U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

22- تفسير سورة الحج من الآية 60 إلى الآية 78

   

22- تفسير سورة الحج من الآية 60 إلى الآية 78

ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ( ٦٠-٢٢ )

شريعة الله ٨٦-١٢ج . الغفور- العفو ١ ( ٧٠ ) ٠ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٤١

ذلك: أي سيكون الأمر كذلك يعني مصير الكافرين في العذاب المهين ومصير المؤمنين في الجنة ردا على قوله تعالى: " ليرزقنهم ... – ليدخلنهم ... ". ومن عاقب: العقاب هو الجزاء السيء على فعل ما. فقد عاقب المشركون المسلمين على إسلامهم وآذوهم كثيرا حتى أخرجوهم من ديارهم وأموالهم. ثم نزلت بعد ذلك آية تأذن لهم بقتالهم واسترجاع حقوقهم " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( ٣٩-٢٢ ) ". ومن عاقب من المسلمين مشركا بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه فالله سينصره. بغي عليه: البغي هو الاعتداء ظلما من أي طرف. فالذي اقتص من مشرك ظالم قد يتعرض للبغي من الذين يقربون إليه من المشركين أو حتى من المسلمين. لينصرنه الله: أي في الدنيا أو في الآخرة برد الحق له. لعفو غفور: أي في كل الحالات الله يعفو عن كل مظلوم اقتص لنفسه بالعدل أو أعاد الكرة إن بغي عليه ( وإلا فهو ناصره عاجلا أو آجلا ) . ومن صبر وغفر فهو خير له لقوله تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ( ١٢٦-١٦ )


ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ( ٦١-٢٢ )

القرآن والعلم ٤٥- . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٦

ذلك: أي سيكون الأمر كذلك. يعني نصر الله للذي بغي عليه ردا على قوله في الآية السابقة: " لينصرنه الله". ذلك لأن بيده الأمر كله ومنه ولوج الليل في النهار وولوج النهار في الليل وليس غافلا عن خلقه وعن المظلومين. فهو سميع بصير. يولج الليل في ...: يدخل. وبهذا التداخل المستمر يزداد كل منهما بما نقص من الآخر مع تعاقب الصيف والشتاء ( وفي الشتاء يتعدى ظل الأرض محورها ) وما يقع في شمال الأرض يقع عكسه في الجنوب على الدوام . إذن ولوج الليل في النهار وولوج النهار في الليل حركتان دائمتان في نفس الوقت.


ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ( ٦٢-٢٢ )

الشرك ٥٧-١٨ . الحق ١ ( ٤٢ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٨

ذلك : أي ما ذكر وهو أن الله يولج الليل في النهار ... فالله يستشهد بذلك ليبين أنه هو الحق. الحق: أي الإله الحق والمعبود الحق. الباطل: أي كذب لا وجود له إلا في مخيلات المشركين. العلي الكبير: فهو يعلو كل شيء وأكبر من كل شيء. أما غيره فمخلوقات صغيرة جدا ذليلة تحت قهره وسلطانه. العلي: العلي فوق عرشه. وعرشه فوق الخلق كالقبة. الكبير: أي لا شيء أكبر منه . فالسماوات السبع لسن إلا كحلقة ملقاة في فلاة بالنسبة للكرسي والكرسي كذلك بالنسبة للعرش. والله أعظم وأكبر. فمن يقدر أن يولج الليل في النهار والنهار في الليل ويسخر الشمس والقمر وغير ذلك إلا العلي الكبير.


● أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ( ٦٣-٢٢ )

الله والخلق ٤٠-٣٧ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٤

أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة: أي فتحيى الأرض كل مرة نزل عليها الماء. لطيف خبير: لطيف بسكان الأرض الذين يحتاجون لنباتها وثمارها. وبلطفه أيضا يصل فضله إلى كل ما دق من كائناته. خبير بمنافعها وبشؤون الأرض.


● لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( ٦٤-٢٢ )

الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢١

الغني: فله ما في السماوات والأرض وغني عن كل شيء. الحميد: الحميد لأن له ما في السماوات والأرض فيحمده كل من فيهما.


● أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( ٦٥-٢٢ )

الله والخلق ٤٠-١٧ش-٥٢أ . القرآن والعلم ٤٥-٦ش . نعم الله على الناس ٥٢-١٦ب-١٩خ**-٢٩ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٦

سخر: والتسخير من الدلائل القوية على وجود الله وصفاته. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود. والفلك: السفن. بأمره: أي لولا أمره لما جرت الفلك في الاتجاه المقصود ولتلاعبت بها الرياح. ويدخل في أمره الرياح والأمواج والتيارات ... ويمسك السماء ... إلا بإذنه: أي لا يمكن للسماء أو ما فيها من أشياء أن تقع على الأرض دون إذن الله. والله يرينا اصطدام كواكب أخرى بعضها بعضا بإذنه ليرينا آياته. لرءوف رحيم: رؤوف رحيم بما سخر للناس وبحفظهم من سقوط السماء عليهم.


● وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ( ٦٦-٢٢ )

الناس ٥٠-١٩ث . الإنسان ٥١-٢٣ت . نعم الله على الناس ٥٢-١ . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٥-٨ب

الإنسان: يعني به أغلب الناس من الكفار. لكفور: لكفور بنعم الله ومنها الإحياء. فيشرك به ويكفر.


لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ ( ٦٧-٢٢ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٢٧ت-٣٢ح . الناس ٥٠-١٨ت . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٥خ . الحج والمناسك ٨٣-١

لكل أمة: أي كل أمة كبيرة أرسل إليها رسول. وأمة محمد ﷺ أيضا. منسكا: أي شريعة أو الذبح وإراقة الدم ( وهي هنا في أيام النحر بمنى ) . والمنسك هو مكان النسك أو المكان الذي يتردد إليه الإنسان ( للعبادة هنا ) . ومنه مناسك الحج والعمرة. ناسكوه: أي فاعلوه أو فاعلوا النسك فيه أو عاملون به. فلا ينازعنك في الأمر: أي لا تفتح لهم مجالا للنزاع في هذا الأمر. يعني أمر تفاصيل النسك في الإسلام. أو لا تدعهم ينسبون مناسك الحج إلى آلهتهم وشركهم وكأنها من عقيدتهم لا من عقيدتك بل هي من المناسك التي أوتيها إبراهيم ﷺ .


وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ( ٦٨-٢٢ ) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( ٦٩-٢٢ )

( ٦٨-٢٢ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦ب خ . الحج والمناسك ٨٣-١ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب١ . ( ٦٩-٢٢ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦ب خ-٣٩ب خ . الحج والمناسك ٨٣-١ . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت٢ث . يوم الحساب ١١٤-٢٧ب** . الحكم- الفتاح ١ ( ٦٧ ) ١١ث

وإن جادلوك: أي جادلك المشركون ليكذبوك. الله أعلم بما تعملون: ومن ذلك يعلم نياتكم في طقوسكم. الله يحكم بينكم: أي بينكم أيها المسلمون وأهل الشرك.


أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ( ٧٠-٢٢ )

الكتاب الخالد ٣-١ب . القدير ( ١٥ ) ٨أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٧أ

ألم تعلم أن الله يعلم ...: ومنه العلم بأعمال الذين يجادلون النبي ﷺ في المناسك كما جاء في الآية السابقة. كتاب: هو اللوح المحفوظ. يسير: سهل.


● وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ( ٧١-٢٢ )

الشرك ٥٧-٣ت . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٣ت٤ . الولي- النصير ١ ( ٥٨ ) ١٦

سلطانا: حجة وبرهانا. للظالمين: أي للمشركين. وما للظالمين من نصير: أي لا أحد سينصرهم عند الله وآلهتهم لن تشفع لهم.


● وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمُ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمُ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( ٧٢-٢٢ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . جهنم ١١٥-أ٢-أ٤د . القرآن ٩-٤٢س١ . وعد الله ١ ( ٦٣ )

بينات: واضحات تدل على أنها من عند الله. المنكر: هو هنا الغضب والعبوس ونكران للحق. يسطون: يبطشون غيظا. بشر من ذلكم: أي بأكره إليكم من القرآن الذي تعتبرونه شرا. وهو نار جهنم.


● يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ( ٧٣-٢٢ )

التنبؤات ٤٤-ب١٢أ . القرآن والعلم ٤٥-٥أ-٢٦ث** . الأمثال ٤٦-٣-١٦ث . الشرك ٥٧-١٥ج٢

الناس: والمقصودون منهم هنا المشركون الذين يدعون من دون الله. ضرب مثل: أي إذا ضرب أي مثل من أي كان فاستمعوا له قبل أن ترفضوه. وهنا يمهد الله المشركين للاستماع لمثله الذي في بقية الآية. يسلبهم الذباب شيئا: أي يأخذ الذباب من الأصنام شيئا لطعامه كانت ملطخة به. لا يستنقذوه منه: لا يستردوه من الذباب. ضعف الطالب والمطلوب: أي العابد ( المشرك ) والمعبود ( الصنم ) . بينما يجب أن يكون المعبود مختلفا عن العابد في قدرته وصفاته.


مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( ٧٤-٢٢ )

الناس ٥٠-١٩د . الشرك ٥٧-١٣أ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٤ . أسماء الله الحسنى ١ ( ٢ ) ٧ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣٥

ما قدروا الله حق قدره: أي ما عظموه حق عظمته لما جعلوا الأصنام شركاء له. لقوي عزيز: ومن حق قدره أنه القوي العزيز مطلقا. وكل ما عداه ضعيف حقير كما قال: " ضعف الطالب والمطلوب " والقوي هو الذي يقوى على كل شيء بقدرته والعزيز هو الغالب على كل شيء.


● اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ( ٧٥-٢٢ ) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ( ٧٦-٢٢ )

( ٧٥-٢٢ ) الملائكة ٢-٦ . الرسل ١٠-٦ب . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٦ . ( ٧٦-٢٢ ) الملائكة ٢-٣أ . الرسل ١٠-٦ت . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٥ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ١

هذا رد على من ينكر أن يكون رسول الله بشرا. يصطفي: يختار. من الملائكة رسلا ومن الناس: ويوحي هذا ب أن لا رسل أنبياء من الجن. فهؤلاء يأخذون علم الدين من البشر. سميع بصير: أي بكل شيء وبهؤلاء الرسل كما هو موضح في الآية التالية. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم: الآية تعود على الملائكة والناس والرسل منهم. يعلم ما يحدث أمامهم وما دخل في إطار علمهم وما يحدث وراءهم وما كان خارجا عن علمهم في الزمان والمكان. وبالتالي يصطفي عن علم رسلا ممن يشاء من الملائكة ومن الناس. ترجع الأمور: أي يصير أو يرد إليه القضاء والحكم والتصرف في كل شيء. أو تتصرف الأمور كما شاء وترجع دائما وكل لحظة إلى ما يريد.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ٧٧-٢٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ت-٢٠ج٣-٢٠ج١٠ . الصلاة٧٨-٧ت . الجنة ١١٧-ب٦أ

تفلحون: تفوزون بسعادة الدنيا والآخرة.


● وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ( ٧٨-٢٢ )

إبراهيم ﷺ ١٧-٢٩أ . محمد ٣٩-٣-٣٥ب س-٤٨ت . الإسلام ٤٧-٥-١٠ب-١٤-١٦ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١-٦ت١-٦س-١٢ج . الجهاد والقتال ٨٥-٢ . يوم الحساب ١١٤-٣٣ج . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢١ . الولي- النصير ١ ( ٥٨ ) ٤-٥ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ٢

حق جهاده: أي على المسلمين أن يعطوا للجهاد حق قدره . وعن أبي ذر قال ﷺ :« عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي ". هو اجتباكم: الله هو من اختاركم لدينه. حرج: ضيق في دينه وتشريعه. ملة: دين. أبيكم إبراهيم: لأن النبي ﷺ من ذرية إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام والنبي ﷺ كالأب للمسلمين. أو إن كثيرا من العرب كانوا من ذريته ( والذرية قد تكون من الأمهات أيضا ) فغلبوا على جميع أهل ملة النبي ﷺ . وقريش من العرب المستعربة أو العدنانية . وإبراهيم جد بني إسرائيل أيضا لأن هذا الأخير هو يعقوب حفيده . كما أن إبراهيم من ذرية نوح عليه السلام لقوله تعالى عند ذكرهما ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ( ٣٤-٣ ) .

هو سماكم: أي الله هو من سماكم بالمسلمين. هذا معطوف على قوله "هو اجتباكم". المسلمين: أي كل المؤمنين الموحدين لله من قبل محمد ﷺ ومن بعده. لكن الخطاب هنا خاص بمن آمن بما جاء به النبي ﷺ لقوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا " ولقوله أيضا " ليكون الرسول شهيدا عليكم ". من قبل: أي في الكتب والشرائع المتقدمة. وكل الأنبياء من آدم إلى محمد ﷺ كانوا مسلمين. وفي هذا: أي في هذا القرآن وهذه الملة التي هي ملة إبراهيم ﷺ أيضا. شهيدا عليكم: أي أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة. وتكونوا شهداء على الناس: أي اجتباكم لتكونوا شهداء مباشرة على غيركم ممن لم يسلم. يعني ستشهدون عليهم أن محمد ا ﷺ بلغ الرسالة إلى الناس كافة. وهذا يقتضي أن عليهم دعوتهم إلى الإسلام لأن ذلك من ضمن ما سيشهد عليهم الرسول ﷺ . فهو ﷺ بلغ وأصبح شهيدا على من بلغه وأنتم عليكم التبليغ لتصبحوا شهداء على من بلغتم. وبطريقة غير مباشرة من خلال علمكم من النبي ﷺ والقرآن تشهدون أن رسل الله قد بلغوا رسالة ربهم إلى غيركم من أهل الكتاب. واعتصموا بالله: تمسكوا به. مولاكم: ناصركم ومتولي أموركم.

*****


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة