U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 121 إلى الآية 138

   

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 121 إلى الآية 138

● وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ١٢١-٣ ) إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمُ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( ١٢٢-٣ )

( ١٢١-٣ ) محمد ٣ ٩-٤٣ذ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥ . ( ١٢٢-٣ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦س

حدث هذا في غزوة أحد لأن الآية التالية وهي منفصلة عن هذه تذكر المسلمين بما وقع ببدر: "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ". و كان النبي ﷺ هو من سوى الصفوف وأجلس الرماة في أماكنهم لكن هؤلاء خالفوا أمره بعد ذلك. غدوت: أي خرجت أول النهار. من أهلك: قيل من حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها. وهذا يعني أن النبي ﷺ ذهب مباشرة بعد خروجه من أهله إلى مقاعد القتال. فكان ذلك ضروريا لانتصار المؤمنين. فلو ثبتوا في تلك المقاعد لكان النصر حليفهم. تبوئ: تنزل. مقاعد: أي هنا أماكن ومواقف معينة ليثبتوا فيها. سميع عليم: أي سمع وعلم بما همت به الطائفتان كما هو مفسر في الآية التالية. طائفتان منكم: قيل هما بنو حارثة من الأوس وبنو سلمة من الخزرج هموا بالرجوع حين رجع عبد الله بن أبي فعصمهم الله. تفشلا: تجبنا. والله وليهما: أي كيف ستفشلان والله وليهما أي ناصرهما ؟ فصرف عنهما الفشل.


● وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمُ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ١٢٣-٣ ) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمُ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ ( ١٢٤-٣ )

( ١٢٣-٣ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ت-٥ص١ث٢ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١٢-٦ل١ . ( ١٢٤-٣ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٢

قوله تعالى عن هذا الإمداد: " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به ( ١٢٦-٣ ) " يبين أن ذلك حصل فعلا. أي اطمأنت قلوب المؤمنين لأنها إرادة الله. وبالتالي هذا الإمداد كان يوم بدر والآية تتمة لما قبلها. أما يوم أحد فلم تكن قلوبهم مطمئنة ولم يكن فيها إمداد بالملائكة بل فر المسلمون من ساحة القتال. وقيل أن الحوار هنا بين النبي ﷺ والمسلمين في ما يخص الإمداد كان سببه إمداد كرز بن جابر المحاربي للمشركين يوم بدر. فطمأن النبي ﷺ أصحابه بهذا المدد الإلهي.

أذلة: أذلة بقلة العدد والسلاح. فاتقوا الله لعلكم تشكرون: أي فاتقوا الله بالطاعة له لعلكم تشكرونه على ثواب تقواكم هذا ونعمه مثل انتصاركم ببدر بنصره. والآية عامة: من يتق الله يشكر الله. ومن لا يتقه لا يشكره. منزلين: أي منزلين إلى ميدان المعركة.


بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوَّمِينَ ( ١٢٥-٣ ) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( ١٢٦-٣ ) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ ( ١٢٧-٣ )

( ١٢٥-٣ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٢ . ( ١٢٦-٣ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٢ . الجهاد والقتال ٨٥-١٨أ . النصير ١ ( ٥٨ ) ١١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١ . ( ١٢٧-٣ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص١ث٢ . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٤

بلى إن تصبروا وتتقوا...: هذا من تتمة قول الرسول ﷺ يؤكد لأصحابه أن ذلك العدد من الملائكة كاف. ورغم ذلك سيمدهم الله أكثر من ذلك إن هم صبروا.... إن تصبروا وتتقوا: أي إن بقيتم صامدين أمام العدو ولا تفرون خوفا من عقاب الله. ويأتوكم من فورهم هذا: والفور في القرآن يعني الغليان. فقال النبي ﷺ للمؤمنين: إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم المشركون من غليانهم هذا الذي ترونه ... وهذا خبر عما كان عليه المشركون في تلك اللحظة يشير إليه النبي ﷺ . أي وصل المشركون إلى قمة قوتهم وجهدهم وحقدهم. مسومين: أي عليهم علامة تظهر لكم لتشجعكم. العزيز: هو الغالب بيده العزة والغلبة. الحكيم: الحكيم ينصر من يشاء تبعا لحكمته. ليقطع طرفا: أي ليهلك طائفة أو جزءا. يكبتهم: أي يحزنهم بالهزيمة.

إن إمداد الله بالملائكة لم يكن إلا أثناء القتال وليس قبلا. أي على المسلمين أولا مع قلتهم أن يواجهوا المشركين ويدخلوا المعركة وحدهم. ثم إن هم صبروا على ذلك أمدهم بجنوده. فاستغاثوا في أول المعركة فأمدهم بألف من الملائكة يردف بعضهم بعضا. وهؤلاء لم يكونوا مسومين. أي لم يعرفهم أحد. لكن أحس المؤمنون بشيء ما ينصرهم. ولما حمي الوطيس وتوقفت المعركة قليلا وعدهم الله إن هاجمهم المشركون بأن يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة منزلين ومسومين بدل الثلاثة آلاف المنزلين ودون علامة رغم أن هذا العدد الأدنى كان كافيا. وبالتالي أمد الله المؤمنين في غزوة بدر أولا بألف من الملائكة شيئا فشيئا ثم اختفوا بتوقف المعركة مؤقتا ثم أمدهم لصبرهم وتقواهم بخمسة آلاف مسومين. وكان ظهور الملائكة في صور الناس فقط أثناء القتال. وكان من معجزات هذه الغزوة.


لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمُ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ( ١٢٨-٣ ) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٢٩-٣ )

( ١٢٨-٣ ) محمد ٣ ٩-٣٤ذ١-٣٦ب ب٢ . ( ١٢٩-٣ ) محمد ٣ ٩-٣٤ذ١-٣٦ب ب٢ . الغفور- ١ ( ٧٠ ) ٨ . الغني ١ ( ٣٢ ) . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

قيل نزلت لما تكسرت رباعية النبي ﷺ يوم أحد وشج رأسه. فكان يقول: " كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله تعالى ". ليس لك من الأمر شيء: أي أمر مصيرهم عند الله. لا دخل لك في كلتا الحالتين. أو يتوب عليهم: أي يغفر لهم ويقبل توبتهم. أو يعذبهم فإنهم ظالمون: وفي هذه الحالة هم ظالمون. فالله لا يعذب إلا الظالمين. والظلم هنا الشرك والمعاصي.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ١٣٠-٣ ) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ( ١٣١-٣ ) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( ١٣٢-٣ )

( ١٣٠-٣ ) الربا ٩٦-١أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١١ . ( ١٣١-٣ ) الربا ٩٦-١أ-٥ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١٨ . جهنم ١١٥ . ( ١٣٢-٣ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١٠

الربا: هو ما زاد عن مبلغ الدين ويزيد ويتضاعف كلما تأخر التسديد. أضعافا مضاعفة: الأضعاف المضاعفة تدل على كثرة آجال التسديد دون تسديد كامل من طرف المديون. والمعنى هو أن لا تأخذوا الربا من المديون ولو كثرت آجال التسديد بلا تسديد. أي مهما تكررت الآجال فيجب ألا يرد إلا المال الذي أخذه المديون. والآية لا تجيز أكل الربا الذي لم يتضاعف بعد ولا ربا الأجل الأول لأن ذلك محرم في آيات أخرى فنزلت تمهيدا لها. وكان العرب قبل الإسلام واليهود يفعلون ذلك. تفلحون: تفوزون بسعادة الدنيا والآخرة. للكافرين: ومنهم الذين يكفرون بهذه الآية ولا يحرمون ما حرم الله.


● وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ( ١٣٣-٣ ) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( ١٣٤-٣ )

( ١٣٣-٣ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٥ح . الجنة ١١٧-ب١٠-ت٩ . ( ١٣٤-٣ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٩-٣٩ج-٣٩ح . الإنفاق ٨١-٧ب . الجنة ١١٧-ب١٤-ب٢٧ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢

وجنة عرضها: عرض جنة الخلد بنفس " الكيلومتر" هو كعرض السماوات والأرض الأولى يوم الفناء . حينها سيكون لهما أكبر عرض ( أما بالمدة الزمنية فلهما دائما نفس عرض تلك الجنة ) . أنظر التفسير في كتاب قصة الوجود ٤٥أ. أعدت: فالجنة أعدت منذ زمن قبل خلق الناس.

في السراء والضراء: أي في اليسر والعسر. في الرخاء والشدة. والإنفاق المحمود هو الذي يكون في سبيل الله أو في ما أمر أو كل إنفاق جائز في شرعه. والكاظمين الغيظ: أي الحابسين غضبهم في قلوبهم لا يظهرونه لمن أغضبهم رجاء في ثواب الله. الغيظ: الغضب. والعافين عن الناس: أي يمحون أثر كل سوء تعرضوا إليه من قبلهم.


● وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ١٣٥-٣ ) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ( ١٣٦-٣ )

( ١٣٥-٣ ) أدعية المؤمنين ٦٩-٨ث . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢١ . التوبة ٧٥-٥ت . ذكر الله ٧٦-١٥خ . الجنة ١١٧-ب٢٢ . الغفور-١ ( ٧٠ ) ٣ . ( ١٣٦-٣ ) التوبة ٧٥-٥ت . الجنة ١١٧-أ٨ث-أ١٣-ب٦غ-ب٢٣-ت٤٨ج

فاحشة: ذنبا قبيحا. ظلموا أنفسهم: أي ظلموها بذنب أو باقتراف معصية . العاملين: أي العاملين بمنهج الله وشرعه.


● قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( ١٣٧-٣ )

الأمثال ٤٦-٣١ . الناس ٥٠-١٧ج . القرون القديمة٥٣-٩ث . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٨ت

خلت: مضت وانتهت. سنن: وهي هنا نماذج إلهية من معاقبة الأمم.


هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ( ١٣٨-٣ )

القرآن ٩-٨س٣-١٧

هذا : ما ذكر في الآية السابقة والقرآن عامة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة