U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

4- تفسير سورة النساء من الآية 123 إلى الآية 146

   

4- تفسير سورة النساء من الآية 123 إلى الآية 146

لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ( ١٢٣-٤ ) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ( ١٢٤-٤ )

( ١٢٣-٤ ) أهل الكتاب ٥٤-١٤ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٠ب . الخير والشر ٧٤-١٠ب ب . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٦ ) -ت٤ ( ٣٢ ) . الولي ١ ( ٥٨ ) ٦ . يوم الحساب ١١٤-٣٢ذ . ( ١٢٤-٤ ) الأمثال ٤٦-٢٧ . أهل الكتاب ٥٤-١٤ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٠ج٨ . الجنة ١١٧-ب٦د-ب٦ط . يوم الحساب ١١٤-٣٢د

ليس بأمانيكم: أي الجنة ليست بأمانيكم أيها المسلمون. وليا: من يتولى أمر الحماية وغيرها. والنصير هو من ينصر عند الطلب. أما الولي فهو أوسع مجالا من الناصر. نقيرا: النكتة أو النقرة في ظهر النواة.


● وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ( ١٢٥-٤ )

إبراهيم ﷺ ١٧-١١-٢٩ب . الإسلام ٤٧-١١أ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٥

أسلم وجهه: أي أخضع قصده ووجهته لله ودينه دون شرك. ملة: دين. حنيفا: مائلا عن الباطل إلى الدين الحق. خليلا: أي أحبه الله. والخليل هو الحبيب الذي ليس في محبته خلل.


● وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ( ١٢٦-٤ )

العليم ١ ( ٣٩ ) ١ . المحيط ١ ( ٤٠ ) ١ . الغني ١ ( ٣٢ ) ١

محيطا: محيطا بصفاته أي بعلمه وبصره ...


وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا ( ١٢٧-٤ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٥أغ٩ . الخير والشر ٧٤-٩ . النكاح ٨٩-١٠أ . اليتامى ٩٣-٣-١٠أ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٢ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٧

ويستفتونك في النساء: أي في قضاياهن وأحكامهن وحقوقهن وواجباتهن ونكاحهن وأموالهن ومهورهن. ومن ذلك ميراثهن. وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء: وهو أن تنكحوا ما طاب لكم من النساء غيرهن إن خفتم أن تظلموهن. اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن: أي تريدون معرفة حكم شرع الله في يتامى النساء اللاتي لا تعطونهن ما كتب لهن سواء من المهر أم من الميراث أم فقط من حقهن في الزواج بغيركم وترغبون أن تتزوجوهن ظانين أن ذلك سيرفع عنكم الحرج ويحل لكم أخذ حقوقهن. بل لا يجوز أن تأخذوا شيئا من ميراثهن أو من مهورهن. وإن خفتم ألا تقسطوا فيهن فانكحوا غيرهن كما تلي عليكم في القرآن. والمستضعفين من الولدان: يعني بهم هنا اليتامى الذكور الذين ما زالوا صغارا. فقد ذكر الله يتامى النساء وما يمكن أن يتعرضن له من هضم لحقوقهن في الميراث والزواج. فكان لا بد من ذكر الصغار من الذكور في هذا الباب واحترام حقوقهم أيضا في الميراث. وأن تقوموا لليتامى بالقسط: أي بالعدل في الميراث والمهر.


● وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ( ١٢٨-٤ )

النكاح ٨٩-١٨ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢

بعلها: زوجها. نشوزا: ترفعا عنها بحيث ينظر إلى غيرها. إعراضا: أي لا يكلمها ولا ينظر إليها ( سواء تزوج عليها أم لم يتزوج ) . جناح: إثم وحرج. فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما: أي لا إثم عليهما أن يتفقا على شيء يصلح بينهما دون أن يفترقا. كأن تتنازل له عن شيء من حقها كزوجة إن أرادت البقاء معه. فذلك صلح. والصلح خير من الطلاق. فأبغض الحلال إلى الله الطلاق كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود وابن ماجه. وأحضرت الأنفس الشح: أي كل من الزوجين سيتمسك بحقوقه ولا يتنازل إلا بصعوبة. الشح: هو شدة البخل. تحسنوا: تحسنوا معاشرة النساء ومعاملتهن في أي ظرف أي حتى في هذه الحالة. وتتقوا: أي تتقوا الله فيهن. خبيرا: أي عليما ببواطن أموركم.


● وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ( ١٢٩-٤ ) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ( ١٣٠-٤ )

( ١٢٩-٤ ) الأمثال ٤٦-٢٦ر . النكاح ٨٩-١٠ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠ . ( ١٣٠-٤ ) الطلاق ٩٠-١٠ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣٢

فلا تميلوا كل الميل: أي لا تميلوا تماما إلى واحدة منهن. فتذروها: أي تتركوا إحداهن. كالمعلقة: أي كالشيء المعلق ينتظر فلا هي مطلقة ولا هي تستفيد من زواجها كما يجب. وإن تصلحوا: أي في القسمة والنفقة. وتتقوا: أي تتقوا الله فيهن. غفورا رحيما: غفورا يغفر لكم بسبب تقواكم عدم عدلكم تماما بين النساء دون قصد منكم. رحيما: أي يرحم ضعفكم. يغن الله كلا من سعته: أي سيرزق كل واحد منهما زوجا آخر فيستغني به عمن سواه. من سعته: أي من فضله الكبير الواسع. وكان الله واسعا: أي وسعت صفاته كل شيء. وهو هنا واسع الفضل وفضله يسع كل شيء. حكيما: أي سيتصرف تجاه المطلقين بحكمته.


● وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ( ١٣١-٤ ) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ( ١٣٢-٤ ) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا ( ١٣٣-٤ )

( ١٣١-٤ ) أهل الكتاب ٥٤-١أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١ .لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ٢ . الغني ١ ( ٣٢ ) . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢١ . ( ١٣٢-٤ ) الوكيل ١ ( ٥٨ ) ٩ . الغني ١ ( ٣٢ ) . الكافي ١ ( ٧٧ ) ٣ . ( ١٣٣-٤ ) الناس ٥٠-٣٢ب . القدير ١ ( ١٥ ) ٧ث

وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض: أي له غيركم قانتون له. أو هو الغني يملك ما في السماوات والأرض وأنتم الفقراء إليه. غنيا حميدا: غني عن عبادتكم له لقوله: " وإن تكفروا ". محمود لذاته حتى وإن كفرتم. وكيلا: حافظا أو نصيرا أو كفيلا. يذهبكم: يفنيكم.


● مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ( ١٣٤-٤ )

الحياة الدنيا ١٠-٥-٢٠ . الأجر في الدنيا ۱ ٠٨-١ . الآخرة ١١٢-٤ . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٥ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٦ . عند الله ١ ( ٦٦ )

سميعا بصيرا: ليس غافلا أي يسمع أقوالكم وخواطركم في ما تريدون وما لا تريدون ويبصر أعمالكم وسعيكم.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمُ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ( ١٣٥ -٤ )

شريعة الله ٨٦-٣-٤-٦ . كتمان الشهادة ١٠٠-٢ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢

بالقسط: بالعدل. إن يكن غنيا أو فقيرا ...: أي إن يكن المشهود عليه أو له فقيرا أو غنيا .... أي لا يمنعكم من قول الحق لا القرابة ولا الحالة الاجتماعية للمشهود له أو عليه. ثم ختم الله بعدم اتباع الهوى في العدل. وهذا أعم ويشمل كل الحالات. فالله أولى بهما: أي أولى بالفقير وبالغني قبل تعرضهما لحكمكم. يعني أنظر لهما من كل ناظر وأعلم بمصالحهما. لذلك شرع قول الحق ليجنبهما حساب الآخرة. فلا تتبعوا ...: أي لا تتبعوا الهوى فتميلوا عن الحق. وإن تلووا: أي تحرفوا الشهادة هنا. أو تعرضوا: أي عن الإدلاء بالشهادة. خبيرا: يعلم تفاصيل بواطن أموركم.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ( ١٣٦ -٤ )

طبيعة الكافرين ٦٢-١١أ-١١ذ . إيمان المؤمنين ٦٨-١٤أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ب-٩ح

آمنوا: هذا تذكير للمؤمنين بمداومة الإيمان بما ينزل الله من آيات وبما يأمرهم به رسوله ﷺ لكيلا ينقص. والكتاب الذي أنزل من قبل: أي كتب الله كالتوراة والإنجيل وغيرهما. بعيدا: بعيدا عن الحق والصواب.


● إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ( ١٣٧-٤ )

الهداية ٤٨-٣٤د . التوبة ٧٥-٦ب . يوم الحساب ١١٤-٤٦ . الله لا يغفر للأشخاص التاليين ١ ( ٧٢ ) ٢

هؤلاء لن يهديهم الله إلى التوبة ليغفر لهم. ولن تقبل توبتهم كما جاء في سورة آل عمران ( ٩٠-٣ ) . أما في الآخرة فلن يغفر لمن مات كافرا سواء كفر مرة أو عدة مرات.


بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( ١٣٨-٤ ) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ( ١٣٩-٤ )

( ١٣٨-٤ ) محمد ﷺ ٣٩-٣٨ب ت . المنافقون ٥٨-٢١ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٣ ) . ( ١٣٩-٤ ) المنافقون ٥٨-١٩ظ١ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . العزيز ١ ( ١٥ ) ١أ

بشر المنافقين: فما داموا لا يخافون من الإنذار بالعذاب الأليم فليأخذوا عنك ما ينتظرهم كبشرى. وهذا من باب التهكم. أولياء: أولياء يتولون أمورهم أو حلفاء. أيبتغون عندهم العزة: أيطلب المنافقون العزة عند الكافرين ؟ العزة: القوة والغلبة.


● وَقَدْ نُزِّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمُ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمُ إِذًا مِثْلُهُمُ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ( ١٤٠-٤ )

المنافقون ٥٨-٢١خ . المؤمنون والكافرون ۱ ٠ ۳- ت٤ . القرآن ٩-٣٦ب . جهنم ١١٥-ت

حديث غيره: حديث آخر ليس فيه استهزاء بالقرآن. إنكم إذا مثلهم: أي إن بقيتم معهم وهم يستهزئون. وحسب السياق يفهم أن المنافقين يجالسون الكفار وهم يستهزئون بالقرآن.


● الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ( ١٤١-٤ )

المنافقون ٥٨-١٩ط . يوم الحساب ١١٤-٢٨ . الحكم- الفتاح ١ ( ٦٧ ) ١١ج

يتربصون بكم: أي ينتظرون بكم الدوائر والحوادث. وهم المنافقون حسب السياق. فتح: أي نصر وغنيمة. وإن كان للكافرين نصيب: نصيب من الظفر كما وقع يوم أحد. قالوا ألم نستحوذ عليكم: قال المنافقون للكفار: ألم نستولي عليكم وكنا سنتمكن من قتلكم وأسركم لولا خذلنا للمؤمنين. ونمنعكم من المؤمنين: أي كنا نثبطهم ونخذلهم لنصرفهم عنكم. فالله يحكم بينكم ...: فالله سيحكم فيما وقع بينكم من حرب ودماء في الدين وفتوحات. وفي هذا المجال انتصار المسلمين مأجور إن كان لوجه الله طبقا لشرعه. وانتصار الكفار معاقب لأنه كان لأجل الطاغوت والدنيا. ولا حجة للكافرين على المسلمين في هذا الباب.


● إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( ١٤٢-٤ ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ( ١٤٣-٤ )

( ١٤٢-٤ ) المنافقون ٥٨-٦ب-٦ت-٨أ . ذكر الله ٧٦-١٧ . الصلاة٧٨-٢٣ .مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٤ . ( ١٤٣-٤ ) المنافقون ٥٨-١٥ج . طبيعة الكافرين ٦٢-١٤خ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤

يخادعون الله: أي لا يخلصون له العبادة التي فرضت عليهم لأنهم لا يؤمنون بأنه حق فيظهرون الإيمان ويبطنون الكفر في قلوبهم كرها خشية من المسلمين. وكونهم سيحلفون له يوم القيامة بأنهم كانوا مؤمنين يبين جهلهم العميق أن الله عليم بما في الصدور وبالتالي لا يخادع رغم أن العلم بذلك وصلهم. وهو خادعهم: خادعهم في الدنيا حيث يضلهم وفي يوم القيامة حيث سيبقيهم مع المؤمنين إلى أن يعتقدوا بأنهم منهم ثم يهوون إلى الدرك الأسفل من النار. كسالى: أي متثاقلون. يراءون الناس: أي ليراهم الناس يصلون. إلا قليلا: أي فقط عندما يراءون الناس. مذبذبين بين ذلك: أي مترددين بين المؤمنين والكافرين المذكورين في الآية السابقة. والريب هو الشك.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ( ١٤٤-٤ )

المؤمنون والكافرون ۱ ٠ ۳- ت١١خ

أولياء: أي من يتولون أموركم أو حلفاء. أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا: أي أتريدون أن تجعلوا لله حجة عليكم لتعذيبكم وقد ألح عليكم بأن لا تتخذوا الكافرين أولياء ؟ أي لا تكونوا كالمنافقين الذين يتخذونهم كذلك كما جاء في آية سابقة ( ١٣٩-٤ ) .


● إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ( ١٤٥-٤ ) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ( ١٤٦-٤ )

( ١٤٥-٤ ) المنافقون ٥٨-٢١خ-٢١د . جهنم ١١٥-ت . ( ١٤٦-٤ ) المنافقون ٥٨-٢٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ-٣٩ح . التوبة ٧٥-١٠ث . الجنة ١١٧-أ٨ج-ب٥أ-ب٨-ب٩

الدرك الأسفل: وهو أدنى طبقة في جهنم وأضيقها وأبعدها عن العرش. وحرها هو الأعظم. وسميت دركة لأن الكافر سيهوي إليها. أما الجنة فهي درجات لأن المؤمن سيرتقي إلى درجته. أنظر تفاصيل عن الدرك الأسفل وشكله في كتاب قصة الوجود. إلا الذين تابوا: أي من النفاق. واعتصموا بالله: استمسكوا بدينه. وأخلصوا دينهم لله: أي عبدوه دون نفاق.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة