● وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ( ٣٥-١٤ ) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٣٦-١٤ )
( ٣٥-١٤ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٣ب-٢٥خ-٢٦ج . بيت الله الحرام ٨٢-٦ب . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ج ( ٣٦-١٤ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٣ب-٨ب . الهداية ٤٨-٤٣أ . الشرك ٥٧-٢٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠
هذا البلد: أي بلد مكة حيث ترك إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل وأمه هاجر بواد غير ذي زرع عند البيت المحرم. واجنبني: جنبني وأبعدني. وبني: يقصد ذريته وليس فقط إسماعيل وإسحاق كما جاء مبينا في الآية التالية: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد .... ربنا ليقيموا الصلاة ..." فاستجيب له في بعض من ذريته. غفور رحيم: أي أمرهم مفوض إليك وأنت أعلم بمن يستحق غفرانك ورحمتك. والغفران والرحمة في الدنيا يكونان بالهداية إلى التوبة. أما في الآخرة فهما خالصتان للمؤمنين.
● رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ( ٣٧-١٤ ) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ( ٣٨-١٤ )
( ٣٧-١٤ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٢٥ج-٢٨أ٢ . ما يباركه الله في القرآن ٤١-٦أ . الصلاة٧٨-٢٩ب . بيت الله الحرام ٨٢-٥ث . الناس ٥٠-٤٢ . ( ٣٨-١٤ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٢٨أ٢ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٤ب-٧أ-٢٥ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٣
أسكنت من ذريتي: أسكن إبراهيم من ذريته أي بعضها - وهو إسماعيل وكان مع أمه هاجر- بواد غير ذي زرع: أي لا زرع فيه ولا ثمار. والواد هو أرض بين جبلين. وفي هذا الواد نشأت مكة. عند بيتك المحرم: أي لا تنتهك فيه المحارم. وهو حرم آمن. وعلى أهله القيام بتطبيق حرمته. ليقيموا الصلاة: أي اجعلهم يقيمون الصلاة. أفئدة: قلوبا. تهوي إليهم: تسرع إليهم حبا. وباستجابة الله لدعائه عمرت مكة بسرعة. فقد ترك إبراهيم إسماعيل لوحده مع أمه في واد غير ذي زرع. لذلك دعا الله بأن لا يتركهما لوحدهما وأن يرزقهما.
● الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ( ٣٩-١٤ ) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ( ٤٠-١٤ ) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ( ٤١-١٤ )
( ٣٩-١٤ ) إبراهيم ﷺ ١٧- . إسماعيل ١٨- . أدعية المؤمنين ٦٩- . ذكر الله ٧٦- . السميع ١ ( ٤٩ ) ١ت . ( ٤٠-١٤ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٢٨أ٣ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ج٤ . الصلاة٧٨-٢٩ب . ( ٤١-١٤ ) إبراهيم ﷺ ١٧-١٦ت-٢٨أ٣ . أدعية المؤمنين ٦٩-٨ث . يوم الحساب ١١٤-٥٢
من الآية يتبين أن إسماعيل ولد قبل إسحاق. الحمد لله: هو الرضا بقضاء الله والشكر على نعمه في كل الأحوال. فمهما كانت حالة العبد فهو في نعم من الله. لسميع الدعاء: أي استجاب الله له لما دعاه لأن يهب له من الصالحين: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ( ١٠٠-٣٧ ) . ومن ذريتي: أي اجعل منها من يكون مقيم الصلاة. اغفر لي ولوالدي: هذا من دعاء إبراهيم ﷺ قبل موت أبيه كافرا أي قبل أن تتبين له عداوته لله.
● وَلَا تَحْسِبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ( ٤٢-١٤ ) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( ٤٣-١٤ )
( ٤٢-١٤ ) الله تجاه الكافرين ٦٤-١٣ت٣ . يوم الحساب ١١٤-٢٩ب-٤٨ض . الحاضر ١ ( ٤٥ ) ٢ . ( ٤٣-١٤ ) يوم الحساب ١١٤-٢٩ب-٤٨ض
عودة إلى مخاطبة النبي ﷺ في ما يخص المشركين من قومه وكل كافر إلى يوم الدين. بعد قوله: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ... ". ولا تحسبن الله غافلا: لا تعتقد أنه غافل لكونه لم يعاقبهم بعد. الظالمون: وأعظمهم المشركون. تشخص فيه الأبصار: أي لا تغمض ولا ترمض من هول ما ترى يومئذ. مهطعين: مسرعين مادين أعناقهم إلى صوت الداعي مباشرة بعد خروجهم من القبور. مقنعي رءوسهم: أي رافعي رءوسهم. لا يرتد إليهم طرفهم: أي مديمين النظر لا يطرفون. وأفئدتهم هواء: يعني قلوبهم خاوية فارغة من كثرة خوفهم ويأسهم. لا أفكار فيها إلا الخوف.
● وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ( ٤٤-١٤ ) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ( ٤٥-١٤ )
( ٤٤-١٤ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ذ٨-٣٢ر١ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢٠ت . ( ٤٥-١٤ ) الأمثال ٤٦-١ث . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢٠ت
وأنذر الناس ...: أي هنا خوفهم بما يلي: لما يأتي الناس العذاب سيطلب الكفار تأخيره والله حينها وهم لا يسمعونه طبعا سيجيبهم بما قال لهم في هذه الآية الإنذارية. العذاب: هو هنا إهلاك الكفار في الدنيا وليس عذاب الآخرة. أخرنا إلى أجل قريب: أي أمهلنا مدة قصيرة لنؤمن بك ونتبع الرسل. وفي القرآن التأخير إلى أجل قريب يقصد به تأخير الموت كقوله تعالى:" ... مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِي نَ ". من قبل: أي قبل هذا العذاب أو قبل طلبكم هذا. أو لم تكونوا أقسمتم ...: هذا من كلام الله للكفار يوم الهلاك لكن ﻻ يسمعونه. فهو فقط كلام تذكير لهم الآن عليهم أن يعلموه ويعتبروا قبل مجيء أجل تدميرهم وموتهم. كقوله تعالى لهم أيضا قبل إهلاكهم دون أن يسمعوه " لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ( ١٣-٢١ ) " ما لكم من زوال: ما لكم من زوال من الدنيا بعقاب الله. أي كنتم لا تؤمنون بعقابه. وسكنتم في مساكن ....: فكم من قوم سكنوا نفس القرية التي أهلكت لقوله تعالى: " وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ( ١١-٢١ ) " الذين ظلموا أنفسهم: أي بالشرك فعرضوها لعقاب الله الأبدي.
● وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( ٤٦-١٤ )
الأمثال ٤٦-١٥ج . طبيعة الكافرين ٦٢-١٠س-١٩ . مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٤ . طبيعة الكافرين ٦٢-٩
وقد مكروا: أي كفار قريش وأيضا كل الذين يمكرون ضد الإسلام والمسلمين. وعند الله مكرهم: أي إن الله عليم به ومسجل عنده. وإن كان يخفى على الناس فلا يخفى عليه. وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال: المراد هنا تعظيم مكرهم لكنه لا شيء أمام مكر الله.
● فَلَا تَحْسِبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ( ٤٧-١٤ )
الرسل ١٠-٤٢ج . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٣ب . ذكر الله ٧٦-١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٤
مخلف وعده رسله: أي وعده بالنصر على الكفار الذين يحاربونهم ويتصدون لدعوتهم. عزيز: أي لا يغالب. غالب على كل شيء. ذو انتقام: والآيات التالية أيضا تبين انتقامه يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ... إضافة إلى انتقامه في الدنيا ممن يشاء.
● يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( ٤٨-١٤ )
القرآن والعلم ٤٥-٢٨ج . البعث ١١٣-٦ب . يوم الحساب ١١٤-١٦-٢٤أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٤٣
يوم تبدل الأرض ...: هذا تفصيل لانتقام الله يوم القيامة المذكور في الآية السابقة. فالسماوات لن تعود حلقات كما كانت والأرض لن تعود كروية. سيصبحن ممدودات منبسطات. وبرزوا: ظهروا أي من قبورهم يوم القيامة. والفعل الماضي لتحقيق الوقوع. الواحد القهار: سيتبين للكل يوم القيامة أن الله هو الإله الواحد لا شريك له في ملكه وحكمه. وسيتبين قهره للكل ببعثهم وحكمه فيهم كيف يشاء لا راد لحكمه. القهار: كثير القهر ولا شيء يمنعه عن قهر ما يريد. وهو الغالب ظاهر على الكل.
● وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ( ٤٩-١٤ ) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ( ٥٠-١٤ )
( ٤٩-١٤ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . جهنم ١١٥-ب٣٠ب . ( ٥٠-١٤ ) جهنم ١١٥-ب٢٠ب-ب٢٩ب
المجرمين: هم الكافرون والمشركون والظالمون. يومئذ: أي يوم ينتقم الله حين تبدل الأرض غير الأرض والسماوات. مقرنين: أي مشدودين مع شياطينهم يشاركونهم العذاب كما قال تعالى عن الكافر وقرينه " وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمُ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ( ٣٩-٤٣ ) " أو قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم كما قال تعالى عن بعض الشياطين في ملك سليمان: " وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ( ٣٨-٣٨ ) ". الأصفاد: القيود والأغلال. سرابيلهم: ج سربال: قميص. قطران: الذي تطلى به الإبل. وقيل النحاس المذاب. أنظر تفاصيل التعذيب في جهنم ولباس أهل النار وتغييره من حال إلى حال في كتاب قصة الوجود. فإذا كان الكافرون قاصدين حفرة النار فسرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار كما في تتمة الآية ( ٥٠-١٤ ) . وإذا أخرجوا من حفرة النار قطعت لهم ثياب من نار ليذهبوا إلى حفرة الحميم فيصب من فوق رؤوسهم كما في تتمة الآية ( ١٩-٢٢ ) .
● لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( ٥١-١٤ )
يوم الحساب ١١٤-٣٢ح . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٧أ
ليجزي الله ...: في السياق: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ليجزي الله كل نفس ما كسبت ولينتقم من المجرمين. سريع الحساب: فهو يحكم بسرعة بالعدل على من شاء بالدخول إلى النار أو إلى الجنة.
● هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ( ٥٢-١٤ )
العالمون والجاهلون ٦٦-أ٤ح . ذكر الله ٧٦-١٥ب . القرآن ٩-١٩د-٢٢ذ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب
هذا: أي القرآن. بلاغ: بلاغ يبلغهم أمر ربهم. ولينذروا به: أي فيجعلهم هذا البلاغ يخافون من عذاب ربهم. الألباب: العقول.
*****
إرسال تعليق