U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

28- تفسير سورة القصص من الآية 1 إلى الآية 21

   

28- تفسير سورة القصص من الآية 1 إلى الآية 21

بسم الله الرحمن الرحيم


طسم ( ١-٢٨ ) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ( ٢-٢٨ )

( ١-٢٨ ) القرآن ٩ -٥١ . ( ٢-٢٨ ) القرآن ٩ -٨س١

طسم: أنظر التفسير في آخر الكتاب. تلك آيات الكتاب: أي هذه الآيات من القرآن الذي كتب وفرض عليكم. أو أنها من أم الكتا ب. المبين: أي كله حق لا يكذبه أي شيء وفيه بيان لكل شيء. أو الموضح بالبراهين. المظهر للحق والهدى.


● نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( ٣-٢٨ )

موسى ٢٦-١٨ب . محمد ٣ ٩-٤٠خ

نبإ: خبر.


● إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ( ٤-٢٨ )

موسى ٢٦-٢٠

كان فرعون ملك القبط بالديار المصرية وهامان وزير ه. شيعا: فرقا في الخدمة. يذبح أبناءهم: وذلك خوفا من ظهور من سيحطم ملكه كما كان متوقعا من بني إسرائيل. ويستحيي نساءهم: يبقيهن أحياء للخدمة فلا يقتلهن.


وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمُ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ( ٥-٢٨ ) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ( ٦-٢٨ )

( ٥-٢٨ ) موسى ٢٦-٢١ . الوارث ١ ( ٣٣ ) ٢ . ( ٦-٢٨ ) موسى ٢٦-٢١ . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١

ونريد: وذلك في الوقت الذي كان فرعون يذبح أبناءهم ...الخ. نمن: ننعم ونتكرم. أئمة: ملوكا وقادة بعد أن كانوا مستضعفين. الوارثين: أي الوارثين الملك في الأرض. وهامان: وزير فرعون. منهم: من الذين استضعفوا. أي ما كانوا يحذرون منهم. فهنا تقديم وتأخير. ما كانوا يحذرون: كان فرعون وقومه يخافون من المولود المنتظر الذي سيدمر ملكهم فرأوا بأعينهم ذلك.


وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ( ٧-٢٨ )

موسى ٢٦-١٠ . التنبؤات ٤٤-أ١٢ . الله يوحي ١ ( ٣٧ ) ٩

وأوحينا إلى أم موسى: كان هذا وحيا من الله ووعدا منه لأم موسى مضمونه أنه سيعاد إليها ولدها وسيجعله من المرسلين. فربما كان وحيا في منام أيقنت به بأنه حق من عند الله. أو كان وحيا في يقظة غير وحي النبوة. فلم يوحى إليها بعده شيء آخر. فلا شك أن للوحي أشكالا عدة.وعلمت بأنه وحي فيه وعد الله لقوله تعالى:" فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ( ١٣-٢٨ ) ". فمن الله على أم موسى بوحيه كما من به على مريم ابنة عمران. وهو ليس كوحي الأنبياء الذين يرسلون لدعوة الناس إلى عبادة الله وإنما خص مسائل محددة في حياتهما الشخصية. فعلمت أن ابنها الرضيع هذا سيكون منقذ بني إسرائيل المنتظر. أن أرضعيه: فلا شك أنها أرضعته حتى أصبح خطرا عليه أن يظل معها. فإذا خفت عليه: أي من الذبح. واستعمال " إذا" يبين أنها بالتأكيد ستخاف عليه. فقد أمر فرعون أن يذبح كل مولود جديد من بني إسرائيل ليحطم آمالهم في بعث من ينقذهم من العبودية لأنه أخبر بأن زمان ولادته قد تجلى وأنه سيدمر ملكه. اليم: البحر. وهو النيل هنا. من المرسلين: أي نبي ورسول.


فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ( ٨-٢٨ ) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( ٩-٢٨ )

( ٨-٢٨ ) موسى ٢٦-١٢-٦٤خ . ( ٩-٢٨ ) موسى ٢٦-١٢

فالتقطه: عثروا عليه دون قصد فأخذوه وأخرجوه من اليم. آل فرعون: أهل بيته وأعوانه. وحزنا: أي مصدر حزن لهم. وهامان: وزير فرعون. خاطئين: أي بكفرهم بالله وتعذيبهم لبني إسرائيل. قرة عين: أي مصدر فرح يسر العين وتسكن وترضى. فقد ألقى الله عليه محبة منه منذ صغره. ولك: ولك يا فرعون. لا تقتلوه: كانوا يقتلون الذكور من بني إسرائيل ليبطلوا التنبؤ بظهور منجي بني إسرائيل. نتخذه ولدا: أي بالتبني. وهم لا يشعرون: أي لا يخطر ببالهم خطر هذا الرضيع عليهم.


وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( ١٠-٢٨ ) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( ١١-٢٨ )

( ١٠-٢٨ ) موسى ٢٦-١١ . الرجل والمرأة ٨٨-١٤ . ( ١١-٢٨ ) موسى ٢٦-١١

وأصبح فؤاد أم موسى فارغا: أي أصبح فارغا مباشرة بعد إلقاء ابنها في اليم. فارغا: خاليا من كل شيء إلا من ذكر موسى ومصيره. لتبدي به: أي لتصيح به من كثرة الخوف عليه وهو في اليم فيعلم من سمعها أنه ابنها. ربطنا على قلبها: قويناه وثبتناه بالصبر. لتكون من المؤمنين: أي لتؤمن بوعد الله لها أن ابنها سيرد إليها. قصيه: اتبعي أثره لتعلمي خبره. وهذا لما ألقته في اليم. وبذلك علمت أن آل فرعون هم الذين التقطوه. فبصرت به: فأبصرته. عن جنب: أي متجنبة الأنظار أو عن بعد. وهم لا يشعرون: أي آل فرعون وقومه.


● وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ( ١٢-٢٨ )

موسى ٢٦-١٣ . المعجزات ٤٣-٤د

من قبل: من قبل مجيء أخته وأمه. فلم يقبل إلا ثدي أمه. فقالت: أي أخت موسى. فحرم الله عليه كل المراضع فدخلت أخته هي الأخرى بيت فرعون لتدلهم على من ترضعه. يكفلونه: أي يتكلفون بإرضاعه وسائر شؤونه. وهم له ناصحون: أي سيقومون على حفظه وإرشاده.


● فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( ١٣-٢٨ )

موسى ٢٦-١٠-١٣

تقر عينها: تسر وتهدأ. ولتعلم أن وعد الله حق: إشارة إلى ما أوحي إليها بأن ابنها سيرد إليها. ولكن أكثرهم لا يعلمون: أكثر آل فرعون كانوا لا يعلمون كيف تجري الأقدار. أو أكثر من سمع بوعد الله لا يعلمون بأنه حق.


● وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( ١٤-٢٨ )

موسى ٢٦-١٤

أشده: كمال قوته وعقله أي رشده. واستوى: أي بلغ كمال عقله وجسمه. حكما: حكم الله وشريعته بين العباد. أو علما وحكمة. المحسنين: إشارة إلى أن موسى كان رجلا صالحا ومحسنا قبل نبوته.


وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ( ١٥-٢٨ ) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( ١٦-٢٨ ) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ( ١٧-٢٨ )

( ١٥-٢٨ ) موسى ٢٦-١٥ . الهداية ٤٨-٤٢ث . الجن ٤٩-١٢أ-١٩خ٦-٣١ب . ( ١٦-٢٨ ) موسى ٢٦-١٥ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ر . ( ١٧-٢٨ ) موسى ٢٦-١٥

ودخل المدينة: قيل مصر. على حين غفلة من أهلها: أي غافلون عما يجري في طرقها. أي في وقت تفرقهم ودخول مساكنهم. قيل وقت القيلولة. من شيعته: أي من قومه وهم بنو إسرائيل. هذا يبين أن أهل موسى كانوا قد أخبروه بهويته. عدوه: أي قبطي من قوم فرعون. فكانوا أعداء لأن هؤلاء كانوا يستعبدون بني إسرائيل ويعتدون عليهم ويستحيون نساءهم ... فوكزه: ضربه في صدره بجمع كفه. فقضى عليه: أي قتله. إنه عدو مضل مبين: أي أضلني بحيث جعلني أنقاد لهيجان غضبي. قال رب بما أنعمت علي ...: كان هذا نذرا من موسى في مقابل ما أنعم الله عليه بأن أنجاه من الذبح وأتاه العلم والحكمة والقوة البدنية: لن يكون ظهيرا لأي مجرم بعد هذه الحادثة وهو لا يدري بأن الله غفر له مباشرة قبل نذره هذا كما يتبين ذلك مرتبا في الآيتين. وذلك بفضل إنابته في الحين إلى الله ودعائه . وهو كدعاء يونس عليه السلام. ثم إنه لم يقصد قتل الرجل. ظهيرا: معينا. للمجرمين: ومنهم آل فرعون وقومه.


● فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ( ١٨-٢٨ ) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ( ١٩-٢٨ ) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ( ٢٠-٢٨ ) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( ٢١-٢٨ )

( ١٨-٢٨ ) موسى ٢٦-١٦ . ( ١٩-٢٨ ) موسى ٢٦-١٦ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . ( ٢٠-٢١-٢٨ ) موسى ٢٦-١٦

يترقب: أي يلقي سمعه وبصره تحسبا لعاقبة فعلته لا يدري هل علم بجريمته أحد أو لا. يستصرخه: يستغيثه كما سيقول الشيطان لمتبعيه: مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ( ٢٢-١٤ ) لغوي: أي مضل مهلك أولا لكونه دعاه إلى العنف مرة أخرى بعد ما أوقعه في جريمة قتل خطأ وهو لا يريد ذلك. وثانيا لكونه يستصرخه قد يؤدي إلى افتضاح أمره خصوصا والمدينة هذه المرة ليست على حين غفلة من أهلها وأنهم علموا بلا شك أن جريمة قتل وقعت بالأمس. مبين: واضح بين. فلما أن أراد أن يبطش ...: أي لم يبطش به بعد. يبطش: البطش هو الأخذ بالقوة والعنف. عدو لهما: فالقبط كانوا يستعبدون بني إسرائيل. قال يا موسى أتريد أن تقتلني: قد يكون من قول الإسرائيلي تملكه الرعب لما رأى موسى غاضبا منه فظن أنه سيبطش به. وقيل قد يكون من قول القبطي استنتج أن موسى قد نصر الإسرائيلي بالأمس. جبارا: متكبرا قاسيا. وجاء رجل: أي بعد ذلك. قيل هو مؤمن آل فرعون المذكور في القرآن والله أعلم. من أقصى المدينة: أي حيث قصر فرعون. يسعى: يسرع في المشي. الملأ: جماعة أشراف القوم. يأتمرون: يتشاورون في أمر قتلك. فاخرج: أي من المدينة ومن البلد. الظالمين: فكانوا يستعبدون بني إسرائيل ويكفرون بالله.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة