U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

9- تفسير سورة التوبة من الآية 81 إلى الآية 100

   

9- تفسير سورة التوبة من الآية 81 إلى الآية 100

● فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ( ٨١-٩ ) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( ٨٢-٩ )

( ٨١-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧أ . جهنم ١١٥-أ٨ج . ( ٨٢-٩ ) المنافقون ٥٨-٢١ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧أ . جهنم ١١٥-ب٣٦

ذهب المسلمون كافة مع النبي ﷺ لمقاتلة الروم في تبوك لكن الروم فروا قبل المواجهة . ولم يذكر القرآن عن هذه الغزوة إلا المنافقين وأجر الذين غزوا مع الرسول ﷺ . بمقعدهم: أي بقعودهم عن الخروج إلى تبوك. خلاف رسول الله: خلفه أي لم يذهبوا معه. لا تنفروا: أي لا تخرجوا إلى القتال. أشد حرا: أي من النفير في الحر إلى تبوك. والخطاب للمنافقين. فليضحكوا قليلا: فليضحكوا لأنهم كانوا فرحين بتخلفهم. قليلا أي في الدنيا الزائلة. وليبكوا كثيرا: وليبكوا ندما وتحسرا في عذاب الآخرة الباقية. وهذا قضاء الله لهم مسبقا. يكسبون: يكسبون من نفاق وكفر ومعاصي وسيئات


فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ( ٨٣-٩ )

محمد ٣ ٩-٣٨ب ث** . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧ح

فإن رجعك الله: أي ردك من تبوك. طائفة منهم: أي ممن تخلفوا بالمدينة. للخروج: أي إلى غزوة أخرى. الخالفين: أي مع المتخلفين من النساء والصبيان وذوي الأعذار.


● وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ( ٨٤-٩ )

محمد ٣ ٩-٣٨ب خ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧ح . الصلاة٧٨-٣٢

كان النبي ﷺ إذا دفن الميت يقف على قبره داعيا له بالتثبيت فمنعه الله أن يفعل ذلك مع المنافقين. فاسقون: خارجون عن طاعة الله.


● وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ( ٨٥-٩ )

محمد ٣ ٩-٣٨ب ذ . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٣ت٢-١٣ت٤

آية شبيهة بآية سابقة من نفس السورة ( ٥٥-٩ ) . أنظر التفسير هناك.


● وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ( ٨٦-٩ ) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ( ٨٧-٩ )

( ٨٦-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٣ . القرآن ٩-٧ر٥ . ( ٨٧-٩ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٣

سورة: السورة هي المحيطة والشريفة والجامعة لعدد معين من الآيات التي تكونها وتميزها وتختص بها. أولوا الطول: ذووا الغنى والسعة. ذرنا: دعنا. الخوالف: هم المتخلفون عن القتال. وطبع: ختم.


● لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( ٨٨-٩ ) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( ٨٩-٩ )

( ٨٨-٩ ) محمد ٣ ٩-٤٣غ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-١٠ث١ . الجنة ١١٧-ب٣١ . ( ٨٩-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-١٠ث١ . الجنة ١١٧- ب٣١ -أ٩

الخيرات: هي جنات تجري من تحتها الأنهار كما جاء في الآية التالية. المفلحون: الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة.


● وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ٩٠-٩ )

المنافقون ٥٨-٦أ-١٥خ-١٩ج . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٥أ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٣ )

المعذرون: ذووا الأعذار. وقعد الذين كذبوا الله: أي هؤلاء لم يأتوا للاعتذار. كذبوا الله ورسوله: أي كذبوا بأقوالهم ثم تبين كذبهم بأفعالهم. نزلت في الذين أظهروا الإيمان ونصر المسلمين كذبا فظهر كذبهم بقعودهم فجأة دون اعتذار ولم يخرجوا إلى للقتال. الذين كفروا منهم: أي الذين قعدوا كفرا بالله ورسوله ﷺ .


● لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٩١-٩ ) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ( ٩٢-٩ )

( ٩١-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥د . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ت . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢ . ( ٩٢-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥د

الضعفاء: أي الضعفاء كالشيوخ والنساء والصبيان. ما ينفقون: أي ما ينفقون ليتجهزوا للخروج إلى الحرب. حرج: هو الإثم الذي يفضح صاحبه. نصحوا لله ...: أي أخلصوا لله ورسوله وسعوا لما ينفع الإسلام والمسلمين. من سبيل: من سبيل إلى العقوبة. أي لن يؤاخذوا على ذلك. ووصفوا بالمحسنين لنصحهم. لتحملهم: أي لتعطيهم ما يركبون. تفيض: لفظ " تفيض" هو ما زاد عن الكمية العادية .


● إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمُ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( ٩٣-٩ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أج . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ذ

السبيل: وهي هنا المأثم والمحاسبة. الخوالف: أي الذين يتخلفون عن القتال. وطبع الله على قلوبهم: أي ختم عليها فظلت على حال عصيانها. لا يعلمون: لا يعلمون عاقبة تخلفهم.


● يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمُ إِذَا رَجَعْتُمُ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٩٤-٩ )

محمد ٣ ٩-٢١خ . المنافقون ٥٨-١٩ز . أعمال الكافرين ٦٣-٤٠. يوم الحساب ١١٤-٤٨غ١١ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤أ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣

كان المنافقون يقدمون الأعذار للمسلمين لكنها لم تقبل منهم. لن نؤمن لكم: أي لن نصدقكم. من أخباركم: أي من أسراركم. عالم الغيب والشهادة: وهو الذي يعلم ما تخفون وما تعلنون. والغيب هو ما يغيب عن الخلق وحواسهم في الزمان والمكان. والشهادة هي ما يراه الخلق أو بعضه. والغيب والشهادة أنواع: أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود.


سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمُ إِذَا انقَلَبْتُمُ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمُ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( ٩٥-٩ ) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ( ٩٦-٩ )

( ٩٥-٩ ) المنافقون ٥٨-١٩س . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٣ ) . ( ٩٦-٩ ) المنافقون ٥٨-٨ج-١٩س . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٧

سيحلفون: سيحلفون أن لهم عذرهم عن التخلف. إذا انقلبتم إليهم: أي إذا رجعتم إليهم من تبوك. لتعرضوا عنهم: أي لتعرضوا عن معاتبتهم. رجس: أي قذارة لخبث قلوبهم. الفاسقين: الخارجين عن إطاعة الله.


الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( ٩٧-٩ ) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ٩٨-٩ )

( ٩٧-٩ ) المنافقون ٥٨-١٨ب١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤ . ( ٩٨-٩ ) المنافقون ٥٨-١٣ث- ١٨ب١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

الأعراب: هم أهل البدو. وأجدر: أي أقرب وأولى وأحق. حدود ما أنزل الله: أي فرائض الشرع. يعني هؤلاء الأعراب هم أبعد عن فهم الدين لقساوة قلوبهم وكفرهم ونفاقهم. عليم حكيم: فما أنزل على الرسول ﷺ هو من لدن عليم حكيم. عليم بهؤلاء حكيم في حكمه فيهم. ما ينفق: ما ينفق في سبيل الله لما يطالب بذلك. مغرما: أي غرامة وخسارة. ويتربص بكم الدوائر: أي ينتظر بكم الحوادث ومصائب الدهر. عليهم دائرة السوء: أي يحيط بهم السوء. سميع عليم: سميع لما يقولون عنكم في السر والعلن عليم بهم.


وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرُبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٩٩-٩ )

المنافقون ٥٨-١٣ج . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٤د . الإنفاق ٨١-٨ب . الجنة ١١٧-ب١٤ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢ . الرحمان ١ ( ٦ )

ومن الأعراب: قيل هم بنو مقرن من مزينة. ما ينفق: أي ما ينفق في الجهاد والقتال في سبيل الله. قربات: هي ما يقرب إلى الله والدرجات العليا في الجنة والإبعاد عن جهنم. وصلوات الرسول: أي ليدعو لهم الرسول ﷺ . رحمته: وهي الجنة. غفور رحيم: أي سيغفر لهؤلاء ويرحمهم.


● وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( ١٠٠-٩ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ث٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٣س . الجنة ١١٧-أ٩-ب٣١-ت٤٦ث١

بإحسان: بإحسان في المعتقد والعمل. فالمؤمنون في زمن النبوة هم أسوة لكل المؤمنين من بعدهم.


_____
   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة