U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

33- تفسير سورة الأحزاب من الآية 59 إلى الآية 73

   

33- تفسير سورة الأحزاب من الآية 59 إلى الآية 73

● يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ( ٥٩-٣٣ )

الرجل والمرأة ٨٨-١٢أ . الزنا ٩٥-٣ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ )

نساء المؤمنين يدخل فيهن زوجاتهم وبناتهم أيضا مثل زوجات النبي ﷺ وبناته كما هو مفصل في أول الآية. يدنين عليهن من جلابيبهن: والجلباب أوسع من الخمار ودون الرداء فتستر به المرأة وجهها على قدر ما يمكن لها وتدليه على بدنها. وجعل المفسرون هذه الآية للتمييز بين الحرائر والإماء في زمن النبي ﷺ . فالحرائر كن يتميزن بهذا الزي فلا يتعرض لهن الذين في قلوبهم مرض. وآية الجلباب لا تقصد الحجاب في حد ذاته حتى وإن كان يحجب المرأة أكثر وإنما فقط تمييز نساء المؤمنين عن غيرهن لكيلا يؤذين من طرف الزناة والذين في قلوبهم مرض خصوصا. أما حجب الزينة فهو مذكور في سورة النور. ذلك: أي هذا الزي. أدنى أن يعرفن: أي سيعرفن بسهولة بأنهن من نساء المؤمنين. فلا يؤذين: أي بالتحرش والكلام الفاحش. وكان الله غفورا رحيما: أي قل لهن أن الله سيغفر لهن ويرحمهن بفضل إيمانهن وإطاعتهن لأمره.


● لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ( ٦٠-٣٣ ) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ( ٦١-٣٣ ) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ( ٦٢-٣٣ )

( ٦٠-٣٣ ) محمد ٣ ٩-٣٨ب ج . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . ( ٦١-٣٣ ) محمد ٣ ٩-٣٨ب ج . ( ٦٢-٣٣ ) محمد ٣ ٩-٣٨ب ج . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٨

مرض: أي هنا أصحاب الفواحش. والمرجفون: وهم هنا الذين يشيعون الأخبار الكاذبة حبا للفتنة. لنغرينك بهم: لنسلطنك عليهم. لا يجاورونك فيها: أي لا يبقون ساكنين معك في المدينة. إلا قليلا: أي مدة يسيرة. ملعونين: مطرودين من الرحمة. وتتمة الآية تفسر كيفية ذلك في الدنيا. ثقفوا: وجدوا. سنة الله: أي ما سن واعتاد أن يحكم به. وسن أن يقتل مثل هؤلاء. خلوا: مضوا. تبديلا : سنة الله لا تتبدل أي لا يتغير منها شيء. فالعقاب نزل على المكذبين الأولين وسينزل كذلك على الآخرين .


● يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ( ٦٣-٣٣ )

الساعة ١١١-٤ت . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٦

قريبا: أي في الأجل القريب.


● إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤-٣٣) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٦٥-٣٣)

( ٦٤-٣٣ ) الله تجاه الكافرين ٦٤-٥ . جهنم ١١٥-ب٤٩-ب٥٦ث-ت٥ . ( ٦٥-٣٣ ) يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣٦ح . جهنم ١١٥- ب٥٦ث-ت٥

لعن: طردهم من رحمته. سعيرا : النار التي تسعر وتشتد. وليا: من يتولى أمر الحماية وغيرها. والنصير هو من ينصر عند الطلب. والولي أوسع مجالا من الناصر.


● يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ( ٦٦-٣٣ )

جهنم ١١٥-ب٢٠أ-ب٤٤

تقلب وجوههم: وجوههم هي مساحة الجسم التي من جهة الوجه. وتقلب في النار أي مرة إلى الأعلى حيث الظلل من النار ومرة إلى أسفل حفرتهم حيث الظلل من النار أيضا. أنظر تفاصيل عذاب أهل النار في كتاب قصة الوجود.


● وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ ( ٦٧-٣٣ ) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَثِيرًا ( ٦٨-٣٣ )

جهنم ١١٥-ب١٥

أطعنا: أي في الشرك والمعاصي والإجرام بكل أشكاله. والعنهم لعنا كبيرا: أي أبعدهم عن رحمتك بعدا كبيرا يعني إلى أسفل جهنم.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ( ٦٩-٣٣ )

موسى ٢٦-٤-٨٢ . محمد ٣ ٩-٣٥أر . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٥

استئناف في موضوع النهي عن أذية الرسول ﷺ بضرب مثل عن موسى عليه السلام مع قومه. قيل وضع ثيابه فوق صخرة ليغتسل ففر الحجر بأمر الله بثيابه وتبعه موسى عريانا حتى وقف بين ملأ من بني إسرائيل فرأوا أن ليس به أية عاهة أو مرض. وجيها: أي ذا جاه وقدر رفيع. فبمكانته عند الله برأه الله من أقوال المعتدين.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( ٧٠-٣٣ ) يُصْلِحْ لَكُمُ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( ٧١-٣٣ )

( ٧٠-٣٣ ) الكلمة الطيبة ٨٤-٧ث . ( ٧١-٣٣ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ك١١ . الكلمة الطيبة ٨٤-٧ث

وقولوا قولا سديدا: أي صوابا وعدلا. ولا تؤذوا الرسول ﷺ ولا المؤمنين. فاز: أي في الآخرة.


● إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ( ٧٢-٣٣ )

الله والخلق ٤٠-٦١أ . الهداية ٤٨-١ . الإنسان ٥١-٥-٢٤ . الشرك ٥٧-٢٥ . المنافقون ٥٨-٢١ت . الجنة ١١٧-أ٣

عرضنا الأمانة ...: أي عرفنا الأمانة وعواقب حملها للسماوات والأرض والجبال. ولما حملها الإنسان كانت عواقبها تعذيب المنافق والمشرك وغفران ذنوب المؤمن كما هو مبين في الآية التالية. الأمانة: أمانة الله. وهي ما أراد أن يودعه في خلق من خلقه إلى يوم الدين يجعله مؤتمنا على نفسه فيما يخص الإيمان بالغيب وإطاعته بذلك. فهي في قلب كل إنسان بها تكون له حرية الإيمان والأعمال بالغيب. وحملها كما يجب هو أن يختار ما فطر الله في قلبه من الميل إلى التوحيد والإسلام إن أراد ألا يعاقب.

السماوات والأرض والجبال: يتبين هنا أن كل خلق كيفما كانت درجته له صلة معينة بالله حتى وإن كان ترابا. أما عرض الأمانة عليهن فربما كان مباشرة عند اكتمال الخلق. فأبين أن يحملنها: أبين لأنها تتأسس على حرية القبول. وسبحانه كان عليما برفضهن لها منذ الأزل وإنما عرضها عليهن لبيان علمه في الواقع ثم ليتبين للإنسان مدى خطورتها. فلو حملتها الأرض مثلا لأصبح واجبا عليها إطاعة الله بالغيب في كل ما تفعله الآن دون اختيار. وأشفقن منها: وهذا يدل على أن لها إحساس. أنظر كتاب قصة الوجود. ويعلم الله كيف كان سيعاقب الجمادات لو حملت الأمانة. إنه على كل شيء قدير. وحملها الإنسان: أي بعد أن عرضت عليه. فحملها باختياره. ويعلم الله كيف تم ذلك العرض. فنحن لا ندرك مثل هذه الأمور التي هي من علوم الله في عالم الأرواح. ظلوما جهولا: أي بالشرك والكفر والنفاق والعصيان.

أما الملائكة فهم من جند الله بل خلق بعضهم لينفذوا أمره في كل الذين يحملون الأمانة. أما الجن فخلقوا في عالم قريب من عالم الملائكة وبالتالي يرونهم ويسمعونهم. ذلك جعلهم يعلمون بوجود الله دون غيب. وبالتالي لم تعرض عليهم الأمانة على الأقل كما عرضت على الإنسان لكنهم أمروا بالإيمان بيوم البعث وبأن يعملوا لأجله ليأخذوا نصيبهم في الآخرة. فخاطبهم الله من خلال كتبه التي تنزل على الناس الذين يواجهون الغيب كله.


لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ( ٧٣-٣٣ )

الهداية ٤٨-١. الشرك ٥٧-٢٥ . المنافقون ٥٨-٣-٢١ت . التوبة ٧٥-٢-٥ب١ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٣ ) . الجنة ١١٧-أ٣-ب٥ج . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

ليعذب: أي بالنار في جهنم. المنافقين ...: سيعذبهم لأنهم لم يلتزموا بحمل الأمانة كما يجب. ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات: أي الذين ألزموا أنفسهم بحفظ الأمانة فآمنوا بربهم وأطاعوا أمره. ويتوب الله على المؤمنين ...: أي يغفر لهم. غفورا رحيما: أي بمن آمن به وتاب فيتجاوز عن سيئاتهم السابقة ويبدلها حسنات.

*****


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة