U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

8- تفسير سورة الأنفال من الآية 55 إلى الآية 75

   

8- تفسير سورة الأنفال من الآية 55 إلى الآية 75

● إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ( ٥٥-٨ ) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ( ٥٦-٨ ) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ( ٥٧-٨ )

( ٥٥-٨ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣أ . القرآن والعلم ٤٥-١٧ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أج . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ١ . ( ٥٦-٨ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣أ . ( ٥٧-٨ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣أ . الناس ٥٠-٤٢

شر الدواب: يعني بالدواب هنا الناس لأنهم يدبون على وجه الأرض. الذين عاهدت منهم: أي الذين أخذت العهد منهم ( على أن لا يعينوا المشركين. قيل نزلت في بني قريظة وبني النضير ) . وهم لا يتقون: لا يتقون لا الله ولا عواقب غدرهم. تثقفنهم في الحرب: أي تجدهم وتظفر بهم. فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون: أي فرق وخوف ونكل بهم وغلظ معاقبتهم ليخاف من سواهم ويتعظ فلا يفعل مثلهم وينقض العهد غدرا.


● وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ( ٥٨-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٨ت ب . طبيعة الكافرين ٦٢-١٤ر-٢٢أأ-٢٢أج-٢٢أح . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ١

فانبذ إليهم: اطرح عهدهم. أي لا تنتظر أجله المعقد بالسلام بينك وبينهم. على سواء: على استواء في العلم. أي أعلمهم بذلك. فعليه أن ينبذ العهد علانية مع الخائنين لكيلا يكون غادرا.


وَلَا تَحْسِبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ( ٥٩-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦ب ب١ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٠. الله تجاه الكافرين ٦٤-١٣ت٤

ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا: أي لا تحسبن أنهم هربوا من قضاء الله. سبقوا: أي سبقونا بمعنى أعجزونا فلا نقدر على أخذهم بما يفعلون. لا يعجزون: لا يعجزون الله بالهرب منه. فهو قادر عليهم.


● وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ( ٦٠-٨ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢ب٢ . الإنفاق ٨١-١١ث . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ح

قوة: القوة هنا هي الرمي والأسلحة وكل ما يتقوى به في الحرب. رباط الخيل: أي الخيل المعدة والمحبوسة للجهاد. وآخرين من دونهم لا تعلمونهم: أي لا يظهرون لكم كأعداء كالمنافقين وغيرهم وأيضا الذين يسمعون بكم وبهيبتكم وأنتم لا تدرون. والله وحده يعلمهم. وما تنفقون من شيء في سبيل الله: وهو هنا الإنفاق في القوة وفي رباط الخيل. يوف إليكم وأنتم لا تظلمون: أي ستأخذون الأجر عنه حتما دون نقصان.


● وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( ٦١-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣ب- ٣٠خ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٦ . الجهاد والقتال ٨٥-١٧ث١ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ث٥ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

جنحوا: مالوا. للسلم: أي المصالحة. هذه آية مرحلية عمل بها الرسول ﷺ في صلح الحديبية. وكان أهم صلح. السميع العليم: فهو من يسمع أقوالهم ومخططاتهم ويعلم بنياتهم فتوكل عليه.


● وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ( ٦٢-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٨ت ت-٤٣ب-٤٤ز . الكافي ١ ( ٧٧ ) ٥

أن يخدعوك: أي يظهروا السلم والصلح ويبطنوا الغدر أو الاستعداد لحربك. حسبك: كافيك. أيدك: قواك. بنصره: أي كيوم بدر. ونصره الله بالملائكة وبجنوده في حروبه.


● وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( ٦٣-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٤د . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٤ث . الله تجاه المؤمنين ٧٢-٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١

جمع الله بين قلوب الأوس والخزرج الذين كانوا أعداء. فالحرب كانت تقوم بينهم لأي سبب حتى جاء الإسلام ووحدهم. وألف أيضا بين المهاجرين والأنصار هؤلاء. عزيز حكيم: له العزة فأيدك بنصره وبالمؤمنين. وله الحكمة فألف بين قلوب المؤمنين بحكمته.


● يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( ٦٤-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٠خ-٤٤ز . الكافي ١ ( ٧٧ ) ٥

حسبك: كافيك.


● يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ( ٦٥-٨ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣د . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ب٢-١٥د . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ب

حرض: أي حثهم على القتال ورغبهم فيه. و المؤمنون في أوائل الإسلام كانوا مطالبين ببذل كل جهدهم . وكانوا منصورين بإذن الله كما وقع في غزوة بدر. واتحاد المؤمنين في القتال بهذه الأعداد من معجزات الله. لا يفقهون: لا يفقهون أن الله ينصر من ينصره وإن كانوا قلة. فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.


الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمُ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ( ٦٦-٨ )

الإسلام ٤٧-١٦ . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ب٢ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ب . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١٨أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣٠أ . النصير ١ ( ٥٨ ) ١٣ت

هذا تخفيف وليس نسخا قاطعا عاما على الكل بحيث لا يمكن العمل بالمنسوخ. فالآية الثانية أبطلت فقط الفرض الجماعي الذي في الآية الأولى. أي من كان في استطاعته أن يعمل بالآية الأولى تطوعا فلا حرج عليه دون أن يلقي بنفسه إلى التهلكة أو أن يفرض ذلك على غيره.

الآن: أي بنزول هذه الآية. ويبقى حكمها إلى قيام الساعة. وعلم أن فيكم ضعفا: أي علم أن أصبح الآن فيكم ضعفا. والضعف هنا في الجماعة. فالمؤمنون مع ازدياد عددهم في زمن النبوة ليسوا سواء في صبرهم وقوتهم وأعمارهم. فالأولون كانوا أعظم صبرا من الآخرين وكان الله يؤيدهم بملائكته. و علم: أي علم من عالم الشهادة مع أنه كان عليما بذلك في عالم الغيب قبل وقوعه. بإذن الله: وهنا ذكر الله إذنه. أما في الآية السابقة فكان نصره للمؤمنين في أوائل الإسلام مؤكدا رغم قلتهم أمام أعدائهم.


● مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( ٦٧-٨ ) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( ٦٨-٨ )

( ٦٧-٨ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٩أ . الحياة الدنيا ١٠٥-١٤أ-٢٢ . الآخرة ١١٢-٣ . الرسل ١٠-٤٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١ . ( ٦٨-٨ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٩أ . الكتاب الخالد ٣-١٤ب

لنبي: يتعلق الأمر بالأنبياء المحاربين بعد نزول التوراة . وفي غزوة بدر لام الله المؤمنين لما قاموا باعتقال أسرى للفدية . يثخن في الأرض: أي يبالغ في قتل الكفار. عرض الدنيا: هو ما يعرض من متاعها وهو الفداء هنا. والله يريد الآخرة: أي يريدها لكم أيها المؤمنون. فالدنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة.وما خلق الدنيا إلا لأجل الآخرة. عزيز حكيم: فمن حكمته أنه يأمركم بألا يكون لكم أسرى حتى يثخن النبي في الأرض ليهابكم أعداؤكم. ومن عزته أنه قادر على تعذيبكم في ما أخذتم. فاحذروه ! لولا كتاب من الله سبق: وهذا الكتاب قد يكون رضا الله ومغفرته على أهل بدر. أو إحلال الغنائم والأسرى للمسلمين سبق في كتاب الله. أما الغنائم فحلال مباشرة على المؤمنين. أما الفداء فحلال بعد أن يثخن النبي ﷺ في الأرض. فيما أخذتم: أي من فدية الأسرى دون أمر من الله.


● فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٦٩-٨ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٩أ-٥ص١٠أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

طيبا: أي ليس فيه خبث. واتقوا الله: أي اتقوه في ما أمركم به. غفور رحيم: غفور رحيم بأن غفر لكم ما قمتم بأخذه دون ترخيص مسبق منه ( أي الفداء ) وبأن رحمكم بأخذ الغنائم.


● يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٧٠-٨ ) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( ٧١-٨ )

( ٧٠-٨ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣ط ب . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣٠أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠. ( ٧١-٨ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٨ت ث-٤٣ط ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤

قيل نزلت في أسارى يوم بدر. الأسرى: ومن بينهم العباس عم النبي ﷺ . إن يعلم الله في قلوبكم خيرا: أي بمجرد أن يظهر إيمان في قلوبكم مع أن الله عليم بكم في الأزل سيؤتيكم خيرا مما أخذ منكم. وهذا وعد منه. أي عليكم أن تؤمنوا ليتحقق. فالآية نزلت تحث هؤلاء الأسرى على الرجوع إلى الله. خيرا: أي الإيمان والإسلام. مما أخذ منكم: أي من مال الفداء. والخير سيؤتونه في الدنيا أو في الآخرة. ويغفر لكم: يغفر لكم إن أسلمتم وآمنتم. وإن يريدوا: أي الأسرى كأسرى مشركي قريش. خيانتك: أي بما يظهرون لك من القول. فقد خانوا الله من قبل: أي قبل بدر بأن كفروا وأشركوا وخالفوا فطرته وقد أنعم عليهم بنعمه وبجوار بيته ومكروا ضدك. فأمكن منهم: أي بالهزيمة والأسر. عليم حكيم: عليم بهم ويتصرف تجاههم بحكمة.


● إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمُ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( ٧٢-٨ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ث٥-٥ث٦ . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ج٣ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٧ب . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤أ

كان المسلمون في أوائل الإسلام يتوارثون بالهجرة . وهذا لا يعني أن هذه الآية أمرتهم بذلك . فالولاية لها معاني كثيرة كالتحالف والاتحاد والحماية والمؤازرة والمعاونة .. . فنزل القرآن بعد ذلك يعطى الأولوية في الإرث لأولي الأرحام. ما لكم من ولايتهم من شيء: منع الله الولاية بين من كان في المدينة من المسلمين وبين الذين لم يهاجروا، ولكن جعل استنصارا بشروط. أي لا معاونة بينكم وبينهم. وقد يدخل في ذلك عدم الإرث أيضا لأن الآية التي تعطي الأولوية الخالصة لأولي الأرحام لم تنزل بعد. وذلك لحثهم على الهجرة. والآية ليست منسوخة لأن الولاية لها معاني كثيرة ولا تعني الإرث على وجه الخصوص. والله بما تعملون بصير: لذلك لا تخالفوا أمره.


● وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمُ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ( ٧٣-٨ )

طبيعة الكافرين ٦٢-١٧ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ث٧ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٣ج

نرى هنا أن الاتحاد بين المؤمنين هو الذي يمنع الفساد الكبير في الأرض. إلا تفعلوه: أي كل ما ذكر يعني الهجرة والجهاد بالمال والنفس وإيواء المهاجرين ونصر المؤمنين والولاية بعضهم لبعض. فتنة: وهي هنا ظهور الكفر على الإسلام وقهر المؤمنين. وفساد: وهو الشرك والظلم في كل شيء.


● وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( ٧٤-٨ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ث١ . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ر . الجنة ١١٧-ب١٧

في سبيل الله: أي لإعلاء دينه. والذين آووا ونصروا: وهم الأنصار بالمدينة. ورزق كريم: أي رزق حسن وهو الجنة.


● وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمُ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ٧٥-٨ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ث٣** . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٨خ . الإرث ٩٢-٥ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٧أ-٧ب . الكتاب الخالد ٣-١٧ب . العليم ١ ( ٣٩ ) ١

من بعد: أي بعد الذين هاجروا في أول الأمر وجاهدوا مع الذين آووا ونصروا. وهذه الآية فتحت المجال لاستمرارية هجرة الناس إلى الإيمان والتحاقهم بالمهاجرين الأولين. وأن يعاملهم هؤلاء مثلهم. وهم ليسوا كالذين آمنوا ولم يهاجروا كما جاء في الآية ( ٧٢-٨ ) . أما بعد فتح مكة فلا هجرة. فأولئك منكم: أي أصبحوا من ضمنكم وإن كان أجر المهاجرين الأولين أفضل. وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض: أي لا يرث معهم غيرهم ( كان الناس في بداية الإسلام يتحالفون على أن يرث الواحد منهم الآخر ) . في كتاب الله: أي في ما كتب الله على العباد في اللوح المحفوظ وشاء لهم. عليم: عليم بمن هو أحق بالميراث من ذوي الأرحام.

*****


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة