U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

6- تفسير سورة الأنعام من الآية 91 إلى الآية 111

   

6- تفسير سورة الأنعام من الآية 91 إلى الآية 111

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ( ٩١-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦ب ج . بنو إسرائيل ٥٥-٩أج . اعتقادات الكافرين ٦٠-٤-٢٤ب . أعمال الكافرين ٦٣-٣٤ . التوراة ٦-٤أ . القدير ١ ( ١٥ ) ٥ . الله يوحي ١ ( ٣٧ ) ٣ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٢

وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ....: أي لم يعرفوه حق معرفته إذ نفوا عنه رسله. قد تعني هذه الآية كل الناس ومنهم مشركو قريش الذين يقولون نفس القول فخاطبهم الله جميعا وكذا بني إسرائيل من خلالهم. وقيل هذا من قول رجل أو جماعة من اليهود يقصدون به القرآن خصوصا . وتتمة الآية فيها خطاب واضح لبني إسرائيل يفضح ما يفعلون بالتوراة. وكل من قال ذلك فهو كافر لأنه لا يقدر الله حق قدره. تجعلونه قراطيس: أي منكم أيها الناس ( وهم بنو إسرائيل ) من يخفي كثيرا مما أنزل الله ولا يبدي منه إلا القليل. فمنكم من يكفر بالرسل ومنكم من يتلاعب بما أوحي إليهم. قراطيس: أوراق مكتوبة مفرقة لكي تبدوا وتخفوا من التوراة ما تشاؤون. أنتم ولا آباؤكم: يتعلق الأمر دائما ببني إسرائيل الذين تعلموا من التوراة. فكيف يقول بعضهم أن الله لم ينزل على بشر من شيء ؟ أما تعليم العرب فبالقرآن المذكور في الآية التالية " وهذا كتاب مبارك مصدق الذي بين يديه ". ذرهم: اتركهم. خوضهم: وخوضهم هو تخليط الحق بالباطل.


● وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( ٩٢-٦ )

إيمان المؤمنين ٦٨-١٤ث . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ . الصلاة٧٨-١٢ب . القرآن ٩-١

استئناف لما قيل في الآية السابقة يؤكد أن الله أنزل أيضا القرآن مصدق لما نزل قبله. مبارك: مصدر بركة. أم القرى: هي مكة. وهي أم كل القرى. لكل بلد قرى وأم قرى كما قال تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا. والقرية الأم هي أول القرى التي نشأت في بلد ما ثم نشأت حولها قرى أخرى أو هذه القرى تابعة لها. وأول بيت وضع للناس هو الذي بمكة. يؤمنون به: أي بالقرآن. يحافظون: يحافظون على الصلاة بأركانها وفي أوقاتها.


وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمُ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ( ٩٣-٦ )

العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٢٠ج . طبيعة الكافرين ٦٢-١٤س٤-١٤س٥-١٤ط١ . الموت ١١٠-١٤ب٣-١٥ب . الملائكة ٢-١

استئناف في موضوع تنزيل الكتاب. ومن أظلم: أي لنفسه إذ يعرضها لأشد العذاب ولحق الله. والإعراض عن الإسلام ظلم عظيم . افترى على الله كذبا: أي يحل ويحرم باسم الله كذبا أو يشرك به ويكذب الحق. قال أوحي إلي: وهو مسيلمة أو غيره والله أعلم. سأنزل مثل ما أنزل الله: قيل نزلت في عبد الله بن أبي سرح الذي كان يكتب الوحي لرسول الله ﷺ ثم ارتد ولحق بالمشركين وقال ما قال. وقوله " سأنزل " بدل " سأقول" هو استهزاء بالنبي ﷺ وبالقرآن الذي يخبر الناس بأنه تنزيل من عند الله. الظالمون: وهم كل الكافرين والمشركين والمجرمين. غمرات الموت: أي سكراته وشدائده. فهو يغمر الإنسان ويغطيه فلا يعد يرى غيره. باسطوا أيديهم: أي لقبض الروح. أخرجوا أنفسكم: فالملائكة يخرجون أرواح الكفار بشدة وعنف وينهرونهم بهذه الطريقة ويضربونهم ويخبرونهم بالنبأ المهو ل . قال تعالى عنهم ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ( ١-٧٩ ) . أما أرواح المؤمنين فيسلها ملائكة الرحمة برفق ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ( ٢-٧٩ ) فالنازعات والناشطات صنفان من ملائكة الموت والله أع لم ) . الهون: هو الهوان والذل.


● وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمُ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ( ٩٤-٦ )

الشرك ٥٧-٣٧ح٤-٣٧د-٣٧ظ . يوم الحساب ١١٤-٢٦أ١

بعد خطاب الملائكة للظالمين أثناء موتهم يأتي خطاب الله لهم وهم بين يديه. كما خلقناكم أول مرة: أي بنفس المقاييس. ويدخل هنا حجم الإنسان وطوله. أي سيبعث الله الناس بطول آدم لما خلقه في مستوى جنة المأوى الدنيوية أي مقارنة بطول الملائكة. أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود. هذا مثل قوله تعالى: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ( ١٠٤-٢١ ) خولناكم: ي أي أعطيناكم وملكناكم. وراء ظهوركم: يعني خلفكم أي بعد موتكم. شفعاءكم: أي أصنامكم التي كنتم تدعون أنها ستشفع لكم. تقطع بينكم: أي تفرق الاتصال بينكم. وضل: وغاب. تزعمون: تزعمون أنهم شركاء الله.


● إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ( ٩٥-٦ ) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَاعِلُ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ( ٩٦-٦ )

( ٩٥-٦ ) الله والخلق ٤٠-٤٣ب . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٦أ . ( ٩٦-٦ ) الله والخلق ٤٠-١٩-٢٠ث-٢٢ث . الكتاب الخالد ٣-٢٥ذ . الله النور ١ ( ٤٣ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣

فالق الحب والنوى: أي شاق النواة والحبة فيخرج منهما النبات والشجر والثمار. أي الحياة. يخرج الحي من الميت ...: أي يخرج النبات من الحب الميت اليابس ويخرج الحب من النبات الحي. وأيضا يجدد خلايا كل الكائنات الحية. ففي نفس الوقت خلايا تولد مكان أخرى تموت وتنصرف. تؤفكون: تصرفون عن الحق. فالق الإصباح: كاشف الصبح أو الفجر بشق ظلمة الليل. سكنا: أي يسكن فيه الخلق ويرتاحون من تعبهم . والشمس والقمر حسبانا: أي سباحتهما في أفلاكهما بحساب تام. العزيز: الغالب على ما ذكر. العليم: كل ما يفعل يفعله بعلم شامل تام.


● وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ٩٧-٦ ) وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ( ٩٨-٦ )

( ٩٧-٦ ) القرآن ٩-٨ر . آيات الله ٤٢-٣أ . القرآن والعلم ٤٥-٨ج . ( ٩٨-٦ ) القرآن ٩-٨ر . الله والخلق ٤٠-٥٠ب . آيات الله ٤٢-٣أ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٤

قد فصلنا الآيات ...: أي بيناها بالتفصيل. و لا بد من العلم والعقل وحسن التفكر والتدبر لفهم آيات القرآن وعلومه. فمستقر ومستودع: المستقر هو مكان حياة الإنسان والمستودع مكان موته ومكان قبره وأيضا مكان روحه بعد الموت .


● وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( ٩٩-٦ )

الله والخلق ٤٠-٣٧-٤٠-٤٣ت٢ . آيات الله ٤٢-١٩ح . القرآن والعلم ٤٥-٢٩ح

فأخرجنا به: أي بالماء. فأخرجنا منه: أي من النبات. حبا متراكبا: أي مركبا بعضه بعضا كسنابيل الحنطة وغيرها. طلعها: وهو أول ما يخرج من ثمر النخل. قنوان: ج قنو. وهو العذق وهو من النخل كالعنقود من العنب. دانية: متدلية. مشتبها وغير متشابه: أي في الشكل والطعم. أثمر: أخرج ثماره. وينعه: نضجه. لقوم يؤمنون: أي هؤلاء يرون أن كل ذلك من آيات الله على وجوده وصنعه.


وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَّقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ( ١٠٠-٦ )

الجن ٤٩ -١٥ب . الشرك ٥٧-١٩ب-١٩ج . ذكر الله ٧٦-٢٢ب٢ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ١٧ب . ذكر الله ٧٦-٤

وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم: أي جعلوا الجن شركاء لله أو منتسبين له وهو خلقهم. فأطاعوهم واستعاذوا بهم. فكان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن. وخرقوا: أي اختلقوا. سبحانه: تنزه وتعالى. عما يصفون: أي في افترائهم على الله بأن له شركاء.


بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ١٠١-٦ ) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ( ١٠٢-٦ )

( ١٠١-٦ ) الواحد ١ ( ٣ ) ١٧ب . الخالق-البديع ١ ( ١٩ ) ٠-١ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١ . ( ١٠٢-٦ ) الخالق ١ ( ١٩ ) ١ . الوكيل ١ ( ٤٨ ) ٢أ . الرب ١ ( ٢٢ ) ٢

بديع: مبدع ومخترع على غير مثال سبق. وكيل: هو الموكول إليه أمور كل شيء.


● لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ( ١٠٣-٦ )

اللطيف ١ ( ٨ ) . الظاهر-الباطن ١ ( ٢٦ ) ١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٤

لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار: أي إن الأبصار لا تدركه من تلقاء نفسها بل هو من يدركها أي من يتجلى لها . ولا يتجلى إلا لمن يريد . وبطريقة أخرى لا يمكن لأحد أن يراه إلا إذا هو أراد . ومعلوم أن هذا لن يقع لأحد في الحياة الأولى . وسيراه المؤمنون في الآخرة وهم في الجنة. اللطيف: ذو اللطف والرفق . وله معنى آخر: الذي هو متسرب بصفاته ( ببصره وسمعه وعلمه ... ) في جميع الأشياء ولا يمنعه حاجز مهما كان صلبا . الخبير: العليم ببواطن الأمور وتصرفاتها.


قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ( ١٠٤-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٤أ . الهداية ٤٨-١٠أ . يوم الحساب ١١٤-٣٢ج

قد جاءكم بصائر: أي حجج وبراهين وبينات تبصرون بها الحق. وما أنا عليكم بحفيظ: أي لست برقيب يحفظكم من كفركم وخسران أنفسكم. ونزلت هذه الآية على لسان الرسول ﷺ كما يستنتج من آخرها وكما هو مبين أيضا في التالي: " وما جعلناك عليهم حفيظا " ( ١٠٧-٦ ) . أما الله فهو على كل شيء حفيظ. وتقديرها: "قل قد جاءكم بصائر ..."


وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ١٠٥-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أص٢ . القرآن ٩-٧ذ٤-٨ز-٨س٣ . آيات الله ٤٢

وكذلك: أي كما ذكر في الآية السابقة. نصرف الآيات: نكررها بأساليب مختلفة. وليقولوا درست: درست لأن علم التصريف يقتضي علما ودراسة. درست: أي تعلمت بدراسة الدين لا من الوحي. ولنبينه لقوم يعلمون: فبتصريف الآيات تتضح المعاني.


● اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ( ١٠٦-٦ ) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ( ١٠٧-٦ )

( ١٠٦-٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٢١ش-٣٦ب ج . ( ١٠٧-٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٤أ . الهداية ٤٨-١٠أ-١١ت . الشرك ٥٧-١٣خ٣-٣٥ب٢ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٩أ

ولو شاء الله ما أشركوا: ولو شاء لهداهم لكن لا يستحقون الهداية فتركهم على شركهم الذي ابتدعوه حتى يبعثهم على ذلك ويحاسبهم . حفيظا: أي أنت لا تحفظ المعرضين من خسران أنفسهم. بوكيل: لست موكلا بهم ليؤمنوا.


● وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ١٠٨-٦ )

الهداية ٤٨-٣٥ذ٧ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ . المؤمنون والمشركون ١٠٢-ب٣ . المؤمنون والكافرون ۱ ٠ ۳- ت٣ . مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٨ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

عدوا: أي اعتداء وظلما. كذلك زينا ...: أي كما زينا لهؤلاء ( أي لمشركي قريش ) ما هم فيه حتى أنهم قد يسبون الله عدوا بغير علم زينا لكل أمة عملهم. وتزيين الخير من الله. وتزيين الشر من الشيطان الذي يتركه سبحانه يزين لأوليائه. وبالتالي كل تزيين فهو من الله إما مباشرة منه أو يترك الناس يستحوذ عليهم الشيطان.


● وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمُ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمُ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ( ١٠٩-٦ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أض٢ . الهداية ٤٨-١٦ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٠أ

جهد أيمانهم: أي بأقوى أيمانهم وأغلظها. آية: أي هنا معجزة. قل: أي قل لهم ولغيرهم وللكل. إنما الآيات عند الله: أي هو من يأتي بالمعجزات. وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون: أي وما يعلمكم ويقنعكم أيها المؤمنون ( والخطاب لهم لأن الله خاطبهم في الآية قبل هذه: " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله " ... وقد يدخل فيه أيضا كل الناس الذين يسمعون القرآن ) بأن الآية إذا جاءت الكفار هؤلاء وغيرهم لا يؤمنون بها لأن تلك طبيعتهم. وبعد هذه الآية بين الله أن المعجزة مهما كانت درجتها لا تكفي لأن يؤمنوا إلا أن يشاء هو سبحانه. وقال في آية أخرى: " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ( ٥٩-١٧ ) ".


وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ١١٠-٦ )

الهداية ٤٨-٣٨ج . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢١غ

ونقلب أفئدتهم وأبصارهم: أي نقلبها إلى الجهة التي لا يرون فيها نور الحق. كما لم يؤمنوا به أول مرة: فهؤلاء ختم الله على قلوبهم فور أول سماع لهم للقرآن وكفر به فتركهم يعمهون لعلمه بهم. وهم شياطين الجن والإنس. ونذرهم: ونتركهم. طغيانهم: أي تجاوزهم حدود الله. يعمهون: أي دون تبصرة وتعقل.


● وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قِبَلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ( ١١١-٦ )

الهداية ٤٨-١٦ . الناس ٥٠-١٩ب . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٠ب٢ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٣أ . الملائكة ٢-٢٤ذ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٩ب . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٥٥

وحشرنا عليهم كل شيء قبلا: أي لو جمعنا أمامهم لكي يؤمنوا ( دون إرادتنا ) كل شيء طلبوا معاينته أم لم يطلبوه. أكثرهم: أكثرهم لأن فيهم من يرى الحق ولا يتبعه كرها له وتكبرا أو إن الله لا يعمم ليخرج نسبة منهم من هذه الحقيقة لعلها تؤمن. يجهلون: أي يجهلون أن كل شيء بمشيئة الله.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة