U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

28- تفسير سورة القصص من الآية 62 إلى الآية 75

   

28- تفسير سورة القصص من الآية 62 إلى الآية 75

● وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ( ٦٢-٢٨ ) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ( ٦٣-٢٨ )

( ٦٢-٢٨ ) الشرك ٥٧-٣٧ح٢-٣٧ض . ( ٦٣-٢٨ ) الشرك ٥٧-٣٧ض

يناديهم: أي المحضرون المذكورون في الآية السابقة. وسيكون هذا في الديوان العسير حول جهنم حيث سيكون فيه الكافرون والمشركون والشياطين وحدهم دون المؤمنين. حق عليهم القول: أي وجب عليهم قضاء الله بالعذاب وتحتم عليهم أن يتكلموا ويعترفوا ليبطلوا كل عذر للمشركين. وهم الشياطين لقولهم: " ما كانوا إيانا يعبدون ". أغويناهم: أضللناهم وأفسدناهم. تبرأنا إليك: أي نحن أمامك نتبرأ منهم ومن شركهم. لهم وزرهم ولنا وزرنا. ما كانوا إيانا يعبدون: فكانوا يعبدون أهواءهم. أي لسنا بشركائك ولم نأمرهم بعبادتنا ( فقد أمر الله المشركين في الآية السابقة بأن يحضروا شركاءه الذين كانوا يزعمون ) . بل أغويناهم حتى عبدوا غيرك تبعا لأهوائهم. وهنا يتبرأ الشياطين من أن يكونوا شركاء الله لأن غضبه على المعبود الذي جعل نفسه ندا أو شريكا له سبحانه أشد من غضبه على العابد المشرك وعلى غيره من الغاوين.


● وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ( ٦٤-٢٨ )

الشرك ٥٧-٣٧ذ

لما تبرأ الشياطين من عبادة المشركين لهم ونفوا أن يكونوا شركاء الله قيل للمشركين بأن يدعوا شركاءهم لعلهم يظهرون لكن لا أحد سيستجيب لهم. ومن يقدر يومئذ أن يقول أنه كان شريكا لله ؟ حينها لا حجة لهم تدفع عنهم العذاب. ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون: أي لو كانوا يهتدون في ذلك الموطن ( وفي الدنيا أيضا ) لرأوا العذاب الذي ينتظر المشركين ( مثل قوله تعالى في سورة التكاثر: " لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم " ) . فقبلهم في الآية السابقة نفى الشياطين عن أنفسهم الشرك بالله لخطورة الموقف. أما المشركون لضلالهم وجهلهم فلم يترددوا في دعاء شركائهم لما طلب منهم ذلك أي لا يزالون يرجونهم لأنهم لم يدركوا بعد خطورة الموقف والعذاب الأكبر الذي يليه. فلو كانوا يهتدون لما دعوهم هناك أمام الله في الديوان العسير الذي ليس بعده إلا النار. أو أنهم رأوا العذاب بدل استجابة شركائهم لما دعوهم وكذا حسرتهم " لو أنهم كانوا يهتدون ".


وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ( ٦٥-٢٨ ) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ ( ٦٦-٢٨ )

( ٦٥-٢٨ ) الشرك ٥٧-٣٧ج . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٥ . ( ٦٦-٢٨ ) الشرك ٥٧-٣٧ج . يوم الحساب ١١٤-٤١-٤٨غ٥

ويوم يناديهم: أي لما يناديهم وهم مجموعون في الديوان العسير لأن الخطاب موجه لهم دون المؤمنين. وهذا نداء آخر من نداءات الله لهم فعميت عليهم الأنباء ...: أي فلا يرون ما يقولون أو بماذا يخبرون الله ولا يتساءلون أيضا فيما بينهم في ذلك لجهلهم وشدة بهتهم.


● فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ( ٦٧-٢٨ )

التوبة ٧٥-٨ . الجنة ١١٧-ب٨

من تاب: أي من الشرك كما في السياق. فعسى أن يكون من المفلحين: أي من يؤمن ويعمل صالحا يدخل في دائرة الذين يرجون الفلاح. المفلحين: أي الذين سيفوزون بالجنة.


وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( ٦٨-٢٨ )

الخالق ١ ( ١٩ ) ٥ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ١أ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١٥ . ذكر الله ٧٦-٢٢ب٢

وربك يخلق ما يشاء ويختار: استئناف في موضوع الشرك حسب السياق يبين وحدانية الله في أفعاله ينفي بها كل شرك. لا شريك له في خلقه ولا في اختياره ما يشاء لمن يشاء. ومن ذلك اختيار رسله وأوليائه. ما كان لهم الخيرة: أي في ما اختاره الله. يعني لا يختارون هم لله ما يشاؤون كاختيار شركاء له افتراء عليه أو أي دين غير الذي فرضه عليهم ولا أن يختاروا نبيا ممن يشاؤون هم. سبحان الله : تنزه وترفع وتعالى عن كل نقص.


● وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ( ٦٩-٢٨ ) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٧٠-٢٨ )

( ٦٩-٢٨ ) العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٥ . ( ٧٠-٢٨ ) الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب . الحميد ١ ( ٤ ) ٢أ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

تكن: تخفي. له الحمد: أي يملك صفة الحميد على كل خلقه. ولا يسعهم إلا أن يحمدوه. ومن لم يحمده في الدنيا فقد خسر نفسه. والحمد لله هو الرضا بقضائه والشكر على نعمه في كل الأحوال. فمهما كانت حالة العبد فهو في نعم من الله. الأولى: أي النشأة الأولى. فيحمده كل من في السماوات والأرض. والآخرة: أي يوم البعث وفي جنة الخلد. وله الحكم: والحكم هو القضاء بين الخلق وفي أمورهم. وحساب الناس سيكون طبقا لما أمر به الله في كتبه. وقد حكم بالخلود في النار على كل من أشرك به.


● قُلْ أَرَأَيْتُمُ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ( ٧١-٢٨ ) قُلْ أَرَأَيْتُمُ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ( ٧٢-٢٨ )

( ٧١-٢٨ ) القرآن والعلم ٤٥-١٠ج . الناس ٥٠-٤٢ . نعم الله على الناس ٥٢-٢٠ . الشرك ٥٧-١٥ش٢ . ( ٧٢-٢٨ ) القرآن والعلم ٤٥-١٠ج . نعم الله على الناس ٥٢-٢٠ . الشرك ٥٧-١٥ش٢

أرأيتم : أخبروني أو هل تصورتم ؟ سرمدا: أي على الدوام. ولو شاء الله لما جعل اختلافهما قائما في أرضنا كما هو الأمر في بعض الكواكب. أفلا تسمعون: أفلا تسمعون سماع قبول وإطاعة. والسمع هنا للآيات القرآنية. تسكنون: ترتاحون. أفلا تبصرون: أفلا تبصرون بقلوبكم وعقولكم فتتعقلون ؟


● وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ٧٣-٢٨ )

الناس ٥٠-٤٢ . نعم الله على الناس ٥٢-٢٠

لتسكنوا: لترتاحوا وتناموا.


● وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ( ٧٤-٢٨ ) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( ٧٥-٢٨ )

( ٧٤-٢٨ ) الشرك ٥٧-٣٧ر . ( ٧٥-٢٨ ) الشرك ٥٧-٣٧ر-٣٧ظ . يوم الحساب ١١٤-٣٠ث٢ -٣٣ث١

استجواب المشركين هنا سيكون والمؤمنون ربما لا يزالون قربهم أي قبل افتراقهم وذهاب الكفار إلى الديوان العسير حول جهنم لقوله تعالى: " وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا " شهيدا من المؤمنين والرسل. يناديهم: أي ينادي الله المشركين. ونزعنا من كل أمة ...: أي أخرجنا منهم. شهيدا: شهيدا كالأنبياء والرسل يشهدون أنهم بلغوا الحق للناس. فقلنا: أي للمشركين. برهانكم: أي حجتكم على شرككم وديانتكم. فعلموا أن الحق لله: أي علموا أمام الشهود وطلب البراهين. وضل: وغاب. ما كانوا يفترون: أي من شركاء لله.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة