U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

12- تفسير سورة يوسف من الآية 43 إلى الآية 62

   

12- تفسير سورة يوسف من الآية 43 إلى الآية 62

● وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ ( ٤٣-١٢ ) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ( ٤٤-١٢ ) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ( ٤٥-١٢ ) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٤٦-١٢ ) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( ٤٧-١٢ ) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( ٤٨-١٢ ) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ( ٤٩-١٢ )

( ٤٣-٤٤-٤٥-١٢ ) يوسف ٢٢-١٩ . ( ٤٦-١٢ ) يوسف ٢٢-١٩ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠أ . ( ٤٧-٤٨-٤٩-١٢ ) يوسف ٢٢-١٩

أرى: أي في المنام. والفعل المضارع يدل على تكرار هذه الرؤية. عجاف: ج عجفاء أي مهزولة ضعيفة نحيلة. الملأ: جماعة أشراف القوم. تعبرون: تفسرون. أضغاث أحلام: تخالط أحلام. وادكر بعد أمة: أي تذكر بعد مدة طويلة. فأرسلون: أي إلى من ينبئكم بتأويله وهو يوسف. الصديق: الذي يصدق بالله ورسله دون أي شك أو كثير الصدق. سنين دأبا: أي متتابعة متوالية. فما حصدتم: أي ما تحصدون عادة.فذروه في سنبله: أي اتركوه في سنبله لكيلا يفسد. سبع شداد: وهي تأويل السبع العجاف أي سبع سنين من الجفاف وقلة المطر. يأكلن ما قدمتم لهن: أي يأكل الناس ما ادخروا لهن في السنين المخصبات. تحصنون: تخبئون من البذر للزراعة. ثم يأتي من بعد ذلك: هذا تنبؤ من يوسف لم يكن في رؤيا الملك. يغاث الناس: أي يمطرون. والغيث هو المطر. يعصرون: أي العنب والزيتون وغير ذلك من كثرة خصب ذلك العام.


● وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ( ٥٠-١٢ ) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ( ٥١-١٢ ) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ( ٥٢-١٢ ) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٥٣-١٢ )

( ٥٠-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٠. العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٧ . ( ٥١-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٠. ( ٥٢-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٠. مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٩ . ( ٥٣-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٠. الإنسان ٥١-١٤ . الخير والشر ٧٤-٥ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

ربك: أي سيدك. بال: أي حال أو شأن. قطعن أيديهن: خدشن أيديهن. بكيدهن: بمكرهن. ما خطبكن: ما شأنكن. راودتن يوسف عن نفسه: تحايلتن على استهوائه. حاش لله: أي معاذ الله أن نقول غير الحق. حصحص: ظهر وانكشف بعد خفاء. ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب: هذا من تتمة كلام يوسف بعد الآية الفاصلة ( ٥١-١٢ ) وليس من كلام امرأة العزيز ﻷن أولا: إن كان الضمير لزوجها فكيف ستذكر عدم خيانته وقد خانته بأن راودت يوسف عن نفسه حتى وإن لم يقع بينهما أي شيء. ثانيا: إن كان الضمير ليوسف فلا معنى أن يكون موضوع اعترافها أمام الملك عن الخيانة بل أن يكون فيه اتهام أو عدم اتهام. أي في هذه الحالة ستكون الآية مثلا كالتالي: " ذلك ليعلم أني لم أتهمه بالغيب ". ذلك: أي رجوعك أولا أيها الساقي إلى ربك والتحقيق في قضية النسوة اللاتي قطعن أيديهن. فقد رفض يوسف أن يمتثل أمام الملك دون هذا الشرط لأنه يبحث عن براءته أولا. ليعلم أني لم أخنه بالغيب: أي ليعلم ربك المذكور في قوله: " ارجع إلى ربك " وهو الملك. والمقصود هو العزيز الذي لم يخنه يوسف في غيابه. وأن الله لا يهدي كيد الخائنين: أي لا يكون وليا عليه ولا يحفظه. أي ليعلم العزيز ( أو الملك ) أن كيد الخائنين قد يفتضح أمره عاجلا أو آجلا. وهذا يؤكد أنه كلام يوسف عليه السلام. وما أبرئ نفسي: وقد رأى يوسف أن الله صرف عنه السوء بمعجزة لما رأى البرهان. لأمارة بالسوء: أي النفس تأمر دوما بالسوء. إلا ما رحم ربي: أي ما رحم ربي فعصمه من فعل السوء. إن ربي غفور رحيم: وقد يكون في هذا القول أيضا إشارة إلى أن يوسف عفا عن النسوة.


● وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ( ٥٤-١٢ ) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ( ٥٥-١٢ ) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ( ٥٦-١٢ ) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ( ٥٧ -١٢ )

( ٥٤-٥٥-١٢ ) يوسف ٢٢-٢١ . ( ٥٦-١٢ ) يوسف ٢٢-٢١ . الأجر في الدنيا ١٠٨-٨ . الرحمان ١ ( ٦ ) ٩ . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ١٠. مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٥ . ( ٥٧ -١٢ ) يوسف ٢٢-٢١ . الآخرة ١١٢-٤ . الجنة ١١٧-ب١٠

أستخلصه لنفسي: أي أجعله خالصا لي دون شريك. مكين أمين: أي ذو سلطة ومكانة رفيعة وأمانة. خزائن الأرض: وهي هنا خزائن مصر. حفيظ عليم: عليم بتدبير شؤون الخزائن وحفيظ على ما أؤتمن عليه. وكذلك مكنا ...: أي كذلك بدأ تمكينه بجعله على خزائن الأرض. مكنا ليوسف في الأرض: أي جعلناه متمكنا بالسلطة التي وهبها له الملك. يتبوأ: ينزل. برحمتنا: بإحساننا ونعمتنا كما مكنا ليوسف في الأرض. ولا نضيع أجر المحسنين: كل محسن له ثوابه إن عاجلا أو آجلا. وأجر الآخرة باق له. خير: أي خير من أجر الدنيا والتمكين في الأرض.


وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ( ٥٨-١٢ ) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمُ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ( ٥٩-١٢ ) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ ( ٦٠-١٢ ) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ( ٦١-١٢ ) وَقَالَ لِفِتْيَتِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( ٦٢-١٢ )

( ٥٨-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٢ . ( ٥٩-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٢ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٥ح . ( ٦٠-٦١-٦٢-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٢

وجاء إخوة يوسف: وذلك نظرا للقحط الذي أصاب الناس في السبع العجاف حتى وصل إلى بلاد كنعان حيث مسكن يعقوب. وهم له منكرون: أي لم يعرفوه. جهزهم بجهازهم: أوفى لهم كيلهم ليسافروا به إلى بلدهم. ائتوني بأخ لكم من أبيكم: فكانوا قد نزلوا عنده لقوله: " أَلَا تَرَوْنَ ( ... ) وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ". وهذا يقتضي أنهم حكوا له قصتهم من أجل التحقيق لأنهم غرباء. وكان هذا الطلب شرطا لم يذكر القرآن سببه. فلا شك أن يوسف دفعهم بحيلته أثناء ضيافتهم عنده إلى أن ارتكبوا بأقوالهم ما يبرر شرطه عليهم حضور أخ لهم من أبيهم دون أن يشكوا في هويته أو في غرابة هذا الطلب. فكان يوسف في غاية المكر وعليما بأسرار إخوته فأمرهم بإحضار هذا الأخ في المرة القادمة ربما كدليل على صدقهم وهددهم. أي إحضاره هو الذي سيرفع الحرج أو عدم الثقة الذين أنشأهما يوسف عمدا بينه وبينهم بحيله. وذكرهم بأنهم لا غنى عنه لأنه يوفي الكيل ويكرم الضيف. ألا ترون أني أوف الكيل ...: هذا من باب التهديد. أي أين ستجدون من يوفي لكم الكيل خصوصا في السنين العجاف هاته ؟ خير المنزلين: خير المضيفين. فلا كيل لكم عندي: لا قوت أبيعه لكم. ولا تقربون: أي لن تنزلوا عندي ولن تقربون. سنراود عنه أباه: سنجتهد في طلب ذلك برفق من أبينا. لفتيته: غلمانه. بضاعتهم: أي ثمن الميرة. ثمن ما اشتروه من القوت. رحالهم: أوعيتهم. لعلهم يرجعون: أي يرجعون ليردوا البضاعة لأن لا يجوز لهم أخذ شيء بلا ثمن أو للكيل من جديد بتلك البضاعة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة