U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

59- تفسير سورة الحشر من الآية 1 إلى الآية 10

   

59- تفسير سورة الحشر من الآية 1 إلى الآية 10

بسم الله الرحمن الرحيم


سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( ١ -٥٩ )

الحميد ١ ( ٤ ) ١أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١

سبح لله: نزه الله عن كل نقص. ما في السماوات وما في الأرض: أي ما فيهما من شيء. ويدخل فيه الملائكة والروح والجن والإنس والحيوانات والجمادات وكل الظواهر الطبيعية. العزيز الحكيم: الغالب على كل شيء الحكيم في كل شيء.


هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمُ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ( ٢-٥٩ )

الله تجاه الكافرين ٦٤-١٥- ١٤ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٥أ

مباشرة بعد هزيمة أحد خان اليهود العهد مع الرسول ﷺ ( ف أعانوا المشركين يوم أحد لما رأوا ظهورهم على المسلمين ) فتم حصارهم. هو الذي: أي الله. الذين كفروا من أهل الكتاب: يتعلق الأمر ببني النضير : أنظر عند الآية ( ٦-٥٩ ) . وكفرهم هو كفرهم بالنبي ﷺ ومكرهم ضده. لأول الحشر: هذا أول حشرهم إلى الشام. والحشر هو الجمع. وأخر حشرهم اجلاء عمر اياهم من خيبر الى الشام. أي إجلاؤهم من جزيرة العرب. وفي الشام أيضا سيجمع كل الناس لأول مرة وهم ناس آخر الزمان وبالرغم عنهم فارين من الأهوال. منها ما جاء في حديث أخرجه أحمد: "... ونار تسوق أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ". فكما لجأ بنو النضير ومن تبعهم بعدهم من اليهود إلى أرض المحشر الأول سيلجأ الناس يوم الفناء إليه أيضا لا ملجأ لهم سواه قبل موتهم. أما الحشر التالي فهو حشر كل الناس من أولهم إلى آخرهم فوق أرض ممدودة كالأديم يوم بعثهم ليس فيها معلما لأحد. ما ظننتم أن يخرجوا: ما ظننتم أن يخرجوا لمنعتهم وقوتهم في المدينة. وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله: أي ظنوا أن حصونهم ستمنع عنهم أمر الله فيهم. قيل حوصروا في حصونهم ستة أيام. فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا: فلم يحتسبوا خذلان حلفائهم من المنافقين وغيرهم وأن خيانتهم قد كشفها الله لنبيه ﷺ فأمر بقتل سيدهم كعب بن الأشرف وقتل. وقذف في قلوبهم الرعب: أي فانتابهم رعب شديد على إثر ذلك وهم محاصرون إضافة إلى رعب مباشر من عند الله. يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين: وهذا الرعب جعلهم يخربون بيوتهم بأيديهم من الداخل قيل لنقل ما استحسنوه منها من خشب وغيره عندما أيقنوا أن لا مخرج لهم إلا الجلاء المقترح عليهم في الوقت الذي كان المؤمنون يخربون من الخارج ليدخلوا عليهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار: أي فاعتبروا ما يقع لمن خان الرسول ﷺ .


● وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ( ٣-٥٩ ) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( ٤-٥٩ )

( ٣-٥٩ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٥أد . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٥أ . جهنم ١١٥-أ٤ز-ت٤ ( ١٦ ) . الكتاب الخالد ٣-١٧ذ . الكاتب ١ ( ٤٦ ) ٢ . ( ٤-٥٩ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٥أد . الناس ٥٠-٢١ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٥أ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٢١ ) . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٥أ

الجلاء: هو الخروج من الوطن مرغما. فذهب بعضهم إلى خيبر وبعضهم إلى الشام. لعذبهم في الدنيا: أي بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة. شاقوا: خالفوا.


● مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ( ٥-٥٩ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٥أ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١٨ث

لينة: أي نخلة أو نوع جيد من التمر. لما حوصر اليهود كان المسلمون يقطعون نخيلهم. على أصولها: أي على سوقها. وليخزي: ليذل. الفاسقين : الخارجين عن إطاعة الله.


● وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ٦-٥٩ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١٠ث . القوي ١ ( ٢١ ) ٣ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢١-٣٢-٤٣ . الولي- النصير ١ ( ٥٨ ) ١٢ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣

الفيء هنا هو الذي أخذ من العدو دون قتال كالذي أخذ من يهود بني النضير الذين خانوا العهد. فلم يخسر المسلمون أنفسهم أو أموالهم في ذلك. أفاء: رد. منهم: أي من بني النضير. أوجفتم: أسرعتم. وجف الفرس إذا أسرع. ركاب: كل ما يركب وهي هنا خاصة الإبل. يسلط رسله على من يشاء: أي يطلق لهم القدرة والقهر على أعدائهم. فهزيمة بني النضير كانت من تسليط رسول الله عليهم وليس بعد حرب دارت بينكم وبينهم. والله على كل شيء قدير: ومن قدرته أنه ينصر رسله بحرب أو بدون حرب.


● مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( ٧-٥٩ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٥أج-٤٣ض . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١٠ج . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٥أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣- .٦ق٢

الفيء هو الذي أخذ من العدو دون قتال. ويقسم على الطريقة التالية. و كان النبي ﷺ هو من يوزع الغنائم. أفاء: رد. من أهل القرى: أي القرى التي تفتح. فلله: أي في سبيل الله كالقتال وبناء المساجد وغير ذلك. وللرسول: أي لحوائجه. ولذي القربى: أي القربى من رسول الله ﷺ . واليتامى: أي فقراؤهم كما يتبين من تتمة الآية كي لا يكون دولة بين الأغنياء. وابن السبيل: هو المسافر المنقطع سفره. كي لا يكون دولة بين الأغنياء: أي لكيلا يكون المال متداولا بين الأغنياء فقط. وما أتاكم الرسول: أي من الفيء وغيره. واتقوا الله: أي اتقوه في ما يأمركم به ولا تأخذوا مما نهاكم عنه رسوله ﷺ .


لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ( ٨-٥٩ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١٠ج . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . أعمال المؤمنين ٧١-١٠ب

للفقراء المهاجرين: أي ما أفاء الله على رسوله من بني النضير ( في الآية قبل هذه ) فهو في هذه الحالة خصوصا لهؤلاء الفقراء المهاجرين. لذلك قال تعالى: وما نهاكم عنه فانتهوا. أي ما نهاكم الرسول عن أخذه من الفيء فلا تأخذوه ولا تطالبوا به. فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب. يبتغون: يطلبون.


وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَان َ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( ٩-٥٩ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١٠ج . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ . أعمال المؤمنين ٧١-٧ج . الإنفاق ٨١-٧ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٣ب

المودة بين المهاجرين والأنصار. والذين تبوءوا الدار والإيمان: أي هؤلاء أيضا من الصادقين. تبوءوا الدار والإيمان: أي استوطنوا المدينة واعتنقوا الإسلام وهم الأنصار. من قبلهم: أي من قبل المهاجرين. ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا: أي لا يحسدون المهاجرين على ما خصوا به من مال الفيء وغيره. ويؤثرون على أنفسهم: يؤثرون على أنفسهم بمساعدة المهاجرين وإشراكهم أموالهم. خصاصة: حاجة. ومن يوق شح نفسه: أي يتحصن ضد شح نفسه ببذل المال وغير ذلك في سبيل الله. المفلحون: الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة.


وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ( ١٠-٥٩ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١٠ج . أدعية المؤمنين ٦٩-١٤أ . الرؤوف ١ ( ٧ ) . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٦

والذين جاءوا من بعدهم: وهم التابعون ومن تبعهم من المسلمين إلى يوم الدين. من بعدهم: أي بعد المهاجرين والأنصار. غلا: هو الحقد والبغض وما شابه ذلك. رءوف: الذي يعطف ويشفق كما جاء في قوله ﴿ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ( ٢-٢٤ )


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة