U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

28- تفسير سورة القصص من الآية 43 إلى الآية 61

   

28- تفسير سورة القصص من الآية 43 إلى الآية 61

● وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( ٤٣-٢٨ )

التوراة ٦-٣ب . الرسل ١٠-٤٩

قيل أن بعد التوراة لم يعذب الله أمة بعامة بمجيء الرسل كما كان يفعل قبل نزولها . وجاء في الحديث " ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا من قبل موسى « وقيل غير أهل القرية الذين مسخوا إلى قردة بعد موسى. الكتاب: التوراة. أهلكنا القرون الأولى: أي أمتناهم بعقابنا. القرون: أي أجيالها. بصائر: أي ليتبصروا به الحق. لعلهم: أي الناس. يتذكرون: يتعظون.


وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( ٤٤-٢٨ ) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ( ٤٥-٢٨ ) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( ٤٦-٢٨ )

( ٤٤-٢٨ ) موسى ٢٦-١٨ث٢-٨٦ . ( ٤٥-٢٨ ) شعيب ٢٥-١٣ . موسى ٢٦-٨٦ . محمد ٣ ٩-٤٠خ . القرون القديمة٥٣-١ . الرسل ١٠-٢ . ( ٤٦-٢٨ ) موسى ٢٦-٨٦ . محمد ٣ ٩-٣٢ذ٨ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٢

وما كنت: أي ما كنت يا محمد . بجانب الغربي: والغربي هنا يقصد به الطور الأيمن وليس جانبه الأيمن. وهو في الشاطئ الأيمن للواد الذي منه نودي موسى. أنظر التفسير عند الآية ( ٣٠-٢٨ ) . والأيمن هو الذي من جهة غروب الشمس. أنظر تفاصيل عن أيمان وشمائل الأشياء وكذا الأرض في عالم البصريات في فقرة اتجاهات الكون في كتاب قصة الوجود. الأمر: وهو أمر نبوته ورسالته إلى فرعون. ولكنا أنشأنا قرونا: أي قبلك. أي لم تكن أنت يا محمد في زمن موسى ولكن بعد أن أنشأنا قرونا بعده. قرونا: أي أمما جيلا بعد جيل. ومنهم قريش. فتطاول عليهم العمر: أي طال بهم الزمان ( حتى نسوا عهد الله ) . ثاويا: مقيما. أهل مدين: قوم شعيب وهم من العرب. كنا مرسلين: أي ما وصلك من أخبار مدين وغيرها هو بفضل الوحي الذي أرسلنا إليك. أو إننا قد أرسلنا قبلك رسلا إلى أهل مدين وغيرهم. الطور: الجبل الذي عليه شجر. إذ نادينا: أي نادينا موسى. وقد تكون هذه المرة المرة الثانية بجانب نفس الطور حيث تلقى عليه السلام الألواح وقومه ينتظرون قرب الجبل والله أعلم. ولكن رحمة من ربك: أي ولكن رحمة من ربك أوحينا إليك ذلك لتقصه على قومك. لتنذر: أي لتخوف من عذاب الله. قوما: هم قريش وسائر العرب وكل من لم يأته رسول قبل محمد ﷺ . يتذكرون: يتعظون.


وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( ٤٧-٢٨ )

العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٢

ولولا أن تصيبهم ...: أي لولا قولهم بعد مصيبة تصيبهم سببها ذنوبهم " ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ..." لأصبناهم بذنوبهم. أو لو أصبناهم بذنوبهم دون أن نرسل إليهم رسولا لقالوا " ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ..." مصيبة: أي عقاب يصيبهم. بما قدمت أيديهم: أي بما قدمت من الكفر والمعاصي.


● فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سَاحِرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ( ٤٨-٢٨ )

موسى ٢٦-٨٨ . محمد ٣ ٩-٣٦أر-٣٦أض٢ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٣ب . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٤ح٦ . الشعر السحر ٩٨-٨ . التوراة ٦-١٦ . القرآن ٩-٤٢ظ٣

مثل ما أوتي موسى: أي الألواح التي فيها التوراة جملة واحدة والمعجزات الحسية كالعصا واليد ...الخ. أولم يكفروا: أي كفار قريش. من قبل: أي من قبل طلبهم هذا. وكفرهم من قبل هو أن قالوا: ساحران تظاهرا ...الخ. ساحران: أي التوراة والقرآن. ساحران تظاهرا: أي تعاونا على نفس الأمر. فموسى تنبأ ببعثة محمد ﷺ ومحمد ﷺ صدق بما جاء به موسى عليه السلام. وبما أنهم لا يصدقون بما أتى به موسى فكيف يطالبون محمد ا ﷺ بأن يأتي بنفس المعجزات ليؤمنوا ؟


● قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ٤٩-٢٨ ) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( ٥٠-٢٨ )

( ٤٩-٢٨ ) القرآن ٩-٣٩ت . ( ٥٠-٢٨ ) القرآن ٩-٣٩ت . طبيعة الكافرين ٦٢-١٠د**-١١ج . الهداية ٤٨-٣٤ث . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ز

أهدى منهما: أي من التوراة والقرآن. والمقصود بالتوراة التي نزلت على موسى . الظالمين: أي الظالمين في المعتقد والأعمال.


● وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( ٥١-٢٨ )

القرآن ٩-٧ح-٧ر٣

وصلنا لهم القول: أتبعناه متواصلا بعضه بعضا ليكون أقرب إلى التذكر. القول: القرآن الذي هو كلامنا. يتذكرون: يتعظون.


● الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ( ٥٢-٢٨ ) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ( ٥٣-٢٨ ) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ( ٥٤-٢٨ ) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمُ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ( ٥٥-٢٨ )

( ٥٢-٥٣-٢٨ ) القرآن ٩-٤٤أث١ . ( ٥٤-٢٨ ) القرآن ٩-٤٤أث١ . أهل الكتاب ٥٤-١٦ث . ( ٥٥-٢٨ ) القرآن ٩-٤٤أث١ . أهل الكتاب ٥٤-١٦ث . أعمال المؤمنين ٧١-١٢

الكتاب: أي التوراة والإنجيل. والذين أوتوا الكتاب هنا هم المؤمنون من أهل الكتاب الذين لا يشركون لقولهم:" إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ". به مؤمنون: أي بالقرآن. مسلمين: أي خاضعين لله وحده. أجرهم مرتين: أي أجرهم على إيمانهم بكتابهم دون شرك وأجر إيمانهم بالقرآن. بما صبروا: أي على قول الحق فيما يخص القرآن رغم مخالفة إخوانهم من أهل الكتاب لهم. فيدرؤون بالحسنة السيئة. ويدرءون: يدفعون. اللغو: الباطل وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال. ومن اللغو أيضا الشرك بالله. سلام عليكم: أي سلمتم منا ومن شر ردة فعلنا. لا نبتغي الجاهلين: أي لا نطلب صحبتهم ولا معاقبتهم.


● إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( ٥٦-٢٨ )

محمد ٣ ٩- . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٨ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٨-٢٨

قيل نزلت في عمه أبي طالب. والآية عامة.


● وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا تُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( ٥٧-٢٨ )

ما يباركه الله في القرآن ٤١-٦ب . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٣ث٣ . بيت الله الحرام ٨٢-٦ت

نتخطف من أرضنا: أي سننتزع منها بسرعة. قيل هذا قول الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف وناساً من قريش يخافون من قبائل العرب إن هم تخلوا عن أصنامهم. حرما آمنا: وهو بيت الله الحرام حيث كان الناس يتخطفون في كل مكان إلا في رحابه. كان العرب يهابونه ويحترمون أهله. وبالتالي لن يحدث ما يخاف هؤلاء المشركون كما قالوا: " وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ". لقد حرم الله فيه كل ظلم وألزم أهله بتطبيق الأمن فيه والعدل. تجبى إليه: أي تجلب إليه من سائر البلاد. أكثرهم: أكثرهم لأن فيهم من يرى الحق ولا يتبعه كرها له وتكبرا أو إن الله لا يعمم ليخرج نسبة منهم من هذه الحقيقة لعلها تؤمن.


● وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمُ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ( ٥٨-٢٨ )

العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١غ٢ . الوارث ١ ( ٣٣ ) ١

وهذا استئناف في الرد على ما جاء في الآية السابقة أي على من يتمسك بما فيه من نعيم الدنيا ولا يؤمن بتوحيد الله. بطرت معيشتها: أي طغت بها وجهلت قيمتها تكبرا فلم تشكر الله عليها. والمقصود طبعا أهل القرية. من بعدهم: أي بعد هلاكهم بعقاب الله. نحن الوارثين: أي فظلت تلك القرى في ملك الله دون أن يخلفهم فيها أحد.


● وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمُ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ( ٥٩-٢٨ )

العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٩-١١ . القرآن ٩-٧ذ٥ . الرسل ١٠-٣٨ج-٤٠-٤٩

استئناف في موضوع إهلاك القرى الذي أشير إليه في الآية السابقة. وهو من سنن الله في معاقبة الكافرين المجرمين. والقرية هي بنايات كل تجمع سكاني. أمها: أم تلك القرى. أي أصلها أو أكبرها أو عاصمتها. ظالمون: ظالمون في المعتقد كالشرك وفي الأعمال.


● وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٦٠-٢٨ )

الحياة الدنيا ١٠٥-٨ . عند الله ١ ( ٦٦ ) ٢

هذه الآية عودة إلى موضوع نعيم الدنيا لما قال الكفار " وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ". فمتاع: هو كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق. والحياة الدنيا زائلة. وزينتها: وهي ما يزين لكم مقامكم الزائل فيها. أفلا تعقلون: أفلا تعقلون حتى تفضلوا الدنيا على الآخرة ؟ بمعنى لا تفضلوا الكفر على الإيمان والمعصية على إطاعة الله.


أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ( ٦١-٢٨ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . العالمون والجاهلون ٦٦-ت١٠ . الحياة الدنيا ١٠٥-١٥ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٣أ-٥أ

أفمن وعدناه وعدا حسنا: استئناف في موضوع متاع الدنيا. وعدناه: أي المؤمن. فكل من آمن بإخلاص يعده الله الجنة. وعدا حسنا: وهو الجنة. متعناه: متعناه دون وعد منا بالفوز بالجنة. ويتعلق الأمر بكل كافر. المحضرين: المحضرين في الحساب والنقاش العسير والعذاب حول جهنم. وهذا الإحضار هو غير الذي سيكون فيه كل الخلق يوم بعثهم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة