U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

12- تفسير سورة يوسف من الآية 1 إلى الآية 18

   

12- تفسير سورة يوسف من الآية 1 إلى الآية 18

بسم الله الرحمن الرحيم


● الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ( ١-١٢ ) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( ٢-١٢ )

( ١-١٢ ) القرآن ٩-٥١- ٨س١ . ( ٢-١٢ ) القرآن ٩-٧ذ٣

الر: أنظر التفسير في آخر الكتاب. المبين : أي كله حق لا يكذبه أي شيء وفيه بيان لكل شيء. أو الموضح بالبراهين. لعلكم تعقلون: لعلكم تعقلون يا أهل مكة ويا عرب. وهذا لا ينفي كونه منزل للعالمين ولهداية ونجاة للكل. عربيا: واللغة العربية هي أفصح اللغات وأبينها . فقد نزلت كتب قبل القرآن بلغات أخرى لكن أصحابها لم يقوموا بواجبهم تجاهها. لذلك جعل الله القرآن لكل الناس باللغة العربية كما جاء في قوله: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( ٣-٤٣ ) والقرآن هو المقروء من كلام الله.


● نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ( ٣-١٢ )

يوسف ٢٢-٣ . محمد ٣ ٩-٤٠ح . الأمثال ٤٦-٤٧ . القرآن ٩-٨ط

عليك: أي على محمد ﷺ . أحسن القصص: قصة نبي مليئة بالآيات تبدأ برؤيا في صغره وتنتهي بتحقيقها في كبره. وأحسن القصص قصص الأنبياء لأنها تشتمل على الحق وأحسن المواعظ. بما أوحينا إليك هذا القرآن: أي بما جاء في وحينا لك هذا القرآن. الغافلين: أي عن قصص الأنبياء وأمور الدين.


إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ( ٤-١٢ )

يوسف ٢٢-٥ . المعجزات ٤٣-١

إذ قال يوسف ...: أي من أحسن القصص ما جاء في هذه إذ قال يوسف ... رأيت: أي في المنام. أحد عشر كوكبا: جاء في رواية أنها نجوم سأل عنها يهودي النبي ﷺ ليتأكد من نبوته فأخبره بأسمائها وهي: جربان والطارق، والذيال، وذو الكنفات ( أو ذو الكتفين ) ، وقابس، ووثاب، وعمودان، والفليق، والمصبح، والضَّروح ، وذو الفرغ ، والضياء ، والنور". والنجوم تمثل إخوة يوسف والشمس والقمر أبويه كما جاء في آخر القصة: "ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل". ذكر صاحب الكشاف أسماء إخوة يوسف: يهودا، روبيل، شمعون، لاوي، ربالون، يشجر، دينة، دان، نفتالي، جاد، آشر. أما بنيامين فأخوه من أمه. ساجدين: أي خاضعين ذليلين صاغرين أمام يوسف. حتى الجمادات لها صفة السجود كما جاء في قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ( ... ) " ( ١٨-٢٢ )


● قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( ٥-١٢ )

يوسف ٢٢-٦ . الجن ٤٩-١٢أ-٣١ب

فيكيدوا لك: أي فيحتالوا لإهلاكك أو يؤذوك لعلمهم بتأويل الرؤيا. فلم يعتبرها يعقوب أضغاث أحلام. الشيطان: هو من سيدفع إخوتك إلى الكيد لك. عدو مبين: أي عداوته ظاهرة وحقيقية.


وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( ٦-١٢ )

إسحاق- يعقوب ' ( ٢٠ ) -٧ . يعقوب ٢١-١ب . يوسف ٢٢-٢-٧ . نعم الله على الناس ٥٢-٤١ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤

وكذلك: أي بمثل ما رأيت في منامك. وهذا من بشارات يعقوب لابنه من وحي الله له. كان يعلمه من الله ولا يعلمه أولاده. أما حزنه على ما أصاب يوسف رغم علمه هذا فهو حزن على فراقه والشدائد التي سيمر منها وتصرفات أولاده تجاهه. فهو لم يكن يعلم بما سيحدث ليوسف لكنه كان يعلم أنه سيسجد له وسيكون نبيا مثله. يجتبيك: يختارك. تأويل الأحاديث: والأحاديث هنا هي الرؤى التنبئية بما لم يحدث بعد. والتأويل هنا هو تفسير ما سيقع حقا طبقا لما تنبئ به مع الاستعانة بأسرار الرؤى ورموزها. ويتم نعمته عليك: أي بالنبوة. آل يعقوب: أهل بيته وذريته. أي سينعم الله عليهم أيضا بالنبوة. أبويك: أي هنا أجدادك. عليم: عليم بأمرك وبكل شيء. حكيم: كل شيء يقع بإذنه فيه حكمة.


● لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ( ٧-١٢ )

يوسف ٢٢-٤ . آيات الله ٤٢-٣أ-٣٦

آيات: عبر. للسائلين: أي عن خبرهم.


إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( ٨-١٢ )

يوسف ٢٢-٨

إذ قالوا: هذا شروع في تفاصيل الآيات التي يسأل عنها السائلون. قالوا: أي إخوة يوسف. عصبة: جماعة. ضلال مبين: ضلال واضح بإيثار اثنين في الحب على جماعة.


● اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ( ٩-١٢ ) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ ( ١٠-١٢ )

يوسف ٢٢-٩

اطرحوه أرضا: أي ألقوه في أرض بعيدة. يخل لكم وجه أبيكم: يخلص لكم وجه أبيكم فلا يلتفت إلى غيركم. أي يقبل عليكم بكليته. من بعده: أي من بعد فقدان يوسف بموته أو بتغريبه ومن بعد أن يخلو وجه أبيهم لهم. قوما صالحين: أي سيعينكم ذلك على أن تصبحوا صالحين أو نشترط على أنفسنا أن نصبح صالحين بعد هذه الفعلة. غيابات الجب: وهي ما غاب وأظلم من قعر البئر. قيل هذا الجب بئر ببيت المقدس وقيل بالأردن وقيل على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب والله أعلم. وهذا المكر يفسر لماذا كان يوسف أحب إلى أبيه من إخوته الماكرين . السيارة: المسافرين.


● قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ( ١١-١٢ ) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( ١٢-١٢ ) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ( ١٣-١٢ ) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ( ١٤-١٢ )

يوسف ٢٢-١٠

لناصحون: أي سنقوم على ما فيه منفعته وإرشاده. يرتع: ينشط ويسعى أو يتسع في أكل ما لذ وطاب. عصبة: جماعة. لخاسرون: أي لا نصلح لشيء ولا خير يرجى منا ولا يعتمد علينا.


● فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( ١٥-١٢ )

يوسف ٢٢-١١ . التنبؤات ٤٤-أ٩ب

وحي إلهي ليوسف وتنبؤ. أوحى الله إلى يوسف أنه سيخرج من الجب ويأتي يوم ينبئ إخوته بما فعلوا به. غيابات الجب: أي ما غاب وأظلم من قعر البئر. وأوحينا إليه: الواو هنا لعطف الجملة على الجملة تبين أن الله كان يوحي ليوسف في نفس الوقت الذي كانوا يتشاورون فيما بينهم على إلقائه في الجب وهم لا يشعرون.


● وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ( ١٦-١٢ ) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ( ١٧-١٢ ) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُ أَنفُسُكُمُ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ( ١٨-١٢ )

( ١٦-١٧-١٢ ) يوسف ٢٢-١٢ . ( ١٨-١٢ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧ت-٧ث-٧ز . المستعان ١ ( ٥٨ ) ٠-١٣أ

عشاء: مساء. قالوا يا أبانا ...: جواب لما تقدم. أي فلما ذهبوا به ... الخ قالوا يا أبانا ... نستبق: قيل مسابقة في الرمي بالسهام. عند متاعنا: أي بقرب ثيابنا وأغراضنا. بمؤمن: أي بمصدق. ولو كنا صادقين: ولو كنا صادقين لشدة محبتك ليوسف وقلة ثقتك بنا. أي لن تصدقنا سواء كان الأمر حقا أم كذبا. وجاؤوا على قميصه بدم كذب: أي جاؤوا بدم كذب على قميصه. بدم كذب: أي ليس دم يوسف بل دم حيوان ذبحوه. وقيل إن القميص كان سالما من التخريق مما جعل يعقوب يشك في الأمر. سولت: زينت وسهلت. أمرا: أي غير هذا الذي تقصون علي. فصبر جميل: أي لا جزع فيه ولا شكوى إلا إلى الله. المستعان: وهو الذي يستعين به عباده على كل شيء. ما تصفون: أي ما تخبرونني عنه في أمر يوسف.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة