U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

42- تفسير سورة الشورى من الآية 37 إلى الآية 53

   

42- تفسير سورة الشورى من الآية 37 إلى الآية 53

● وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ( ٣٧-٤٢ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٩

والفواحش: الذنوب القبيحة كالزنا. وإذا ما غضبوا: أي إذا أغضبهم من أساء إليهم. يغفرون: أي يصفحون.


● وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ( ٣٨-٤٢ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-١١-٣٩أ-٣٩ت . أعمال المؤمنين ٧١-٧أ-١١ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٥ج-١٣خ١

وأمرهم شورى بينهم: أي يتشاورون في أمورهم للخروج بأفضل الآراء ولتوحيد كلمتهم. بينهم: أي بين المسلمين فقط دون غيرهم إن تعلق الأمر بأمورهم. ينفقون: ينفقون في أوجه الخير وفي سبيل الله وفي ما أمر به.


● وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ( ٣٩-٤٢ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٥-٣٩ح . أعمال المؤمنين ٧١-٩ت . شريعة الله ٨٦-١٢أ

البغي: أي الظلم. كبغي الطغاة والمشركين وظلم الكفار عامة للمسلمين. وهذه آية تخاطب الجماعة والفرد. فالانتصار هنا محمود لأنه من صفات المؤمنين كما في السياق. ومن عفا عن غير جبن فأجره على الله كما في الآية التالية. وآيات البغي والانتصار في القرآن تخص كثيرا العلاقة بين المسلمين والكافرين. ينتصرون: أي ينتقمون بالحق دون اعتداء. كالمسلمين الذين بغى المشركون عليهم لما كانوا في مكة فانتصروا بعد أن أذن الله لهم. والمعنى هو أنهم لا يجبنون عن استرداد حقوقهم ولا يرضون لأنفسهم بالمذلة من طرف الكفار. أما غفرانهم لغيرهم فعن مقدرة وليس عن جبن.


وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( ٤٠-٤٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٥ج . الخير والشر ٧٤-٣ . شريعة الله ٨٦-٧ب-١٢ب-١٢ت-١٤ت . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٢

استئناف بياني في كيفية الانتصار على البغي. وجزاء سيئة سيئة مثلها: أي تسوء بالمثل من بدأ بالسوء. ولا تكتب لمن رد بالمثل كسيئة لأنها من شرع الله. فمن عفا: فمن عفا عن ظالمه أي محا عنه تماما ما كان بينهما. وأصلح: وأصلح الود بينه وبين ظالمه. فأجره على الله: أي تكتب له حسنة. الظالمين: الظالمين سواء الذين بدأوا بالسوء ظلما أم الذين بالغوا في الرد عليه.


● وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ( ٤١-٤٢ )

شريعة الله ٨٦-١٢ث

إن انتصر أحد بعد ظلمه قبل المثول بين يدي الحاكم أو القاضي فلا متابعة ضده شريطة أن يحضر البينة أو الشهود وكان الانتصار عادلا سواء كان المنتصر مسلما أم غير مسلم.


إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ٤٢-٤٢ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . أعمال الكافرين ٦٣-٢٥ . شريعة الله ٨٦-١٢ث . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ )

إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ...: هنا يجب على أولي الأمر أن يمسكوا بالظلمة ويطبقوا العدل ويردوا الحقوق إلى أصحابها. السبيل: هي هنا المأثم والمحاسبة. ويبغون: يتجبرون ويطغون ويعتدون. عذاب أليم: عذاب في الدنيا والآخرة. أي بعقاب الناس لهم بما أمر الله وبعقابه المباشر سبحانه.


وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ( ٤٣-٤٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧ح . شريعة الله ٨٦-١٢ت

ولمن صبر وغفر: أي عفو وصلح. يعني التخلي عن القصاص وصلح مع المعفي عنه. عزم الأمور : أي مما عزم الله عليه من الأمور فأوجبها وألزمها بحيث لا بد أن تحدث.


وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ( ٤٤-٤٢ )

جهنم ١١٥-ب٥ر . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤ . الولي ١ ( ٥٨ ) ٦-١٦

ومن يضلل الله: أي من يضله الله لأنه يستحق الضلالة بسبب ظلمه. ولي: أي من يتولى هدايته. من بعده: من بعد الله. الظالمين: وأعظم الظلم الشرك. إلى مرد: أي إلى الدنيا لنعبد الله هذه المرة.


● وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ( ٤٥-٤٢ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . يوم الحساب ١١٤-٤٨ذ٨ . جهنم ١١٥-أ٤ز-ب٩-ب٥٦ث-ت٥ . الجنة ١١٧-ت٤٦ج

يعرضون عليها: أي على جهنم. وهذا سيكون قبل دخولهم إليها وأيضا قبل إلقائهم في حفرها وهم في داخلها فوق قناطرها. خاشعين من الذل: أي منكسرين ذليلين. ينظرون من طرف خفي: أي ينظرون خفية من شدة الخوف. وقال الذين آمنوا ...: أي الذين آمنوا وقد فازوا بالجنة. خسروا أنفسهم: ففي الآخرة خسران أو فوز. فهؤلاء لن يتمتعوا بأنفسهم في الآخرة بل سيكونون في سجن رهيب في نار جهنم. وأهليهم: أي سيكونون دائما وحدهم في النار لا أهل لهم حتى وإن ألقوا معهم فيها بسبب كفرهم هم أيضا. وقيل أيضا خسروا الأهل من الحور اللاتي في الجنة لو آمنوا. الظالمين: وهم الكافرون المشركون. مقيم: أي دائم لا ينقطع.


وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ ( ٤٦-٤٢ )

يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣٦ج . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤

وما كان لهم من أولياء : الضمير للظالمين الخاسرين. من سبيل: من سبيل إلى صراط الله أو إلى النجاة من عذابه.


● اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ ( ٤٧-٤٢ )

الناس ٥٠-١٢ر . يوم الحساب ١١٤-٥ب-٣٠ث٨-٤٨ت-٤٨غ٣٤-٤٨غ٣٦خ

لا مرد له من الله: أي لن يرده الله بل سيأتي حتما. نكير : أي إنكار لذنوبكم أو منكر لعذابكم.


● فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ ( ٤٨-٤٢ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٤أ-٣٤ت . الإنسان ٥١-٢١ت٢ب-٢١ت٤أ

فما أرسلناك عليهم حفيظا: أي أنت لا تحفظ المعرضين من خسران أنفسهم. رحمة: أي من نعم الدنيا. سيئة: أي من مصائب الدنيا السيئة. بما قدمت أيديهم: أي بما قدمت من ذنوب. كفور: ساخط غير راض بما قدر الله له.


● لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ( ٤٩-٤٢ ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ( ٥٠-٤٢ )

( ٤٩-٤٢ ) مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٦ . الملك ١ ( ٩ ) ٣ب . الخالق ١ ( ١٩ ) ٥ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١٥ . ( ٥٠-٤٢ ) مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٦ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٥

يزوجهم: أي يهب لمن يشاء الذكور والإناث. عليم قدير: عليم بحكمة هبته وبكل شيء وقدير على تنفيذها وعلى كل شيء.


وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ( ٥١-٤٢ )

الإنسان ٥١-٩ . الملائكة ٢-٤ب-٦ . الرسل ١٠-١٥ت . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٠ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ٩ . كلام الله ١ ( ٣٦ ) ٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٠

وما كان لبشر أن يكلمه الله: أي في النشأة الأولى قبل استقراره في الجنة إن كان من المؤمنين. وحيا: وهو كلام في عالم الأرواح والأنفس قد يكون على وعي من الموحى إليه إن كان نبيا أو في غير وعي منه وهو الإلهام كوحي الله والملائكة لسائر الناس. من وراء حجاب: من وراء حجاب كتكليم الله لموسى عليه السلام. والحجاب هنا يحجب الصوت الحقيقي والرؤية. فصوت كلام الله نفسه محجوب. والآية لا تقصد رؤية الله فقط وإنما كلامه. فالله لا يراه أحد ممن هم في نشأتهم الأولى من الملائكة والجن والإنس. والملائكة قد تسمع صوته الحقيقي دون حجاب الصوت. أما من اصطفاه من البشر فقد يسمع صوته لكن فقط من وراء حجاب الصوت. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود ٢٦ . فيوحي: أي الملك الرسول يوحي بإذن الله. علي: علي بذاته فوق عرشه. ويبعد عنه بمسافة هائلة. وفي السياق بيان لمقام الله في الأعلى ومقام البشر في الأسفل مع أنه قريب بصفاته من كل شيء. فيكلم من شاء من وراء حجاب وهو سبحانه فوق عرشه. وهذا بيان لقدرته. حكيم: حكيم في كل أفعاله. ومنها طرق الوحي هاته.


● وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( ٥٢-٤٢ ) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ( ٥٣-٤٢ )

( ٥٢-٤٢ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٥-١٦-١٧ب-٢١د-٣٢ت٢ . الإسلام ٤٧-٨ . القرآن ٩-١٢أ١٢ب-٢٠ب . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٩ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ت . الهداية ٤٨- ٣٨ . ( ٥٣-٤٢ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ت٢ . الإسلام ٤٧-٨** . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ١ . الغني ١ ( ٣٢ ) ١

روحا من أمرنا: الروح هنا تنبعث من أمر الله. وهي هنا صفة من صفات الوحي الذي يلقى على الأنبياء لأنه يحيي قلوب المؤمنين وليس كلاما عاديا. روح بالنسبة لهم تقريبا كالوحي المباشر بالنسبة للأنبياء. إذا قرئ عليهم انقادوا له كأنه يوحى إليهم. ولولا أمر الله لما كان للوحي والقرآن صفة إحياء القلوب. ما كنت تدري ما الكتاب: أي ما كنت تدري أن يوحى إليك الكتاب. وما كنت تدري ما يتضمن. ولا الإيمان: أي ما كنت تدري أن الكتاب الذي هو روح من أمرنا يهدي إلى الإيمان وبالشكل والتكاليف التي نريدها لعبادنا. لتهدي: أي تدعو وترشد. صراط: طريق.

*****


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة