U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

19- تفسير سورة مريم من الآية 16 إلى الآية 38

   

19- تفسير سورة مريم من الآية 16 إلى الآية 38

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ( ١٦-١٩ ) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ( ١٧-١٩ )

( ١٦-١٩ ) مريم ٣٧- . محمد ﷺ ٣ ٩-٤٠خ . ( ١٧-١٩ ) مريم ٣٧-١٠-١١أ . الملائكة ٢-٢

واذكر في الكتاب: أي اذكر للناس ذكر مريم في القرآن إذ انتبذت ... انتبذت: تباعدت وانفردت. من أهلها مكانا شرقيا: أي ابتعدت عن أهلها في اتجاه مشرق الشمس واتخذت مكانا هناك شرق بيت المقدس. فاتخذت من دونهم حجابا: أي اختفت عن أنظارهم واستترت بهذا الحجاب. روحنا: الروح هنا رسول الله كما جاء في آية أخرى: " قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ ( ١٩-١٩ ) ". قيل هو جبريل والله أعلم.والروح صنف مميز من الملائكة. فتمثل لها بشرا: أي ظهر في صورة بشر. سويا: أي مستوي الخلق أو التام الخلق.


● قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا ( ١٨-١٩ ) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ( ١٩-١٩ ) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ( ٢٠-١٩ ) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ( ٢١-١٩ )

( ١٨-١٩ ) مريم ٣٧-١١ب . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ط . ( ١٩-١٩ ) مريم ٣٧-٨ب-١١أ-١١ب . عيسى ٣٨-٧ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠أ . الملائكة ٢-٢ . ( ٢٠-١٩ ) مريم ٣٧-١١ب . ( ٢١-١٩ ) مريم ٣٧-١١ب . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢

أعوذ: أستجير. بالرحمان منك: أي ليرحمني من شرك إن كنت تريد بي الشر. إن كنت تقيا: أي إن كنت تخشى الله فاتقه وابتعد عني لأني أستغيث به ليحميني منك. رسول ربك: أي ملك من الملائكة الرسل. لأهب لك: لأهب لك بأمر الله وقدرته. زكيا: طاهرا ( وهو عيسى عليه السلام ) . ولم يمسسني بشر: أي بنكاح. قالت ذلك لأنها علمت أن هذا المرسل من الله ملك ولم يمسسها بشر من قبل. بغيا: زانية. قال كذلك: أي سيكون الأمر كما قال الله: ستنجبين بقدرة الله ولدا دون زوج ولا جماع. هين: أي أمر سهل بالنسبة لله. ولنجعله: أي الغلام وهو عيسى. آية للناس: أي معجزة ولادته ومعجزاته عليه السلام. ورحمة: ورحمة للناس يهتدون بإرشاده. أمرا مقضيا: مقدرا منتهيا مسطرا في اللوح المحفوظ. والأمر المقضي هو خلق عيسى دون أب وجعله نبيا.


● فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ( ٢٢-١٩ ) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا ( ٢٣-١٩ )

( ٢٢-١٩ ) مريم ٣٧-١٣ . ( ٢٣-١٩ ) مريم ٣٧-١٤

فانتبذت به: أي ابتعدت به وتنحت. مكانا قصيا: أي بعيدا عن أهلها. فأجاءها: أي جاء بها واضطرها. المخاض: أي وجع الولادة. إلى جذع النخلة: وذلك لتستند إليه. نسيا: أي شيئا حقيرا متروكا. منسيا: أي لا يتذكره أحد.


● فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ( ٢٤-١٩ ) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ( ٢٥-١٩ ) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ( ٢٦-١٩ )

( ٢٤-٢٥-١٩ ) مريم ٣٧-١٥ . ( ٢٦-١٩ ) مريم ٣٧-١٥ . الصوم ٨٠-١٠

فواساها عيسى عليه السلام. فناداها من تحتها: أي عيسى وهو يولد. فالضمير للمولود " فَحَمَلَتْهُ ". فقد كلمها قبل مجيئها إلى قومها كما تشير إلى ذلك الآية التالية: " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ( ٢٩-١٩ ) " . سريا: أي نهر ماء. لذلك قال لها: " فكلي واشربي ". وهزي إليك: أي حركي وجري إليك. رطبا: أي ما نضج من تمر النخل. جنيا: أي طاب وأصبح صالحا للاجتناء والقطف. وقري عينا: أي طيبي نفسا ولا تحزني. فقولي: فقولي بالإشارات. نذرت للرحمان صوما: النذر هو أن تلزم نفسك لله بأمر لم يكن واجبا عليك. والصوم هنا صوم عن الكلام أيضا. إنسيا: أي أحدا من البشر.


● فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ( ٢٧-١٩ ) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ( ٢٨-١٩ ) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ( ٢٩-١٩ )

( ٢٧-١٩ ) مريم ٣٧-١٦ . ( ٢٨-١٩ ) مريم ٣٧-١٦ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢ب٤ . ( ٢٩-١٩ ) مريم ٣٧-١٥-١٦ . عيسى ٣٨-٥ب

شيئا فريا: أي عظيما منكرا وهو هنا الولد دون الأب. يا أخت هارون: ربما لما أخبرتهم بالإشارة أنها صائمة شبهوها بهارون وهو رجل منهم قد يكون كثير الصوم والله أعلم. و روي عن الكلبي أن هارون أخ لها من أبيها. وقيل إنها من ذرية هارون أخي موسى من سبط لاوي. وقيل غير ذلك والله أعلم . بغيا: زانية. فأشارت إليه: أشارت إليه لأنه كلمها قبل ذلك وأمرها بألا تكلم أحدا. المهد: هو مضجع الصبي في رضاعه.


قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ( ٣٠-١٩ ) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ( ٣١-١٩ ) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ( ٣٢-١٩ ) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ( ٣٣-١٩ )

( ٣٠-١٩ ) عيسى ٣٨-٥ت . ( ٣١-١٩ ) عيسى ٣٨-٥ث-٥ج . ما يباركه الله في القرآن ٤١-١٣ . الصلاة٧٨-٢٩ر . الإنفاق ٨١-١٩ث . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٥ . ( ٣٢-١٩ ) عيسى ٣٨-٥خ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢ب٥-٢٢ب٦ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٨أ . النكاح ٨٩-٣٧س . ( ٣٣-١٩ ) عيسى ٣٨-٥خ

قال: أي عيسى وهو رضيع مخبرا قوم أمه مريم عن أمور قدرية لم تقع بعد . الكتاب: وهو هنا الإنجيل. مباركا: أي مصدر بركة ونفع وخير. أين ما كنت: أي في أي مكان كنت تكون معي البركة بإذن الله. وبرا بوالدتي ...: أي محسنا ومطيعا لها بما أمر الله. جبارا: متكبرا قاسيا. شقيا: أي من العصاة الخائبين من الخير. والسلام: والسلام يشمل الأمان والتحية. يوم ولادته لم يمسه أي مكروه من أي شيء وسلم عليه. ويوم أموت: والسلام عند الموت هو الأمان من عذاب القبر. ويوم أبعث حيا: أي يوم القيامة. وسيبعث دون فزع آمنا من عذاب ذلك اليوم ومن عذاب النار. وهو لم يمت بعد. إنه في السماء الثانية ينتظر عودته إلى الأرض.


ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلُ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٣٤-١٩ )

عيسى ٣٨-٦د

ذلك: أي هذا العبد النبي الذي جاء ذكر قصته وقصة ولادته في الآيات السابقة. قول الحق: أي ما قيل في الآيات السابقة عن حقيقته. يمترون: يشكون. فلا يقين لديهم عن حقيقته حتى ألهوه ونسبوه إلى الله.


مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( ٣٥-١٩ ) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( ٣٦-١٩ )

( ٣٥-١٩ ) النصارى ٥٦-ب٣ . الشرك ٥٧-٦ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ١٧ث . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣ . ( ٣٦-١٩ ) عيسى ٣٨-٥ج . الناس ٥٠-١٢ص . النصارى ٥٦-ب٣

ما كان لله أن يتخذ من ولد: بمعنى التبني وليس الإنجاب كقوله تعالى في قصة يوسف ﴿ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ( ٢١-١٢ ) فلا ولم ولن يتخذ ولدا. قضى أمرا: أي أراد أن يقع. كن فيكون: هذا كعيسى خلقه بكلمة " كن " دون أب. وفي حديث أخرجه الإمام أحمد ومن ضمن ما جاء فيه " عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون « . وإن الله ربي وربكم ...: هذا من كلام عيسى بعد الآيتين الفاصلتين اللتين من كلام الله. واختلاف الأحزاب ( بفاء التفريع ) بعد هذا القول يؤكد أنه من كلام عيسى. وقد قال ذلك فعلا لقومه:" مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ( ١١٧- ٥ ) " . ونفس الآيتين تقريبا عن عيسى نجدهما في سورة الزخرف: " وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ ( ..... ) ( ٦٣-٤٣ ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( ٦٤-٤٣ ) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ( ٦٥-٤٣ ) ". هذا صراط مستقيم: أي توحيد الله وعبادته طبقا لما شرع.


فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( ٣٧-١٩ )

عيسى ٣٨-٢٢ . النصارى ٥٦-ب٣-ب١١

فاختلف الأحزاب: فاليهود لم يؤمنوا بعيسى عليه السلام. والنصارى تفرقوا شيعا في شأنه: المؤمنون به كنبي. وآخرون جعلوه ابنا لله. وآخرون جعلوه ثالث ثلاثة. وآخرون ظنوا أنه الله. فويل ...: تهديد بالويل أي بحلول الشر والهلاك والشقاء. مشهد: أي ما سيشهدونه ويحضرونه. والمعنى عذاب يوم عظيم وهو يوم الحساب.


أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( ٣٨-١٩ )

طبيعة الكافرين ٦٢-١١ر . يوم الحساب ١١٤-٢٤أ-٣٠أ-٤٨غ١٩

أسمع بهم وأبصر: أي ما أسمعهم وما أبصرهم. يعني سيسمعون جيدا ويبصرون ما كانوا يكذبون. الظالمون: وهم هنا المشركون. اليوم: أي في الدنيا. مبين: واضح لكنهم لا يرون أنهم في ضلال.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة