U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

5- تفسير سورة المائدة من الآية 41 إلى الآية 58

   

5- تفسير سورة المائدة من الآية 41 إلى الآية 58

● يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يُحْزِنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( ٤١-٥ ) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمُ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( ٤٢-٥ ) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ( ٤٣-٥ )

( ٤١-٥ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٤خ٢-٣٦ب أ١-٣٨ب ت-٣٩ب ز-٣٩ب س٤ . بنو إسرائيل ٥٥-٩ب د . المنافقون ٥٨-١ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أت . الله تجاه الكافرين ٦٤-٥ . الابتلاء ١٠٦-١ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠-٧-٣٠ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٦ ) . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤-٧ب . مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٥ . ( ٤٢-٥ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٩ب س٤ . بنو إسرائيل ٥٥-١٦د . شريعة الله ٨٦-٧ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٥أ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢ . ( ٤٣-٥ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٩ب س٤ . بنو إسرائيل ٥٥-٩ب ث . شريعة الله ٨٦-٩ب . التوراة ٦-٧أ

يهود المدينة احتكموا إلى رسول الله ﷺ لما زنى فيهم محصنان. فكرهوا تطبيق حكم التوراة بالرجم وتحايلوا على الرسول ﷺ ليحكم بالجلد . وقد يتعلق الأمر أيضا بالحكم بالقصاص بين طائفتين من اليهود، بني النظير وبني قريظة لأن آية بعد هذه تتكلم عن القصاص الذي كتبه الله على بني إسرائيل والله أعلم. وقصاصهم أشد من الذي كتبه الله على المسلمين.

يسارعون في الكفر: يسرعون بلهفة إلى أعمال الكفر. قالوا آمنا بأفواههم ...: وهم المنافقون. الذين هادوا: اليهود. سماعون للكذب: أي سماعون وقابلون لما يحرف أحبارهم من التوراة. سماعون لقوم آخرين لم يأتوك: أي يسمعون من محمد ﷺ ثم يبلغون ما سمعوا لقوم آخرين لم يأتوه ﷺ . يحرفون الكلم من بعد مواضعه: فالذين لم يأتوا النبي ﷺ وهم أحبار اليهود هم الذين كانوا يحرفون كلام التوراة من بعد مواضعه. أما السماعون فيسمعون لكذبهم ويذهبون بذلك إلى النبي ﷺ . ويحرفون الكلم من بعد مواضعه قائلين: "إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا". أي يريدون تغيير مجال حكم قضى الله فيه. يريدون تطبيق الجلد على الزاني المحصن بدل الرجم. أي غير الذي هو مكتوب عندهم في التوراة. إن أوتيتم هذا فخذوه: أي إن أوتيتم من محمد مثل هذا الحكم المحرف أي الجلد فاقبلوه. وإن لم تؤتوه فاحذروا: أي إن حكم بالرجم فاحذروا أن تقبلوه ( إن تعلق الأمر بزنا محصنين ) . فتنته: إضلاله. فلن تملك له من الله شيئا: أي لن تدفع عنه شيئا من عقاب الله ولا ما قدر له ولن تنفعه عنده. خزي: أي فضيحة وذل.

أكالون للسحت: أي للمال الحرام الذي يسحت ويهلك صاحبه كالربا والرشوة وكل الأموال التي تأتي بالباطل والظلم. وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا: فالإعراض عن الحكم بينهم لن يضرك. بالقسط: بالعدل. المقسطين: العادلين في الحكم.

وكيف يحكمونك وعندهم التوراة: أي كيف يكفرون بحكم الله الذي في التوراة في هذا الموضوع ؟ وكيف يرضون أن يحكم بينهم النبي ﷺ وهم يجحدون نبوته ؟ وطبعا فعلوا ذلك لقلة إيمانهم بما في التوراة طامعين بالحكم الأهون بينهم خصوصا الذين عليهم الحق في القضية. أو يعلمون أن محمدا ﷺ رسول الله فيريدون أن ينقادوا لحكمه إن كان في صالحهم لكيلا يسألوا عن ترك الحكم الذي في التوراة يوم القيامة. ثم يتولون من بعد ذلك: أي يعرضون عن حكمك ( أي الرجم هنا مطابق لما عندهم في التوراة إن تعلق الأمر بزنا محصنين ) بعد أن تحاكموا إليك. أولئك: أي اليهود الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه ويأكلون السحت.


● إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيئُونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ( ٤٤-٥ )

الإسلام ٤٧-د٢٥ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١-٦ق١٩-٩أ-١٥أ . شريعة الله ٨٦-٩ب-١٠ . التوراة ٦-٤أ-٧ب-٨ب

استئناف في موضوع الحكم بالتوراة بالنسبة لبني إسرائيل الذين يكتمون ما أنزل الله فيها ( فأمرهم الله بأن يطبقوا ويحكموا بما استحفظوا من التوراة ولا يكتموا نعت النبي ﷺ وألا يخشوا الناس في هذا المجال )

النبيئون الذين أسلموا: أي هنا الأنبياء من موسى إلى عيسى عليهم السلام. الذين أسلموا: الذين خضعوا لأمر الله دون شرك. وأضيف الإسلام إلى الأنبياء مع كونهم مسلمين فقط لتمييزهم عن الذين هادوا. للذين هادوا: اليهود. وسموا كذلك قيل لأنهم تابوا عن عبادة العجل. وقيل أصل الكلمة يختص ببني يهوذا منهم وهو أكبر أولاد يعقوب عليه السلام. وجاء زمن لم يبق لبني إسرائيل مُلك إلا مُلك يهوذا بأورشليم يتداوله أبناءُ سليمان عليه السلام. والربانيون: عباد اليهود أو الفقهاء. والأحبار: علماء اليهود. بما استحفظوا: بما استحفظهم الله. فالنبيئون كانوا يحكمون بين اليهود مباشرة بما أنزل الله إليهم. أما الربانيون والأحبار فيحكمون بما ورثوا عن أنبيائهم. وطلب منهم أن يحفظوه ولا يحرفوه. وكانوا على ما ورثوا شهداء. فالله طلب منهم أن يحكموا طبقا لما ورثوا وكانوا عليه شهداء. ومن حرف أو كتم فالذنب عليه. ثمنا قليلا: أي ثمنا من الدنيا الزائلة. الكافرون: كافرون لأنهم يرفضون تطبيق حكم الله والرفض كفر.


● وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذْنَ بِالْأُذْنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( ٤٥-٥ )

بنو إسرائيل ٥٥-٣ب٧ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . شريعة الله ٨٦-٩ب-١٠-١٤ث-١٤ج . كفارة السيئات ٨٧-٢ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٩ . التوراة ٦-٧ت

استئناف آخر في موضوع الحكم بالتوراة بآية عن العدل فيها وإمكانية العفو . فمن تصدق به: أي من تصدق بالقصاص فعفا فهو كفارة له. والقصاص هو المعاقبة بالمثل. ولم يشرع الله لبني إسرائيل الدية فيه كما شرعها في القرآن للمسلمين. الظالمون: ظالمون لأن العدل هو ما أنزل الله العليم بكل شيء. ومن لم يحكم به فقد ظلم عن قصد أو غير قصد.


وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( ٤٦-٥ ) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( ٤٧-٥ )

( ٤٦-٥ ) عيسى ٣٨-١٠ب . التوراة ٦-١٠ب-٣-٤ . ( ٤٧-٥ ) النصارى ٥٦-ت . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ-٢٢أج . شريعة الله ٨٦-٩ت-١٠ . التوراة ٦-٧

وقفينا: أتبعنا. آثارهم: أي آثار النبيئين بعد التوراة الذين أسلموا. لما بين يديه: أي ما سبقه وحاضر معه وقت نزوله من كتب كالتوراة. ذكر التصديق في هذه الآية مرتين. في الأولى عيسى هو المصدق. وفي الثانية الإنجيل هو المصدق. و كل الكتب الحقيقية يصدق بعضها بعضا . وآتيناه: أي عيسى. بما أنزل الله فيه: التحكيم بالإنجيل بالنسبة للنصارى ( ولأن فيه البشارة ببعث محمد ﷺ والأمر باتباعه وتصديقه ) الفاسقون: أي الخارجون عن إطاعة الله فلم يحكموا بما أمر به.


● وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمُ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( ٤٨-٥ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٢١ب-٢١ق٢-٣٢ر٥-٣٦ب ت٤-٣٩ب س٤ . الإسلام ٤٧-١٢ . الناس ٥٠-١٨ب-١٨ث-١٨ج-١٨ز** . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٥ح . شريعة الله ٨٦-٤-٩أ . الابتلاء ١٠٦-٣ذ١ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٨ ( ٤ ) . القرآن ٩-٤٥ت . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١١ح . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٩-٣٠-٣١

ومهيمنا عليه: أي ظاهرا عليه بما جاء به من أحكام جديدة وناسخة لما قبلها وأخبار عديدة فيفرض على الكل اتباعه. فاحكم بينهم بما أنزل الله: أي إن جاؤوك لتحكم بينهم. بينهم: أي بين أهل الكتاب. بما أنزل الله: فالقرآن مصدق لما بين يديه ومهيمن عليه. قال تعالى: " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ". فكيف يأتونك لتحكم بينهم وعندهم التوراة فيها حكم الله وشريعته ؟ ولا تتبع أهواءهم: أي بالحكم بما يريدون. عما جاءك من الحق: أي لا تترك الحق لتتبع أهواءهم. منكم: المخاطبون هنا أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل القرآن. شرعة: شريعة أي ما شرع الله. ومنهاجا: أي كيفية تطبيق الشريعة ومراحلها. أمة واحدة: أي واحدة في المعتقد والدين. فاختلف الناس فيهما. وله سبحانه القدرة لو شاء أن يجعلهم أمة واحدة لكن تركهم على اختلافاتهم ليبتليهم وليتبين المؤمن من الكافر. ليبلوكم في ما آتاكم: أي ليختبركم في ما أمركم به في كتبه. وهذا ابتلاء بها. فاستبقوا الخيرات: أي بادروا إلى الطاعات التي هي مصدر الخيرات. ومنها خيرات الدين والجنة. وهذا خطاب لكل الناس بمختلف قبلاتهم وعبادتهم لله الواحد الأحد.


وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ( ٤٩-٥ )

محمد ﷺ ٣٩-٢١ق٢-٣٦ب ت٥-٣٩ب س٤ . الهداية ٤٨-٣٥د . الناس ٥٠-١٩ح . أهل الكتاب ٥٤-٦ث٦ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٨ج . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٥أ

وأن احكم بينهم: عودة إلى موضوع الحكم بين أهل الكتاب ليبني عليه تفاصيل أخرى. أهواءهم: أي بالحكم بما يريدون. يفتنوك: أي يردوك بمكرهم عن بعض ما أنزل الله فتخالفه. فإن تولوا: أي إن أعرضوا عن حكمك بينهم بما أنزل الله. يصيبهم ببعض ذنوبهم: فالضلال هو أول العقاب . لفاسقون: أي خارجون عن إطاعة الله. وقال ﷺ « من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة »


أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( ٥٠-٥ )

محمد ﷺ ٣٩-٣٩ب س٤ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٤ . طبيعة الكافرين ٦٢-١١د . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٤ص . شريعة الله ٨٦-٨ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ٢

أفحكم الجاهلية: فكل حكم مخالف لحكم الله هو حكم جاهلية . ومن حكم الجاهلية أن المشركين كانوا لا يطبقون نفس الحكم على الشريف والوضيع والفقير والغني. والخطاب لليهود. لقوم يوقنون: فإن كنت توقن بالله فأنت توقن بأن حكمه هو الأحسن وليس حكم الجاهلية.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمُ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( ٥١-٥ )

أهل الكتاب ٥٤-٨ت . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-ب١٥أ-ب١٥ث . الهداية ٤٨-٣٤ث . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ز

أولياء: أي من يتولون أموركم أو حلفاء. بعضهم أولياء بعض: فهم يتحالفون في ما بينهم عند المصلحة. يتولهم: أي يتولى اليهود أو النصارى. وأقبح الموالاة تحالف المسلمين معهم ضد إخوانهم المسلمين. فإنه منهم: أي سيكون منهم يوم القيامة ومصيره كمصيرهم. لا يهدي القوم الظالمين: أي إن توليتموهم أصبحتم من جملة الظالمين لأنهم كذلك تجاه عقيدتهم وأعمالهم. ولن يهديكم الله إليه إن عصيتم هذا الأمر. فمن تولى ظالما فهو ظالم أيضا كما جاء في آية أخرى عن تولية الكافرين " ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ( ٢٣-٩ ) ".


● فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ( ٥٢-٥ ) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمُ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ( ٥٣-٥ )

( ٥٢-٥ ) المنافقون ٥٨-١٩ظ٢ . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-ب١٥ث . ( ٥٣-٥ ) المنافقون ٥٨-١٩ظ٢-٢١أ

مرض: أي شك ونفاق. يسارعون فيهم: أي في موالاة اليهود والنصارى دون تحفظ. أن تصيبنا دائرة: أي أن تدور علينا الأمور وتنقلب. بالفتح: أي بالنصر المبين والنهائي على الكافرين وظهور الإسلام على الشرك ودخول الناس أفواجا في دين الله. أو أمر من عنده: وهو أي أمر من عند الله هو أعلم به قد ينزل ضدهم أو ضد أوليائهم من أهل الكتاب. ويقول الذين آمنوا: أي يقول المؤمنون لبعضهم البعض عن المنافقين: أهؤلاء الذين أقسموا بالله ... ( وهم المنافقون الذين يسارعون في موالاة اليهود والنصارى ) جهد أيمانهم: أي بأقوى أيمانهم وأغلظها. إنهم لمعكم: أي أقسموا لكم أيها المؤمنون أنهم معكم في كل بأس. حبطت: بطلت وفسدت.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ٥٤-٥ )

إيمان المؤمنين ٦٨-٨ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٢خ-٣٣-٣٤أ . أعمال المؤمنين ٧١-١٠ت . الجهاد والقتال ٨٥-٦ . المؤمنون والكافرون ۱ ٠ ۳- ت١٤ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢ . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ٢ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٥ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣١

بقوم: بقوم مسلمين مجاهدين. أذلة على المؤمنين: أي عاطفين عليهم رحماء بهم. أعزة على الكافرين: أي غلظاء وأشداء عليهم. ولا يخافون لومة لائم: أي وهم يجاهدون في سبيل الله لا يهمهم من يلومهم من الناس. وليسوا كالمنافقين الذين يخافون لوم الكفار. ذلك فضل الله: أي محبته والجهاد دون خوف في سبيله. واسع: أي وسعت صفاته كل شيء. ولستم وحدكم من عباده. فألوهيته لا تقتصر عليكم بل تسع ما لا يحصيه إلا هو. عليم: عليم بكل خلقه. بمن آمن وبمن ارتد.


● إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ( ٥٥-٥ ) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ( ٥٦-٥ )

( ٥٥-٥ ) أعمال المؤمنين ٧١-٢أ . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ج١ . الولي ١ ( ٥٨ ) ١٣أ . ( ٥٦-٥ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ب . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ج١ . القوي ١ ( ٢١ ) ٤ . الولي ١ ( ٥٨ ) ١٣أ

عودة إلى موضوع الولاية. راكعون: راكعون لله أي خاضعون لأمره سواء في الصلاة أم في غير الصلاة. ومن يتول الله: أي من يكن حليفا لله فينصره ويفوض أمره له. حزب: كل طائفة من الناس تجمعهم عقيدة أو مبادئ معينة. وحزب الله هم المسلمون.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُؤًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ( ٥٧-٥ ) وَإِذَا نَادَيْتُمُ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُؤًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ( ٥٨-٥ )

( ٥٧-٥ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٤ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٥ . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-ب١٥أ . المؤمنون والكافرون ۱ ٠ ۳- ت١١ت . ( ٥٨-٥ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٤ . الصلاة٧٨-٢٤-٢٨ . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-أ١د . المؤمنون والكافرون ۱ ٠ ۳- ب٤

تفصيل آخر عن الولاية. هزؤا ولعبا: وهذا مفسر في الآيات التالية كاتخاذ الصلاة والآذان هزؤا ولعبا ونفاقهم بقولهم آمنا عندما يأتون المسلمين فيدخلون عليهم بالكفر ويخرجون به. فهذه الآية تمنع الولاية مع هؤلاء المنافقين من أهل الكتاب والكفار الذين يتلاعبون بالدين ويظهرون الإيمان. وفرق الله بين الذين أوتوا الكتاب والكفار فقط ليميزهم للمؤمنين. فالذين أوتوا الكتاب هنا لا يعني أنهم كلهم أو أغلبهم مؤمنون به بل فقط قوم أوتوه. والكفار المشركون أمثالهم لكن لم يؤتوا كتابا من عند الله. أما الولاية مع كل أهل الكتاب والكفار عامة فهي محرمة بآيات أخرى. أولياء: أي يتولون أموركم أو حلفاء أو حبايب. واتقوا الله: أي اتقوه في ما أمركم به.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة