U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

52- تفسير سورة الطور من الآية 21 إلى الآية 43

   

52- تفسير سورة الطور من الآية 21 إلى الآية 43

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّاتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ( ٢١-٥٢ )

الناس ٥٠-٣٣ت . يوم الحساب ١١٤-٣٢ث-٣٢ر٢ . الجنة ١١٧-ت٣٥

والذين آمنوا واتبعتهم ...: هؤلاء من المتقين المذكورين في آية سابقة. واتبعتهم ذرياتهم بإيمان: أي ماتوا على الإيمان والإسلام كآبائهم. ألحقنا بهم: إن كان الآباء أعظم درجة من أبنائهم فسيكونون هم الأوائل في درجاتهم ثم بعد ذلك تكريما لهم يلتحق بهم أبناؤهم. وفي حديث الطبراني أن ابن عباس قال: إن النبي ﷺ قال: إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال له : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول : يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به " وقرأ ابن عباس الآية. وهذا الحديث يبين كذلك التحاق الآباء أيضا بأبنائهم الأعظم درجة. وبالتالي الآية والحديث يبينان معا والله أعلم أن الأهلين يرفعون إلى أعظمهم درجة. والجنة مائة درجة كل درجة كما بين السماء والأرض. وشاء سبحانه ألا يكون المؤمنون بعيدين عن ذرياتهم والمسافات هناك بين الروضات هائلة . وهذا فضل عظيم يقسمه الله بين أهل الجنة بعلمه الكبير الواسع دون أن ينقص من أجر أحد. إنه على كل شيء قدير. وهذا بخلاف الكافرين الذين سيخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة كما قيل في آية أخرى. وما ألتناهم من عملهم من شيء: وما نقصناهم .... أي رغم التحاق الذريات بآبائهم لن ينقص من أجر الآباء ودرجتهم.

كسب رهين: أي كل امرئ رهين بما كسب من حسنات وسيئات. أعماله ستقف له بالمرصاد فلا تتركه حرا حتى يحاسب عليها. ثم بعد الميزان يظل رهين سيئاته إن فاقت حسناته. وإن فاقت حسناته سيئاته فك رهنه ودخل الجنة. لذلك قال الله في آية أخرى ( ٣٩-٧٤ ) : " إلا أصحاب اليمين".


وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ( ٢٢-٥٢ ) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ( ٢٣-٥٢ ) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ( ٢٤-٥٢ )

( ٢٢-٥٢ ) الجنة ١١٧-ت٣١ب-ت٤٤أ . ( ٢٣-٥٢ ) الجنة ١١٧-ت٣٢ح . ( ٢٤-٥٢ ) الأمثال ٤٦-٢٩ . الجنة ١١٧-ت٣٧

وأمددناهم: أي زدناهم فوق ما عندهم من النعيم. يتنازعون فيها: أي يتناولها بعضهم من بعض. كأسا : أي خمر أو إناء فيه خمر. لا لغو فيها: أي لا كلام باطل أو ساقط أو زائف. ولا تأثيم: أي لا كذب ولا شجار ولا فعل يؤدي إلى الإثم. ويطوف عليهم: أي لخدمتهم. غلمان لهم: وهم غلمان الجنة يملكونهم. مكنون: أي مصون ومستور في الصدف.


● وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ( ٢٥-٥٢ ) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ( ٢٦-٥٢ ) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ( ٢٧-٥٢ ) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ( ٢٨-٥٢ )

( ٢٥-٥٢ ) الجنة ١١٧-ت٤٦ث . ( ٢٦-٥٢ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٢ح . الجنة ١١٧- ت٤٦ث . ( ٢٧-٥٢ ) جهنم ١١٥-أ٤ز-أ٩ . الجنة ١١٧- ت٤٦ث . ( ٢٨-٥٢ ) إيمان المؤمنين ٦٨-١١ث . أدعية المؤمنين ٦٩-٢٠ت . الجنة ١١٧- ت٤٦ث . البر ١ ( ٧ ) ٠ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٥

قبل: أي في الدنيا. مشفقين: أي خائفين من الله وعذابه. فمن الله علينا: أي من علينا بالهداية في الدنيا والرحمة والمغفرة. ووقانا: أي منع عنا. السموم: هي الريح الحارة. أو النار التي تدخل في المسام وهي منافذ الجلد وثقبه. وهي هنا حر نار جهنم. من قبل: أي في الدنيا. البر: أي المحسن العطوف والصادق في وعده . فكانوا يحسنون الظن به .


فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ( ٢٩-٥٢ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٦-٣٢د٢

فذكر: أي بالقرآن. بنعمت ربك: أي بالوحي الذي معك. بكاهن: وهو الذي يخبر عن الغيب دون وحي من الله. مجنون: وهو المريض الذي لا عقل له.


● أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ( ٣٠-٥٢ ) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ( ٣١-٥٢ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أذ

نتربص به ريب المنون: أي ننتظر أن تأخذه حادثة من حوادث الدهر. والريب هو هنا الحادث المقلق. المنون: هو الموت أو الدهر. تربصوا: انتظروا.


● أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ( ٣٢-٥٢ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أذ

أحلامهم: عقولهم. بهذا: أي بالذي يقولون عنك. طاغون: أي معاندون رغم معرفتهم للحق.


● أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَا يُؤْمِنُونَ ( ٣٣-٥٢ ) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ( ٣٤-٥٢ )

( ٣٣-٥٢ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أخ . القرآن ٩-٣٩أ-٤٢ض٤ . ( ٣٤-٥٢ ) القرآن ٩-٣٩أ

تقوله: افتراه ونسبه إلى الله. فليأتوا بحديث مثله: بحديث مثله إن اعتقدوا أنه من كلام بشر.


أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ( ٣٥-٥٢ ) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ ( ٣٦-٥٢ )

( ٣٥-٥٢ ) القرآن والعلم ٤٥-٢٢ب . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٧ . ( ٣٦-٥٢ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٣ب٨ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٧

أم خلقوا من غير شيء: أي تلقائيا دون خالق ؟ أم هم الخالقون: أي أخلقوا أنفسهم ؟ أم خلقوا السماوات والأرض: وبالتالي لا يحتاجون إلى إله. لا يوقنون: لا يوقنون بالبعث.


أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ( ٣٧-٥٢ )

الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٢أ . الغني ١ ( ٣٢ ) ٣ . القاهر١ ( ٥٠ ) ٢

أم عندهم خزائن ربك: أعندهم ذلك لكي يعرضوا عن الله ويستغنوا ؟ والخزائن خزائن نعم الله. المصيطرون: المصيطرون على كل شيء فيعرضوا عن الله.


● أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ( ٣٨-٥٢ ) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ( ٣٩-٥٢ )

( ٣٨-٥٢ ) الشرك ٥٧-١٤أ . ( ٣٩-٥٢ ) الشرك ٥٧-١٤أ-١٩ت١

سلم: أي ما يمكنهم من الصعود إلى السماء. يستمعون فيه: أي يستمعون وهم في السلم. يستمعون لما يوحى في السماء إلى الملائكة. والمقصود هل استمعوا ما يقال في السماء حتى أيقنوا بأن لله البنات ولهم البنون كما في الآية التالية ؟ أو استمعوا حتى علموا أن عليهم فقط التربص بالنبي ﷺ ريب المنون أو ليستغنوا بذلك عن رسالته ﷺ . مستمعهم: وهو من يستمع لهم. بسلطان مبين: بحجة بينة دامغة على كل افتراءاتهم. أم له البنات: أم له البنات كما يزعمون أن الملائكة بنات الله. ولكم البنون: فهم لهم البنون والبنات لكنهم يعتبرون الذكور أشرف أو أفضل من الإناث ومع ذلك ينسبونهن وحدهن إلى الله. وهذا جهل وقلة إجلال وعدم توقير لله جل وعلا.


● أَمْ تَسْأَلُهُمُ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ( ٤٠-٥٢ )

الله يخاطب الكافرين ٦٥-١ت

أجرا: أي أجرا عن تبليغك إياهم كلام الله. مغرم: أي ثمن الأجر هنا. مثقلون: أي في مشقة مالية لا يستطيعون تأدية ما عليهم مقابل رسالة النبي ﷺ .


أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ( ٤١-٥٢ )

الكتاب الخالد ٣-٢٦أ**

أم عندهم علم الغيب ليعلموا ما هو كائن أو سيكون فهم يكتبونه أي يفرضونه ليتحقق في الواقع حتى يستغنوا عن عبادة الله ورسالة نبيه ﷺ ويتلفظوا بالشرك بالله وبالغيب كقولهم " نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ " كأنهم هم باقون غير هالكين ؟ ولا تزال الملائكة تكتب بأمر الله الغيب الذي يبرز لهم من اللوح المحفوظ كل ليلة قدر ﴿ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ( ١-٦٨ )


● أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ( ٤٢-٥٢ )

العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٣ث٢ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٩-٢٢أح . أعمال الكافرين ٦٣-٣٤ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١ت-١٠ . مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٤

المكيدون: أي الممكور بهم. يعني سيعود وبال مكرهم عليهم في الدنيا والآخرة.


● أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( ٤٣-٥٢ )

الشرك ٥٧-١٣ث . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٣ث٢ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١ت . ذكر الله ٧٦-٢٢ب٢ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ١٩

سبحان : تنزه وترفع وتعالى عن كل نقص.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة