U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

38- تفسير سورة ص من الآية 17 إلى الآية 40

   

38- تفسير سورة ص من الآية 17 إلى الآية 40

● اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ( ١٧-٣٨ ) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ( ١٨-٣٨ ) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ( ١٩-٣٨ ) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ( ٢٠-٣٨ )

( ١٧-٣٨ ) داوود ٢٩-٣ . محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦ب أ٣-٤٠خ . التوبة ٧٥-١٢ . ( ١٨-٣٨ ) داوود ٢٩-٦ت . ذكر الله ٧٦-١٢ث١ . ( ١٩-٣٨ ) داوود ٢٩-٦ت . ( ٢٠-٣٨ ) داوود ٢٩-٢ب . الكلمة الطيبة ٨٤-٢٢

ما يقولون: أي من التكذيب كما جاء في الآيات السابقة مثل ساحر كذاب ... الخ. واذكر: اذكر يا محمد للناس ذكر داوود بما قيل عنه في القرآن. الأيد: القوة في العبادة والدين. أواب : يرجع دائما إلى الله. يسبحن: يسبحن بألفاظ التسبيح التي تنزه الله تعالى عن كل نقص. بالعشي: أي من وقت العصر إلى الليل. والإشراق: وهو وقت الضحى بالغداة أي صلاة الضحى . كانت الجبال تسبح مع داوود عليه السلام في هذه الأوقات. محشورة: مجموعة إليه تسبح معه. كل له أواب: أي الطير والجبال مطيعة له. والطير كانت ترجع إليه لتسبح معه. وشددنا ملكه: أي قويناه بالجنود وبكل ما يجب ليظل ثابتا ولا ينهار. الحكمة : المعرفة بأحكام وتفاصيل الدين. أي ما يجب أن نفعل وما لا يجوز فعله. وفصل الخطاب: أي فصل القضاء في الخصومات وبين الحق والباطل.


● وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ( ٢١-٣٨ ) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ( ٢٢-٣٨ ) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ( ٢٣-٣٨ ) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ( ٢٤-٣٨ ) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ( ٢٥-٣٨ )

( ٢١-٣٨ ) داوود ٢٩-١٢ . محمد ﷺ ٣٩-٤٠خ . ( ٢٢-٢٣-٣٨ ) داوود ٢٩-١٢ . ( ٢٤-٣٨ ) داوود ٢٩-١٢-١٣ . الناس ٥٠-١٩ب . ( ٢٥-٣٨ ) داوود ٢٩-١٣

نبأ الخصم: أي قصة الخصمين قيل هما ملكان بعثهما الله ليردا داوود عن خطيئته لمحبة امرأة فمثلا أمامه قضية شبيهة بقضيته ليتعظ بها. تسوروا المحراب: أي علوا سوره ونزلوا إلى حيث يوجد داوود. المحراب: هو مصلى داوود هنا. ففزع منهم: فزع لأنهم دخلوا بغير إذنه ونزلوا من سور مرتفع بدل أن يدخلوا من الباب. بغى بعضنا: أي تعدى وظلم. بالحق: بالعدل. ولا تشطط: أي لا تكن جائرا في حكمك. سواء الصراط: أي الطريق السوي بيننا. أخي: فالملك يصف نظيره بأخيه. نعجة: هي الأنثى من الضأن ( وتمثل المرأة بالنسبة لقضية داوود ) أكفلنيها: أي اجعلني كافلها. وعزني في الخطاب: أي غلبني وقهرني بجداله. بسؤال نعجتك إلى نعاجه: أي بطلب انضمام نعجتك إلى نعاجه. الخلطاء: الشركاء. ليبغي: ليعتدي ويظلم. وظن: أي أيقن. فتناه: اختبرناه ليتنبه لما ابتلي به. وخر راكعا: أي وقع ساجدا لله بركوعه. فلم تكن له حركة أخرى من هيأة الركوع إلى السجود. وأناب: أي رجع إلى ربه بالتوبة. فغفرنا له ذلك: أي ذنبه وهو أن طمع فيما لا يجوز. لزلفى: أي من المقربين. وحسن مآب: أي حسن مرجع وهو الجنة.


● يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ( ٢٦-٣٨ )

داوود ٢٩-٢ت . الهداية ٤٨-٤٣ت . طبيعة الكافرين ٦٢-٩أ-٢٢أت-٢٢أح . شريعة الله ٨٦-٤-٧أ-١١أ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٩ ) -ت٤ ( ٣٢ ) **

خليفة: أي في الحكم هنا. تخلف من كان قبلك في هذا الميدان. أو خليفة الله في تطبيق شرعه. بالحق: بالعدل. ولا تتبع الهوى: أي في حكمك وفي أي شيء يجرك إلى المعصية. سبيل الله: والحق والحكم به من سبيل الله.


● وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ( ٢٧-٣٨ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-١ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٢٢ . الخالق ١ ( ١٩ ) ١٣

وما بينهما : بين السماوات السبع وعالم الأرض أي بين سقف السماء الأولى والحلقة الأرضية الأولى. باطلا: أي عبثا دون هدف. يعني لا ينتظر حساب ولا جزاء حسب ظن الكفار . ذلك اعتقادهم ويقينهم في قرارة أنفسهم . فويل : عذاب وشقاء. وقيل واد في جهنم.


● أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ( ٢٨-٣٨ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . العالمون والجاهلون ٦٦-ت١١

أم نجعل الذين آمنوا وعملوا ...: أي أنجعلهم سواء في الجزاء والثواب ؟ كالفجار: أي كالكاذبين المائلين عن الحق.


كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ( ٢٩-٣٨ )

ما يباركه الله في القرآن ٤١-٣ . القرآن ٩-١-٣٠

كتاب: هو القرآن. الحق الذي يبين هنا أن الله لم يخلق السماوات والأرض باطلا كما جاء في الآية قبل السابقة بل وجب اتباعه للنجاة من النار. مبارك: مصدر بركة ونماء. أي كثير الخير والمنفعة. ليدبروا آياته: ليتفكروا في معانيه وأحكامه وفي كل ما جاء فيه. وليتذكر: أي ليتعظ به. الألباب : العقول.


● وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ( ٣٠-٣٨ ) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ( ٣١-٣٨ ) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ( ٣٢-٣٨ ) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ( ٣٣-٣٨ )

( ٣٠-٣٨ ) داوود ٢٩-١٤ . سليمان ٣٠-٣-٧ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠أ-٤٠ب . ( ٣١-٣٢-٣٣-٣٨ ) سليمان ٣٠-٧

أواب: أي يرجع دائما إلى الله. وأعطى الله مثلا عن ذلك في الآيات التالية. إذ عرض عليه ...: بيان لقوله تعالى: " أواب ". بالعشي: أي ما بعد الزوال إلى الغروب. الصافنات: وهي الخيول الواقفة على ثلاث وعلى طرف حافر الرابعة. الجياد: السراع التي تسبق في العدو. حب الخير: الخير هنا الصافنات الجياد. ذكر ربي: وهو هنا صلاة العصر. توارت بالحجاب: أي استترت عن الأبصار. والحجاب هنا ما يحجب الشمس بعد الغروب. فلم يصل سليمان ولم يسبح قبل الغروب فلام نفسه. و الضمير يعود إلى الشمس من غير ذكرها لدلالة العشي عليها. وفوات وقت الذكر في العشي هنا يؤكد ذلك. ردوها علي: أي تلك الصافنات التي عرضت عليه. فطفق مسحا بالسوق والأعناق: مسحا بالسيف أي شرع في قطع سوق الصافنات التي شغلته وذبحها. فتصدق بلحومها. فعبر عن ندمه وعاقب نفسه بنفسه رغم أنه يحب الخيل كثيرا. ولا شك أن ذبح الخيول وأكل لحومها كان مشروعا في زمانه. فلا يمكن له أن يتوب بفعل غير جائز بل أثنى عليه الله بتوبته بهذا الشكل إذ قال قبل هذه الآيات: " نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه ......"


● وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ( ٣٤-٣٨ ) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( ٣٥-٣٨ )

( ٣٤-٣٨ ) سليمان ٣٠-٨ . ( ٣٥-٣٨ ) سليمان ٣٠-٨ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨س١ . الوهاب ١ ( ٥٣ ) ٣أ

فتنا: ابتلينا وعاقبنا. وذلك قبل أن يكون له الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده كما هو مبين في الآية التالية. أي لم يكن تحت سلطانه بعد جن ولا شياطين ولا غير مما يكون عند الملوك العاديين. وألقينا على كرسيه جسدا : والكرسي هنا هو البناء الذي يوضع عليه عرش الملك. وهو موضع قدميه. و" ألقينا " توحي بأنه فوجئ بجسد على كرسيه لم يكن يتوقعه عقابا له على شيء تجاوز القرآن عن ذكره. والجسد يطلق على جسم دون روح. فذكره بخطيئته فأناب إلى الله وطلب أن يغفر له. وقيل كثيرا من القصص في هذه القضية إلا أن ما قيل حتى وإن حدث فعلا لسليمان قد لا يكون له علاقة بهذا الأمر. والقضية ذكرت مختصرة جدا في القرآن فقط لأنها كانت سببا في دعاء سليمان بأن يؤتى ملكا لا يكون لأحد مثله من بعده فآتاه الله سؤله. وقصة الجسد على كرسي سليمان لها ربما علاقة بملكه وذريته والله أعلم. والأقرب من هذا المعنى قصة إلقاء على كرسيه شق ولد. روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ « قال سليمان: لأطوفن الليل على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس مجاهد يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه قل : إن شاء الله فلم يقل فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، وايم الذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون " ولما ألقي شق ولد على كرسيه استغفر وطلب من الله أن يعوضه بدل الأولاد الفرسان ملكا عظيما لينجز به ما وعد ألا وهو الجهاد في سبيل الله. أناب : رجع إلي بالتوبة والتوحيد دون شرك. لا ينبغي: أي لا يكون. إنك أنت الوهاب: والثناء على الله في كل دعاء حسب المقام يقرب الاستجابة في الدنيا إلا ما شاء الله أو يعوض الداعي بنعمة أخرى غير ما طلب.


فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ( ٣٦-٣٨ ) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ( ٣٧-٣٨ ) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ( ٣٨-٣٨ )

( ٣٦-٣٨ ) سليمان ٣٠-٩أ . ( ٣٧-٣٨ ) سليمان ٣٠-٩ث١ . ( ٣٨-٣٨ ) سليمان ٣٠-٩ث١ . الجن ٤٩-٣٠ت . جهنم ١١٥-ب٣٠ب

فسخرنا له الريح: قيل كانت تحمله بجنوده وموكبه. رخاء: أي لينة مطيعة له. حيث أصاب: أي حيث أراد وقصد. والشياطين: أي وسخرنا له الشياطين. بناء: أي يبنون له ما يشاء. وغواص: أي يغوصون في البحر فيستخرجون له ما يشاء. مقرنين: مشدودين. الأصفاد : القيود والأغلال.


هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( ٣٩-٣٨ )

سليمان ٣٠-١٠

هذا: أي الملك العظيم العجيب وتسخير الريح والشياطين. فامنن أو أمسك: أي فأعط قدر ما شئت لمن شئت أو أحرم من شئت. بغير حساب: أي لا حساب عليك في ذلك.


● وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ( ٤٠-٣٨ )

سليمان ٣٠-١٨

لزلفى: أي من المقربين. وحسن مآب: أي حسن مرجع وهو الجنة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة