U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 42 إلى الآية 63

   

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 42 إلى الآية 63

● وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ( ٤٢-٣ ) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ( ٤٣-٣ )

( ٤٢-٣ ) مريم ٣٧-٧ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ٢ . ( ٤٣-٣ ) مريم ٣٧-٧ . الصلاة٧٨-٢٩ذ

استئناف قصة مريم. قالت الملائكة: تكليم الملائكة لمريم هذا وقع قبل أن تنتبذ من أهلها مكانا شرقيا وقبل أن يأتي إليها الروح الذي تمثل لها بشرا سويا. هذا يدل على أنها كانت تسمع أقوال الملائكة لها بل أكثر من ذلك: كان رزقها يأتي من عند الله. كلما دخل عليها زكرياء وجد عندها رزقا. ولم تكن " نبية " يوحى إليها كسائر الأنبياء وإنما كانت تمهد فقط لأمر عظيم. اصطفاك: اختارك. وطهرك: أي من الذنوب والآثام. واصطفاك على نساء العالمين: فهي تتميز عنهن بأنها المرأة الوحيدة التي كلمتها الملائكة وجاءها الروح من عند الله وأنجبت دون زوج نبيا. اقنتي: اخضعي وأطيعي. واركعي مع الراكعين: أي صلي معهم واخضعي.


ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمُ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمُ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمُ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ( ٤٤-٣ )

مريم ٣٧-٦أ . محمد ٣٩-٤٠خ

ذلك: قصة مريم وقصة زكرياء. وما كنت: وما كنت يا محمد . أقلامهم: أقلامهم التي يكتبون بها أو سهامهم للاقتراع. ويتعلق الأمر هنا بعلماء بيت المقدس. يكفل مريم: أي يتكلف بتربيتها وسائر شؤونها وهي قاطنة ببيت المقدس. إذ يختصمون: أي في من يكفلها. ويبدو أن مريم ولدت يتيمة الأب وإلا لما اتخذت أمها القرار وحدها بوهبها لبيت المقدس والله أعلم.


إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( ٤٥-٣ ) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ( ٤٦-٣ ) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( ٤٧-٣ )

( ٤٥-٣ ) مريم ٣٧-١٢ . عيسى ٣٨-١-٤أ-٧ . الأمثال ٤٦-٥١أ . ( ٤٦-٣ ) مريم ٣٧-١٢ . عيسى ٣٨-٥-٧-٨ث١ . ( ٤٧-٣ ) مريم ٣٧-١٢ . الخالق ١ ( ١٩ ) ٥ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣

إذ قالت الملائكة: هذه عودة إلى خطاب آخر من الملائكة لمريم بعد آية فاصلة موجهة للنبي ﷺ وهذه المرة من جبريل عليه السلام. والجمع هنا للتغليب فقط. ثم هؤلاء الملائكة كانوا على علم بهذا الأمر وكان جبريل هو المنفذ المباشر. بكلمة منه: أي بأمر من الله " كن " يكون به الولد منك دون الأخذ بالأسباب المعتادة التي تخلق بها الأجنة أي باختلاط نطفتي الأب والأم. اسمه المسيح: هو الصديق والذي يسيح في الأرض ويمسح على كل ذي علة فيبرأ منها ويشفى بإذن الله. ابن مريم: أي نسبة إليها إذ لا أب له. وهذا يعني أن خلقه أخذ ما شاء الله من نطفتها. وجيها: أي ذا جاه وقدر وشرف. ويكلم الناس ...: أي يدعوهم إلى الله والإسلام. في المهد: أي مضجع الصبي في رضاعه. وكهلا: وهو عمر الرجل الذي اكتملت قوته. وذلك قبل الشيخوخة. وعند اقتراب الساعة سينزل وعمره ثلاث وثلاثون سنة. ومن الصالحين: أي من أهل الجنة. قالت رب: وهنا وجهت مريم خطابها لله مباشرة. ولم يمسسني بشر: أي بنكاح أو غير نكاح. قال كذلك: فأجابها الله بالوحي أو بلسان جبريل. كذلك: أي كذلك سيكون الأمر. قضى أمرا: أي أراده أن يكون.


وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ( ٤٨-٣ ) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طاَئِِرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ ( ٤٩-٣ )

( ٤٨-٣ ) عيسى ٣٨-٨ت . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٧ . ( ٤٩-٣ ) عيسى ٣٨-٨٢ت-ث٢ . آيات الله ٤٢-٤٢ . العالمون والجاهلون ٦٦-أ٨أ. البعث ١١٣-٦ج . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ٧ث

ويعلمه: ويعلمه الله ( المذكور في الآية السابقة على لسان جبريل ) . معطوفة على " ويكلم الناس في المهد ... " استئناف من كلام الملائكة. الكتاب: قيل هو الكتابة والخط أو قراءة الكتاب. والحكمة: المعرفة بأحكام وتفاصيل الدين. أي ما يجب أن نفعل وما لا يجوز. ورسولا: بالنصب معطوف على "وجيها ". أني قد جئتكم بآية: هذا من كلام عيسى لما واجه قومه. وهو تفصيل في واقعه لما بشرت به الملائكة مريم. أخلق لكم من الطين كهيئة الطير: أي أصور لكم من الطين ما يشبه شكل طائر. وأبرئ: أشفي. الأكمه: الذي ولد أعمى. والأبرص: مرض يشوه لون الجلد فيصبح مرقطا ببقع بيضاء. بما تأكلون: أي في بيوتكم حيث لا ينظر إليكم أحد. تدخرون: تخبئون.

● وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ( ٥٠-٣ ) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( ٥١-٣ )

( ٥٠-٣ ) عيسى ٣٨-١٢ . بنو إسرائيل ٥٥-٣ب٥ب ث . مفهوم الناسخ والمنسوخ ١١٨-٣ . ( ٥١-٣ ) آية مماثلة في عيسى ٣٨-٥ج

لما بين يدي ...: أي هذه التوراة التي بين يدي ونزلت قبلي. بعض الذي حرم عليكم: أما محمد ﷺ فبعث ليحل كل الطيبات كما جاء في آية تخاطب بني إسرائيل بأن يتبعوا النبي الأمي. بآية من ربكم: أي معجزاته عليه السلام كما هي مفصلة في الآية السابقة. هذا صراط مستقيم: أي توحيد الله وعبادته طبقا لشرعه.


● فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِيَ إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( ٥٢-٣ ) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ( ٥٣-٣ )

عيسى ٣٨-١٦أ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ظ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩خ . الكاتب ١ ( ٤٦ ) ٤

أحس: أي تحقق بإحساسه. أي لم يكن مجرد خبر تلقاه عنهم. بل رأى وسمع منهم واستشعر بنفسه كفرهم. منهم: أي من بني إسرائيل. من أنصاري إلى الله: أي من ينصرني في دعوتي إلى الله. الحواريون: قيل كانوا اثني عشر رجلا. وقيل سموا كذلك لأنهم كانوا قصارين صباغين يصبغون الثياب بالأبيض. وأصل الحور في اللغة البياض. وربما من تم أصبح لفظ "الحواريين" كأنه يعني أنصار النبي والله أعلم. الشاهدين: أي الشاهدين لك بالألوهية والوحدانية وبصدق ما جاء به عيسى من عندك.


وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( ٥٤-٣ )

عيسى ٣٨-٢٤ب . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ح٣ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٣

ومكروا: أي كفار بني إسرائيل الذين أحس عيسى منهم الكفر مكروا ضده ليقتلوه. ومكر الله: من مكره أن جعلهم يقتلون فقط شبه عيسى. أنظر الآية الموالية.


إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( ٥٥-٣ ) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ( ٥٦-٣ ) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( ٥٧-٣ )

( ٥٥-٣ ) عيسى ٣٨-١٧-٢٤ب . النصارى ٥٦-أ٢ . الموت ١١٠-٢٤. الحكم- الفتاح ١ ( ٦٧ ) ١١ذ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) . الحكم ١ ( ٦٧ ) . ( ٥٦-٣ ) النصارى ٥٦-أ٢ . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٧ت . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٨ب . النصير ١ ( ٥٨ ) ١٦ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٧ . جهنم ١١٥ . ( ٥٧-٣ ) النصارى ٥٦-أ٢ . الجنة ١١٧-ب٦د . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٢ . الجنة ١١٧

إذ قال الله يا عيسى ...: " إذ " هذا تفصيل لمكر الله المذكور في الآية السابقة. متوفيك: أي كما أتوفى النائم فأقبض نفسه. وستستيقظ في السماء الثانية. ورافعك إلي: أي إلى السماء الثانية ( فقد رآه ﷺ هناك. والرفع إلى الله يعني إلى اتجاهه ) . ومطهرك من الذين كفروا: أي من أقوال المشركين الذين يتخذونه إلها أو ثالث ثلاثة. وجاء هذا التطهير في القرآن. وقيل التطهير كان بإبعاده عن الكفار برفعه. الذين اتبعوك: أي الذين اتبعوا عيسى في ما جاء به من عند الله كالحواريين ومن تبعهم على نهجهم إلى يوم الدين. الذين كفروا: كالذين كفروا من اليهود بعيسى وقتلوه ( أي قتلوا شبهه وهم لا يدرون ) وأيضا طوائف من النصارى الذين ألهوه. فهم كفار بالنص القرآني. وكل الكفار. أما المسلمون فيؤمنون بعيسى وبمحمد ﷺ . فوق الذين كفروا: أي أكثرهم عددا وعزة وغلبة إلى يوم القيامة. عذابا شديدا في الدنيا: والعذاب فيها بالقتل والسبي والجزية وغير ذلك من مصائبها. فيوفيهم أجورهم: أي دون نقص. الظالمين: الظالمين في معتقداتهم وأعمالهم.

إن عيسى عليه السلام لن يموت حتى ينزل إلى الأرض ويقضي مهمته الأخيرة تجاه أهل الكتاب على الخصوص . وذلك من علامات الساعة ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا ( ٦١-٤٣ ) وقال تعالى ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( ١٥٧-٤ ) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ( ... ) ( ١٥٨-٤ ) أي لم يمت ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ( ١٥٩-٤ ) . وموته هنا بعد إيمان أهل الكتاب به سيكون بقبض روحه كسائر الناس . وفي الحديث قال الحسن قال رسول الله ﷺ لليهود « إن عيسى لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة " ومباشرة قبل موته لن يبقى في الأرض من أهل الكتاب إلا المؤمنون به لأنه سيقضي على كل الكافرين . وإنه لعلم للساعة: أي نزول عيسى من علاماتها. وسيقتل المسيح الدجال . وببركة دعائه سيهلك الله يأجوج ومأجوج . وسينشر الإسلام والعدل في عهده في ذلك الزمان. فلا تمترن بها: أي لا تشكوا فيها. وما قتلوه يقينا: أي الذين صلبوا شبهه وهم لا يدرون لم يكونوا متيقنين بأن المصلوب هو عيسى. رفعه الله إليه: أي إلى الجهة التي فيها عرش الله. فرفع إلى السماء الثانية. فالرفع والمعراج إلى الله يعني فقط الاقتراب. قبل موته: أي قبل موت عيسى. يومئذ لا خيار لأهل الكتاب: إما الموت وإما الإيمان بعيسى نبي الله المسلم التابع للنبي الخاتم محمد ﷺ .

أنظر فقرة خاصة عن مصير الأنبياء بعد الموت ومصير الخلائق بعد النفخة في الصور ( أما عيسى فرفع ببدنه حيا ) في آخر الكتاب.


ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ( ٥٨-٣ ) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( ٥٩-٣ ) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( ٦٠-٣ )

( ٥٨-٣ ) محمد ٣ ٩-٢١أ . القرآن ٩-٨ت . ( ٥٩-٣ ) عيسى ٣٨-٤ب . القرآن والعلم ٤٥-٢٢ج . آدم ١١-٤ . ( ٦٠-٣ ) محمد ٣ ٩-٢١ذ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ

ذلك: ما ذكر قبلا من قصة مريم وعيسى عليهما السلام. والذكر الحكيم: وهو ما يذكر به الله ويذكر الناس به . وهو حكيم في أحكامه وأوامره ونواهيه وأخباره ... الخ .

إن مثل عيسى ...: هذه الآية عن الأجساد وليست عن الأرواح. فمثل خلق جسد عيسى في بطن أمه دون أب كمثل خلق جسد آدم من تراب دون أب وأم. أما الأرواح فخلقت قبلهما في عالم خفي. فالمقصود إذن هو المعجزة في خلق جسديهما من غير الأسباب المعروفة لدى البشر. خلقه من تراب: وذكر الخلق من تراب هنا فقط لتمييز آدم عن عيسى الذي خلق في بطن أمه. كن: هو أمر الله في كل شيء أراد تحقيقه. حتى الأشياء التي يخلقها بيديه يقول لها كن فتكون. فيكون: ولم يقل " فكان " لاستحضار تحول التراب إلى جسد آدم. والتشبيه هنا ليس تماما بين عيسى وآدم لأنهما مختلفان في طريقة خلقهما وإنما بين مثليهما وحقيقة كن فيكون. فلا يصح أن تقول" إن عيسى كآدم خلقه الله من تراب ثم قال له كن فكان " لأن في هذه الحالة سيكون عيسى خلق هو أيضا من تراب مباشرة. لذا شبه الله مثل خلق عيسى بمثل خلق آدم بأنهما خلقا بنفس الأمر "كن" ونفس الاستجابة له "فيكون". الممترين: الذين يشكون.


● فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ( ٦١-٣ ) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( ٦٢-٣ ) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ( ٦٣-٣ )

( ٦١-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-٦ت . ( ٦٢-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-٦ت . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ .القرآن ٩-٨ط-١١أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١ . ( ٦٣-٣ ) أهل الكتاب ٥٤-٦ت . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٩-٢٧

نزلت في نصارى نجران لما وفدوا على النبي ﷺ . فيه: أي في عيسى. نبتهل: أي نتضرع في الدعاء. فنجعل لعنت الله ...: أي نقول في دعائنا لعنة الله على ... الكاذبين: أي الكاذبين في أمر عيسى. فقد جعلوه شريكا لله وإلها أو ابنا له. القصص: الخبر. وما من إله إلا الله: أي لا شريك له ولا ولد ولا صاحبة. تولوا: أعرضوا.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة