U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

36- تفسير سورة يس من الآية 41 إلى الآية 68

   

36- تفسير سورة يس من الآية 41 إلى الآية 68

وَآيَةٌ لَهُمُ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّاتِهِمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ( ٤١-٣٦ ) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ( ٤٢-٣٦ ) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ ( ٤٣-٣٦ ) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ( ٤٤-٣٦ )

( ٤١-٤٢-٣٦ ) نوح ١٣-٢٠ . آيات الله ٤٢-٣٠ج . ( ٤٣-٣٦ ) نعم الله على الناس ٥٢-٢٩ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٤أ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٥٢ب . ( ٤٤-٣٦ ) نعم الله على الناس ٥٢-٢٩

وآية لهم: أي آية تدل على قدرتنا ورحمتنا. فلولا تنجية نوح ومن معه في الفلك لانتهت قصة بني آدم من على وجه الأرض . لذلك يذكرنا سبحانه بهذه النعمة . ذرياتهم: وهي فروع ذريات البشر التي جاءت منها مختلف ذريات الأبيض والأسود والأحمر والأصفر. الفلك : السفينة. المشحون: المملوء بالناس والدواب من كل نوع والمتاع. وخلقنا لهم من مثله: أي السفن مثل سفينة نوح. والآية التالية تؤيد هذا المعنى: " وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم". فأعمال الناس من خلق الله لقوله : " والله خلقكم وما تعملون " ( ٩٦-٣٧ ) . فلا صريخ: لا مغيث. إلا رحمة منا: أي إن لم نشأ أن نغرقهم فبفضل رحمتنا. إلى حين: أي إلى حين أجلهم.


● وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( ٤٥-٣٦ ) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمُ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ( ٤٦-٣٦ )

( ٤٥-٣٦ ) الناس ٥٠-٤٢ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٨ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١٤ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧- ٢ . ( ٤٦-٣٦ ) اعتقادات الكافرين ٦٠-١٨ت-٢٨ح

ما بين أيديكم: ما بين أيديكم من عقاب الدنيا الذي قد يصيبكم مثل من كان قبلكم. وما خلفكم: أي ما سيصيبكم بعد موتكم وهو عذاب القبر وعذاب الآخرة. أي اتقوا ذلك بإطاعة الله واجتناب نواهيه. وجواب "إذا" محذوف ومعلوم وهو " أعرضوا " كما يعرضون عن أية آية من آيات الله كما هو مبين في الآية التالية.


وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمُ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( ٤٧-٣٦ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-٣٤

وإذا قيل لهم: أي للمشركين. أنفقوا: أي على الفقراء والمساكين. إن أنتم إلا في ضلال مبين: هذه تتمة قول الذين كفروا للذين آمنوا. أنتم في ضلال لما تريدون أن ينفق على الفقراء. لو شاء الله لأغناهم. ولفظ "لو" يبين أن المشركين يعتقدون أن الله لا ولن يطعم هؤلاء. مبين: واضح.


● وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ٤٨-٣٦ ) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخَصِّمُونَ ( ٤٩-٣٦ ) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ( ٥٠-٣٦ )

( ٤٨-٣٦ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢ . ( ٤٩-٣٦ ) العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٤ب . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢ . ( ٥٠-٣٦ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢

هذا الوعد: أي الوعد الذي في قوله: " اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( ٤٥-٣٦ ) ". صيحة: بلا شك يتعلق الأمر بصيحة العذاب غير نفخة ساعة الفناء كالتي دمرت الأقوام السالفة خصوصا وبقية الآية تذكر عجز هؤلاء الكفار عن ترك وصية أو الرجوع إلى أهلهم. أما يوم الفناء فلن يهتم الناس بذلك. يخصمون: أي يختصمون في أمورهم الدنيوية وهم في غفلة. فلا يستطيعون توصية: أي أن يوصوا بشيء لأنهم سيموتون بغتة. ولا إلى أهلهم يرجعون: ذلك لأنهم سيموتون في مكانهم.


وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (٥١-٣٦) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢-٣٦)

( ٥١-٣٦ ) البعث ١١٣-٨ش . يوم الحساب ١١٤-١٨أ-١٨ت-١٨خ . ( ٥٢-٣٦ ) البعث ١١٣-٨ش

ونفخ: وإسرافيل هو النافخ. الصور: القرن. الأجداث : القبور. إلى ربهم: أي إلى حساب ربهم. ينسلون : يسرعون ( أي في مشيهم ) . قالوا: أي قال الكفار. هذا ما وعد الرحمان ...: هذا من قول المؤمنين والعارفين يومئذ. الرحمان: هو منبع كل رحمة. يريد أن يرحم عباده إلا من أبى.


● إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ( ٥٣-٣٦ )

يوم الحساب ١١٤-١٨أ-١٨خ-٢٤أ

صيحة: هي صوت النفخة في الصور نفخة البعث. وهذه الآية تأكيد وبيان للآية السابقة: " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ


● فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٥٤-٣٦ )

يوم الحساب ١١٤-٣٢ح-٣٢ر٢


● إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغْلٍ فَاكِهُونَ (٥٥-٣٦) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (٥٦-٣٦) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧-٣٦) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨-٣٦)

( ٥٥-٣٦ ) الجنة ١١٧-ت٤٣ . ( ٥٦-٣٦ ) الجنة ١١٧-ت٢٨ب-ت٢٨د-ت٣٠ث . ( ٥٧-٣٦ ) الجنة ١١٧-ت٢٥ب-ت٤٤أ . ( ٥٨-٣٦ ) الجنة ١١٧-ت٤٨أ . الرحمان ١ ( ٦ ) ١ . الرب ١ ( ٢٢ ) ٦ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٦٢

فاكهون: أي متلذذون ناعمون فرحون. وأزواجهم: وأزواجهم من حور الجنة ومن نساء الدنيا المؤمنات. ظلال: في الحديث « في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها ". الأرائك : سرر مزينة فاخرة. ما يدعون: أي ما يتمنون وما يطلبون. سلام قولا: هذه تحية الله لأهل الجنة. رحيم: والجنة من رحمته.


وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ( ٥٩-٣٦ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . يوم الحساب ١١٤-٤٨ظ

وامتازوا: أي تميزوا وانفردوا عن المؤمنين.المجرمون: وهم الكفار والمشركون والظالمون في معتقداتهم وأعمالهم.


● أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( ٦٠-٣٦ ) وَأَنُ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( ٦١-٣٦ ) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ( ٦٢-٣٦ ) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ( ٦٣-٣٦ ) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ( ٦٤-٣٦ )

( ٦٠-٣٦ ) الجن ٤٩-١٢ج . الشرك ٥٧-١٩أ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٩أ . ( ٦١-٣٦ ) الجن ٤٩-١٢ج . الناس ٥٠-١٢ص . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٩أ . ( ٦٢-٣٦ ) الجن ٤٩-١٢ج . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٩أ . ( ٦٣-٦٤-٣٦ ) يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٩أ

هذا من كلام الله لأهل النار يوم القيامة. وسيرون الجحيم قبل دخولهم إليها . أعهد إليكم: أوصيكم. لا تعبدوا الشيطان: أي لا تطيعوه. وعبادة الإنسان للشيطان هي اتباعه بترك صراط الله واتباع المحرمات. فالعصيان من وحي الشيطان. عدو مبين: عداوته ظاهرة وحقيقية. اعبدوني هذا صراط مستقيم: فعبادة الله هي الصراط المستقيم. جبلا: خلقا كثيرا أو جماعات كثيرة. اصلوها: أدخلوها وقاسوا حرها.


● الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( ٦٥-٣٦ )

يوم الحساب ١١٤-٤٨غ١٠**-٤٨غ٢٥ب

نختم على أفواههم: نختم عليها فلا تستطيع الكلام لكيلا تنكر أو تعتذر. فالمقصود بالأفواه ما يقوله الإنسان كان مطابقا لما في نفسه أم مخالفا لها. وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم ...: أي دون إرادتهم. فتشهد ضدهم بقدرة الله الذي ينطق كل شيء. بما كانوا يكسبون: أي بما كانوا يعملون من الآثام.


وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ( ٦٦-٣٦ ) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ( ٦٧-٣٦ )

( ٦٦-٣٦ ) الله تجاه الكافرين ٦٤-٨س . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٤أ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ب . مشيئة الله ١ ( ٣ ٤ ) ٥٢ب . ( ٦٧-٣٦ ) الله تجاه الكافرين ٦٤-١٧أ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٤أ . مشيئة الله ١ ( ٣ ٤ ) ٥٢ب

ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ...: أي لطمسنا عليها وهم في الدنيا. ولو تنفي وقوع ذلك. لطمسنا على أعينهم: أي لأغلقنا أعينهم التي في وجوههم فجأة. فاستبقوا الصراط: أي ابتدروا الطريق قاصدين أعمالهم ومجالس كفرهم كعادتهم. فأنى يبصرون: أي كيف سيبصرون طريقهم وهم فجأة في ظلام تام ؟ أما أبصارهم التي في صدورهم فهي عمياء كما قيل في أكثر من آية. والله يعميها أكثر فأكثر. لمسخناهم على مكانتهم: أي لجمدناهم في مكانهم. فما استطاعوا مضيا: أي لن يستطيعوا حينها الحركة إلى الأمام. ولا يرجعون: أي إلى الوراء.


● وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نَنْكُسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٦٨-٣٦ )

القرآن والعلم ٤٥-٢٢ف . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٣

نعمره: أي نطل عمره. ننكسه في الخلق: أي نجعل خلقه كله يتراجع ويضعف ويهرم إلى أن يصل إلى أرذل العمر. فذلك يذكر الناس من حوله باقتراب الموت. أفلا تعقلون: أفلا تعقلون أن عليكم أن تستغلوا قواتكم وأوقاتكم في عبادة الله كما أمر قبل أن تضعفوا ولا تعلموا بعد علم شيئا ؟


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة