U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

61- تفسير سورة الصف من الآية 1 إلى الآية 14

   

61- تفسير سورة الصف من الآية 1 إلى الآية 14

بسم الله الرحمن الرحيم


سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( ١ - ٦١ )

آية مماثلة: الحميد ١ ( ٤ ) ١أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١

سبح لله: نزه الله عن كل نقص. ما في السماوات وما في الأرض: أي ما فيهما من شيء. ويدخل فيه الملائكة والروح والجن والإنس والحيوانات والجمادات وكل الظواهر الطبيعية. العزيز الحكيم: الغالب على كل شيء الحكيم في كل شيء.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ( ٢-٦١ ) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ( ٣-٦١ )

( ٢-٦١ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٩ت . الكلمة الطيبة ٨٤-١٢ . ( ٣-٦١ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٩ت . الكلمة الطيبة ٨٤-١٢ . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٦

الظاهر من قوله تعالى في الآية التي تلي هاتين الآيتين: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا " أنهما نزلتا في من فروا من القتال قيل يوم أحد بعد أن كانوا يظهرون رغبتهم فيه أي في أحب الأعمال إلى الله بعد الإيمان. وقوله " مَا لَا تَفْعَلُونَ " يبين أنهم لم يفعلوا ما كانوا يقولون فتولوا عن القتال. مقتا: أي بغضا شديدا.


● إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ ( ٤-٦١ )

الأمثال ٤٦-١٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الجهاد والقتال ٨٥-٦-١٥ث٢ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢

القتال جنبا إلى جنب والتزام الصفوف في الحرب ضروري . بنيان مرصوص: بنيان ملتصق أجزاؤه بعضها بعضا. أي كل مقاتل يثبت في مكانه في الصف مع الآخرين. وإذا اندفعوا إلى المعركة اندفعوا كلهم صفا.


● وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ( ٥-٦١ )

موسى ٢٦-٨١ . الهداية ٤٨-٣٥ح- ٣٤ث . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٤-١٠ت١٦ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢-١٤ط٥ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٣٠

قال بنو إسرائيل وهم يكذبون بأن في موسى عليه السلام عيبا في جلده لأنه كان ستيرا كما قيل أو آدر أي منتفخ الخصية والله أعلم بما قالوا. لم تؤذونني وقد تعلمون: أي لم تؤذونني وأنتم من المفروض تعلمون أني رسول ... فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم: فلما مالوا عن الحق بعقولهم أمال الله قلوبهم عن التقوى والهدى. الفاسقين: الخارجين عن إطاعة الله.


● وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( ٦-٦١ )

عيسى ٣٨-١١-١٤ . محمد ٣ ٩-٣١-٣٩أث . التنبؤات ٤٤-أ١٨ . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ح٦-١٠خ٣-١١ح . السحر ٩٨-٩ت . التوراة ٦-١٠ب

عيسى عليه السلام وتبشيره ببع ث محمد ﷺ . لما بين يدي ...: أي هذه التوراة التي بين يدي ونزلت قبلي. أحمد: أحمد الخلق لله تعالى. وهو محمد ﷺ المحمود في الدنيا لرسالته إلى الناس كافة والمحمود في الآخرة لأجل شفاعاته الثلاث. فلما جاءهم بالبينات ...: أي بالبينات التي تؤكد صدق ما قال لهم كما جاء في آية أخرى " وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ ... ( ٦٣-٤٣ ) " يتعلق الأمر هنا دائما بعيسى وليس بأحمد ﷺ . فهو من اتهموه بالسحر المبين لأنه جاءهم بمعجزات مذهلة كما جاء في الآية ( ١١٠-٥ ) . وإن تركنا هذه الآية جانبا فلا توجد آية تؤكد اتهام بني إسرائيل لمحمد ﷺ بالسحر. فالقرآن ذكر أنهم كفروا به فقط حسدا لأنه لم يبعث منهم وهم يعلمون أن ما جاء به مصدق لما معهم. بالبينات: بالحجج الواضحة. سحر مبين: أي معجزات عيسى سحر بين. سحر يسحر العقول فترى حقا ما ليس بحق. مبين: واضح.


وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( ٧-٦١ )

عيسى ٣٨-١٤ . الإسلام ٤٧-٢٨ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٤س٤ . الكلمة الطيبة ٨٤-١٦ . الهداية ٤٨-٣٤ث

ومن أظلم: أي أظلم لنفسه إذ يعرضها لأشد العذاب وأظلم لحق الله بالافتراء عليه. والإعراض وحده عن الإسلام ظلم عظيم. ممن افترى على الله الكذب: والافتراء على الله هو أن تنسب إليه ما ليس فيه وما لم يقل أو تنكر ما قال كالذين نسبوا إليه ابنا. وهم كثير من أهل الكتاب والمشركين وأيضا الذين يحلون ويحرمون باسمه افتراء عليه. وافترى بنو إسرائيل عليه أيضا أنهم أبناؤه وأحباؤه وأن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات بل كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويخفون ما شاءوا من التوراة ... الخ. وكذلك واجهوا النبي محمد ﷺ وكفروا به. وهو يدعى إلى الإسلام: هذا يبين أيضا أن الدعوة إلى الإسلام ضرورية. الإسلام : الخضوع لله وحده لا شريك له مع الامتثال لأوامره. وهو دين واحد وشرائعه مختلفة مع مختلف الرسل. الظالمين: وهم هنا المفترون على الله.


يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمٌّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( ٨-٦١ )

طبيعة الكافرين ٦٢-١٤ت . الله النور ١ ( ٤٣ ) ٤

يريدون: أي أهل الكتاب. ليطفئوا نور الله بأفواههم: نور الله هنا هو الإسلام والقرآن. يطفئوه: أي يحبسوا نشره بين الناس. بأفواههم: بأقوالهم الكاذبة عنه. متم نوره: أي مظهره.


● هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ( ٩-٦١ )

محمد ٣ ٩-٣٢ث . الإسلام ٤٧-٨-١٢ . الشرك ٥٧-٢٦ت

لكن الإسلام يظهر على جميع الديانات رغم معارضة المشركين له. ليظهره على الدين كله: أي ليعلو على كل الديانات بحججه وبراهينه وتعاليمه وينتشر في الناس أكثر من غيره.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( ١٠-٦١ ) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمُ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( ١١-٦١ ) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( ١٢-٦١ )

الجهاد والقتال ٨٥-٩ج . الجنة ١١٧-أ٩

عذاب أليم: هو عذاب جهنم. ومساكن طيبة : أي لا خبث فيها. نقية طاهرة تطيب لمن دخلها. جنات عدن : جنات أعدت للإقامة.


وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( ١٣-٦١ )

محمد ٣ ٩-٣٢ذ٦ . التنبؤات ٤٤-ب٤أ

وأخرى تحبونها: أي ميزة أخرى في تلك التجارة ( المذكورة قبل هذه الآية ) وهي ما يلي: نصر من الله على أعدائكم وفتح قريب تحبونه. أي فتح مكة. وقيل فارس والروم. وبشر المؤمنين: أي بالنصر والجنة.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَاراً للَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ( ١٤-٦١ )

عيسى ٣٨-١٦ت . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ب . الله تجاه المؤمنين ٧٢-٦ب . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ظ

من أنصاري إلى الله: أي من ينصرني في دعوتي إلى الله. الحواريون : قيل سموا كذلك لأنهم كانوا قصارين صباغين يصبغون الثياب بالأبيض. وأصل الحور في اللغة البياض. فأيدنا: فقوينا. على عدوهم: أي على الكفار المعتدين. ظاهرين: غالبين. أي بعد فترة من رفع عيسى عليه السلام أيد الله المؤمنين به.

*****


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة