U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

66- تفسير سورة التحريم من الآية 1 إلى الآية 12

   

66- تفسير سورة التحريم من الآية 1 إلى الآية 12

بسم الله الرحمن الرحيم


● يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١-٦٦ ) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( ٢-٦٦ )

( ١-٦٦ ) محمد ٣ ٩-٤٦د . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠ . ( ٢-٦٦ ) محمد ٣ ٩-٤٦د . كفارة السيئات ٨٧-٣ . الولي ١ ( ٥٨ ) ٤ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤

قوله تعالى" أحل الله لك " يدل على ما أحل له من النساء. ولو كان الأمر يتعلق بالعسل كما قيل لربما نزلت الآية على الشكل التالي مثلا " لم تحرم ما أحل الله " أي لكل الناس . فقد حلف النبي ﷺ أن لا يطأ أم إبراهيم . وذلك بعد ما أصابها في بيت بعض نسائه كما قيل والله أعلم.غفور رحيم: غفور لك في كل الأحوال. رحيم بك. قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم: أي كفارتها كما جاء في سورة المائدة: " فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمُ أَوْ كِسْوَتُهُمُ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمُ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ٨٩-٥ ) ". مولاكم: متولي أموركم وهو من فرض لكم تحلة أيمانكم. العليم الحكيم: العليم بما يصلح لكم الحكيم في ما يشرع.


● وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ( ٣-٦٦ )

محمد ٣ ٩-٤٥ر-٤٦ذ . المعجزات ٤٣-٤ط . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٦

أخبر الله رسوله ﷺ عن تصرف بعض أزواجه لما نبأت بما أسر لها. بعض أزواجه: قيل حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. حديثا: قيل تحريم النبي ﷺ مارية على نفسه وأن أبا عائشة وأبا حفصة سيكونان خليفتيه على أمته من بعده والله أعلم. نبأت به: قيل أن حفصة نبأت به عائشة رضي الله عنهما. وأظهره الله عليه: أي كان الله معينا للنبي ﷺ فأطلعه على كل ما نبأت به حفصة. عرف بعضه: أي لحفصة. فأخبرها بأنها أفشت بعض سره. وأعرض عن بعض: أي لم يتهمها بأنها أفشت كل ذلك السر مع أنها فعلت تكرما منه. فلما نبأها به: أي أخبر حفصة بأنها أفشت السر. والضمير لبعض السر الذي عرفه لها. قالت من أنبأك هذا: أي من أخبرك بأني نبأت به.


إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَّاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ( ٤-٦٦ ) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ( ٥-٦٦ )

( ٤-٦٦ ) محمد ٣ ٩-٤٤ز-٤٦ر . التوبة ٧٥-١١ت . الملائكة ٢-١٨ . ( ٥-٦٦ ) محمد ٣ ٩-٤٦ر . التوبة ٧٥-١١ت . النكاح ٨٩-١٦

إن تتوبا إلى الله ...: الخطاب لعائشة وحفصة رضي الله عنهما. والتوبة هنا مما صدر منهما من المظاهرة أو السرور بتحريم الرسول ﷺ مارية عليه. صغت قلوبكما: أي مالت عن الحق أو مالت إليه إن هما تابتا. وإن تظاهرا عليه: أي إن تتعاونا عليه بما يسوؤه. وجبريل: فهو من أخبر النبي ﷺ بأمر الله بما فعلت حفصة. وصالح المؤمنين: هما أبو بكر وعمر أبوا عائشة وحفصة لأنهما المعنيان في هذه القضية. أما في القضايا الأخرى فصالح المؤمنين يدخل فيه كل المؤمنين المخلصين المعنيين بها. بعد ذلك: أي بعد نصرة الله. فالله هو مولاه. أما جبريل وصالح المؤمنين والملائكة فكلهم بعد ذلك ظهير. ظهير: أي أعوان له. قانتات: مطيعات لله. سائحات: صائمات أو مهاجرات أو ذاهبات في إطاعة الله. ثيبات: سبق لهن أن تزوجن.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ( ٦-٦٦ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٨ح . النكاح ٨٩-٣٣ . جهنم ١١٥-أ٥أ-أ٧ب . الملائكة ٢-٣ت

قوا: قوا من الوقاية. أي بأن تحضوا أنفسكم وأهليكم على إطاعة الله. عليها ملائكة: ملائكة قائمون على تعذيب من في جهنم. غلاظ: غلاظ القلوب والأجسام لا يعرفون الرحمة والشفقة. شداد: أي أخذهم وبأسهم شديد لقوة أبدانهم لا يعرفون التعب ولا الملل.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧-٦٦ )

جهنم ١١٥-٤٨غ٣٦ز

اليوم: أي وهم في نار جهنم كما جاء ذكرها في الآية السابقة. وقد يكون هذا من قول الملائكة الغلاظ الشداد المذكورين في السياق.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمُ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ٨-٦٦ )

محمد ٣ ٩-٤٨ب . أدعية المؤمنين ٦٩-١٩ . التوبة ٧٥-١-٥ج-٨ . يوم الحساب ١١٤-١٣ش٧-٤٧س-٤٧ط . الجنة ١١٧-أ٧ج-أ١٣-ب٨ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣

نصوحا: أي صادقة وخالصة. يكفر عنكم سيئاتكم: أي يكفرها بمحوها بفضل توبتكم. يوم: أي سيكفر الله عنكم سيئاتكم أيها المؤمنون ويدخلكم الله جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي ... أي سيظهر لكم تكفير سيئاتكم في الديوان اليسير وحين تقسيم النور. لا يخزي: لا يذل. نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم: أي يسير بسرعة أمامهم. وجزء آخر من نورهم في أيديهم اليمنى. أتمم لنا نورنا: أي يا ربنا اجعل نورنا الذي يسعى أمامنا في كل كياننا وجسدنا مع هذا الذي في أيماننا. سيقولون ذلك مباشرة قبل الصراط . أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود. في هذا الموقف يعطى المؤمن جزءا من نوره في يده على قدر إيمانه وإخلاصه ويظل ما تبقى من الجسم دون نور حتى يمر من الصراط ويتقدم إلى الرحمان ليلحق بما تبقى من نوره ( وهو نور أعماله ) وليمد له في جسمه. إنك على كل شيء قدير: فالثناء على الله في الدعاء يقرب الاستجابة حتى في يوم الحساب. والقدرة هنا قدرة الله على تنجية المؤمنين من الصراط والمغفرة ومنحهم نور أجرهم ليكون في كيانهم.


● يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( ٩-٦٦ )

الجهاد والقتال ٨٥-١٤أ-١٦ب٢ . المؤمنون والمنافقون ١٠٤-ب٤ . جهنم ١١٥-أ٤د-ت٤ ( ١٣ )

جاهد الكفار والمنافقين: أي جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بالحجة. واغلظ عليهم: أي لا تكن لينا معهم.


● ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَاِمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ( ١٠-٦٦ )

نوح ١٣-٢٦ . لوط ١٩-٨ت . الأمثال ٤٦-١ت-٤٢ . أعمال الكافرين ٦٣-١٦** . الرجل والمرأة ٨٨-١٤** . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٦ )

مثالان ع ن امرأتين كافرت ين. تحت عبدين ...: أي في عصمة نبيين. ف خانتاهما: والخيانة هي عدم الوفاء. ولا شك أنهما كانتا كافرتين وخائنتين. كافرتين لكونهما من أهل النار وأن مثلهما مضروب للذين كفروا بخلاف المثل في الآية التالية للمؤمنين عن امرأة فرعون المؤمنة. أما عن خيانتهما فكان عملهما ممقوتا ومخالفا لما تظهران لزوجيهما. بخلاف امرأة فرعون التي أعلنت إيمانها بموسى عليه السلام وصبرت على أذى فرعون لها لأجل ذلك. فلم يغنيا عنهما من الله شيئا: فلم يدفعا ( أي نوح ولوط ) عنهما من عذاب الله شيئا. هذا مثل يبين للكافرين أن القرابة لن تنفعهم ولو كانوا من أهل أنبياء مكرمين. وقيل: أي وقيل يوم القيامة. مع الداخلين: أي مع كل الكافرين.


● وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( ١١-٦٦ )

موسى ٢٦-٦٥ . الأمثال ٤٦-١ت-٤٣ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ز . الرجل والمرأة ٨٨-١٤ . الجنة ١١٧-ب٣٢

مثال عن امرأة مؤمنة. واسمها آسية بنت مزاحم كما جاء في الحديث . فقد صبرت على تعذيب فرعون لها لما علم بإيمانها بالله وبموسى. وهذا مثل يبين للمؤمنين أن الإيمان والصبر عليه ينفعان المؤمن في الآخرة حتى وإن كان من أهل أشد الناس كفرا وشركا في الأرض. الظالمين: وهم هنا المشركون والطاغون.


● وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ( ١٢-٦٦ )

امرأة عمران ٣٤-٢ . مريم ٣٧-١-٨ب . الأمثال ٤٦-٥١أ

مثال آخر عن امرأة مؤمنة. عمران: قيل إن عمران كان من صالح أحبار اليهود من نسل سليمان بن داوود وقيل من نسل هارون أخي موسى كما يستنتجه بعض المفسرين من قول بني إسرائيل لها: " يا أخت هارون ".

أحصنت فرجها: أي حفظته من الرجال والفاحشة. فنفخنا فيه من روحنا: أي بأمرنا تمت النفخة من قبل روحنا. والروح هنا رسول الله كما جاء في آية أخرى: " قال إنما أنا رسول ربك ( ١٩-١٩ ) ". قيل هو جبريل والله أعلم. وصدقت بكلمات ربها: أي بأوامره التي جاءت بها الملائكة والروح. أي صدقت أنها من عند الله. وكتبه: وكتبه التي أنزلها. القانتين: الخاضعين والمطيعين.

*****


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة