعقة ... صاعقة: عذاب مهلك يصعق من نزل عليه. عاد: هم الخلفاء من بعد قوم نوح . وهم قوم هود. وعاد هو ابن ارم بن عوص بن سام بن نوح ( عن محمد بن إسحاق ) . جاءتهم الرسل من بين أيديهم: أي جاءتهم رسل في زمانهم أي عاصروها. ومن خلفهم: أي بعد مضي كل جيل منهم مع رسوله يبعث رسول آخر إلى الذي يليه. من بين أيديهم ومن خلفهم: أي رسل كثيرة جاءتهم عبر أجيالهم. وقوم هود لم يدمرهم الله حتى بعث هود وأنذرهم بالأحقاف. لو شاء ربنا لأنزل ملائكة: وهذا جهل بمشيئة الله. لا يؤمنون منها بما يريدون .


● فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ( ١٥-٤١ ) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحْسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ( ١٦-٤١ )

( ١٥-٤١ ) هود ١٤-٤ . القوي ١ ( ٢١ ) ١ . ( ١٦-٤١ ) هود ١٤-٨ت-٨ث . الآخرة ١١٢-١٤ . يوم الحساب ١١٤-٤٨ذ٧ . جهنم ١١٥-أ٤ذ-ب٤٧

ريحا صرصرا: أي شديدة البرد والسموم. نحسات: مشؤومات. الخزي : الإذلال بالعذاب. أخزى: أي أشد إذلالا وإهانة. وأخزى من الريح الصرصر الذي أصاب قوم عاد.


● وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( ١٧-٤١ )

صالح ١٥-٣-١٠ت . الهداية ٤٨-٤٦أ

فهديناهم: بينا لهم الهدى. فاستحبوا: فاختاروا. العمى: أي الضلال هنا. صاعقة العذاب: أي ما يهلك من العذاب. كل عذاب مهلك يصعق به من نزل عليه. وهنا صيحة مهلكة. الهون: المهين الذي أذلهم ولم يستطيعوا رده. بما كانوا يكسبون: أي كفرهم وقتلهم ناقة الله.


● وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ( ١٨-٤١ )

هود ١٤-٩ . صالح ١٥-١١أ . الله تجاه المؤمنين ٧٢-٧

الذين آمنوا: أي من قوم هود وقوم صالح.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة