U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

16- تفسير سورة النحل من الآية 1 إلى الآية 21

   

16- تفسير سورة النحل من الآية 1 إلى الآية 21

بسم الله الرحمن الرحيم


أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( ١-١٦ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣- . الساعة ١١١-٨ث . ذكر الله ٧٦-٢٢ب٢

أتى أمر الله: أي نزل ما أراد الله في القرآن من تنبؤات ووعيد وأمور الساعة ... فلا تستعجلوا ذلك أيها الناس . كل شيء بأجله. وفي الحديث « بلغوا عن الله فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله " سبحانه: أي تنزه وتعالى. لا شريك له في أمره. فنزهوه عن شرك المشركين.


يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ( ٢-١٦ )

الرسل ١٠-١٥ث . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١ . الملائكة ٢-٦ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢١ . الله يوحي ١ ( ٣٧ ) ٧

ينزل الملائكة بالروح من أمره: من ضمن أمر الله المذكور في الآية السابقة الروح تنزل به الملائكة على الأنبياء ليؤكدوا للناس أن لا شريك لله. وهذه الآية تفصيل للآية السابقة لما جاء فيها عن أمر الله وأنه تعالى عما يشركون. الروح: الروح هنا صفة من صفات الوحي الذي يلقى على الأنبياء لأنه يحيي قلوب المؤمنين وليس كلاما عاديا. روح بالنسبة لهم تقريبا كالوحي المباشر بالنسبة للأنبياء. إذا قرئ عليهم انقادوا له كأنه يوحى إليهم. الروح من أمره: الروح هنا تنبعث من أمر الله. لولاه لما كان للوحي صفة الإحياء. وعلى الناس إطاعة أمر الله. أنذروا: خوفوا من عقاب الله من لا يؤمن بأن لا إله إلا هو.


خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( ٣-١٦ )

القرآن والعلم ٤٥-١ب . ذكر الله ٧٦-٢٢ب٢ . الخالق ١ ( ١٩ ) ١٣

خلق السماوات والأرض بالحق: هذه الآية وما يليها في القرآن تفصل ما خلق الله. فصفة الخالق تنفي عنه أي شريك في عملية الخلق وبالتالي أي شريك في ملكه وحكمه. بالحق: بالحق الذي يهديك إلى الله والذي يترتب عليه الجزاء. ما من شيء في السماوات والأرض يخلقه الله إلا وهو حق ليس بباطل. أي دون عبث.


● خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ( ٤-١٦ )

الله والخلق ٤٠-٥٠ج . القرآن والعلم ٤٥-١ب . الإنسان ٥١-٢٥أ

نطفة: قطرة. بالتقاء ماء الرجل بماء المرأة. خصيم: أي هنا يخاصم الله في قدراته. والكفر به سبحانه هو في غاية الخصومة معه. بل الكافر يحارب ويقتل من يؤمن بالله. مبين: أي خصومته مع الله واضحة في كلامه وتصرفاته. ومتجاهر في ذلك وظهير على ربه.


● وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ( ٥-١٦ ) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ( ٦-١٦ ) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمُ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( ٧-١٦ ) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( ٨-١٦ )

( ٥-١٦ ) الله والخلق ٤٠-٤٨خ . القرآن والعلم ٤٥-١ب . نعم الله على الناس ٥٢-٢٨أ . ( ٦-١٦ ) نعم الله على الناس ٥٢-٢٨أ . ( ٧-١٦ ) نعم الله على الناس ٥٢-٢٨أ . الرؤوف ١ ( ٧ ) ٧ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) . ( ٨-١٦ ) الله والخلق ٤٠-٥٩ . القرآن والعلم ٤٥-١٥ . نعم الله على الناس ٥٢-٢٨أ . الحياة الدنيا ١٠٥-١٢ . الخالق ١ ( ١٩ ) ٧-١١

فيها دفء: أي تستعملون أشعارها وأصوافها للدفء. ومنافع: منافع كالركوب والحمل والألبان واللحوم والسمن. جمال: زينة ومنظر جميل. حين تريحون: أي حين ترجعونها من المرعى إلى المراح في العشي. وحين تسرحون: أي لما تذهبون بها إلى المرعى بالغداة. بشق الأنفس: بجهد كبير. أي لا تصلون أنتم إلى ذلك البلد إلا بعد جهد كبير منكم. وطيل هذه المسافة أنعامكم تحمل عنكم أثقال متاعكم. لرءوف رحيم: لرؤوف رحيم إذ سخر لكم الأنعام لتخفف من تعبكم. والخيل والبغال ...: أي وخلق الخيل والبغال ... معطوفة على " والأنعام خلقها ". ويخلق ما لا تعلمون: أي غير السماوات والأرض والإنسان والأنعام والخيل والبغال والحمير المذكورين قبل هذه الآية. أي ما لا يعلمه الإنسان في زمانه وما لا يعلمه الناس إلى يوم القيامة. والآية عامة تهم أي خلق لا يعلمه الإنسان. فلقد خلق الله وما زال يخلق ما يشاء في عوالم أخرى غير كوكبنا في الدنيا والآخرة. والآية لا تقصد ما يركب كما جاء في بعض التفاسير بل ختمت ما ذكر الله عن خلقه.


وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ( ٩-١٦ )

الهداية ٤٨-١١ت . الناس ٥٠-٢٠أ . طبيعة الكافرين ٦٢-٣خ٤ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤. مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٩-٣٠-٣١

وعلى الله قصد السبيل: أي بيان الطريق المستقيم إليه. ومنها: أي من السبيل. جائر: أي مائل عن الحق. فباستثناء سبيل الله كل السبل تميل عن الحق. لهداكم: الهداية هنا بمعنى إتباع طريق الله. ولفظ " لو " ينفي وقوع ذلك إلى يوم الحساب.


● هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ( ١٠-١٦ ) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( ١١-١٦ )

( ١٠-١٦ ) آيات الله ٤٢-١٩ح . نعم الله على الناس ٥٢-٢٢ب . ( ١١-١٦ ) آيات الله ٤٢-١٩ح-٣أ

منه شراب: من بعضه تشربون. ومنه شجر: أي ومن بعض الماء الآخر ينبت به شجر. تسيمون: أي ترعون دوابكم. فتترك هذه الدواب علامات برعيها. يتفكرون: يتفكرون في عجائب صنع الله كيف يخرج بالماء كل هذه الأشياء.


● وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( ١٢-١٦ )

آيات الله ٤٢-٣أ-١٣-١٤ب-١٥ت . نعم الله على الناس ٥٢-١٨-٢٠ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٤-٣٩ث

والقمر: والأرض قمر أيضا لأنها تعكس ضوء الشمس . يعقلون: فالتسخير من دلائل وجود الله. لا تفسير لوجوده بين الكائنات المختلفة إلا وجود مسخر.


وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ( ١٣-١٦ )

آيات الله ٤٢-٣أ-٣ث-١٢ح . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٤-٣٩ث-٣٩ح

وما ذرأ لكم: أي سخر لكم ما ذرأ لكم. ذرأ: كثر. مختلفا ألوانه: أي مختلفا أشكاله وأصنافه وألوانه. يذكرون: يذكرون بذلك الله وصنعه.


● وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ١٤-١٦ )

نعم الله على الناس ٥٢-٢١أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦أ١

لحما طريا: وهو هنا السمك. طريا: طيبا لينا. حلية: حلية كاللؤلؤ والمرجان. الفلك: السفن. مواخر: أي تشق الماء بجريها. ولتبتغوا من فضله: أي الفلك تساعدكم لتسعوا طالبين الرزق في البحار بالصيد وبالتجارة في سائر البلدان. تشكرون: تشكرون بتوحيد الله وإطاعته.


● وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( ١٥-١٦ ) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ( ١٦-١٦ )

( ١٠-٣١ ) نعم الله على الناس ٥٢-١٩ت-١٩ث-٢١ب . ( ١٦-١٦ ) القرآن والعلم ٤٥-٨ج . نعم الله على الناس ٥٢-١٩ج

رواسي: جبال كالأوتاد لكيلا يميد السطح بمن عليه. تميد: تتحرك قشرتها وتمور. وعلامات: أي وسخر لكم علامات. وعلامات الأرض هي الجبال مثلا والأنهار والغابات وغير ذلك . يهتدون: يهتدون في سيرهم.


● أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ( ١٧-١٦ ) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٨-١٦ )

( ١٧-١٦ ) الشرك ٥٧-١٥ج٧ . الخالق ١ ( ١٩ ) ١٨ . ( ١٨-١٦ ) الإنسان ٥١-٢٣ث . نعم الله على الناس ٥٢-٦ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

لا تحصوها: وبالتالي لا نقدر فضل الله علينا كما يجب. لغفور رحيم: فالله يغفر لكم عجزكم عن إحصاء كل نعمه وبالتالي تقصيركم عن شكره كما يجب .


● وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ( ١٩-١٦ ) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ( ٢٠-١٦ ) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ( ٢١-١٦ )

( ١٩-١٦ ) العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٤ . ( ٢٠-١٦ ) الشرك ٥٧-١٥ج٧ . ( ٢١-١٦ ) الشرك ٥٧-١٥ث

أموات غير أحياء: يتعلق الأمر هنا بالأصنام. فهي دائما ميتة ولا حياة تنتظر فيها. أما الله فهو الحي الذي لا يموت . وما يشعرون أيان يبعثون: أي الأصنام التي صنعها المشركون بأيديهم سيعيدها الله يوم القيامة. وذلك هو بعثها. وطبعا كعابديها لا تعلم متى سيحدث ذلك. وكيف ستعلم وليست لها أفئدة. فكل من عبد من دون الله سيؤتى به يوم الحساب كان صنما أو غيره لمواجهة عابديه.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة