U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 181 إلى الآية 200

   

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 181 إلى الآية 200

● لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ( ١٨١-٣ ) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ( ١٨٢-٣ )

( ١٨١-٣ ) بنو إسرائيل ٥٥-٤ . جهنم ١١٥-ب٤٠أ . الكاتب ١ ( ٤٦ ) ٣ . السميع ١ ( ٤٩ ) ٣ . ( ١٨٢-٣ ) بنو إسرائيل ٥٥-٤ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣٨ . جهنم ١١٥-ب٤٠ح- ب٤٠

إن الله فقير: قيل لما نزل قوله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " قال اليهود: لو كان الله غنيا ما استقرض. قدمت أيديكم: أي أعمالكم التي قدمتموها للآخرة. وهي هنا أعمال السوء والكفر. وأن الله ليس بظلام للعبيد: أي لا يعاقب الحسنة بالسيئة ولا يجزي السيئة إلا بمثلها. وهو ليس بظلام حين يعذب الكافر بالنار. فهذا العقاب من تمام العدل الإلهي. فمن كفر به عذبه بالنار إلى الأبد ومن آمن به أكرمه في النعيم إلى الأبد. أنظر تفاصيل عن الحكمة من وجود جهنم في كتاب قصة الوجود ٨ب.


الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( ١٨٣-٣ )

بنو إسرائيل ٥٥-١٠

الذين قالوا: اليهود كما في الآية السابقة. عهد إلينا: أي وصانا وشرط علينا. بقربان: وهو ما يتقرب به إلى الله من نعم وغيرها. تأكله النار: أي تحرقه نار بأمر الله أو تأتي من السماء. قل قد جاءكم ...: أي اشتراطكم على الرسول قربانا تأكله النار لم يعد له مصداقية لأنكم قتلتم كل رسول قبل الله قربانه. بالبينات: بالحجج الواضحة.


فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ( ١٨٤-٣ )

محمد ٣٩-٣٦أخ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٣٤ث . الرسل ١٠-١٩ح

فإن كذبوك: اليهود حسب السياق وغيرهم أيضا. بالبينات: بالحجج الواضحة. والزبر: الكتب. والكتاب المنير: الكتاب الذي ينير الطريق إلى الله بنوره. وأعظم الكتب قبل القرآن: التوراة والإنجيل. والزبر هي ما أوتي مختلف الأنبياء من كتب أو صحف. وهي أيضا منيرة لأنها من عند الله.


كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ( ١٨٥-٣ )

الحياة الدنيا ١٠٥-٩أ . الموت ١١٠-٥أ . يوم الحساب ١١٤-١٢ج . الجنة ١١٧-أ٩

كل نفس ذائقة الموت: فالنفس الواعية التي تشعر هي التي تذوق انفصال الروح عن الجسد. وإذا كان الإنسان نائما أو في غيبوبة أفاقه الله في العالم الخفي لحظة الموت ليذوقه. ذائقة الموت : أي ستذوق سكراته. والروح ستذوق النعيم أو العذاب في البرزخ. زحزح عن النار: أي أبعد عنها بعد أن مر منها أو من فوقها يعني على الصراط ( وزحه عن المكان إذا جذبه بعجلة ) . فجهنم ستكون مرصادا في طريق الإنس والجن. فمن تجاوزها إلى الجهة الأمامية فقد فاز. متاع الغرور: أي متاع يغر ويخدع ويطول الأمل فيتلهف وراءه الإنسان. والمتاع هو كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق.


● لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ( ١٨٦-٣ )

التنبؤات ٤٤-ب١٩أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧ح . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-أ١ت-ب٩ . الابتلاء ١٠٦-٣ح-٣ز

وإن تصبروا: أي على البلاء وعلى الأذى. وهذه آية مرحلية تلزم المسلمين بتطبيقها في أوائل دعوتهم . وعندما تتقوى شوكتهم يجب عليهم قتال الكفار من أهل الكتاب وقتال المشركين. وعلى أي حال فالصبر والتقوى مطلوبان في أية مرحلة من مراحل الإسلام . عزم الأمور: أي مما عزم الله عليه من الأمور فأوجبها وألزمها بحيث لا بد أن تحدث.


● وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ( ١٨٧-٣ )

أهل الكتاب ٥٤-٤أ . بنو إسرائيل ٥٥-٩أج

أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ...: أي أخذ عليهم العهد على ألسنة أنبيائهم. لتبيننه: أي الكتاب كالتوراة. وجب عليهم أن يحدثوا الناس بما فيه بشارة بعث خاتم النبيين ﷺ . فنبذوه وراء ظهورهم: أي طرحوا الميثاق وتناسوه. واشتروا به ثمنا قليلا: استغلوا كتاب الله لمقاصدهم الدنيوية كجمع الأموال والجاه.


لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسِبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ١٨٨-٣ )

محمد ٣٩-٣٦ب ب١ . أهل الكتاب ٥٤-٤أ .طبيعة الكافرين ٦٢-١٤ض-٢٢أج . أعمال الكافرين ٦٣-٣٩ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٥ ) . الحميد ١ ( ٤ )

لا يحسبن الذين يفرحون ...: أي يفرحون بما أتوا من أعمال سيئة وبكتمانهم لآيات الله. ومع ذلك يحبون أن يحمدهم الناس بما لم يفعلوا: وهو إظهار الحق وإتيان الأعمال الصالحة. والآية عن أهل الكتاب وقد تعني أيضا المنافقين الذين يفرحون بتخلفهم عن الجهاد ويظهرون رياء أعمالا صالحة وكل المرائين الذين يعملون نفس الشيء. بمفازة: أي بفوزهم بالنجاة.


● وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ١٨٩-٣ ) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ( ١٩٠-٣ ) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( ١٩١-٣ ) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ( ١٩٢-٣ ) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ( ١٩٣-٣ ) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( ١٩٤-٣ )

( ١٨٩-٣ ) القدير-١ ( ١٥ ) . الملك-١ ( ٩ ) ٣أ . ( ١٩٠-٣ ) آيات الله ٤٢-٣أ . ( ١٩١-٣ ) أدعية المؤمنين ٦٩-٨دأ . طبيعة المؤمنين ٧٠-١٠-٢٢ض-٢٣ . ذكر الله ٧٦-١٥ج-٢٢ب١ . جهنم ١١٥-أ١٦ . ( ١٩٢-٣ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٢ض . النصير-١ ( ٥٨ ) ١٦ . ( ١٩٣-٣ ) إيمان المؤمنين ٦٨-٦ . أدعية المؤمنين ٦٩-٨ت-٨ث . محمد ٣٩-٣١-٣٢ح٩ . ( ١٩٤-٣ ) أدعية المؤمنين ٦٩-٨خ . الجنة ١١٧أ٧ب . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٣أ

الألباب: العقول. قياما: أي واقفين على أرجلهم. هذا: أي خلق السماوات والأرض. باطلا: عبثا. أو دون حساب وراء ذلك الخلق. سبحانك: تنزهت وترفعت عن كل نقص. أخزيته: أهنته بالعذاب.

مناديا ينادي للإيمان: هو محمد ﷺ . والقرآن والسنة لمن لم ير النبي ﷺ . وكفر عنا: أي حط عنا أو أزل عنا. الأبرار: المتقون الذين بروا في كل أعمالهم. ما وعدتنا: أي الجنة. ولا تخزنا: أي لا تذلنا بعذابك.


فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ( ١٩٥-٣ )

أدعية المؤمنين ٦٩-٨خ . أعمال المؤمنين ٧١-١٠أ . الجهاد والقتال ٨٥-٩ث٣ . كفارة السيئات ٨٧-١ . الرجل والمرأة ٨٨-١ب-٦ت١ . الجنة ١١٧-أ٨أ-أ١٣-ب٦د-ب٦ط . عند الله ١ ( ٦٦ ) ١ . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٢-١٠

فاستجاب لهم ربهم: أي للذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويطلبون الجنة ويستعيذون من النار. لا أضيع عمل عامل منكم: أي سأعطيه أجره إن كان عمله خالصا لي. بعضكم من بعض: أي تشكلون كتلة واحدة من المسلمين كنتم ذكورا أو إناثا. لذلك لن أضيع أجر أحد منكم. لأكفرن عنهم سيئاتهم: أي سأتجاوز عنها وأغفرها بل أبدلها حسنات بسبب ما قاموا به.


لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ( ١٩٦-٣ ) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ( ١٩٧-٣ ) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ( ١٩٨-٣ )

( ١٩٦-٣ ) محمد ٣٩-٣٦ب ت٣ . ( ١٩٧-٣ ) محمد ٣٩-٣٦ب ت٣ . جهنم ١١٥-أ٤خ . ( ١٩٨-٣ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩خ . الجنة ١١٧-ب١٠-ت٨ . عند الله ١ ( ٦٦ ) ٢

لا يغرنك: لا يخدعك. تقلبهم: أي تقلب أحوالهم بالغنى في تجارتهم وأسفارهم. متاع قليل: أي زائل وقليل بالنسبة لنعم الآخرة. المهاد: الفراش. نزلا: ضيافة وتكرمة. للأبرار: وهم المتقون الذين بروا في كل أعمالهم.


● وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لَهُمُ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمُ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( ١٩٩-٣ )

أهل الكتاب ٥٤-١٦ب . الجنة ١١٧-ب٣٠ . الحسيب١ ( ١٦ ) ٤

خاشعين لله: متواضعين لجلاله. لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا: لا يستغلون كتب الله لنيل المال والجاه أو يحرفونها لأغراض دنيوية.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ٢٠٠-٣ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧أ . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ز . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١١

وصابروا: مبالغة في الصبر. وفيها أيضا " تواصوا بالصبر". ورابطوا: أي داوموا الجهاد بينكم. إن تعب أحدكم فليقم مكانه آخر. ومن الرباط أيضا انتظار الصلاة بعد الصلاة. تفلحون: تفوزون بسعادة الدنيا والآخرة.

*****


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة