U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

41- تفسير سورة فصلت من الآية 19 إلى الآية 39

   

41- تفسير سورة فصلت من الآية 19 إلى الآية 39

وَيَوْمَ نَحْشُرُ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ( ١٩-٤١ ) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٠-٤١ ) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٢١-٤١ )

( ١٩-٤١ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أب . يوم الحساب ١١٤-٢١ز . جهنم ١١٥-ب٥ج-ت٤ ( ٢٣ ) . ( ٢٠-٤١ ) جهنم ١١٥-ب٥ج . ( ٢١-٤١ ) الناس ٥٠-٥ . جهنم ١١٥-ب٥ج . كلام الله ١ ( ٣٦ ) ٧

ويوم نحشر أعداء الله إلى النار: هذا بعد مرورهم من الديوان العام والفصل بينهم وأصحاب اليمين. فبعد وزن أعمالهم وإتيان صحفهم بشمالهم ستحشرهم الملائكة إلى ديوان الحساب العسير حول جهنم. وهنا أي قبل دخولهم النار سيسألون عن كفرهم وسيشهد عليهم سمعهم وأبصارهم .... أما من ألقي فيها فقد قضي أمره. نحشر: نجمع. أعداء الله: فالكفار والملحدون والمشركون أعداء الله. يوزعون: أي يجمعون فيحبس أوائلهم حتى يلتحق بهم أواخرهم. وعندما يتم الفوج المعين يتقدمون إلى الله . جاءوها: ويتعلق الأمر هنا بالمجيء إلى ديوان الحساب العسير حول جهنم بعد انصرافهم من الديوان الأول والميزان. وقالوا لجلودهم: لجلودهم فقط لأنهم يرونها ولا يرون أبصارهم وسمعهم. لم شهدتم علينا: لم شهدتم علينا وأنتم منا ؟ أنطقنا الله: أي أنطقنا بالرغم عنا. وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون: هذا من تتمة كلام الجلود ولا يبدو من كلام الله لأن ضمير الغائب يؤكد ذلك وواو العطف المباشر أيضا. والمعنى: أنطقنا الله بالرغم عنا لأنه هو من خلقكم أول مرة وخلق ما سيشهد عليكم وأنتم لا تشعرون. وإليه ترجعون: أي خلقكم أول مرة في الدنيا على أساس أن ترجعوا إليه بالخلق مرة أخرى بالرغم عنكم أنتم أيضا وكنتم معلومين بذلك. فلم تحتاطوا لرجوعكم وعواقبه.


وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمُ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ( ٢٢-٤١ ) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمُ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( ٢٣-٤١ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-٥ . جهنم ١١٥-ب٥ج

وما كنتم تستترون ...: أي ما كنتم تستخفون من جوارحكم لأنكم لم تظنوا قط أنها ستشهد عليكم. سيقال لهم هذا الكلام وهم لا يزالون في الديوان العسير بعد شهادة جلودهم وسمعهم وأبصارهم. ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا ...: وهذا من جهلهم. فالله يعلم كل شيء عنهم. أرداكم: أي أهلككم أو أسقطكم في الهاوية. الخاسرين: الخاسرين أنفسهم في النار بخلاف الفائزين بالجنة.


● فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ( ٢٤-٤١ )

أدعية الجاهلين ٦١-٥ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩خ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣٩ . جهنم ١١٥-ب٥ر-ب٤٢-ب٥٢

فإن يصبروا: أي على العذاب. يعني صبرهم هذا لا نتيجة منه إلا البقاء في النار. مثوى : مقام. وإن يستعتبوا ...: أي إن طلبوا العتبى ورضا الله فلا يؤذن لهم. المعتبين: الذين يؤذن لهم بطلب العتبى ورضا الله.


وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ( ٢٥-٤١ )

الهداية ٤٨-٤٢ح . الجن ٤٩-١٧ب . جهنم ١١٥-أ١ب

وقيضنا لهم: أي هيأنا وسببنا لهم وسلطنا عليهم. قرناء: أي قرناء من الشياطين. ما بين أيديهم: أي زينوا لهم المعاصي في الدنيا. أو زينوا لهم ما يعلمون أنه حرام فاتبعوه. وما خلفهم: أي زينوا لهم تكذيب أمور الآخرة. أو زينوا لهم ما لا يعلمون بأنه حرام فاتبعوه. أو ما خلفهم من سالف المعاصي فلم يتوبوا منها. و حق عليهم القول في أمم: حق عليهم قضاء الله في أن يكونوا من جملة الأمم السابقة في جهنم لأنهم يستحقونها. خلت : مضت وانتهت. خاسرين: أي خسروا التمتع بأنفسهم فألقوا في النار. بخلاف الفائزين الذين سيفوزون بالجنة.


● وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ( ٢٦-٤١ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-٢١س . أعمال الكافرين ٦٣-١٣ت . القرآن ٩-٤٢ت

والغوا فيه: أي بإدخال الباطل والكذب والمكاء والصفير ... عند قراءته ليختلط على الناس. تغلبون: تغلبون بنفور الناس منه.


● فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٧-٤١ ) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ( ٢٨-٤١ )

( ٢٧-٤١ ) الخير والشر ٧٤-١٠ت . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٢٩ت . جهنم ١١٥-ت٣ . ( ٢٨-٤١ ) آيات الله ٤٢-٤ص٥ . جهنم ١١٥-أ٤خ-ب٥٦ث-ت٤ ( ٢٣ ) -ت٥

أسوأ الذي كانوا يعملون: أي أسوأ سيئاتهم. هذه الآية تشير إلى أبواب جهنم التي سيدخل منها أهل النار. هذا مثل قوله تعالى عن أصحاب الجنة " وَلَنَجْزِيَنَّهُمُ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٩٧-١٦ ) ". من كانت أسوأ أعماله القتل بغير حق دخل من الباب المخصص لذلك ومن كانت أسوأ أعماله الزنا دخل من الباب المخصص لذلك ....الخ. أما درجة كفره فهي التي ستحدد له الطبقة من جهنم التي سيدخلها من الباب المخصص له. وفي كل طبقة أبواب لأنواع الكبائر. ثم بعد دخوله درجة سيئاته هي التي ستحدد له الدركة التي سيكون فيها داخل طبقته. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. أعداء الله: وهم كل الكافرين .


● وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ( ٢٩-٤١ )

الجن ٤٩-٤٠ . أدعية الجاهلين ٦١-٥ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أب-٢٢أخ . جهنم ١١٥-ب٤٣

هذه آية عامة عن كل المضلين وليس فقط عن إبليس وقابيل كما قيل ( وإبليس في كل الأحوال سيكون في الطبقة السابعة من جهنم ) . وهذا الطلب بلا شك سيكون قبل أن يخسف بهم إلى الأرضين السبع. فأهل النار سيوزعون على طبقاتها بهذا الخسف قبل دخولهم إليها. بل ستتم تجزئتهم إلى سبعة أجزاء منفصلة قبل الخسف ( أنظر كتاب قصة الوجود ) . كل أرض ستكون مستوية مع أبواب طبقة من طبقات جهنم. وكل كافر سيريد الانتقام من الإنس والجن الذين أضلوه مباشرة. ويريد لو كانت له القدرة أن يجعلهم بنفسه تحت قدميه ليخسف بهم حسب ظنه إلى أرض أسفل من التي سيخسف هو إليها ليدخلوا إلى درك من جهنم أسفل من الذي سيكون فيه. أرنا الذين أضلانا ... نجعلهما: أي أعطنا الإذن والقدرة على ذلك. الأسفلين: أي في دركات أسفل من دركتنا.


● إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( ٣٠-٤١ ) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ( ٣١-٤١ ) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ( ٣٢-٤١ )

( ٣٠-٤١ ) الجنة ١١٧-أ٥ب . الملائكة ٢-١٩أ . ( ٣١-٤١ ) الجنة ١١٧-ت٤٤أ-ت٤٨ت . الملائكة ٢-١٩أ . ( ٣٢-٤١ ) الجنة ١١٧-ت٨ . الملائكة ٢-١٩أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

تنزيل الملائكة على المؤمنين لتبشريهم يكون في حياتهم الدنيا في غير وعي منهم. وله بلا شك أثر إيجابي على أرواحهم. وأعظم نزول لهم نزولهم ليلة القدر. ثم في وعي منهم أثناء موتهم وفي قبورهم ويوم بعثهم وبعد الحساب. استقاموا: أي في طريق الله المستقيم. تتنزل عليهم: تتنزل الملائكة باستمرار على المؤمنين منذ إيمانهم واستقامتهم. وسيكونون أولياءهم حتى يدخلوا الجنة. أولياؤكم: أنصاركم ضد الشياطين نلهمكم الخير وندعو لكم ونشفع لكم. ما تدعون: أي ما تتمنون وتسألون. نزلا: ضيافة وتكرمة.


● وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( ٣٣-٤١ )

الإسلام ٤٧-١١ب . الكلمة الطيبة ٨٤-١٦

المسلمين: الخاضعين لله وحده ولأمره.


● وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ( ٣٤-٤١ ) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( ٣٥-٤١ )

( ٣٤-٤١ ) محمد ٣ ٩-٣٠ض . الخير والشر ٧٤-١ . ( ٣٥-٤١ ) محمد ٣ ٩-٣٠ض

الحسنة: الحسنة تكون في أعمال الإنسان وتعامله مع غيره كما في السياق. وتكون في عطاء الله في الدنيا وفي الآخرة. السيئة: هي ما يسوء به الإنسان نفسه أو غيره أو ما هو مقدر له من سوء في الدنيا والآخرة. ادفع بالتي هي أحسن: ادفع السيئة بالتي هي أحسن. ولي حميم: أي صديق قريب في محبته. وما يلقاها: أي ما يؤتى هذه الخصلة وهي الدفع بالتي هي أحسن. حظ عظيم: أي نصيب وافر من السعادة.


● وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( ٣٦-٤١ )

الجن ٤٩-١٩خ١-٣٥أ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٦ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

ينزغنك: يصيبنك أو يغوينك. نزغ: إغواء أو وسوسة. فاستعذ بالله: أي فاستجر به ليحميك. السميع العليم: السميع الذي يسمع استعاذتك وما يلقي الشيطان وعليم بك وبأحوالك وبأعمال الشيطان.


● وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمُ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( ٣٧-٤١ )

آيات الله ٤٢-١٤أ-١٥أ . الشرك ٥٧-٩-١٩خ١

خلقهن: أي خلق الآيات المذكورة في أول الآية. يعني الليل والنهار والشمس والقمر.


● فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ( ٣٨-٤١ )

الله يخاطب الكافرين ٦٥-١خ . الملائكة ٢-٣ث

استكبروا: استكبروا عن عبادة الله الواحد. فالذين عند ربك: وهم كل الملائكة الذين في نشأتهم الأولى. يسبحون له: ينزهونه عن كل نقص بكلمات التسبيح. بالليل والنهار: أي ليلهم ونهارهم اللذان ينشئهما نور الحجب وظل الستور. أنظر تفاصيل عن ظاهرة الليل والنهار في العوالم العلوية والخفية في كتاب قصة الوجود. أما في جنة الخلد فلا يوجد ليل.


● وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ٣٩-٤١ )

آيات الله ٤٢-١٩ث . القرآن والعلم ٤٥-٢١ك٦ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣ . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٥

خاشعة: يابسة جدبة. اهتزت: تحركت. وربت: انتفخت وعلت.


   




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة