U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

8- تفسير سورة الأنفال من الآية 1 إلى الآية 19

   

8- تفسير سورة الأنفال من الآية 1 إلى الآية 19

بسم الله الرحمن الرحيم


● يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( ١-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٥أغ٨ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص ب١٠. الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ك٥-١٣ث . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ج

الأنفال مشتقة من النافلة وهي الزيادة. وهي هنا ما وهبه الله فضلا منه للمجاهدين مما غنموه لأن الغنائم في حد ذاتها ليست هي الغاية من القتال في سبيله سبحانه. وهي أيضا ما يعطى لبعض الغزاة زائدا على سهمهم من الغنيمة جزاء لهم على ما بذلوه من جهد أكثر من غيرهم. فجاء المسلمون عند رسول الله ﷺ بعد غزوة بدر يسألونه عن الأنفال أي من له الحكم في تقسيم الغنائم. فنزل القرآن يخبر بأن الله هو من يقسمها وكذا الرسول ﷺ . وأمر المسلمين بأن يصلحوا ذات بينهم في ما وقع بينهم من جدال حولها. ونزلت آية الخمس تبين تقسيما عاما من الله. ثم أمر النبي ﷺ بأن يقسم تفاصيله بين جنده بما يراه مناسبا. ذات بينكم: أي ما بينكم.


● إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمُ آياتُهُ زَادَتْهُمُ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ( ٢-٨ ) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ( ٣-٨ ) أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( ٤-٨ )

( ٢-٨ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٢ب-٢٥ . ذكر الله ٧٦-١٥ت . القرآن ٩-٢٠د١ . ( ٣-٨ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . أعمال المؤمنين ٧١-٢أ . الجنة ١١٧-ب١٤ . ( ٤-٨ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٨ . الجنة ١١٧-ت٥٠أ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ١ب

يذكر الله صفات المؤمنين استئنافا لما جاء في الآية السابقة " وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ". وجلت قلوبهم: أي خافت. كريم: حسن من كرم الله وهو الجنة.


كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ( ٥-٨ ) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ( ٦-٨ )

( ٥-٨ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث١ . ( ٦-٨ ) الأمثال ٤٦-١٣ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث١

خرج الرسول ﷺ طالبا لعير أبي سفيان وكانت صادرة من الشام . وكان مع ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا . وعلم أبو سفيان بذلك فخرج مع أهل مكة في قريب من ألف ما بين التسعمائة إلى الألف . فلما جاء النفير وردوا ماء بدر وجمع الله بينهم وبين المسلمين على غير ميعاد . ونزل الوحي على النبي ﷺ يبلغه الخبر ويعده بعد خروج النفير. كما أخرجك ربك ...: هذا تشبيه حالة المؤمنين تجاه تقسيم الغنائم كحالتهم يوم دعوا لقتال النفير. من بيتك: أي بيتك بالمدينة. وخروج النبي ﷺ هنا كان للقتال. بالحق: أي أخرجك الله لإعلاء الحق والعدل. يجادلونك في الحق: أي في قتال الكفار يوم بدر. كان فريق من المؤمنين قد كرهوا قتال ذات الشوكة أي النفير وأرادوا العير.


● وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ( ٧-٨ ) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ( ٨-٨ )

( ٧-٨ ) التنبؤات ٤٤-ب٤ت . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٤ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ب-٥ص١ث١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢-١٩ . كلام الله ١ ( ٣٦ ) ٥ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٦ . ( ٨-٨ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١٩

إحدى الطائفتين: أي العير أو النفير. غير ذات الشوكة: أي غير ذات البأس والسلاح وهي العير. يحق الحق: يجعل الحق حقيقة. والحق هو هنا التوحيد. أي يظهر الإسلام على عدوه. بكلماته: أي بأوامره ووعوده. ويقطع دابر الكافرين: أي يستأصلهم بالهلاك عن آخرهم. ويبطل الباطل: يعدمه ويغلبه. أي يمحق الكفر والشرك. المجرمون: وهم المشركون في معتقداتهم وأعمالهم. فالشرك عند الله جرم في حقه.


● إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمُ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدَفِينَ ( ٩-٨ ) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( ١٠-٨ )

( ٩-٨ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٢ . ( ١٠-٨ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٢ . النصير ١ ( ٥٨ ) ١١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١

استئناف في موضوع غزوة بدر. كا ن ا لمؤمنون يستغيثون الله فأيدهم بالملائكة. مردفين: أي متبعا بعضهم بعضا. وما جعله الله: أي الإمداد بالملائكة. بشرى: أي بشرى بالوحي تؤكد لكم النصر. عزيز: أي بيده العزة والغلبة. حكيم: حكيم فينصر من يشاء تبعا لحكمته.


● إِذْ يُغْشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ( ١١-٨ )

الجن ٤٩-٣٤ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٣ . الله تجاه المؤمنين ٧٢-٥

أمنة منه: أي من الله تعالى. فناموا غير خائفين من أن يهاجمهم الكفار. وتلك من معجزات بدر. ليطهركم به: فكان تطهيرا للأجساد وللنفوس حيث أذهب عنهم رجز الشيطان: أي وساوسه وتخويفه. وليربط على قلوبكم: أي ليقويها ويثبتها بالصبر. ويثبت به الأقدام: أي يثبتها لتبقوا واقفين صامدين في القتال. به: أي بذلك. وهو الربط على القلوب الذي هو نتيجة كل ما سبق ذكره: النعاس والماء وذهاب وساوس الشيطان.


● إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ( ١٢-٨ ) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( ١٣-٨ ) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ( ١٤-٨ )

( ١٢-٨ ) القرآن والعلم ٤٥-٢٧س . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٤ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٤** . الملائكة ٢-١٩ب . الله يوحي ١ ( ٣٧ ) ٩ . ( ١٣-٨ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٤ . ( ١٤-٨ ) الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٨ر . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٤ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٣٧

فثبتوا الذين آمنوا: أي ثبتوهم بمساعدتهم في ضرب الكافرين. فكيفما ضرب المسلم كانت ضربته هادفة لأن الملائكة كانوا يضربون معه. فوق الأعناق: أي الرقاب كما جاء في آية أخرى. فالرقبة تعلو العنق من الوراء. بنان: أي أطراف اليدين والرجلين. أي أمر الله الملائكة بضرب الرقاب والأطراف. شاقوا: خالفوا. ذلكم: أي العذاب في بدر. فذوقوه: فذوقوه يا كفار قريش. وأن للكافرين عذاب النار: أي من قتل أو مات كافرا فمصيره النار.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ( ١٥-٨ ) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( ١٦-٨ )

( ١٥-٨ ) الجهاد والقتال ٨٥-١٦ت . ( ١٦-٨ ) الجهاد والقتال ٨٥-١٦ت. جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٧ ) . جهنم ١١٥-أ٤د

زحفا: أي مقبلين عليكم في حرب. يبدو الجيش يزحف ويتحرك ببطء لكثرة عدده. فلا تولوهم الأدبار: أي لا تهربوا منهم بل واجهوهم. يومئذ: أي يوم الزحف. متحرفا لقتال: أي مظهرا الفرار مكيدة ليعود من جديد إلى القتال. أو متحيزا ...: أي منحازا إلى فئة ليقاتل معها. باء بغضب من الله: أي رجع مستحقا لغضب الله لأن الفرار عن جبن ممقوت في المعارك بين المسلمين والكفار التي روعي فيها نسبة عددهم التي شرعها الله .


● فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ١٧-٨ ) ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوَهِّنٌ كَيْدَ الْكَافِرِينَ ( ١٨-٨ )

( ١٧-٨ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣ر . الله تجاه الكافرين ٦٤-٧ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٥ . الابتلاء ١٠٦-١١ز١ . ( ١٨-٨ ) الله تجاه الكافرين ٦٤-٨غ-١٤ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٥ . مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٩ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

استئناف في موضوع غزوة بدر. ولكن الله قتلهم: هذه الآية تؤكد أيضا أن الملائكة كانت تقاتل مع المؤمنين في بدر كما رأينا في الآيتين ( ٩-١٢-٨ ) . فما من كافر ضربه المؤمن وإن كانت ضربة ضعيفة غير قاتلة إلا وكان الملك هو قاتله. إضافة إلى الرعب الذي ألقاه الله في قلوب هؤلاء الكفار. كانوا يرون المسلمين ضعفهم في العدد. وما رميت إذ رميت: قيل رمى ﷺ حفنة من تراب وحصى فدخلا أعين الكفار بإذن الله. بلاء حسنا: أي ابتلاء خفيفا لأن المؤمنين كانوا مؤيدين فهزموا الكفار بسهولة. عاقبة هذا البلاء الحسن الجنة. سميع عليم: سميع لاستغاثتهم ودعائهم عليم بأحوالهم في المعركة. ذلكم: أي ما ذكر من البلاء الحسن هو لكم أيها المؤمنون. موهن: مضعف.


● إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ( ١٩-٨ )

التنبؤات ٤٤-ب٤ب٣ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٧أخ٣ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٨ر . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ب١ . الولي- النصير ١ ( ٥٨ ) ١٣أ

خطاب لكفار قريش. إن تستفتحوا: أي إن تطلبوا أن يفصل الله بينكم وبين المسلمين. الفتح: أي الفصل وهو نصر المسلمين في بدر. وإن تنتهوا: أي عن الكفر والظلم والعدوان. وإن تعودوا: أي للعدوان. ولن تغني عنكم فئتكم شيئا: أي لن تدفع عنكم من عذاب الله شيئا ومما هو مكتوب عليكم من الهزيمة. فئتكم: جماعتكم. ولو كثرت: أي ولو ازداد عددكم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة