U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

29- تفسير سورة العنكبوت من الآية 21 إلى الآية 40

   

29- تفسير سورة العنكبوت من الآية 21 إلى الآية 40

يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ( ٢١-٢٩ )

الرحمان ١ ( ٦ ) ٩ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٥٢أ- ٣٥ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٤

يعذب من يشاء: يعذب سواء في الدنيا أم في الآخرة. ويرحم من يشاء: يرحمه بهدايته إلى الإسلام وإلى الجنة. تقلبون: تردون.


وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ( ٢٢-٢٩ )

التنبؤات ٤٤-ب١٠ . الناس ٥٠-١٦ب-١٦ر .

وما أنتم بمعجزين: أي لن تعجزوا الله في أي شيء. لن تفوتوه، لن تهربوا من قضائه، لن تغلبوه ...الخ. ولا في السماء: والمعنى للمبالغة. أي لستم بمعجزين في أي مكان ولا في السماء إن لجأتم إليها. والخطاب قد يعني الجن أيضا لأنهم يتجولون في السماء ومعنيون بكلام القرآن وإن كانت بعض آياته تبدو تخص قوما دون قوم. ولي : من يتولى أمر الحماية وغيرها. والنصير هو من ينصر عند الطلب. والولي أوسع مجالا من الناصر.


● وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ٢٣-٢٩ )

آيات الله ٤٢-٤ص١ . طبيعة الكافرين ٦٢-٣ج-٢٢أأ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٩ ) . الرحمان ١ ( ٦ ) ١٦

بآيات الله: أي الآيات المنزلة في كتب الله وأعظمها القرآن. ولقائه: أي لا يؤمنون بأنهم سيحشرون أمام الله يوم البعث. يئسوا من رحمتي: أي لا يرجونها.


● فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( ٢٤-٢٩ )

إبراهيم ١٧-١٥خ-١٥د . آيات الله ٤٢-٣٤

حرقوه: أي اصلوه العذاب بالحريق. لآيات: لآيات تدل على أن الله على كل شيء قدير وعلى تنجية رسله ودعمهم بالمعجزات بفضل إيمانهم وتوكلهم عليه وعلى خذلان الكافرين وبطلان مكايدهم ... الخ. لقوم يؤمنون: فلا تنفع الآيات إلا مع الإيمان.


وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنَكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ( ٢٥-٢٩ )

إبراهيم ١٧-١٥ذ . الشرك ٥٧-١٣ص-٣٧ش٥-٣٧ع٢

وقال إنما اتخذتم ...: هذا كلام إبراهيم بعد نجاته من النار يبين لقومه سوء معتقداتهم ومصيرهم. أوثانا: أصناما. مودة بينكم: أي ليقوم الود بينكم بعبادتها. أي من عبدها يصبح منكم. لذلك قال: ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض. يكفر بعضكم ببعض: يتبرأ القادة من الأتباع في هذا الصدد. ويلعن بعضكم بعضا: أي يدعو له باللعنة وهي الطرد من رحمة الله. ومأواكم: مصيركم ومنزلكم الذي ستأوون إليه.


● فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( ٢٦-٢٩ )

إبراهيم ١٧-١٨-٢٢ . لوط ١٩-٦ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١

لوط: هو ابن هاران ابن آزر . وإبراهيم عمه . إلى ربي: أي إلى حيث أمرني يعني الشام. العزيز الحكيم: العزيز الغالب الذي يمنعني من أعدائي والحكيم الذي يدبر شؤون عباده وكل خلقه بحكمة. فما دام قد أمرني بالرحيل ففي ذلك حكمة.


● وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ( ٢٧-٢٩ )

إبراهيم ١٧-٢٨ت-٣١

أجره في الدنيا: ومنه الإمامة الكبرى للناس في الدين والنبوة فيه وفي ذريته والثناء الحسن عليه من أهل كل الملل. لمن الصالحين: أي من أصحاب الجنة.


● وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ( ٢٨-٢٩ ) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ( ٢٩-٢٩ ) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ( ٣٠-٢٩ )

( ٢٨-٢٩ ) آيات مماثلة: لوط ١٩-٩ب . ( ٢٩-٢٩ ) لوط ١٩-٩ت-٩خ . ( ٣٠-٢٩ ) لوط ١٩-١٠ب . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ح

الفاحشة: الذنب القبيح. والعالمين هنا الناس. وتقطعون السبيل: كانوا قطاع الطرق. ومن ذلك التربص بالمارين من الرجال. ناديكم: مجلسكم. المنكر: كل ما هو قبيح. كل ما ينكره الشرع بالنهي عنه. ويعم كل المعاصي. بعذاب الله: أي الذي أنذرتنا منه. انصرني: أي بنزول عذابك كما أنذرتهم منه بأمرك. وهذا بعد أن طالبه قومه بإتيان العذاب إن كان من الصادقين. المفسدين: المفسدين بأعمالهم المنكرة.


● وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ( ٣١-٢٩ ) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ( ٣٢-٢٩ )

لوط ١٩-١١

رسلنا: وهم هنا الملائكة في صور الناس. بالبشرى: بأن سيولد له إسحاق ومن ورائه يعقوب. إنا مهلكوا ...: وذلك استجابة لطلب لوط كما جاء في الآية السابقة. هذه القرية: وهي سدوم قرية لوط. والإشارة "هذه" تدل على أن تلك القرية كانت قريبة من مسكن إبراهيم عليه السلام. ظالمين: ظالمين بأعمالهم القبيحة والشاذة وكفرهم بالله. لوطا: وكان إذا ذاك نبيا رسولا كما يستنتج من الآيات السابقة حين طلب من الله أن ينصره على القوم المفسدين. نحن أعلم بمن فيها: بمن فيها من المؤمنين ومن الكفار. امرأته: كانت كافرة ربما دون علم من لوط والله أعلم وكانت تخبر المفسدين بكل ما يريدون. الغابرين: الباقين في العذاب والهلاك.


● وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ( ٣٣-٢٩ ) إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( ٣٤-٢٩ )

لوط ١٩-١٢

سيء بهم: أي ساءه مجيئهم وحزن. وضاق بهم ذرعا: ضاق صدره لأنه لم يقدر على تحمل كونهم في منزله خوفا عليهم. الغابرين: الباقين في العذاب والهلاك. رجزا: عذابا أو لونا من العذاب. يفسقون : يخرجون عن إطاعة الله.


● وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( ٣٥-٢٩ )

لوط ١٩-١٤ج

منها: أي من قرية لوط. يعني بقاياها. آية: آية تدل على عقاب الله. بينة: واضحة لكل من يمر عليها. لقوم يعقلون: فيتبين لهم من الآثار أن ذلك من عقاب الله فيخشعون له ويستغفرون.


● وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( ٣٦-٢٩ ) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ( ٣٧-٢٩ )

( ٣٦-٢٩ ) شعيب ٢٥-٢ب . أجزاء آيات مماثلة: شعيب ٢٥-٢أ- ٢ب . ( ٣٧-٢٩ ) آيات مماثلة: شعيب ٢٥-١١أ

أخاهم: أي في النسب. وقيل هو ابن بنت لوط والله أعلم. وارجوا اليوم الآخر: أي ارجوا الثواب في اليوم الآخر. وهذا يقتضي الإيمان بالله وحده وإطاعة أوامره. ولا تعثوا في الأرض مفسدين : لا تنشروا الفساد. والعثو هو أشد الفساد. فأخذتهم: أي بالهلاك. الرجفة : الزلزلة الشديدة. دارهم: بلدهم ومساكنهم. جاثمين: خامدين بلا حركة على وجوههم وركبهم.


● وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ( ٣٨-٢٩ )

هود ١٤-٣-١١ . صالح ١٥-١٢ . القرآن والعلم ٤٥- ٣٩ث ب**. العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ت٩

وعاد: هم قوم هود. وثمود: هم قوم صالح. مساكنهم: مساكن عاد باليمن وثمود بالحجر قريبا من واد القرى. وقد مر الرسول محمد ﷺ على ديارهم وهو ذاهب إلى تبوك في سنة تسع . وزين لهم الشيطان ...: زين لهم بوحيه حتى جعل أعمالهم المنكرة تبدو لهم صالحة. السبيل: أي سبيل الله الحق دون شرك. وكانوا مستبصرين: أي كانوا عقلاء يميزون بين الخطأ والصواب إلا أنهم سقطوا في الشرك. قيل كانوا يعبدون صنما يقال له صدا وآخر صمودا وآخر الهنا .


● وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ( ٣٩-٢٩ ) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( ٤٠-٢٩ )

( ٣٩-٢٩ ) موسى ٢٦-٦٤خ . ( ٤٠-٢٩ ) هود ١٤-٨ب . صالح ١٥-١٠ب . موسى ٢٦-٦٤خ**

بالبينات : بالحجج الواضحة. وما كانوا سابقين: ما كانوا ليعجزونا هربا أي ما كانوا فائتين من عذابنا. فمنهم: أي من الأقوام القديمة. من أرسلنا عليه حاصبا: وهم عاد قوم هود المذكورون في الآية قبل السابقة. أرسل الله عليهم ريحا شديدة بلا شك فيها حصباء كالتي أرسلت على قوم لوط. حاصبا: ريح فيها حصباء وحجارة. ومنهم من أخذته الصيحة: أي ثمود قوم صالح وهم المقصودون هنا ( فالصيحة أهلكت أيضا قوم شعيب ) . الصيحة : قيل صيحة جبريل مع الريح. ومنهم من خسفنا به الأرض: أي جعلناه يغور ويغيب في الأرض مثل قارون. ومنهم من أغرقنا: أغرقنا مثل فرعون وجنوده . يظلمون: يظلمون بالشرك والأعمال السيئة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة