U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

6- تفسير سورة الأنعام من الآية 1 إلى الآية 20

   

6- تفسير سورة الأنعام من الآية 1 إلى الآية 20

بسم الله الرحمن الرحيم


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ( ١-٦ )

الله والخلق ٤٠-١٧ب-١٩. الشرك ٥٧-١٣ج . اعتقادات الكافرين ٦٠-٩ب١ . ذكر الله ٧٦-٢٢ت١ . الله النور ١ ( ٤٣ ) ٢ . الخالق ١ ( ١٩ ) ١٣

الحمد لله: هو الرضا بقضاء الله والشكر على نعمه في كل الأحوال. فمهما كانت حالة العبد فهو في نعم من الله. يعدلون: يشركون بالله ويسوون به غيره.


● هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ( ٢-٦ )

الله والخلق ٤٠-٥٥ث . القرآن والعلم ٤٥-٢٢خ١ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٧ . الساعة ١١١-٤أ . الكتاب الخالد ٣- ٥ت. العليم ١ ( ٣٩ ) ٤ت

أجلا وأجل مسمى عنده: أي أجلا لفناء كل مخلوق وأجلا للساعة. والملائكة قد يعرفون الأول لكن لا يعرفون الثاني . تمترون: تشكون.


وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ( ٣-٦ ) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ( ٤-٦ ) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمُ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( ٥-٦ )

( ٣-٦ ) الله ١ ( ١ ) ١ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٥ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٤-٢٧ . ( ٤-٦ ) اعتقادات الكافرين ٦٠-١٨ح . ( ٥-٦ ) التنبؤات ٤٤-ب١ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١١ج

وهو الله: الإله الواحد والإله الحق. ما تكسبون: أي من حسنات وسيئات. فسوف يأتيهم أنباء: ستأتيهم أخبار القرآن مجسدة. وهي كل ما ينتظرهم بعد موتهم وبعد بعثهم. أو سينبؤون بعذاب الآخرة يوم موتهم ويوم القيامة.


● أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ( ٦-٦ )

العقاب في الحياة الدنيا ١٠-٧-٢١أ-٢١خ٢-٢١ر٢

أهلكنا: أي أمتنا بالعقاب. قرن: قوم في جيل آخر. مكناهم في الأرض: أي مكناهم بالقوة والغلبة على غيرهم والرزق ... الخ. ما لم نمكن لكم: الخطاب انتقل هنا ليشمل كل من كانوا في زمان الرسول ﷺ . كأنه يشهد المؤمنين الذين يستمعون إلى الوحي على ذلك. مدرارا: أي مطرا كثيرا متتاليا. وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم: هذا يدل على الخيرات التي كانوا فيها. فجري الماء دون انقطاع يدل على كثرته. والأنهار تجري دائما في أدنى مستوى من الأرض التي هي فيها. ومن " تحتهم " تعني تحت ما كانوا يملكون من أراضي وبساتين ... الخ. بذنوبهم: أي بسبب ذنوبهم. وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين: أي بعد هلاك كل قرن.


● وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ( ٧-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أض٧ . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٩

قرطاس: صحيفة. أي لو نزل القرآن من السماء مكتوبا في صحيفة بدل وحيه إليك .... مبين: بين واضح.


وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ( ٨-٦ ) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ( ٩-٦ )

( ٨-٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أض٤-٣٦أض٦ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٠ب١ . ( ٩-٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أض٦

وقالوا: أي المشركون كما في سياق الآيات السابقة. لقضي الأمر: أي بإهلاكهم. ذلك لأن الإيمان بالله يكون بالغيب لا برؤية الملائكة. لا ينظرون: لا يؤخرون ولا يمهلون. ولو جعلناه ملكا: أي لو جعلنا رسولنا إليكم ملكا. لجعلناه رجلا: أي في صورة رجل. فالرسول يجب أن يكون من جنس قومه ولو ظاهريا لأن الإيمان بالغيب يقتضي ذلك. وللبسنا عليهم ما يلبسون: أي لخلطنا وأشكلنا عليهم يومئذ ما يخلطون على أنفسهم اليوم. أي سيقولون أيضا: ما هذا إلا بشر مثلكم.


● وَلَقَدُ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( ١٠-٦ ) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( ١١-٦ )

( ١٠-٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أح . العقاب في الحياة الدنيا ١٠-٧-٢١ر٤ . الرسل ١٠-٣٥د-٣٥ذ . ( ١١-٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أح

فحاق: فأحاط. ما كانوا به يستهزئون: وهو نزول العقاب سواء في دنياهم أم بعد موتهم أيضا. عاقبة: مصير.


● قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ( ١٢-٦ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-٢أ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . يوم الحساب ١١٤-٢١ب . جهنم ١١٥-ت٣ . الكتاب الخالد ٣-١٥ . الرحمان ١ ( ٦ ) ٥ . الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . الكاتب ١ ( ٤٦ ) ١

كتب على نفسه: ألزم نفسه بنفسه. الرحمة: وبها لا يعاقب من تاب وأصلح من بعد سوء بجهالة. فهو بذلك يرحم التوابين . وفي الحديث " كتاب فوق العرش رحمتي تغلب غضبي « . ليجمعنكم إلى يوم القيامة: أي سيجمعكم مستقدميكم ومستأخريكم إلى يوم القيامة ( أي كل أجيالكم إلى يوم القيامة ) . أو ليجمعنكم إلى حكم ذلك اليوم. ريب: شك. الذين خسروا أنفسهم: أي خسروها بكفرهم لا بنقص من رحمة الله. ففي الآخرة خسران أو فوز. فهؤلاء الكفار لن يتمتعوا بأنفسهم في الآخرة بل سيكونون في سجن في نار جهنم.


● وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( ١٣-٦ )

الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

سكن: استقر وهدأ. ويتعلق الأمر هنا بكائنات الليل وكائنات النهار.


● قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( ١٤-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٢٥ب-٣٧أ-٣٧ت . الخالق ١ ( ١٩ ) ٠ . لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ٣ . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ٣أ-٥أ . المؤمنون والمشركون ١٠٢-ب١ . الشرك ٥٧

وليا: ناصرا. فاطر: خالق ومبدع. أسلم: أي خضع كليا لله وأمره. أول من ...: فهو ﷺ أول المسلمين من أمته في الدنيا وأول كل المسلمين في الآخرة. وفي المعنى أيضا عدم التردد إلى الإسلام.


● قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم ( ١٥-٦ ) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ( ١٦-٦ )

( ١٥-٦ ) يوم الحساب ١١٤-١٣ش٢ . جهنم ١١٥-أ١٧ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٥ث . ( ١٦-٦ ) يوم الحساب ١١٤-١٣ش٧ . جهنم ١١٥-أ١٧ . الجنة ١١٧-أ٩

رحمه: أي رحمه الله. المبين: أي الواضح الجلي.


● وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ١٧-٦ ) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ( ١٨-٦ )

( ١٧-٦ ) الولي ١ ( ٥٨ ) ٧ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣ . ( ١٨-٦ ) العليم ١ ( ٣٩ ) ٠ . الحكيم ١ ( ٤١ ) ٠ . القاهر١ ( ٥٠ ) ٠-١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣٣

القاهر ...: أي الغالب الظاهر عليهم. والكل تحت قهره. الحكيم: أفعاله كلها بعلم ببواطن الأمور وظواهرها. فما من شيء خلقه أو أماته أو بسط له في الرزق أو قدر عليه أو أصابه بأي شيء ... إلا لحكمة. الخبير: العليم ببواطن الأمور وتصرفاتها.


● قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ( ١٩-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-١٤أ-٣٧خ٢-٣٧ش . القرآن ٩-١٩خ . الشهيد ١ ( ٦٩ ) ٤ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣

الله شهيد على نبوته ورسالته. وهو الشهيد الأكبر. لأنذركم: لأخوفكم من عذاب الله. ومن بلغ: أي من بلغه القرآن.


● الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ( ٢٠-٦ )

أهل الكتاب ٥٤-٥ت

يعرفونه: يعرفون أن القرآن المشار إليه في الآية السابقة هو من عند الله كما جاء في سورة البقرة : " ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ( ١٤٥- ٢ ) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ( ١٤٦- ٢ ) الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " ( ١٤٧- البقرة ) وهنا الله يخاطب الرسول ﷺ مما يبين أن الضمير لا يعود عليه. وقال تعالى أيضا عن معرفتهم بأن القرآن من عنده سبحانه: "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به" ( ٨٩- ٢ ) مع العلم أنهم يعرفون النبي ﷺ بأوصافه في التوراة. الذين خسروا أنفسهم: أي كل من وصله القرآن وكفر به فقد خسر نفسه .


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة