U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

76- تفسير سورة الإنسان من الآية 1 إلى الآية 22

   

76- تفسير سورة الإنسان من الآية 1 إلى الآية 22

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ( ١-٧٦ )

الناس ٥٠-١ث

هل أتى على الإنسان ...: هل مرت عليه مدة من الزمن ... ؟ أي هل مر على إحساسك أيها الإنسان حين من الدهر حيث لم تكن شيئا معلوما يذكر ؟ هل كنت تدرك أنك موجود ؟ والجواب هو أن كل إنسان مر عليه زمن وهو ميت وروحه في السماء تنتظر أن يخلق الله جسده من نطفة أمشاج كما هو مبين في الآية التالية. ثم من مرحلة إلى أخرى إلى أن أدرك وجوده. ولا أحد أثناء ذلك يعرف بوجوده ولا باسمه إلا الله. والسؤال هنا لإعجاز الإنسان وإظهار قدرة الله عليه. وآدم أيضا مر عليه زمن كان لا يزال طينا قبل نفخ الحياة فيه. ولا يتعلق الأمر بما كان قبل وجوده أي في العدم. فالزمن الذي مر قبل خلق أي شيء لا بداية له. ولا يطلق حين من الدهر على زمن لا حدود له. لذلك الحين من الدهر هنا هو الذي كان فيه الإنسان موجودا لكن في عالم الأموات إلى أن احياه الله في الأرض. لم يكن شيئا مذكورا: أي لم يذكره ولم يعرف بوجوده أحد ( سوى الله ) .


● إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ( ٢-٧٦ )

القرآن والعلم ٤٥-٢٢د٤-٢٧ح . الناس ٥٠-١غ٢ . الإنسان ٥١-٤ . الابتلاء ١٠٦-٢أ

نطفة : قطرة. بالتقاء ماء الرجل بماء المرأة. أمشاج: أخلاط أي من ماء الرجل وماء المرأة. نبتليه: نختبره. فجعلناه سميعا بصيرا: أي جعلناه لأجل ذلك سميعا بصيرا يعني ليبتلى بما يسمع ويبصر.


● إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ( ٣-٧٦ )

الهداية ٤٨-٦ب . الإنسان ٥١-١٠أ

هديناه السبيل: أي بينا له طريق الهدى إلى الجنة. شاكرا: أي مؤمنا شاكرا لأنعم الله. كفورا: أي كافرا جاحدا بنعم الله.


● إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلًا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ( ٤-٧٦ )

جهنم ١١٥-ب٣٠ث

وسعيرا: هي النار التي تسعر وتشتد. وهذا جزاء للإنسان الكفور.


● إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ( ٥-٧٦ ) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ( ٦-٧٦ )

( ٥-٧٦ ) الجنة ١١٧-ت٣٢خ . ( ٦-٧٦ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ب . الجنة ١١٧-ت٣٢خ

الأبرار : هم المتقون الذين بروا في كل أعمالهم. كأس : أي خمر أو إناء فيه خمر. مزاجها: أي ما يمزج بها ويخلط. كافورا: اسم عين في الجنة. والكافور نبت طيب يؤخذ منه الطيب ( قيل أنه بارد ) يشرب بها ...: أي يشربون كؤوسهم ممزوجة بماء عين كافور. عباد الله: أي هنا من عبدوا الله. وعباد الله حسب السياق قد تعني كل خلقه أو من عبدوه. يفجرونها تفجيرا: أي وقتما شاؤوا يفجرون ماء تلك العين.


● يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ( ٧-٧٦ )

إيمان المؤمنين ٦٨-٣٠ . طبيعة المؤمنين ٧٠-١٨ب . يوم الحساب ١١٤-١١-١٣ش٦

يوفون: أي لا يخلفون. بالنذر: النذر هو ما أوجب الإنسان على نفسه من شيء يفعله وعاهد الله على ذلك. مستطيرا: أي ممدودا منتشرا غاية الانتشار.


وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( ٨-٧٦ ) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ( ٩-٧٦ )

( ٨-٧٦ ) الإنفاق ٨١-٨أ٢-١١ب٣ . ( ٩-٧٦ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-١٦ . الإنفاق ٨١-٨أ٢-٨خ

ويطعمون الطعام على حبه: أي رغم حبهم للطعام يطعمون المسكين ... فالإنسان لحب الخير لشديد وحريص عليه. إنما نطعمكم لوجه الله: هذا من أعمال الأبرار. لوجه الله: أي راغبين في عطفه ورحمته عليهم في الدنيا والآخرة. بأن ينظر إليهم نظرة حب ورضا. ويدخل هنا رغبتهم في لقائه والنظر إليه. جزاء: أي مكافأة. ولا شكورا: أي ولا ثناء.


● إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ( ١٠-٧٦ ) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ( ١١-٧٦ )

( ١٠-٧٦ ) الإنفاق ٨١-٨خ . يوم الحساب ١١٤-١١-١٣ش٦ . ( ١١-٧٦ ) الإنفاق ٨١-٨خ . يوم الحساب ١١٤-١٣ش٧-٤٧ب-٤٧ح-٤٧خ . الجنة ١١٧-ت٤٨أ

يوما عبوسا: أي يوما تعبس فيه الوجوه. قمطريرا: أي شديدا وطويلا مشقته. فوقاهم: أي دفع عنهم وجنبهم. شر ذلك اليوم: أي يوم القيامة والحساب. وأكبر شره عذاب جهنم. ولقاهم: أي آتاهم وأعطاهم. نضرة: أي حسنا وإضاءة وحبورا في وجوههم.


● وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ( ١٢-٧٦ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧دت . الجنة ١١٧-ت٢٩

وحريرا: وحريرا للباسهم.


● مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ( ١٣-٧٦ ) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ( ١٤-٧٦ )

( ١٣-٧٦ ) الجنة ١١٧-ت٣٠ب . ( ١٤-٧٦ ) الجنة ١١٧-ت٢٥ث-ت٣٠أ

الأرائك : سرر مزينة فاخرة. لا يرون فيها شمسا: أما نور الجنة فهو من نور العرش الذي هو من نور الله. ولا شمس هناك. أنظر تفاصيل عن أنوار الله في كتاب قصة الوجود . زمهريرا: أي بردا قارسا. ودانية عليهم ظلالها: أي ظلال الجنة تدنو منهم إن احتاجوا أن يتظللوا من نور العرش. وذللت قطوفها تذليلا: أي سخرت لمن يقطفها فتدنو له بأمر الله.


وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيراً ( ١٥-٧٦ ) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ( ١٦-٧٦ )

الجنة ١١٧-ت٣٢ذ

ويطاف عليهم: أي خدم الجنة يدورون عليهم لخدمتهم. وأكواب: أي أقداح للشرب. قواريرا: قواريرا كالزجاج في الصفاء إلا أنها من فضة . قدروها تقديرا: أي على ملء كفهم أو تغترف بمقدار إرادة الشارب.


● وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ( ١٧-٧٦ ) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ( ١٨-٧٦ )

الجنة ١١٧-ت٣٢د

كأسا: يعنى بها الخمر. مزاجها: أي ما يمزج بها ويخلط. زنجبيلا: نوع من النبات كالقصب له عروق تسري في الأرض وله قوة مسخنة هاضمة ) قيل أنه حار ) . والعرب تصفه بالطيب. عينا: أي من عين. سلسبيلا: السلسبيل هو الشراب اللذيذ. ويتسلسل في الحلق بسهولة.


● وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنثُورًا ( ١٩-٧٦ )

الأمثال ٤٦-٢٩ . الجنة ١١٧-ت٣٧

ويطوف عليهم: أي لخدمتهم. ولدان مخلدون: ولدان لا يتغير شكلهم مع مرور الزمن. لؤلؤا منثورا: أي مفرقا أو الذي نثر من صدفه.


● وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ( ٢٠-٧٦ )

الجنة ١١٧-أ١٣-ت٩

ثم: أي هناك في الجنة أو أي مكان فيها. وملكا كبيرا: كل مؤمن من أهل الجنة ملك في جنته. أدناهم من ينظر في ملكه ألفي سنة.


عَالِيهِمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ( ٢١-٧٦ )

الجنة ١١٧-ت٢٩-ت٣٢ب

عاليهم: أي ما يظهر عليهم ويعلو أجسادهم. وهو ثياب سندس وإستبرق. سندس: رقيق الديباج وهو الحرير. وإستبرق: غليظ الديباج. أساور : ما يلبس في الذراع. طهورا: نظيفا لا نجس فيه ولا دنس.


إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ( ٢٢-٧٦ )

الجنة ١١٧-أ٨ب . الشكور ١ ( ٧٤ )

إن هذا: أي نعيم جنة الخلد. جزاء: جزاء على إيمانكم وأعمالكم. مشكورا: ثواب الله للمؤمن يعده سبحانه شكرا مع أنه غني عن العالمين.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة