U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

15- تفسير سورة الحجر من الآية 21 إلى الآية 44

   

15- تفسير سورة الحجر من الآية 21 إلى الآية 44

وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ( ٢١-١٥ )

الله والخلق ٤٠-٥٢ج . الكتاب الخالد ٣-٢٥ث . الغني ١ ( ٣٢ ) ٥ . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ١٠ . العدل- المقسط ١ ( ٦٨ ) ٩

وإن من شيء: أي كمثل ما هو مخزون فعلا وينزل بأمر الله كالمعادن وغيرها. وخزائن الماء في السماء السحاب. وما ينزل فقط أمره من عند الله بكلمة " كن " ليخلق أو ليظهر. فعطاؤه كلام كما في حديث أخرجه أحمد.


● وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ( ٢٢-١٥ )

القرآن والعلم ٤٥-٢١ط-٢١ف٣-٢١ق . نعم الله على الناس ٥٢-٢٢ب

وعلى ذكر ما ينزل يعطي الله مثلا عن نزول الماء. لواقح: الرياح تلقح السحاب والنبات والأشجار . فهي حوامل تحمل القوة والبرودة أو الحرارة اللازمة لإثارة السحب . فأسقيناكموه: أي أعطيناكم نسبة منه لشربكم وسائر احتياجاتكم. والسدود التي يبنيها الإنسان تدخل في ذلك أيضا. وما أنتم له بخازنين: دورة الماء شيء حتمي . لا يمكن لأحد أن يخزن كل ماء المطر لأنه يسلك ينابيع في الأرض . فالله هو من يتكلف بخزنه.


● وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ( ٢٣-١٥ ) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ( ٢٤-١٥ ) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمُ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( ٢٥-١٥ )

( ٢٣-١٥ ) المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٤ . الوارث ١ ( ٣٣ ) ١ . ( ٢٤-١٥ ) الناس ٥٠-٢٤ . يوم الحساب ١١٤-٢١ج . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٤ . ( ٢٥-١٥ ) يوم الحساب ١١٤-٢١ج . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤

ثم يخبر الله بأنه هو من يرث كل شيء. المستقدمين - المستأخرين: وهم المستقدمون والمستأخرون سواء في الدنيا أم في الآخرة أم في أي مجال. يحشرهم: يجمعهم. حكيم عليم: ومن ذلك علمه بكل الخلق مستقدمهم ومستأخرهم. ويوم حشرهم لن ينسى أحدا منهم. حكيم: حكيم في أفعاله ومنها حشر الخلق لحسابهم.


● وَلَقَدْ خَلَقْنَاالْإِنْسَانَمِنْ صَلْصَالٍمِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ( ٢٦-١٥ ) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ( ٢٧-١٥ )

( ٢٦-١٥ ) القرآن والعلم ٤٥-٢٢خ٣ . ( ٢٧-١٥ ) الجن ٤٩-٤

صلصال: طين يابس. حمإ: طين أسود. مسنون: منتن أي خبيث الرائحة. وقيل أجوف. من قبل: قبل خلق الإنسان. الجان: وإبليس من الجن خلق من نار السموم. السموم: النار التي تدخل في المسام وهي منافذ الجلد وثقبه. وقيل لا دخان فيها.


● وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ( ٢٨-١٥ ) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ( ٢٩-١٥ )

( ٢٨-١٥ ) آدم ١١-٣ . ( ٢٩-١٥ ) آية مماثلة ( ٧٢-٣٨ ) آدم ١١-٣ . الأمثال ٤٦-٥١أ . الموت ١١٠-٢٣أ

بشرا: أي إنسانا له بشرة وهو مخلوق مادي عاقل ظاهر للكل في مقابل الجان الذي هو في عالم خفي. صلصال من حمأ مسنون: أنظر الآية السابقة. سويته: سويت بين أعضائه حتى انقادت كلها لجسم واحد متكامل. ونفخت فيه من روحي: أي نفخت فيه الحياة من روحي. بنفخة الله من روحه دبت الحياة في روح آدم. أما روح آدم جوهره فهي موضوع آخر وهي مخلوقة. خلقها الله من قبل. وأرواح بني آدم خلقت من روح أبيهم بعد أن أحياها الله . أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. فقعوا: فخروا. من فعل وقع. وآدم هو الإنسان الوحيد في كل الدنيا الذي أخبر الله ملائكته مسبقا بخلقه وأمرهم بالسجود له وعلمه الأسماء كلها.


● فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ( ٣٠-١٥ ) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ( ٣١-١٥ )

( ٣٠-١٥ ) آية مماثلة ( ٧٣-٣٨ ) آدم ١١-٦ . ( ٣١-١٥ ) آدم ١١-٧ . الجن ٤٩-٨ب

كلهم أجمعون: أي سجد المعنيون بالأمر كلهم في آن واحد. وهم ملائكة الدنيا. أما الكروبيون حول العرش فبلا شك لم يعنهم لأنهم أقرب الخلق إلى الله. وسيظلون كذلك حتى بعد يوم القيامة والحساب. إبليس: إبليس كان من الجن وكان في جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى ربما لأنه الأب الأول لأعظم ذرية من الجن كآدم أب لأعظم ذرية من الإنس . وكلهم سيكونون في أعظم ابتلاء في الحلقة الأرضية. لذلك شرفه الله بأن جعله في تلك الجنة.


قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ( ٣٣-١٥ )

الجن ٤٩-٨ث

قال: أي قال إبليس لله. صلصال: طين يابس. حمإ: طين أسود. مسنون: منتن أي خبيث الرائحة. وقيل أجوف.


قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ( ٣٤-١٥ ) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ( ٣٥-١٥ )

( ٣٤-١٥ ) الجن ٤٩-١١أ-٣١ب . ( ٣٥-١٥ ) الجن ٤٩-١١أ

قال: أي قال الله. منها: أي من الجنة التي في أعلى الدنيا كما في قوله تعالى: " قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ( ٣٨-٢ ) ". رجيم: أي ستموت بالرجم. وسيتحقق ذلك يوم الفناء لأن الشيطان طلب من الله أن ينظره. اللعنة: وهي الطرد من رحمتي ومنها الإبعاد الكلي والأبدي عن الجنة. إلى يوم الدين: أي هو ملعون في الدنيا قبل الآخرة. فلا توبة له فيها أبدا. مصيره جهنم منذ تمرده. الدين: الجزاء يوم الحساب.


● قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( ٣٦-١٥ ) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ( ٣٧-١٥ ) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ( ٣٨-١٥ )

( ٣٦-٣٧-١٥ ) آية مماثلة ( ٧٩-٨٠-٣٨ ) الجن ٤٩-١٠أ . ( ٣٨-١٥ ) آية مماثلة ( ٨١-٣٨ ) الجن ٤٩-١٠أ . يوم الحساب ١١٤-١٣ب

فأنظرني: أخرني وأمهلني. يوم يبعثون: أي يوم يبعث بنو آدم كما يفهم من الآيات التالية:" لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ( ٣٩-١٥ ) " . المنظرين: وهم الذين لن يموتوا حتى تقوم ساعة فناء السماوات والأرض. وهم كل الملائكة ومن شاء الله مما لا نعلم. وكان إبليس عند الله من المنظرين قبل أن يسأله ذلك.


● قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ ( ٣٩-١٥ ) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( ٤٠-١٥ )

الجن ٤٩-١٠ب٥

بما أغويتني ...: أي بما أنك جعلتني غاويا مبعدا عن صراطك بلعنتك علي ( كما جاء في الآيات السابقة ) سأعمل أنا أيضا على إغواء بني آدم. أو بما أنك بينت عصياني بأمرك لي بالسجود لآدم وأنت تعلم أنني لن أسجد ... لأزينن لهم: أي لأزينن لهم المعاصي. ولأغوينهم: لأضلنهم بتزيين المعاصي لهم. المخلصين : الذين أخلصهم الله لعبادته.


● قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ( ٤١-١٥ ) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ( ٤٢-١٥ ) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمُ أَجْمَعِينَ ( ٤٣-١٥ ) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ( ٤٤-١٥ )

( ٤١-١٥ ) الجن ٤٩-٢٨أ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ١ . ( ٤٢-٤٣-١٥ ) الجن ٤٩-٢٨أ . ( ٤٤-١٥ ) جهنم ١١٥-أ٦

هذا صراط علي مستقيم: علي مستقيم كما قال تعالى: " إن علينا للهدى ( ١٢-٩٢ ) " . أي كلف الله نفسه بتبيان الصراط المستقيم. وفي هذا الصدد ليس للشيطان سلطان على المخلصين بل على من اتبعه من الغاوين. فأوضح الله ما قال الشيطان في الآية السابقة " ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ". أي ليس كلام الشيطان هذا هو الذي قضى في هذا الأمر بل الله سبحانه. سلطان: أي قدرة أو تسلط على متابعة الشيطان قهرا. الغاوين: أي الضالين الزائلين عن الحق. لموعدهم: لموعد الغاوين أي مآلهم ومصيرهم.

سبعة أبواب: فهي سبعة مداخل لسبع طبقات رئيسية ( في كل طبقة طبقتان ثانويتان ) . أما الأبواب فهي كثيرة في أدنى كل طبقة رئيسية إلا الطبقة السابعة حيث توجد أبوابها في أدنى الطبقة الثانوية العليا منها. أما الدرك الأسفل فلا أبواب له. والمنافقون سيهوون إليه من الصراط. أنظر تفاصيل عن أبواب الآخرة في كتاب قصة الوجود. جزء مقسوم: وهو صنف معلوم من الكفار من الجن والإنس. وأعظمهم المنافقون في الدرك الأسفل ( وهم الذين يظهرون الإيمان بالإسلام ويبطنون الكفر أو الشرك أو الإلحاد أو أية ملة أخرى ) وأقلهم العاصون من الموحدين دون أي شرك في الطبقة الأولى. وبينهم من الأعلى إلى الأسفل طبقة اليهود الذين يعتبرون عزيرا ابنا لله ثم طبقة النصارى الضالين بمختلف عقائدهم بعضهم تحت بعض ثم طبقة الصابين أصحاب الكبائر ثم طبقة الذين لا يعرفون الله ويؤمنون وهما بغيره كالمجوس ثم طبقة المشركين بالله المعترفين بوجوده الكافرين بالبعث ثم طبقة أئمة الكفر ( وهؤلاء في الطبقة الثانوية العليا من الطبقة السابعة التي سيكون فيها إبليس في أسفل أطرافها ) . أنظر تفاصيل توزيع هذه الأجزاء في جهنم في كتاب قصة الوجود. وكلما نزلت في طبقات جهنم كلما كان مقت الله لعقيدة أهلها أكبر.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة