U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

29- تفسير سورة العنكبوت من الآية 57 إلى الآية 69

   

29- تفسير سورة العنكبوت من الآية 57 إلى الآية 69

● كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ( ٥٧-٢٩ )

آية مماثلة: الموت ١١٠-٥أ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

إن النفس الواعية التي تشعر هي التي تذوق انفصال الروح عن الجسد. وإذا كان الإنسان نائما أو في غيبوبة أفاقه الله في العالم الخفي لحظة الموت ليذوقه. ذائقة الموت : أي ستذوق سكراته. والروح ستذوق النعيم أو العذاب في البرزخ.


● وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ( ٥٨-٢٩ ) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ( ٥٩-٢٩ )

( ٥٨-٢٩ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧دت . الجنة ١١٧-ب٦غ-ت٢٧ . ( ٥٩-٢٩ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٨أ-٣٩ج . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧دت . الجنة ١١٧-ت٢٧

لنبوئنهم: أي لننزلنهم أو لنسكننهم. غرفا: أي بيوتا عالية. نعم أجر العاملين: وهو الجنة. العاملين: أي الذين يعملون الصالحات بمنهج الله وشرعه.


وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( ٦٠-٢٩ )

الله والخلق ٤٠-٤٨د . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ٧ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

وكأين من دابة ...: استئناف في موضوع التوكل على الله بضرب مثل. لا تحمل رزقها: لا تحمله وهي تدب في الأرض أو ترحل من منطقة إلى أخرى. وقد يقصد بهذا أرزاق المهاجرين من مكة. فأرض الله واسعة كما جاء في آية قبل هذه. السميع العليم: يسمع سؤال عباده الذين يبتغون الرزق وهو عليم مسبقا بأحوالهم.


وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ( ٦١-٢٩ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-١٣ث . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١أ . القدير ١ ( ١٥ ) ٦

ولئن سألتهم: أي إن سألت المشركين. يؤفكون : يصرفون عن الحق.


● اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ٦٢-٢٩ )

الرزاق ١ ( ٥٣ ) ٨أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١

يبسط: يوسع. ويقدر: يضيق. عليم: ومن ذلك علمه بأحوال عباده في ما يخص الرزق.


● وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونََ ( ٦٣-٢٩ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-١٣ج . طبيعة الكافرين ٦٢-١٣ب . ذكر الله ٧٦-٢٢ت٧**

قل الحمد لله: الحمد لله الذي يعترف به حتى المشركون بأنه هو من يحيي الأرض بعد موتها بماء المطر. فأظهر الحجة عليهم. والحمد لله هو الرضا بقضاء الله والشكر على نعمه في كل الأحوال. فمهما كانت حالة العبد فهو في نعم من الله. لا يعقلون: لا يعقلون فيناقضون بمعتقداتهم وأعمالهم ما يرونه حقا. أي يقرون بأن الله هو الفاعل الوحيد لكل ذلك ويشركون به غيره.


● وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ( ٦٤-٢٩ )

الحياة الدنيا ١٠٥-١٠ . الآخرة ١١٢-٥

لهو ولعب: لهو ولعب باستثناء ما يرضي الله فيها. فإن لم تكن في ذكر الله أو عمل صالح محمود فأنت غالبا في لعب ولهو لا تؤجر عليهما. ومن غايات اللعب لهو النفس لتنشغل عما يملها. أما في الجنة فلا شيء يمل أهلها. وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ...: أي هنالك الحياة الحقيقية. ويعني بالآخرة جنة الخلد. فليس فيها ما يناقض الحياة أو يضعفها كما في الدنيا. سيحس الإنسان فيها بنعيم نفسه وحياته وملذاته دون أن يحتاج ليلهو لكي ينسى شيئا ما. الحيوان: أي الحياة بكل معنى الكلمة دون تعب أو ضعف أو مرض أو خوف أو حزن أو سهو أو نوم أو خشية موت أو ملل... بل بعكس كل هذه الأوصاف مع ملذات الجسم والروح والنفس والخلود إلى الأبد. لو كانوا يعلمون: فنفى الله عنهم العلم بذلك تماما بلفظ " لو ". ويتعلق الأمر بلا شك بالمشركين المشار إليهم في الآيات السابقة والموالية أيضا.


● فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمُ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ( ٦٥-٢٩ ) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( ٦٦-٢٩ )

( ٦٥-٢٩ ) الإنسان ٥١-٢١ت٣ب . ( ٦٦-٢٩ ) الإنسان ٥١-٢١ت٣ب . الله يخاطب الكافرين ٦٥- ١ج-٨أ

الفلك : السفينة – السفن. مخلصين له الدين: أي مخلصين له الدعاء لا يدعون غيره ولا يخطر ببالهم إله آخر. ليكفروا بما آتيناهم : لكي يكفروا بما آتيناهم. أي شركهم بالله كفر بما أعطاهم من نعم. فكان عليهم أن يشكروه بالطاعة والخضوع له وحده. وليتمتعوا: أي فليتمتعوا. واللام هنا لام أمر يخفي تهديدا. فليتمتعوا إن كان هذا ما يريدون فسوف يعلمون عاقبة كفرهم. فقيل أن لام الأمر قد تسكن أو تكسر بعد واو العطف. وهذا المعنى مطابق مع قوله تعالى في آية مشابهة وموضحة أكثر: " إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ( ٥٤-١٦ ) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( ٥٥-١٦ ) ".


● أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمُ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ( ٦٧-٢٩ )

آيات الله ٤٢-٤٦ب . نعم الله على الناس ٥٢-٣٩ . الشرك ٥٧-١٨ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٣ث٥ت . طبيعة الكافرين ٦٢-١١د-١٤ب . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٥ث . بيت الله الحرام ٨٢-٦ت

حرما آمنا: وهو بيت الله الحرام حيث كان الناس يتخطفون في كل مكان إلا في رحابه. كان العرب يهابونه ويحترمون أهله. وبالتالي لن يحدث ما يخافه هؤلاء كما قالوا: " وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ( ٥٧-٢٨ ) ". لقد حرم الله فيه كل ظلم وألزم أهله بتطبيق الأمن فيه والعدل. ويتخطف الناس: أي يقتلون ويسبون. من حولهم: أي في البلاد والقرى الأخرى. أفبالباطل: أي الأصنام وكل الآلهة الباطلة. وبنعمة الله: وهي الإسلام هنا.


وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ( ٦٨-٢٩ )

أعمال الكافرين ٦٣-٩ت . جهنم ١١٥-أ٤ح

ومن أظلم: أي من هو أكثر ظلما لنفسه ؟ كما قال تعالى عن المشركين في آية أخرى: " وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ... ( ١٠١-١١ ) ". فالإشراك بالله ظلم عظيم للنفس لأن الله سيعذبها بالنار عذابا شديدا. وسبحانه يبرر تساؤله الأول: " ومن أظلم ... ... ؟ " بتساؤل آخر: أليس في جهنم مثوى ... ؟ افترى على الله كذبا: وهو الشرك أو تنسب لله ما لم يقل. بالحق: وأعظمه كلام الله. ومنه آيات التوحيد. أي من أظلم ممن جعل لله ندا وشريكا في ملكه دون برهان ؟ أو كذب بآيات التوحيد التي هي من الله ويصر على الإشراك به. مثوى : مقام.


● وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ( ٦٩-٢٩ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح** . الله تجاه المؤمنين ٧٢-١ح . الجهاد والقتال ٨٥-٤ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ت . الولي- النصير ١ ( ٥٨ ) ١٣ج

جاهدوا فينا: أي في سبيلنا. سبلنا: أي سبل مرضاتنا وثوابنا. وإن الله لمع المحسنين: أي بالعون والنصر. والمحسنون هم المؤمنون الذين يحسنون إيمانهم بأعمال صالحة وأعظمها الجهاد في سبيل الله.

*****


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة