U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

20- تفسير سورة طه من الآية 77 إلى الآية 98

   

20- تفسير سورة طه من الآية 77 إلى الآية 98

● وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى ( ٧٧-٢٠ )

موسى ٢٦-٥٧ب-٦١

عودة إلى قصة موسى. أسر: أي أن يسير بهم. بعبادي: أي بقومك وكل من آمن بي. يبسا: أي لا ماء في تلك الطريق ولا طين مبلل. لا تخاف دركا: أي لا تخاف أن يلحق بك فرعون وجنوده. ولا تخشى: أي من مياه البحر العظيمة.


● فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ( ٧٨-٢٠ ) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ( ٧٩-٢٠ )

( ٧٨-٢٠ ) موسى ٢٦-٦٢-٦٤أ . ( ٧٩-٢٠ ) موسى ٢٦-٦٤أ

اليم: البحر. ما غشيهم: أي ما الله عليم به من عظمة وارتفاع اليم الذي غشيهم.


● يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ( ٨٠-٢٠ ) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ( ٨١-٢٠ ) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ( ٨٢-٢٠ )

( ٨٠-٢٠ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت٢-١٠ت٧ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٦ . ( ٨١-٢٠ ) نعم الله على الناس ٥٢-٤٣ . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت٧-١٠ت١٢ب . الحياة الدنيا ١٠٥-١٣ح . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٩ . ( ٨٢-٢٠ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت٧ . التوبة ٧٥-٥ب٢ . الغفور- ١ ( ٧٠ ) ٩

فاصل من القرآن موجه إلى بني إسرائيل. وخاطب به أيضا موسى قومه لما كانوا في التيه. عدوكم: وهو فرعون وقومه. وواعدناكم: فالوعد وكلام الله كانا لموسى لأجلهم. أي الوعد بأن يؤتوا التوراة التي فيها أوامر الله. الطور: الجبل الذي عليه شجر. وهو هنا الذي كلم الله فيه موسى. الأيمن: ربما الذي من جهة غروب الشمس. أنظر تفاصيل عن أيمان وشمائل الأشياء وكذا الأرض في عالم البصريات في فقرة اتجاهات الكون في كتاب قصة الوجود. وقد يكون الأيمن من اليمن أي البركة. المن: كل ما ينعم به. وهو هنا مادة جافة حلوة كالعسل. والسلوى: طير السماني. كلوا من طيبات ما رزقناكم: أي من المن والسلوى. والآية عامة. ولا تطغوا فيه: أي لا يجعلكم هذا الرزق الذي ينزل عليكم بمعجزة تغترون فتطغوا وتتجاوزوا حدود من أنزله عليكم. فيحل: فيحق وينزل. هوى: أي سقط هاويا بعيدا عن الله في الدنيا والآخرة. أنظر تفاصيل عن الهاوية في كتاب قصة الوجود. اهتدى: أي بهداي.


وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى ( ٨٣-٢٠ ) قَالَ هُمُ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ( ٨٤-٢٠ ) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ( ٨٥-٢٠ )

( ٨٣-٨٤-٢٠ ) موسى ٢٦-٧٦ث . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت . ( ٨٥-٢٠ ) موسى ٢٦-٧٦ج . التنبؤات ٤٤-أ١٣. الابتلاء ١٠٦-١١ح . الله يبتلي ١ ( ٥٢ )

عودة مرة أخرى إلى قصة موسى بعد نجاتهم من فرعون. وما أعجلك عن قومك: أي ما الذي دفعك إلى أن تسبقهم. هم أولاء على أثري: أي متبعين أثري واتجاه وجهتي. يبدو أن موسى ترك قومه بعد رحيلهم من مصر واجتيازهم البحر قبل أن يصلوا إلى المكان الذي سينتظرونه فيه شوقا للقاء ربه ورضاه. فأوصى هارون بما يجب. فتنا قومك: أي ابتليناهم بالسامري. من بعدك: أي بعد انصرافك عنهم. وأضلهم السامري: أي جعلهم يعبدون عجلا ويعتقدون أنه إله موسى. السامري: أنظر الآية ( ٨٧-٢٠ )


● فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمُ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي ( ٨٦-٢٠ )

موسى ٢٦-٧٧ . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ب . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٦

أسفا: حزينا مع شدة الغضب. وعدا حسنا: ومن هذا الوعد إتيانكم التوراة. أفطال عليكم العهد: والعهد هنا وعده لهم بالرجوع إليهم. يحل: يحق وينزل. غضب من ربكم: غضب كما جاء في الآية ( ٨١-٢٠ ) . فأخلفتم موعدي: أي فتخليتم عن وعودكم لي بإطاعة الله وموعدي معكم لطول غيابي عنكم.


● قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ( ٨٧-٢٠ )

بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ت

ما أخلفنا موعدك: أي ما أخلفنا وعدنا لك بإطاعتك في انتظار أن تأتينا بأوامر الله. بملكنا: بإرادتنا. حملنا أوزارا: أي بالرغم عنا حملنا معنا ما ليس لنا وذلك حرام ( فخروجهم المسرع بالليل منعهم من أن يردوا الحلي إلى أصحابها القبط ) . وهذا الحلي أصبح أثقالا وذنوبا بالنسبة لبني إسرائيل ما داموا يحملونه لأنه ليس ملكهم. زينة القوم: أي ما كان يحلى به قوم فرعون استعارته نساء بني إسرائيل من نساء القبط. فقذفناها: أي تخلصنا منها وألقيناها في النار. فكذلك ألقى السامري: ألقى الحلي في النار أو قبضة من تراب زعم أنها من أثر الرسول. كأنهم يقولون أنهم كانوا لا يعلمون القصد من ذلك في أول الأمر. السامري: يظهر والله أعلم أنه ينسب إلى قرية من قرى مصر في زمان فرعون قيل اسمها السامرة وليست التي قرب نابلس حديثة العهد أي تسعة قرون قبل المسيح عليه السلام. فأعداء الإسلام والذين في قلوبهم زيغ يريدون أن يبطلوا كلام الله بأفواههم فيجعلون بما لا يعلمون عن قصد أو غير قصد خطأ تاريخيا في كلام الله. ولو انتبهوا لتساءلوا لماذا دقق القرآن في هوية مضل بني إسرائيل وهو السامري ونفى عن هارون ما ينسب الجهلة له أنه هو من صنع العجل.


فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ( ٨٨-٢٠ ) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ( ٨٩-٢٠ )

( ٨٨-٢٠ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ث . ( ٨٩-٢٠ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ث . الشرك ٥٧-١٥د-١٥ش٧

فأخرج لهم: أي فصاغ لهم. عجلا جسدا: أي تمثالا مجسدا في صورة عجل صنعه من ذهب حليهم لأنهم وهم في مصر ورغم توحيدهم لله كانوا متأثرين بآلهة القبط ومنها العجل. والجسد في القرآن هو من لا حياة فيه كما قال تعالى في قصة سليمان: " وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ". خوار: خوار كصياح البقر بمرور الريح ربما من مضيق أنابيب جعلها السامري بمهارة في وسط جسده. أي كان مصطنعا بدون إرادة ودون كلام يخاطب به الناس . فقالوا هذا إلهكم وإله موسى: أي الضالون من بني إسرائيل نطقوا بذلك تلقائيا لما رأوا أمامهم عجلا من ذهب له خوار. والسامري كان يتوقع قولهم ذاك لأنه يعرف طبيعتهم وقد طالبوا موسى بأن يجعل لهم إلها مجسدا فنهاهم. فلما أخرج لهم السامري العجل وصفوه مباشرة بالإله. وهذا يبين مدى جهلهم. فنسي: هذا من تتمة كلام الضالين من بني إسرائيل: هذا العجل هو إلهكم وإله موسى لكنه نسي. نسي من يكون إلهه فتاه يبحث عنه. لذلك لا نراه يعود إلينا. وكانت هذه تهمة ضد موسى بفقدان الذاكرة ليفسروا عدم عودته في الوقت المحدد. ألا يرجع إليهم قولا: أي العجل لا يجيبهم. أما خواره فكان مصطنعا من غير إرادة ودون كلام.


● وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ( ٩٠-٢٠ ) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ( ٩١-٢٠ )

بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ج

من قبل: أي قبل رجوع موسى. فتنتم به: أي ابتليتم به. لن نبرح عليه عاكفين: أي لن نزول عن الاعتكاف عليه. عاكفين: الاعتكاف هو أن تظل قرب معبودك تعبده. حتى يرجع إلينا موسى: حتى يرجع فنسمع كلامه فيه. فكانوا يعتبرون عدم رجوعه حجة لهم لأنهم اتهموه بالنسيان. أي نسي كل شيء.


● قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ( ٩٢-٢٠ ) أَلَّا تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ( ٩٣-٢٠ ) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ( ٩٤-٢٠ )

بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢خ

ألا تتبعني: أي لماذا لم تفارقهم وتتبع أثري في الطور ؟ وقيل: لماذا لم تتبع أمري ومنهجي في ردعهم بل ومقاتلتهم ؟ ودخول الظرف " إذ " بعد "ما" الاستفهامية يفرض زيادة اللام النافية على " أن" لتبقي نفس المعنى وهو "ما منعك أن تتبعني ". وهذا كما في قوله تعالى أيضا: " ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك". أفعصيت أمري: أفعصيت أمري لما قلت لك: " اخلفني في قومي ". أكنت أنا سأتركهم يعبدون العجل ؟ فرقت بين بني إسرائيل: أي إن فارقتهم تبعني بعضهم وبقي الآخرون. وإن حاربتهم مع من تبعني اشتدت الفرقة بيننا وبينهم. ولم ترقب قولي: أي لم أتبع أمرك.


● قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ( ٩٥-٢٠ ) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ( ٩٦-٢٠ ) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ( ٩٧-٢٠ ) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ( ٩٨-٢٠ )

( ٩٥-٩٦-٢٠ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ر . ( ٩٧-٢٠ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ر . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٣٠ . ( ٩٨-٢٠ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٢ر . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب-٧ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١

فما خطبك: ما شأنك وما تقول في ما فعلت ؟ بصرت بما لم يبصروا به: هنا يحكي السامري لموسى كيف أقنع بني إسرائيل بالتخلص من حليهم. فقال لهم: بصرت بما لم تبصروا به. أي علمت ورأيت ما لم تروا. رأيت الرسول ( ربما يقصد به رسول الله جبريل ) فعلمت أن علي أن آخذ من تراب أثره المبارك لألقيه مع حلي قوم فرعون لأنه لا يحل لنا. فاقتنع بنو إسرائيل بقوله وقد أبطأ عليهم موسى ولم يدروا ما عليهم فعله بحليهم فانساقوا لكلام السامري فألقوه. فنبذتها: ألقيتها. سولت: زينت وسهلت. وهذا اعتراف منه بأن نفسه هي التي أوحت له بكل ذلك. أي كان ذلك من مكره وخداعه لكي يصنع لهم عجلا من ذلك الذهب وكان يتوقع منهم أن يعبدوه. وهذا يوحي بأن السامري كان مشركا في مصر يعبد عجلا فحن إلى إلهه واستغل سذاجة كثير من بني إسرائيل. فاذهب: أي غادرنا. لا مساس: وهذا أمر الله بلغه إليه موسى وهو أن لا يمسه أحد أو يمس أحدا حتى يموت. قيل لكيلا يلتهب مرض أصيب به كعقاب له في الدنيا على ما فعل. وإن لك موعدا: هو يوم القيامة لعذابك. لن تخلفه: أي ستحضره ولن تغيب عنه. لننسفنه: لنذرينه. اليم: البحر. وسع كل شيء علما: أي يحيط بكل شيء علما. كل شيء مهما تفرعت أشكاله ومشاكله داخل في علمه. ولا يوجد شيء خارج عن علمه. وهذه الحقيقة من صفات الألوهية.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة