U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

6- تفسير سورة الأنعام من الآية 21 إلى الآية 41

   

6- تفسير سورة الأنعام من الآية 21 إلى الآية 41

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( ٢١-٦ ) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ( ٢٢-٦ ) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتَهُمُ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ( ٢٣-٦ ) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( ٢٤-٦ )

( ٢١-٦ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢١د-٢٤ . أعمال الكافرين ٦٣-٩ت . ( ٢٢-٦ ) الشرك ٥٧-٣٧ح٢ . ( ٢٣-٢٤-٦ ) الشرك ٥٧-٣٧خ

ومن أظلم: أي لنفسه في حق الله. كذبا: وهو الشرك أو تنسب لله ما لم يقل. بآياته: أي بآيات القرآن. لا يفلح الظالمون: لن يفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة. الظالمون: الظالمون في معتقدهم وأعمالهم. نحشرهم: نجمعهم. فتنتهم: وهي هنا فتنة ردة فعلهم مع الاضطراب والخوف اللذين هم فيهما يوم حشرهم وسؤالهم. بمعنى سيقسمون يومئذ على أي شيء لم يكونوا يعتقدونه حقا لعلهم ينجون من عذاب الآخرة. انظر كيف كذبوا على أنفسهم: أي تأمل يا نبي الله كيف يقولون عكس ما كانوا يعتقدون ويفعلون. وضل عنهم ما كانوا يفترون: أي غاب عن ذهنهم في تلك اللحظة ما كانوا يفترون فأقسموا أنهم لم يكونوا مشركين. ما كانوا يفترون: أي آلهتهم الباطلة.


وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمُ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ( ٢٥-٦ )

الأمثال ٤٦-١٥ت . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٨ح-١٨د١ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٢ث-١٣خ-١٤ج٢ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٨ذ . القرآن ٩-٤٢ح-٤٢ع

ومنهم: من المشركين. أكنة: أغطية. يفقهوه: أي القرآن. وقرا: صمما. أساطير الأولين: حكايات كتبها الأولون.


● وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْئَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( ٢٦-٦ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٤ . أعمال الكافرين ٦٣-١٣ت . القرآن ٩-٤٢ت

ينهون عنه: أي عن القرآن. وينئون عنه: أي يتباعدون عنه. وإن يهلكون إلا أنفسهم: أي يميتونها إذ لا يحيونها بالإيمان بالقرآن وبذكر الله.


● وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( ٢٧-٦ ) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( ٢٨-٦ )

( ٢٧-٦ ) جهنم ١١٥-ب٥ر . ( ٢٨-٦ ) طبيعة الكافرين ٦٢-١٤ج٨-١٤ز . جهنم ١١٥-ب٥ر

وقفوا على النار: أي تمت مسيرتهم إليها ولن يتجاوزوها ورأوا أنها هي مآلهم الوحيد. وهم حينها فوق قناطر جهنم بعد دخولهم إليها وأيضا لما كانوا حولها في الديوان العسير. نرد: أي إلى الدنيا لنعبد الله هذه المرة. بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل: أي بدت لهم حقيقة طبيعتهم التي كانوا يخفونها عن بعضهم البعض وعن الناس وهم في الدنيا فعلموا أن تمنيهم للعودة إليها لا جدوى منه. لو ردوا لعادوا إلى شركهم وكفرهم. فأبطل الله تمنيهم في أعينهم فيئسوا من حقيقة أنفسهم. فهم يعلمون أن الرجوع إلى الدنيا لنفس الاختبار سيكون طبعا بعد محو ما شهدوا في الآخرة من ذاكرتهم تماما لأن الإيمان بالغيب يقتضي ذلك. ردوا: أي إلى الدنيا. لما نهوا عنه: أي الشرك والمعاصي. وإنهم لكاذبون: أي تمنيهم كذب لأنهم يعلمون أنهم سيكفرون ويشركون إن أعيدوا إلى الدنيا. فعودتهم إليها ستكون كالذي أطال الله عمره وهو كافر لا ترجى منه توبة.


● وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ( ٢٩-٦ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٥أ-٣٩ب

إلا حياتنا الدنيا: أي لا يوجد غيرها في عالم علوي. لا آخرة تنتظر.


● وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ( ٣٠-٦ )

يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣ . جهنم ١١٥-ب٤٠

وقفوا على ربهم: أي وقفوا على ما يكون من أمر الله فيهم.


● قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ( ٣١-٦ )

البعث ١١٣-٨ص٤ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٢٧ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٩ )

يا حسرتنا: يا ندامتنا. على ما فرطنا فيها: أي على ما قصرنا في الدنيا ولم نستعد للآخرة. فالدنيا مذكورة في الآية قبل السابقة. وهم يحملون أوزارهم: أي عندما يحملون أوزارهم سيقولون يا حسرتنا ... أوزارهم: أثقال ذنوبهم ستكون مجسدة وسيحملونها شيئا فشيئا أثناء مرورهم من مواقف أرض المحشر حتى يصلوا بها إلى الميزان الأعظم. وستفوق حسناتهم لأنهم كفار وسيحملون الفارق السيئ إلى الأبد فوق ظهورهم. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود.


وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ٣٢-٦ )

الحياة الدنيا ١٠-٥-١١٠ . الآخرة ١١٢-٣

وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو: لعب ولهو باستثناء ما يرضي الله فيها. فإن لم تكن في ذكر الله أو عمل صالح محمود فأنت غالبا في لعب ولهو لا تؤجر عليهما. ومن غايات اللعب لهو النفس لتنشغل عما يملها. أما في الجنة فلا شيء يمل أهلها.


قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيُحْزِنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ( ٣٣-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أخ-٣٦ب أ٢ . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٨ب . آيات الله ٤٢-٤

" قد " تدل على التحقق في الماضي والتوقع في المضارع بل تقلب المضارع ماضيا. الذي يقولون: أي أنك مجنون أو شاعر أو كاهن وغير ذلك من التكذيب والأذى من القول. لا يكذبونك: لا يكذبونك لأنهم يعلمون صدقك لكنهم يجحدون بآيات الله ولا يريدون ما أتيت به كجعل الآلهة إلها واحدا. الظالمين: وهم المشركون.


● وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ( ٣٤-٦ )

الرسل ١٠-٢٩أ-٤٢-٤٩ . محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أخ-٤٠ت . الابتلاء ١٠٦-١١أ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٩

لكلمات الله: أي لوعوده وقضائه وأوامره وكلامه. وهنا وعده بنصر رسله.


● وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( ٣٥-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أض٨ . المعجزات ٤٣-٤ط . الهداية ٤٨-١١ت . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٩-٣٠

لو استطعت أن تأتي بآية من الأرض أو من السماء لفعلت رجاء إيمانهم لكن الهداية من عند الله لأن هذا الصنف من المعجزات لا يكفي لكي يتبع الناس الهدى . كبر عليك: شق وعظم عليك. تبتغي: تطلب. نفقا: سربا في الأرض تنفذ منه إلى مكان آخر. سلما: مصعدا. بآية: أي معجزة.


إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ( ٣٦-٦ )

الهداية ٤٨-٣٣د . طبيعة المؤمنين ٧٠-١١-٣٩ت . البعث ١١٣-٤أ . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٥ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ )

بيان لما في الآية السابقة. إنما يستجيب: أي يستجيب لدعوة النبي ﷺ إلى الإسلام. يسمعون: أي يسمعون سماع تدبر وقبول. وكل ميت سيبعثه الله حتى موتى القلوب وهم الكافرون.


● وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( ٣٧-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أض١ . المعجزات ٤٣-١ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٣أ . القدير ١ ( ١٥ ) ٧ج

آية: وهي هنا معجزة حسية. أكثرهم : أكثرهم لأن فيهم من يرى الحق ولا يتبعه كرها له وتكبرا أو إن الله لا يعمم ليخرج نسبة منهم من هذه الحقيقة لعلها تؤمن.


● وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ( ٣٨-٦ )

القرآن والعلم ٤٥-٢٥ث . يوم الحساب ١١٤-٢١ث . الكتاب الخالد ٣-١٠ . المحصي ١ ( ١٦ ) ١ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

ما فرطنا في الكتاب: أي ما تركنا شيئا يخص كل دابة وكل طائر وكل شيء على الإطلاق لم نكتبه في اللوح المحفوظ. كل الحيوانات ستحشر يوم القيامة. يحشرون: يجمعون.


● وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( ٣٩-٦ )

الأمثال ٤٦-١٥ت . الهداية ٤٨-٣٥ذ٥ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٣خ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٨ز . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ب-٧ت . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٠

صم: أي لا يسمعون كلام الله. وبكم: أي لا يرددون كلام الله ولا يذكرونه. الظلمات: أي في ظلمات الجهل والكفر التي تؤدي صاحبها إلى ظلمات جهنم. أي لا يبصرون نور الحق. من يشأ الله يضلله ...: بيان وتوضيح لما قيل في أول الآية.


● قُلْ أَرَأَيْتَكُمُ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ٤٠-٦ ) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ( ٤١-٦ )

( ٤٠-٦ ) الإنسان ٥١-٢١ت١ . الشرك ٥٧-١٥ش٢ . أدعية المؤمنين ٦٩-٣ج٣ . ( ٤١-٦ ) الإنسان ٥١-٢١ت١ . الشرك ٥٧-١٥ش٢ . أدعية المؤمنين ٦٩-٣ج٣-٤ح . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٣ . المجيب ١ ( ٦٤ ) ٩

أرأيتكم: أخبروني أو هل تصورتم ؟


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة