U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

17- تفسير سورة الإسراء من الآية 1 إلى الآية 21

   

17- تفسير سورة الإسراء من الآية 1 إلى الآية 21

بسم الله الرحمن الرحيم


● سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( ١-١٧ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣١-٤٥ج . ما يباركه الله في القرآن ٤١-٦أ-٧ . آيات الله ٤٢-٤٥أ . المعجزات ٤٣-٤ط . ذكر الله ٧٦-٢٢ب٣ . المساجد ٧٩-٤ . الرؤيا ١٠٩-٣ت . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٦

لقد أسري بالنبي ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة. سبحان: تنزه وترفع وتعالى عن كل نقص. ليلا: جزء من ليلة واحدة. المسجد الأقصا: وهو الذي ببيت المقدس. وهو مسجد سليمان بن داوود عليهما السلام. قيل بنته الملائكة بعد المسجد الحرام بأربعين عاما. والأقصى أي الأبعد والذي لم يكن حينها وراءه مسجد. باركنا حوله: أي بالثمار والأنهار والأنبياء. من آياتنا: أي في المسجد الأقصى ومن تم إلى سدرة المنتهى. السميع البصير: الذي يسمع ويبصر كل شيء ومن ذلك الآيات التي أراها لعبده ﷺ . فهو من كان شهيدا بسمعه وبصره على إسراء ومعراج نبيه. فعليكم أن تسبحوا بعظمته سبحانه وقدرته.


● وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ( ٢-١٧ )

التوراة ٦-٢-٥ب . الرقيب-الوكيل ١ ( ٤٨ ) ٢أ

الكتاب: التوراة. وكيلا: وليا تفوضون إليه أموركم.


● ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ( ٣-١٧ )

نوح ١٣-٣-٣٠ . بنو إسرائيل ٥٥-١ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠ج . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل١٤

بنو إسرائيل هم من جملة ذريات المؤمنين الذين حملوا مع نوح. وإبراهيم ﷺ الذي هو جدهم أيضا كان من تلك الذرية. وهو من ذرية سام بن نوح. وكانوا أول ذرية وأمة اصطفاها الله لتعمل بكتابه الذي أوتيه موسى عليه السلام بعد أن أهلك كثيرا من القرون الكافرة من بعد نوح كما جاء في آية في نفس السورة. وتم هذا الاختيار لما صبروا على أذى فرعون وكانوا يرجون رحمة الله. فرحمهم رغم نفور الكثير منهم مما جاء به موسى. والذين حملوا مع نوح هم من ذريته لقوله تعالى ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِن َ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ( ٧٦-٣٧ ) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ( ٧٧-٣٧ ) . وذكر أنه ما نجا إلا نوح وامرأته وثلاثة بنين له سام وحام ويافث ونساؤهم والله أعلم. ونوح كان عبدا شكورا أي عابدا لله. فبفضل إيمانه ومن آمن معه لم يدمر الله البشرية تماما بل أعطى فرصا أخرى لذريات من بقي للإيمان به.


وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ( ٤-١٧ ) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ( ٥-١٧ )

( ٤-١٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-٢١ . ( ٥-١٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-٢١ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٢

وقضينا إلى بني إسرائيل: أي أعلمناهم بما هو مكتوب وواقع. الكتاب: التوراة. لتفسدن: أي ستفسدن بالمعاصي والآثام. وهذا فقط خبر من علم الله بالمستقبل وهو لا يريد الفساد. والإفساد هنا مرتبط بعلو كبير وهم في بيت المقدس. وليس المعنى أنهم لن يفسدوا إلا مرتين. في الأرض: وهي هنا الشام وبيت المقدس لقوله تعالى: " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ". ولتعلن علوا كبيرا: أي ستطغون طغيانا كبيرا على الناس. وعد أولاهما: أي وعد إفسادكم وعلوكم الأول. بعثنا عليكم: أي أنشأنا وأرسلنا عليكم. وهذا من فعل الله. عبادا لنا: أي هنا خادمون لقدرنا ينفذون بإرادتنا قضاءنا فيكم. فهذا اللقب "عبادا لنا " قد يشبه الذي لقب به يأجوج ومأجوج في حديث مسلم مع أنهم شر الخلق ومن أهل النار لكنهم خادمون لقدر الله وهم لا يشعرون. وكل الخلق من عباد الله. جاء في ذلك الحديث " فبينما هو كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ". بالتالي فالذين سيغزون بني إسرائيل في هذين الوعدين قد يكونوا من المسلمين أو من غيرهم. أولي بأس شديد: أي ذوي قوة وبطش شديد في الحرب. فجاسوا خلال الديار: أي سيمشون ويترددون بين دياركم يطلبونكم ليقتلوكم.


● ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ( ٦-١٧ ) إِنْ أَحْسَنتُمُ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ( ٧-١٧ ) عَسَى رَبُّكُمُ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ( ٨-١٧ )

( ٦-١٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-٢١ . ( ٧-١٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-٢١ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣- ١٥ح-٢٠ج١ . يوم الحساب ١١٤-٣٢ج . ( ٨-١٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-٢١ . جهنم ١١٥-أ٤ر

رددنا لكم الكرة عليهم: أي بإرادتنا أرجعنا لكم الغلبة عليهم لتسترجعوا مقامكم. أكثر نفيرا: أي أكثر عددا وعشيرة من عدوكم. وإن أسأتم فلها: أي فلأنفسكم تسوؤوا. وعد الآخرة: أي وعد إفسادكم وعلوكم الثاني. وهو الأخير في هذا القضاء. ليسوءوا وجوهكم: تقدير هذه الآية التي نزلت بهذا الشكل تفاديا للتكرار هو: " فإذا جاء وعد الآخرة بعثنا عليكم عبادا لنا مرة أخرى ليحزنوكم بالقتل والسبي وليظهر الذل في وجوهكم ". وقد يكونون نفس القوم لكن من جيل آخر أو قوما آخرين. ف"عبادا لنا" قد تضم أقواما مختلفة لكن كلها من عباد الله. المسجد: هو هنا بيت المقدس. وليدخلوا المسجد: أي بلد بيت المقدس. كما دخلوه أول مرة: أي بنفس الطريقة. يعني كما دخله الأولون أول مرة لما جاسوا خلال الديار. فالغزاة في المرة الثانية هم من جيل آخر لأن بني إسرائيل سيمدهم الله بأموال وبنين بعد هزيمتهم الأولى حتى يصبحوا أقوياء ويعلون مرة أخرى. وليتبروا: ليخربوا. ما علوا: أي ما استولوا عليه. عسى ربكم أن يرحمكم: أي يرحمكم بعد ذلك إن تبتم ويصرفهم عنكم إن شاء. وإن عدتم: أي إلى الفساد والعلو الظالم. عدنا: أي إلى معاقبتكم وإرسال من يعاقبكم. حصيرا: حبسا وسجنا. قال تعالى: " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٦٧-٧ ) " ومن ضمن ذلك هذا التنبؤ الخطير. وإذا كان كل المفسدين معرضين لعقاب الله في الدنيا قبل الآخرة فالذين من بني إسرائيل لن ينجوا منه حتما هم أو ذرياتهم.

أما المرتان في الآية عن علو بني إسرائيل فمرتبطتان بشروط: أن يكونوا قاطنين ببيت المقدس ويكون علوهم علو فساد . ثم بعد هزيمتهم الأولى سينتصرون بعد حين على عدوهم الذي هاجمهم في ديارهم . بعد ذلك سيمدهم الله بأموال وبنين لتراجعهم عن فسادهم الأكبر . لذلك يقول تعالى " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها " ثم يعلون مرة أخرى علو فساد فيغزون. بعد ذلك عليهم أن يرجوا الله عسى أن يرحمهم بنصر يحررهم من عدوهم كما قال " عسى ربكم أن يرحمكم ". لكن قضاء الله ضد فسادهم " وإن عدتم عدنا " سيبقى إلى يوم نزول عيسى عليه السلام .

واختلف في هوية أعداء بني إسرائيل هؤلاء. فقيل البابليون في الوعد الأول والرومان في الوعد الثاني. وقيل أيضا أن فسادهم الأكبر كان بقتل زكرياء ثم يحيى عليهما السلام ... والله وحده أعلم بحقيقة هاذين الوعدين بالضبط لكن كلما عاد بنو إسرائيل إلى علو فسادهم كلما بعث عليهم من يذيقهم نفس الهزيمة والعذاب. وهذا وعد أيضا يبقى سائر المفعول إلى حين قيام الساعة تقريبا. وبالتالي لا يمكن حصر قضاء الله ضدهم في وعدين فقط. لذلك نجد اختلاف المفسرين في هوية أعدائهم هؤلاء .


● إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ( ٩-١٧ )

الجنة ١١٧-أ٨ج-ب٦ز . القرآن ٩-١٨-٢٠ت

وفي الحديث " القرآن صراط الله المستقيم وحبل الله المتين « أقوم: أعدل وأصوب.


● وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( ١٠-١٧ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٩ ) . القرآن ٩-١٩ح


● وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا ( ١١-١٧ )

الإنسان ٥١-٢ . الكتاب الخالد ٣-٢٢

من عجلته يدع الإنسان بالشر على نفسه أو على غيره كما يدعو بالخير. وذكر الشر والخير هنا جاء بمناسبة ذكر الأجر الكبير والعذاب الأليم في الآية السابقة. وبدل أن يرجو الإنسان ربه أن يعطيه أجرا حسنا ويجنبه العذاب الأليم يدعو على نفسه استعجالا واستهزاء لأنه يكفر بالآخرة.


● وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ( ١٢-١٧ )

الله والخلق ٤٠- . آيات الله ٤٢-١٥ب . القرآن والعلم ٤٥-١٠ب . نعم الله على الناس ٥٢-٢٠ . قدرات الله ١ ( ١٦ ) ٦ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٨

هذه الآية لها علاقة بأبصار الناس. فلا يستبان لهم في الليل كما يستبان لهم في النهار. فعلاقة الأبصار بما يحدث لها باختلاف الليل والنهار تدل على وجود الله المسخر الذي أوجد تلك العلاقة. فهو من جعل آية النهار وهي النور مبصرة. أما آية الليل فقد محاها عن أبصار الناس وإلا لاستطاعوا أن يبصروا فيه كما في النهار. فلكي يبصر الإنسان في الدنيا يجب أن يكون له بصر شغال ويكون الشيء المنظور أمامه غير ممحو عن بصره. وآية الليل لا تعني القمر. فلو محا الله نوره لما عاد يرى بل قدره منازل وجعله منيرا. وقيل كان مضيئا بذاته في أول الخلق ثم طمس نوره الأصلي فأصبح فقط يعكس ضوء الشمس. هذا صحيح لأن كل الكواكب كانت كذلك في أول خلقها لكن هذا لا يفسر آية المحو لأن الله لو محا جسم القمر لانعدم. فكل الكواكب بما فيها الأرض كانت كتلا من النيران الحامية نتيجة دوران الضغط لكن الأقمار برد سطحها وتصلب. أما الشموس فكان الضغط عليها كبيرا جدا فلم تتصلب. أما آية النهار فهي نور فضاء الأرض المستنير بنور الشمس. وبه يبصر الإنسان. أما الليل فهو لوحة سوداء فارغة ممحوة بالنسبة لبصره. لو وضعته في ليل دون أي نور من قمر أو نجوم أو مصابيح أو نار ... فسيكون أعمى تماما.

لتبتغوا فضلا من ربكم: أي لتسعوا في النهار طالبين الرزق من الله. ولتعلموا عدد السنين والحساب: أي بتعاقب الليل والنهار. ولولاه لما علمتم كيف تحصون الزمن. وكل شيء فصلناه تفصيلا: أي كل شيء يحتاجه الناس لمعرفته بيناه لهم تبيينا.


● وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا ( ١٣-١٧ ) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ( ١٤-١٧ )

( ١٣-١٧ ) الإنسان ٥١-٧ . يوم الحساب ١١٤-٣١ج . ( ١٤-١٧ ) يوم الحساب ١١٤-٣١ج

الإنسان رهي ن أع ماله . ألزمناه طائره في عنقه: أي جعلنا ما يؤول إليه قدره بسبب إيمانه وأعماله ( أي أشقي أم سعيد ) معقودا في عنقه منذ خلقه لا يفارقه وهو عنه غافل. ويخرج له يوم القيامة كتاب أعماله يوضحه يلقاه مفتوحا ليقرأه. منشورا: مفتوحا. ومن بين ما جاء في حديث جابر بن عبد الله عن رسول الله ﷺ أن يوم البعث سينحط على كل إنسان ملك الحسنات وملك السيئات فينتشطا كتابا معقودا في عنقه. اقرأ كتابك: وكل إنسان سيقرأ حتى وإن كان في الدنيا أميا. في كل موقف يخصه سيلقى صحيفة من صحفه منشورة. وفي آخر المواقف تجمع صحفه كتابا واحدا يؤتاه بيمينه أو بشماله.


● مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ( ١٥-١٧ )

الرسل ١٠-٤٩ . الهداية ٤٨-١٠ث . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٩

ولا تزر وازرة وزر أخرى: أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى ولا تؤخذ نفس بذنب غيرها. معذبين: أي في الدنيا كما في سياق الآية. أما في الآخرة فالله لا يغفر لمن أشرك به حتى وإن لم يأته رسول ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.


● وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ( ١٦-١٧ )

الهداية ٤٨-٣٥ذ٩ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-١٢

مترفيها: أي منعميها. إذا أراد الله أن يهلك قرية ظالمة ( يعني كافرة أو مشركة أو كثر فيها الفساد ) حان أجلها وذلك بعد بعث رسول إليها كما جاء في الآية قبل هذه " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " أمر مترفيها. وهم أغنياؤها وأمراؤها ومنعموها. أي بلغهم أمره بالإسلام والخضوع لأمره. ففسقوا: أي خالفوا أمر الله. ولو أمرهم بالفسق ففسقوا لما سمي فسقا بل طاعة. ففسقوا فيها: أي أعلنوا فسقهم في القرية وهو عصيانهم لأمر الله. ويدخل فيه المعتقدات الباطلة كالشرك وكل الأعمال الخبيثة. وهذا يعني أن الله لا يهلك قرية أتاها أمره على لسان رسوله حتى يقيم الحجة على كبرائها وأولي أمرها لأنهم أولى من غيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإن عصوا حق عليهم قضاؤه بالعذاب. لا حجة لهم بعد ذلك.


وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ( ١٧-١٧ )

العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ب . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٣ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٥ . الكافي ١ ( ٧٧ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٠

وكم أهلكنا .....: هذا ربما قد يدل على أن القرون التي كانت بين آدم ونوح عليهما السلام كانت على الإسلام كما قال ابن عباس . أو أن عقاب الله للقرى لم يكن قبل نوح والله أعلم. وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا: بالتالي لا يحتاج إلى خبرة أي كان ولا إلى شهادته. وحده يكفي لحساب الخلق لأنه خبير ويبصر كل شيء. وحسب سياق الآية يعاقبهم في الدنيا قبل الآخرة إن استحقوا العقاب.


● مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ( ١٨-١٧ )

الحياة الدنيا ١٠٥-٢١ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٤ ) . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢٠ . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ٨أ

الأرزاق ونعيم الدنيا يعطيهما الله لمن أراد هو سبحانه ( وهنا عطاء قد يكون أيضا بدون الأخذ بالأسباب ) العاجلة: هي الدنيا ( أي من كان يريد الدنيا فقط ) . يصلاها: أي يدخل نار جهنم ويقاسي عذابها. مذموما: أي ملوما على سوء تصرفه. مدحورا: أي مطرودا مبعدا عن رحمة الله.


● وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ( ١٩-١٧ )

الآخرة ١١٢-٩ . الشكور ١ ( ٧٤ )

مشكورا: إن الله هو الشكور الذي يشكر عباده على إيمانهم به وأعمالهم لوجهه. فجزاؤه للمؤمن يعده سبحانه شكرا مع أنه لا يحتاج لذلك. وعقابه للكافر يعده انتقاما مع أن كفر الكافر لا يضره.


● كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاء وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ( ٢٠-١٧ )

الحياة الدنيا ١٠٥-١٦أ . الكتاب الخالد ٣-١٨ث . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ٧أ

هؤلاء وهؤلاء: أي المؤمنون والكافرون بكل أشكالهم. وما كان عطاء ربك محظورا: أي لم يكن ممنوعا عن أحد ( في الدنيا ) .


● انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ( ٢١-١٧ )

الناس ٥٠-٢٣أ . الآخرة ١١٢-٨ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ١ث

والجنة مائة درجة. ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أي خمسمائة سنة. وفي كل درجة درجات ما بين كل درجتين مائة عام. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. وتفاضل أهل الجنة بعضهم فوق بعض أكبر كثيرا من الذي في الدنيا.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة