U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

57- تفسير سورة الحديد من الآية 16 إلى الآية 29

   

57- تفسير سورة الحديد من الآية 16 إلى الآية 29

● أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ( ١٦-٥٧ )

أهل الكتاب ٥٤-٤ت-١٧ر . طبيعة الكافرين ٦٢-١٢خ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٥ب . ذكر الله ٧٦-١٥ح . القرآن ٩-٢٨ذ-٣٧ج

يأن: يحن. للذين آمنوا: أي صدقوا بدين محمد ﷺ . تخشع قلوبهم: أي تذل وتلين. والمقصود في هذه الآية هو خشوع القلوب والاستمرار دوما على ذلك. لذكر الله: أي لتذكر الله وتخشع. وما نزل من الحق: أي وأن تقرأ القرآن وتخشع له ولأوامره. فعلينا أن نأخذ القرآن بالخشية والخشوع. الأمد : هو هنا الزمن بين الذين أوتوا الكتاب وبين أنبيائهم. فاسقون : خارجون عن إطاعة الله.


● اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( ١٧-٥٧ )

آيات الله ٤٢-٢أ-١٩ب . الناس ٥٠-٤٢ . البعث ١١٣-٦أ٢ . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ١١ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٨

إحياء الناس بعد موتهم كإحياء الأرض بعد موتها وإخراج النبات الحي منها بماء المطر. لعلكم تعقلون: أي تعقلون وتخشعون لله. والخطاب لكل السامعين.


● إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ( ١٨-٥٧ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ج . أعمال المؤمنين ٧١-٧أ . الإنفاق ٨١-١٠خ٣ . الرجل والمرأة ٨٨-٦ت٢ . الجنة ١١٧-أ٨ج

المصدقين: بتخفيف الصاد أو التشديد: الذين يصدقون بالدين أو الذين يتصدقون. وأقرضوا الله: أي أعطوا في سبيل الله قرضا من المال بنية أنه سيخلفه لهم في الدنيا أو في الآخرة. قرضا حسنا: أي خالصا لوجه الله وطيبا دون من ولا رياء. يضاعف لهم: والحسنة بعشر أمثالها وأكثر. أجر كريم: أي حسن وهو الجنة.


● وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمُ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( ١٩-٥٧ )

الإسلام ٤٧-١٠أ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٥ت . طبيعة المؤمنين ٧٠-٨-٣٩ج . الله تجاه المؤمنين ٧٢-١ز . يوم الحساب ١١٤-٣٣ج-٤٧ط . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١١ ) . الجنة ١١٧-ب٥أ

الصديقون: الذين يصدقون بالله ورسله دون أي شك. والشهداء عند ربهم: هؤلاء الصديقون سيشهدون على الناس أمام ربهم. لهم أجرهم ونورهم: سيؤتى الناس نورا على قدر إيمانهم وأعمالهم يدخل في كيانهم وبه يدخلون درجة معينة في الجنة. الجحيم : النار شديدة الحر والتأجج.


● اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ( ٢٠-٥٧ )

الحياة الدنيا ١٠٥-١٠-١١ . الآخرة ١١٢-٢

لعب ولهو: لعب ولهو باستثناء ما يرضي الله فيها. فإن لم تكن في ذكر الله أو عمل صالح محمود فأنت غالبا في لعب ولهو لا تؤجر عليهما. ومن غايات اللعب لهو النفس لتنشغل عما يملها. أما في الجنة فلا شيء يمل أهلها. وزينة: أي ما يتزين به الإنسان. غيث: أي مطر يغاث به الخلق. الكفار: الزراع أو الكافرون. يهيج: يجف وييبس. مصفرا: أي تغير لونه بعد أن كان خضرا. وهذا المثل له نفس المعنى للذي في الآية: " وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ( ٤٥-١٨ ) . " أي الحياة الدنيا مثل هذه الظاهرة من أولها إلى آخرها مصيرها إلى زوال طال الزمن أو قصر. حطاما : هشيما هالكا لا ينتفع به. عذاب شديد: هو جهنم لمن كفر. ورضوان: هو رضا الله. ومن أدخله الله الجنة فقد رضي عنه. متاع الغرور: أي متاع يغر ويخدع ويطول الأمل فيتلهف وراءه الإنسان. والمتاع هو كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق.


سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( ٢١-٥٧ )

الأمثال ٤٦-٢٩ . الناس ٥٠-١٢ش . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٥ح . الجنة ١١٧-ب٥أ-ت٩- أ١٠ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٥ . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ١-٢

التنافس للتقرب إلى الله. سابقوا إلى مغفرة من ربكم: أي تنافسوا للتقرب إليه لتنالوا المغفرة وأعلى الدرجات في الجنة. وجنة عرضها كعرض السماء والأرض: أي كعرض السماوات السبع والأرض الأولى مباشرة قبل يوم الفناء . حينها سيكون لهما أكبر عرض ( أما بالمدة الزمنية فلهما دائما نفس عرض تلك الجنة ) . أنظر تفسير هذا العرض في كتاب قصة الوجود ٤٥أ. أعدت: أي منذ زمن قبل خلق الناس. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء: ولا يشاؤه إلا للمؤمنين.


● مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ( ٢٢-٥٧ ) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ( ٢٣-٥٧ )

( ٢٢-٥٧ ) الابتلاء ١٠٦-٧أ . القدير ١ ( ١٥ ) ٨أ . الخالق-البارئ ١ ( ١٩ ) ٠ . ( ٢٣-٥٧ ) طبيعة الكافرين ٦٢-١٤ض-٢٢ب٤ . الإنفاق ٨١-٢١ . الابتلاء ١٠٦-٧أ . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٣

مصيبة في الأرض: أي كل ما يقع فيها من كوارث في البر والبحر ومن مصائب. ولا في أنفسكم: أي ما يصيبكم في أبدانكم وأرواحكم. في كتاب: وهو اللوح المحفوظ. نبرأها: نخلقها أي الأرض. فالكتاب سبق كل شيء في الدنيا. يسير: هين. لكيلا تأسوا على ما فاتكم: أي على ما فاتكم من الدنيا وحسناتها ولكيلا تتحسروا على تقصيركم في أعمالكم الماضية. ولا تفرحوا بما آتاكم: أي لكيلا تفرحوا فرح المختال الفخور كما هو مفسر في آخر الآية. مختال: أي متكبر بما عنده.


الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( ٢٤-٥٧ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . أعمال الكافرين ٦٣-٣٢ . الإنفاق ٨١-١٦أ-٢١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢١

الذين يبخلون ...: وهم من الذين يختالون ويفتخرون كما جاء في الآية السابقة. ويأمرون الناس بالبخل: أي يحرضونهم عليه كالمنافقين لقولهم : " هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ( ٧- ٦٣ ) ". ومن يتول: أي عن إعطاء حق الله وعما يجب عليه في الدين. الغني الحميد: غني عن إنفاق البخلاء حميد يحمده أولياؤه فقراء كانوا أو أغنياء.


● لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ( ٢٥-٥٧ )

الله والخلق ٤٠-٢٨ . القرآن والعلم ٤٥-٢١ل . نعم الله على الناس ٥٢-٢٦ . الملائكة ٢-٦ . الكتاب الخالد ٣-٢٦ب . الرسل ١٠-١٩ث-٣٤ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣٠أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣٥

رسلنا: هم هنا الملائكة الرسل الذين ينزلون بالكتاب والميزان إلى الأنبياء. بالبينات : بالحجج الواضحة. الكتاب: ما كتب على الناس ونزل وحيا. والميزان : أي عدل الله وشريعته بين عباده. بالقسط: بالعدل. وأنزلنا الحديد: أي نزل من الفضاء ( المجاور للأرض. نزل يوم خلقها. وأشياء أخرى تنزل من السماء: أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود ٢٣ ) . بأس شديد: شديد لصلابته تصنع منه أسلحة شديدة قوية. ومنافع للناس: يصنع من الحديد أواني وآلات ومنافع لا تحصى. وليعلم الله من ينصره: أي أنزل الله البينات والحديد ليعلم من عالم الشهادة من يؤمن به بالغيب ومن ينصره بقوة السلاح وهو عليم بكل ذلك في عالم الغيب. من ينصره: أي ينصر دينه. ورسله: أي ينصرهم باتباعهم وتأييدهم. بالغيب: أي ينصرون الله إطاعة لكلامه مؤمنين به دون أن يروه. قوي عزيز: والمعنى هو أن الله يريد أن يرى من ينصره بالغيب. أما هو فقوي لا يقهره شيء عزيز لا يغالب.


● وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوءَةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ( ٢٦-٥٧ )

نوح ١٣-٢٧ب . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠ت . الرسل ١٠-٧ت

فمنهم: أي من ذرية نوح وإبراهيم عليهما السلام. فاسقون: خارجون عن إطاعة الله.


● ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمُ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمُ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ( ٢٧-٥٧ )

نوح ١٣-٢٨ . عيسى ٣٨-١٠أ-١٨ . النصارى ٥٦-أ١-أ٤أ . الجنة ١١٧-ب٣٠ . الرسل ١٠-٧ت

قفينا: أتبعنا. آثارهم: أي آثار ذرية نوح وإبراهيم وأنبياء ذريتهما التي جعلت فيها النبوءة والكتاب. والناس بعد نوح كلهم من ذريته. اتبعوه: أي اتبعوا عيسى. رأفة: لينا ورحمة وتعطفا. ورحمة: شفقة وتسامح. ورهبانية: من الرهبة من الله. وابتدعها النصارى من تلقاء أنفسهم. يكتفي الرهبان بما تيسر من الطعام ولا يأتون النساء ويتخذون الصوامع لعبادة الله. إلا ابتغاء رضوان الله: أي طالبين بها رضوان الله. فما رعوها حق رعايتها: فاستغلها بعضهم لأكل أموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله. أي لم يقوموا بواجباتها كما أوجبها من ابتدعها. فآتينا الذين آمنوا منهم: أي الذين آمنوا بالرسل الذين أرسلوا على آثار ذرية نوح وإبراهيم ومنهم عيسى عليه السلام كما في السياق. فيدخل هنا كل من آمن برسوله من الأقوام السالفة. فآتينا ...: بصيغة الماضي أي خصصنا لهم أجرهم في الدنيا والآخرة. فاسقون: أي خارجون عن إطاعة الله. ضالون ومشركون.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٢٨-٥٧ )

محمد ﷺ ٣٩-٣٥أت . الهداية ٤٨-٣١٤-٣٣ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ب-٦ق٧-٦ق١٤-١٢ث . الرحمان ١ ( ٦ ) ١٠أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

الذين آمنوا: يدخل فيهم كل من آمن بما جاء به النبي محمد ﷺ كان من العرب أو من العجم أو من أهل الديانات الأخرى. كفلين: نصيبين. أي مقارنة مع من آمن بالله في الشرائع الأخرى. وضعف الأجر سيكون واضحا في الجنة. ( وسيحتل المسلمون أتباع النبي الثلثين العلويين من كل طبقة من الجنة. أنظر كتاب قصة الوجود ) . ذلك ليعتنق الكل هذا الدين. لذلك جاء في آية أخرى أن أهل الكتاب إن آمنوا بهذا الدين لهم أجرهم مرتين بدل أجر واحد إن هم ظلوا على دينهم وهم لا يعلمون أي لم يصلهم القرآن. أما إن كفروا به وهم يعلمون فالنار موعدهم لأنها مصير كل من يكفر به من الأحزاب. والأجر مرتان ليس امتيازا لأهل الكتاب إن آمنوا بمحمد ﷺ بل هو امتياز الدين الخاتم يعطى لكل من آمن به من الناس لأنه الدين الكامل. نورا تمشون به: أي فرقانا في الدنيا يجنبكم المعاصي ويبين لكم الحلال من الحرام ويضيء لكم الطريق إلى الله والجنة ونورا تهتدون به في الآخرة.


لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( ٢٩-٥٧ )

أهل الكتاب ٥٤-١٤ . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ٢**- ١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٥

لئلا يعلم أهل الكتاب: أي ليعلموا أو لا يعلموا ( أو فليجهلوا أو يتجاهلوا ) أن الفضل بيد الله وأنهم لا يقدرون على شيء منه. وهو هنا فضل الله على العرب إذ بعث فيهم أفضل رسله ووعد من آمن به بكفلين من رحمته كما جاء في الآية قبل هذه. ألا يقدرون على شيء من فضل الله: أي معتقداتهم الباطلة أنهم أحباء الله وتباهيهم بأنه أرسل إليهم أكثر رسله وكتبه لا تغير شيئا من تصريف فضل الله بين عباده.

*****


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة