U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

48- تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 16

   

48- تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 16

بسم الله الرحمن الرحيم


● إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ( ١-٤٨ ) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ( ٢-٤٨ ) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ( ٣-٤٨ )

( ١-٤٨ ) محمد ٣ ٩-٤٤ز-٤٤ص . التنبؤات ٤٤-ب٢ب . ( ٢-٤٨ ) محمد ٣ ٩-٢٧ب١-٤٤ب-٤٤د-٤٤ص . التنبؤات ٤٤-ب٢ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٥ث . ( ٣-٤٨ ) محمد ٣ ٩-٤٤ز-٤٤ص . التنبؤات ٤٤-ب٢ب

بشر النبي ﷺ بالغفران في حياته. فتحنا لك: قضينا لك أي لصالحك فتحا مبينا. وهو فتح الفتح. وهو صلح الحديبية كما يفهم من آيات هذه السورة والذي يمهد لفتح مكة. وفتح البلد هو الاستيلاء عليه. ليغفر لك ما تقدم من ذنبك: أي جعلنا هذا الفتح مناسبة لتبشيرك بغفران كل ذنوبك أجرا لك على رسالتك الشاقة. ما تقدم من ذنبك: أي قبل نزول هذا القضاء إليك. وما تأخر: أي بعده. والغفران بهذا الشكل يعني الجنة دون حساب. والذنب هو ما قد يعتبره النبي ﷺ ذنبا وهو ليس كذلك لحرصه الشديد على رضا الله والخوف من التقصير في شكره في مقابل ما أنعم عليه. ويتم نعمته عليك: أي بالغفران الشامل والنصر المعز والهداية التامة في الدنيا والآخرة. ويهديك صراطا مستقيما: أي جعل الله هدايتك عليه مكفولة لك إلى أن يتوفاك فيعصمك بالتالي من أي ذنب كان مغفورا لك في كل الأحوال. وينصرك الله نصرا عزيزا: أي النصر المعز مضمون لك بفتح مكة وغيرها.


● هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ( ٤-٤٨ )

الهداية ٤٨-٣٣س-٣٧ب . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٤ب-٥ص٦ج . الله تجاه المؤمنين ٧٢-٣أ . القوي ١ ( ٢١ ) ٣ . الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤

السكينة: هي هنا الطمأنينة من الله. فقد زادت من يقين المؤمنين بالله حيث أزالت كل شك فيه وكل خوف من العدو. ولله جنود السماوات والأرض: وجنوده من كل ما خلق: من الملائكة والجن والإنس والحيوانات والجمادات ... الخ. عليما حكيما: ومن ذلك علمه بقلوب المؤمنين وبجنوده وحكمته في تدبير شؤون عباده.


لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ( ٥-٤٨ )

الرجل والمرأة ٨٨-٦ت٤ . الجنة ١١٧-أ٩-ب٥ج-ب٦ذ-ب٦ط

ليدخل المؤمنين والمؤمنات: فمن علم الله وحكمته كما ذكر في الآية السابقة أنه سيجعلهم يدخلون الجنة ويعذب المنافقين والمشركين. والمؤمنون والمؤمنات هنا هم الذين جاهدوا وقاتلوا حتى تم الفتح المبين المرموز إليه قبل هذه الآيةوهو صلح الحديبية. ويمكن أن يدخل هنا كل فتح بعد ذلك. والآية عامة. فوزا عظيما: أي دخول الجنة وتكفير السيئات. وهو فوز كبير.


● وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ( ٦-٤٨ )

الشرك ٥٧-١٣ب-٣٧ن . المنافقون ٥٨-٦ج-٢١ث٢ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٥ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ-٢٢أج . الله تجاه الكافرين ٦٤-٥ . جهنم ١١٥-ت٤٧ ( ١٣ ) - أ٤د . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٩

الظانين بالله ظن السوء: ومن ذلك يظنون أن الله لن ينصر رسوله ﷺ والمؤمنين. والمثل في السياق هو أن الله نصر رسوله ﷺ فعلا في الحديبية. عليهم دائرة السوء: أي يحيط بهم السوء. ولعنهم: أي طردهم من رحمته.


وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ( ٧ -٤٨ )

القوي ١ ( ٢١ ) ٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١ . الغني ١ ( ٣٢ ) ١

ولله جنود السماوات والأرض: وجنوده من كل ما خلق: من الملائكة والجن والإنس والحيوانات والجمادات ... الخ. عزيزا حكيما: عزيزا غالبا على كل شيء. ومن ذلك قدرته الأبدية على تعذيب المنافقين والمشركين. وحكيما في تدبير شؤون خلقه وجنوده.


● إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ( ٨-٤٨ ) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ( ٩-٤٨ )

( ٨-٤٨ ) محمد ٣ ٩-٣٢س . الناس ٥٠-١٤ذ٣ . ( ٩-٤٨ ) الناس ٥٠-١٤ذ٣ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ر-٦ظ . ذكر الله ٧٦-١٢ث١

شاهدا: شاهدا بأن بلغت الرسالة. وسيكون شهيدا على من بلغهم ويكون هؤلاء شهداء على الناس بأنمحمدا ﷺ بلغ. ومبشرا: أي بثواب الله. ونذيرا: أي مخوفا من عذاب الله. لتؤمنوا: أي أرسلناك يا محمد شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا ... الخطاب للنبي ﷺ وأمته. وتعزروه: أي تعظموا الله وتفخموه أو تنصروه. وتوقروه: تقدموا له الاحترام والإجلال. وتسبحوه: أي تنزهوه عن كل نقص. بكرة وأصيلا : البكرة هي أول النهار والأصيل هو العشي آخر النهار بعد العصر.


● إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَنُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ( ١٠-٤٨ )

محمد ٣ ٩-٤٣خ . الأمثال ٤٦-٥١أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٨ . الجنة ١١٧-ب٢٠

يبايعونك: أي على الطاعة ( كما وقع عند الحديبية ) . والمضارع لاستحضار الحال أو لكل من أراد أن يبايع الرسول ﷺ وليعلم أن ببيعته هذه يبايع الله. يد الله فوق أيديهم: بمعنى أنه معهم وناصرهم حين وضعوا أيديهم فوق يد النبي ﷺ لنصرته. أي أنتم تنصرون النبي ﷺ وأنا أنصركم. نكث: أي هنا نقض البيعة والعهد. فإنما ينكث على نفسه: أي يرجع ضرر النكث عليه بعقاب الله وذهاب الثواب. ومن أوفى بما عاهد عليه الله: والخطاب هنا في من بايعوا النبي ﷺ . والآية عامة.


● سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ( ١١-٤٨ )

التنبؤات ٤٤-ب١٩أ . المنافقون ٥٨-٧ . أدعية الجاهلين ٦١-٤ث . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٥أ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١١ب . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢ . الولي ١ ( ٥٨ ) ٨

المخلفون: الذين تخلفوا عن الذهاب مع النبي ﷺ . الأعراب: وهم أعراب حول المدينة تخلفوا عن رسولالله ﷺ حين أراد السفر إلى مكة معتمرا وقالوا وهم يكذبون: استغفر لنا الله ليغفر لنا ترك الخروج معك. فمن يملك لكم من الله شيئا: أي من بيده القدرة على أن يمنع عنكم قضاء الله ؟ بل كان الله بما تعملون خبيرا: هذا من تتمة ما أمر به الله نبيه ﷺ أن يقول لهؤلاء المنافقين.


بَلْ ظَنَنْتُمُ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمُ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ( ١٢-٤٨ )

المنافقون ٥٨-٦ج-١٥ت . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٥أ

بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول ....: الخطاب للمخلفين من الأعراب. أي تخلفكم ليس سببه انشغالكم بأموالكم وأهليكم بل كنتم على يقين بأن الرسول والمؤمنين لن يرجعوا إلى أهليهم أبدا. وذلك ظنهم ظن السوء. لن ينقلب: لن يرجع. أي حسب ظن المنافقين: " سيقتل هو ومن معه ". وزين ذلك في قلوبكم: وهذا التزيين جعلكم تسعدون بظنكم هذا. بورا: أي هالكين عقيدتهم وفاسدين.


● وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ( ١٣-٤٨ )

جهنم ١١٥-ت٣-ت٤ ( ١٠ )

سعيرا : النار التي تسعر وتشتد.


● وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ( ١٤-٤٨ )

مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٥٠- ٥٢أ . الملك ١ ( ٩ ) ٣ب . الغفور١ ( ٧٠ ) ٨ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٤ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠


● سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمُ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ( ١٥-٤٨ )

التنبؤات ٤٤-ب١٩أ . المنافقون ٥٨-١٥ت-١٩ض . طبيعة الكافرين ٦٢-١٣ت-٢٢أج . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٥ب

كان هم المنافقين في الحرب هو أخذ الغنائم. أي إذا تعلق الأمر بغنائم كثيرة فكانوا يريدون الخروج مع المؤمنين. المخلفون: أي الذين تخلفوا عن القتال. وهم المذكورون في الآيات السابقة الذين تخلفوا في عمرة الحديبية وأرادوا المشاركة في غنائم خيبر فمنعوا من ذلك . مغانم: وهي هنا مغانم خيبر التي وعدها الله خاصة لأهل الحديبية. ذرونا: اتركونا. يبدلوا كلام الله: وكلام الله هو أن تلك الغنائم هي لأهل خيبر خاصة. كذلكم قال الله من قبل: أي قبل رجوعنا من الحديبية. إلا قليلا: قليلا من أمور الدين.


● قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمُ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( ١٦-٤٨ )

التنبؤات ٤٤-ب١٩ت . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٥ث . الجهاد والقتال ٨٥-١٤ج

للمخلفين: هم دائما هنا الذين تخلفوا في عمرة الحديبية وأرادوا المشاركة في غنائم خيبر . ومنعوا من ذلك . الأعراب: أهل البدو. ستدعون: ستدعون في المستقبل. هذه فرصة أخرى منحهم الله إياها. وهي أيضا تنبؤ بأن سيكون قتال قوم ذي بأس شديد. وسيدعون إليه وهم لا يزالون على قيد الحياة. وكان هذا هو الشرط ليغفر الله لهم تخلفهم فيما مضى. واختلف في هوية هؤلاء القوم. وقد جاء الأمر بعد هذه الآية بقتال أقوام كثيرة كهوازن وغطفان يوم حنين وبني حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة وفارس والروم لكن لم يعرف بيقين متى تمت دعوة هؤلاء المخلفين من الأعراب إلى القتال. أو يسلمون: أي يسلمون لأمر الله بمعنى الإسلام. أجرا حسنا: أجرا في الدنيا من الغنيمة التي تطالبون بها والجنة في الآخرة. من قبل: أي في عمرة الحديبية. عذابا أليما: أي عذابا في الدنيا وخصوصا في الآخرة.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة