U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

16- تفسير سورة النحل من الآية 22 إلى الآية 40

   

16- تفسير سورة النحل من الآية 22 إلى الآية 40

● إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ( ٢٢-١٦ ) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ( ٢٣-١٦ )

( ٢٢-١٦ ) اعتقادات الكافرين ٦٠-٣٨أ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٢ح . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب . ( ٢٣-١٦ ) طبيعة الكافرين ٦٢-١٤ز . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٤ . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٣

قلوبهم منكرة: أي تنكر التوحيد وتشمئز من ذكر الله. فبما أنهم لا يؤمنون بالآخرة فهم ينكرون كل ما يدعو إليها. مستكبرون: مستكبرون عن عبادة الله الواحد الأحد. لا جرم: حقا أو لا محالة.


● وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ( ٢٤-١٦ ) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ( ٢٥-١٦ )

( ٢٤-١٦ ) يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٢٧ . القرآن ٩-٤٢ع . ( ٢٥-١٦ ) يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٢٧**

أساطير الأولين: حكايات كتبها الأولون. ليحملوا أوزارهم كاملة: أي ليكون ما يعتقدون عن دين الله سببا في حمل أوزار كفرهم كاملة لأن كفرهم من صنع أنفسهم. ومن أوزار الذين يضلونهم: "من" للتبعيض. أي سيحملون أيضا وزر إضلال غيرهم. يعني إذا كنت كافرا فعليك وزر كفرك كاملا. وإن أضللت غيرك ازداد وزرك بذلك. يضلونهم بغير علم: يضلونهم بضلالهم وجهلهم بسوء العاقبة. يزرون: يحملون.


قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ( ٢٦-١٦ ) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ( ٢٧-١٦ )

( ٢٦-١٦ ) أعمال الكافرين ٦٣-٣٤ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ر٣ . ( ٢٧-١٦ ) الشرك ٥٧-٣٧ح٣-٣٧م . العالمون والجاهلون ٦٦-أ٧ . يوم الحساب ١١٤-١٣س-٤٨غ١٦

قد مكر الذين من قبلهم: وهذا يشير إلى أن مشركي قريش كانوا يمكرون ضد النبي ﷺ ودعوته ويسعون إلى إضلال الناس كما جاء في الآية السابقة. القواعد: هي هنا أسس البناء وسواريه. يخزيهم: يذلهم. تشاقون فيهم: أي تعادون وتخاصمون أنبيائي وأوليائي بسبب آلهتكم الباطلة وتعسرون مهمتهم. الذين أوتوا العلم: وهم هنا المؤمنون الذين أوتوا كتب الله في دنياهم التي تحرم عليهم الشرك وآمنوا بها. ويدخل فيهم أيضا الملائكة لأنهم أهل علم لا يشركون بالله. الخزي: هو الإذلال بالعذاب. اليوم: أي يوم الحساب. والسوء: هو العذاب الذي يسوء صاحبه.


الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٢٨-١٦ ) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ( ٢٩-١٦ )

( ٢٨-١٦ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . الموت ١١٠-١٤ب٥ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب١ . ( ٢٩-١٦ ) الموت ١١٠-١٤ب٥ . جهنم ١١٥-أ٤ح-ب٧-ت٤ ( ٣٠ )

الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم: هذا من كلام الله يخبر الناس وهم في الدنيا عن الكفار ( المذكورين سابقا ) أثناء موتهم وبعده. ثم في الآيات التالية يخبر عن المتقين أثناء الموت أيضا وبعده. فالأولون يعتبرون كتب الله أساطير الأولين والمتقون يعتبرونها خيرا من عند الله. ظالمي أنفسهم: أي بالكفر والشرك والمعاصي. فألقوا السلم: أي استسلموا وعرفوا الحق لكن هذا السلم عديم الجدوى. بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون ....: هذا من كلام الملائكة لهم. فادخلوا أبواب جهنم: بشارة لهم عند الموت. وبعده يطرحون في سجين الذي يشبه جهنم. أما دخولهم جهنم يوم القيامة فسيكون من أبوابها الكبرى . في كل طبقة أبواب. ثم تلقي بهم الملائكة في حفر الجحيم بعد دخولهم. أما المنافقون فلن يدخلوها من أبوابها بل سيسقطون فيها أثناء مرورهم على الصراط. مثوى: مقام. المتكبرين: أي عن عبادة الله. فمن لم يخضع لأمر الله فهو متكبر.


وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ( ٣٠-١٦ ) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ( ٣١-١٦ )

( ٣٠-١٦ ) إيمان المؤمنين ٦٨-١٤ج . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧دت . الأجر في الدنيا ١٠٨-٧أ٧ . الآخرة ١١٢-٣ . يوم الحساب ١١٤-٤٧ظ . الجنة ١١٧-أ١٣-ت١١ . ( ٣١-١٦ ) الجنة ١١٧-ب١٠-ت١٦ب . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٤

وقيل: أي يوم القيامة. خيرا: يظن المتقون خيرا بكتب الله سواء وهم في الدنيا أم في الآخرة . للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة: هذا من كلام الله يخبر الناس وهم في الدنيا عن مصير المتقين. والإشارة إلى " هذه الدنيا " يؤكد أنهم لا يزالون فيها. فالذين أحسنوا فيها لهم فيها حسنة. وأجر الآخرة خير. وحسنتها هي الجنة. أما الكفار السالفون الذين مكروا من قبل أهل مكة ( المذكورون في الآيات السابقة ) فقد أتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم. وهذا تهديد لكل كافر في حياته الدنيا قبل الآخرة. جنات عدن: جنات أعدت للإقامة. كذلك يجزي الله المتقين: أي الجزاء بدخول جنات عدن.


الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٣٢-١٦ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ج-٣٩خ . الموت ١١٠-١٤ت . الجنة ١١٧-أ٦-ب٤

الذين تتوفاهم الملائكة ...: هذا من تتمة كلام الله يخبر الناس وهم في الدنيا عن المتقين أثناء موتهم هم أيضا وبعده. طيبين: أي طاهرين من الشرك والإلحاد والنفاق والكبائر. يقولون: أي الملائكة. ادخلوا الجنة: بشارة عند الموت بدخول الجنة. وفي انتظار جنة الخلد سيكونون في جنات المأوى الدنيوية حتى تقوم الساعة.


● هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( ٣٣-١٦ ) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( ٣٤-١٦ )

( ٣٣-١٦ ) الأمثال ٤٦-١٥ز . القرون القديمة٥٣-٤ز-٦ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٠ب٢ . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٧ج . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١ت-٢٤ت . العدل ١ ( ٦٨ ) ٣ ( ٣٤-١٦ ) القرون القديمة٥٣-٦ . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٧ج . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٨ب

بعد أن عرض الله على الكافرين ما يحدث لأمثالهم وللمؤمنين عند الموت وبين مصير كل منهم جاءت هذه الآية تحذرهم هم أيضا من إتيان الموت وعواقبه. فهل ينتظرون أن يبشروا بجهنم هم أيضا ؟ هل ينظرون: هل ينتظرون لكي يؤمنوا .... الملائكة: أي لقبض أرواحهم. أمر ربك: وهو العذاب أو يوم القيامة. كذلك فعل الذين من قبلهم: أي هم أيضا كذبوا الرسل. وما ظلمهم الله: أي لم يظلمهم لما دمرهم. يظلمون: أي يشركون بالله ويكذبون رسله. فأصابهم: فأصابهم في الدنيا قبل الآخرة. سيئات ما عملوا: فجزاء سيئاتهم سيئات. وحاق بهم: أي وأحاط بهم. ما كانوا به يستهزئون: أي عذاب الله.


وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ( ٣٥-١٦ )

الرسل ١٠-١٩ت . الشرك ٥٧-١٣خ١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٥٤

لو شاء الله ما عبدنا من دونه: كلامهم هذا له وجهان: وجه باطل لأن الله لا يدفع الناس إلى الشرك. ووجه فيه حق: لو شاء هدايتهم لاهتدوا وما أشركوا. فالهداية من الله والإشراك به من النفس الخبيثة. كذلك فعل الذين من قبلهم: أي أشركوا وقالوا نفس الشيء لرسلهم. فهل على الرسل إلا البلاغ المبين: أي لا تقدموا أعذارا باطلة كهذه للرسل ولا تنتظروا منهم أن يهدوكم رغما عنكم. فمهمتهم تبليغكم أمر الله فقط. فالحقيقة هي أنكم بين يدي عذاب من الله أليم لن تنجوا منه بأقوالكم هذه. البلاغ المبين: أي التبليغ الواضح بالأدلة.


● وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( ٣٦-١٦ )

الرسل ١٠-٣٨ت . القرون القديمة٥٣-٩ث

أن اعبدوا الله: أي قال لهم رسولهم أن يعبدوا الله. الطاغوت: كل ما يعبد أو يلجأ إليه من غير الله هو طغيان على الحق. فالشرك ظلم عظيم. ويدخل في ذلك الأصنام والشياطين والكهان. حقت عليه الضلالة: أي استحقها فكانت عليه حقا وعدلا.


● إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُهْدَى مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ( ٣٧-١٦ )

محمد ٣ ٩-٣٤خ٢ب . الهداية ٤٨-٣٤ت . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٣ت٤ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤

فإن الله لا يهدى من يضل: أي من أضله الله لا يُهدى.


● وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( ٣٨-١٦ ) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ( ٣٩-١٦ )

( ٣٨-١٦ ) الناس ٥٠-١٩ت . اعتقادات الكافرين ٦٠-٣٩ح . البعث ١١٣-٣ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٤ . ( ٣٩-١٦ ) يوم الحساب ١١٤-٢٧ب-٣٠ت

جهد أيمانهم: أي بأقوى أيمانهم وأغلظها. لا يبعث الله من يموت: أي ليس ذلك من أفعاله. لا يعلمون: لا يعلمون أن الله وعد بذلك وأن وعده حق وأنه قادر على كل شيء. وأكثر الناس هنا هم الكافرون والمشركون. ليبين لهم: أي سيبعث الله الأموات ليبين للذين ينكرون البعث ... كاذبين: كاذبين في اعتقادهم وشركهم وقسمهم بأن الله لن يبعث الموتى.


● إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( ٤٠-١٦ )

مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣

في حديث أخرجه الإمام أحمد ومن ضمن ما جاء فيه " عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون « . وترمز هذه الآية إلى قدرة الله على بعث الناس كما في السياق بسهولة. لا يتطلب منه ذلك إلا قوله " كن ". إذا أردناه: أي أردنا تحقيق شيء شئناه في الأزل. فمشيئة الله أزلية لا بداية لها في الزمن. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة