U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 139 إلى الآية 160

   

3- تفسير سورة آل عمران من الآية 139 إلى الآية 160

● وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( ١٣٩-٣ ) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( ١٤٠-٣ ) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ( ١٤١-٣ )

( ١٣٩-٣ ) الجهاد والقتال ٨٥-١٦ث . ( ١٤٠-٣ ) الله تجاه المؤمنين ٧٢-٨ . الجهاد والقتال ٨٥-١٦ث . الابتلاء ١٠٦-٥ب٢ . يوم الحساب ١١٤-٣٣ج . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣٠أ . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٢ . ( ١٤١-٣ ) الله تجاه الكافرين ٦٤-١٤ . الابتلاء ١٠٦-٥ب٢ . الله تجاه المؤمنين ٧٢ . الله تجاه الكافرين ٦٤

نزلت بعد غزوة أحد. وأنتم الأعلون: أي لكم الغلبة. قرح: جرح. قرح مثله: وهو ما وقع للكفار ببدر. نداولها: الدولة هي الكرة. أي مرة لنصر المسلمين إن لم يعصوا الله ومرة لغيرهم. ويدخل في هذه الآية تداول أشياء أخرى بين الناس كالقوة والعلم والغنى والمصائب. وليعلم الله الذين آمنوا: أي ليميزهم عن المنافقين. والعلم هنا بإظهار حقائق القلوب في عالم الشهادة. فيصبح ظهورها علما يعلمه من حضره. والمعنى هو أن الله سيعلم ذلك من عالم الشهادة مع علمه بذلك مسبقا في عالم الغيب. فهو عالم الغيب والشهادة. ويتخذ منكم شهداء: أي على الناس وأعمالهم. وأعظم الشهداء الذين شهدوا المعارك وشهدوا المقاتلين من كلا الطرفين. وأفضلهم الذين شهدوا مصرعهم في سبيل الله. فيتخذهم أعظم شهداء على دينه ويباهي بهم ملائكته. و سيكون المؤمنون شهداء أيضا على أن الرسل بلغوا رسالات ربهم. والله لا يحب الظالمين: وهم المشركون. يعني قاتلوا من لا يحبهم الله. وليمحص: وليميز أو ليطهر. ويمحق الكافرين: يهلكهم أي يستأصلهم بالهلاك.


● أَمْ حَسِبْتُمُ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ( ١٤٢-٣ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الابتلاء ١٠٦-٥أ-٥ح . الجنة ١١٧-ب١٧ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣٠أ

ولما: ولم. يعلم الله: أي ليميزن. والله عليم بذلك مسبقا في عالم الغيب. أنظر الآية السابقة.


● وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ( ١٤٣-٣ ) وَمَا محمد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ( ١٤٤-٣ )

( ١٤٣-٣ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢د . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٧ . الجهاد والقتال ٨٥-١٢ث . ( ١٤٤ -٣ ) محمد ٣ ٩-١-٤-٤٧ت . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٢ج-٥ص٢ت-٥ص٢د . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل٨ . الجنة ١١٧-ب٢٢ . الرسل ١٠-٣ . لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ٧ت . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٩

نزلت لما ضرب رسول الله ﷺ في رأسه يوم أحد واعتقدوا أنه قتل. الموت: أي الموت على الشهادة. من قبل أن تلقوه: أي من قبل أن تلقوا القتل يوم أحد. وثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ قال « لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية " رأيتموه: أي الموت. خلت: مضت. انقلبتم على أعقابكم: أي تخليتم عن القتال ورجعتم. بل من الناس من قد يعود إلى الكفر ويتخلى عن دينه. الشاكرين: الشاكرين نعم الله بالثبات على الجهاد وعلى دينه.


● وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ( ١٤٥-٣ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل٨ . الحياة الدنيا ١٠٥-٢٠ . الأجر في الدنيا ١٠٨-٢ . الموت ١١٠-٦ . الآخرة ١١٢-٩ . الجنة ١١٧-ب٢٢ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢٠ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١٩ . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٩

آية تضع النقط على الحروف في ما ذكر في الآية السابقة. كتابا مؤجلا: أي ستموت حين يصل أجلها المكتوب. الشاكرين: وهم الشاكرون لنعم الله باتباع ما أمر به والجهاد في سبيله.


● وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ( ١٤٦-٣ ) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمُ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( ١٤٧-٣ ) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( ١٤٨-٣ )

( ١٤٦-٣ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ب . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧ب . الابتلاء ١٠٦-١١أ . الرسل ١٠-٢٩أ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢ . ( ١٤٧-٣ ) أدعية المؤمنين ٦٩-١٥ت-١٨أ . الرسل ١٠-٣٠ . ( ١٤٨-٣ ) الأجر في الدنيا ١٠٨-٩ . الجنة ١١٧-ب٣٢ . الرسل ١٠-٣٠ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢

قتل: في قراءة أخرى: قَاتَلْ. ربيون: أي جماعات أو أتباع للأنبياء أو فقهاء. فما وهنوا: فما عجزوا وما جبنوا. استكانوا: خضعوا. قولهم: أي قولهم تجاه ما أصابهم في سبيل الله. وثبت أقدامنا: أي لنبقى واقفين صامدين في القتال. ثواب الدنيا: ومن ذلك النصر والغنيمة وما شاء الله. وحسن ثواب الآخرة: ثواب الآخرة هو الجنة. وأحسنه درجات المجاهدين والشهداء.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ( ١٤٩-٣ ) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ( ١٥٠-٣ )

( ١٤٩-٣ ) المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت٩ . ( ١٥٠-٣ ) الجهاد والقتال ٨٥-١٥ج٨ . الولي ١ ( ٥٨ ) ٥-١٣

على أعقابكم: أي إلى الوراء وهو الشرك الذي كنتم فيه. والآية عامة وتحذر المؤمنين من أن يفتنهم الكفار والمنافقون والكفار من أهل الكتاب بآرائهم حول الإسلام ونصرته. وهنا: لا يفتنوهم بعد الذي قالوه عن هزيمتهم في أحد. مولاكم: ناصركم ومتولي أموركم.


سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ( ١٥١-٣ )

التنبؤات ٤٤-ب٤ب٢ . الشرك ٥٧-٣ت-٣٥خ-٣٧ن . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٧ . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٤ . جهنم ١١٥-أ٤ح-أ٤خ-ت٤ ( ٣٢ )

سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب: بعد مغادرتهم أحد قيل ألقى الله الرعب في قلوبهم لما عزموا أن يرجعوا إلى قتال المسلمين. والآية عامة. سلطانا: حجة وبرهانا. ومأواهم: مصيرهم ومنزلهم. مثوى: مقام.


● وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ( ١٥٢-٣ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٥ب . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢ب-٥ص٢ت-٥ص٢ح١ . طبيعة المؤمنين ٧٠-١٦ . التوبة ٧٥-١١ت . الحياة الدنيا ١٠٥-٢٢ . الابتلاء ١٠٦-١١ز١ . الآخرة ١١٢-١٠ . كلام الله ١ ( ٣٦ ) ١٨ث . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ٣

هذه الآية في غزوة أحد. وعده: وهو وعده على لسان رسوله ﷺ بقوله للرماة كما جاء في الرواية:" اثبتوا مكانكم ولا تبرحوا وإن رأيتمونا قد هزمناهم، فإنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم". فتحقق النصر في أول النهار. تحسونهم بإذنه: أي تقتلونهم أنتم بإذن الله تعالى. وهذا يبين أن القتل كان بيد المؤمنين بإذن الله. ولم يكن في غزوة أحد ملائكة يقاتلون كما وقع في غزوة بدر. حتى إذا فشلتم: هذا الفشل الذي جعلهم لم يستمروا في قتل المشركين كان بسبب نزاعهم حول ثباتهم أو لا في مقاعدهم. وكان عصيانهم هو مغادرتها لأجل الغنائم معتقدين أنهم قد انتصروا. وتنازعتم في الأمر: من الرماة من أراد أن يلحق بالغنائم. ومنهم من فضل أن يثبت في مكانه كما أمره النبي ﷺ . وعصيتم: وعصيتم أمر النبي ﷺ بالثبات في أماكنكم. ما تحبون: وهو نصركم أول النهار في أحد مع وجود غنائم. منكم من يريد الدنيا: يعني بهم الله فريقا من الرماة في غزوة أحد يريدون الغنيمة فتركوا مواقعهم ولم يثبتوا فيها كما أمرهم النبي ﷺ . ومنكم من يريد الآخرة: وهم الذين ثبتوا في أماكنهم. صرفكم عنهم: أي صرفكم عنهم بعد نصركم عليهم أول النهار. أي لم ينصركم عليهم في آخره ليبتليكم. وتوضيح انصرافهم هو في قوله تعالى في الآية الموالية: " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد ". ذو فضل على المؤمنين: ومن فضله أنه عفا عنكم.


● إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( ١٥٣-٣ )

محمد ٣ ٩-٤٣ش . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢ت . الابتلاء ١٠٦-٧أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢

تصعدون: أي تبتعدون هربا في الوادي. وهذا توضيح لقوله تعالى: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ (١٥٢-٣) ولا تلوون: لا تعرجون - لا تلتفتون. في أخراكم: أي من ورائكم. فأثابكم: فجازاكم. غما بغم: أي غمهم الله بما أصابهم كما غموا النبي ﷺ ( بمخالفتهم أمره مرتين. مخالفة الرماة لأمره ثم عدم استجابتهم له لما كان يدعوهم في أخراهم ) . لكيلا تحزنوا: لكيلا تحزنوا لأن غمكم من ثواب الله وأمره. ما فاتكم: أي ما فاتكم من الغنيمة. ما أصابكم: أي ما أصابكم من الهزيمة يوم أحد .


● ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمُ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( ١٥٤-٣ )

المنافقون ٥٨-١-٦ج . اعتقادات الكافرين ٦٠-٥ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢ت -٥ص٢ث . الجهاد والقتال ٨٥-٧أ-٨أ . الابتلاء ١٠٦-٥ب١ . الموت ١١٠-٣ب . الكتاب الخالد ٣-٥ح . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٧ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٣

أهمتهم أنفسهم: أي لم يهتموا إلا بتنجية أنفسهم دون النبي ﷺ . فهؤلاء لم يناموا كالآخرين. وهم أهل شك ونفاق. يظنون أن الله تخلى عن المسلمين وأنهم سيبادون عن آخرهم في هذه المعركة. ظن الجاهلية: وظن الجاهلية يغلب عليه الجهل كما كان عليه أمر المشركين قبل الإسلام. هل لنا من الأمر من شيء: أي هل نحن مسؤولون عن هذه الهزيمة ؟ يعني لم يكن لنا أمر في هذا. لم يكن الخروج إلى أحد من قرارنا نحن. قل إن الأمر كله لله: أي هو من ينصر ويخذل. من يعز ويذل. ولا يحتاج إلى أحد فيما يريد. يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك: وهو أنهم لا يؤمنون بك ولا بنصر الله. لبرز: لخرج. وهو خروج مكتوب عليهم. مضاجعهم: مصارعهم. وليمحص: وليميز. والله عليم بذات الصدور: وذات الصدور هي ما في القلوب. والله عليم بجهادكم وقتالكم في سبيله.


● إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ( ١٥٥-٣ )

الجن ٤٩ -١٩ذ٢ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢ج . التوبة ٧٥-١١ت . الغفور-الحليم-١ ( ٧٠ ) . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٣

تولوا منكم: أي هربوا إلى المدينة وقت الهزيمة. الجمعان: أي المسلمون وكفار مكة بأحد. استزلهم: والزلل ضد الثبوت. ببعض ما كسبوا: وهو عصيانهم للنبي ﷺ حين تركوا أماكنهم يريدون الغنيمة. حليم: لا يسارع بالعقوبة. بل يمهل عسى أن يرجع الكافر عن كفره أو العاصي عن معصيته فيتوب عليه ويعفو عنه.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمُ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( ١٥٦-٣ )

المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ر . الجهاد والقتال ٨٥-١١ت . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٤ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤أ

كالذين كفروا: أي كالمنافقين. لإخوانهم: لإخوانهم في النسب. فهؤلاء المنافقون كانوا يكلمون هنا من رجع حيا من السفر أو الغزو. ضربوا في الأرض: أي هنا سافروا في مصلحة المسلمين. غزى: غزاة. ثم قتلوا على إثر ذلك. لو كانوا عندنا: أي تحت رئاستنا نحن. حسرة: حسرة في الدنيا يتحسرون على موتاهم وفي الآخرة حيث سيندمون أشد الندم على كفرهم. وهذا جهلهم وكفرهم بالله الذي يحيي ويميت.


● وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مِتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ( ١٥٧-٣ ) وَلَئِنْ مِتُّمُ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ( ١٥٨-٣ )

( ١٥٧-٣ ) الموت ١١٠-١١أ . الرحمان ١ ( ٦ ) ٧ . ( ١٥٨-٣ ) الموت ١١٠-١١أ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

استئناف في ما جاء في الآية السابقة. في سبيل الله: أي لإعلاء دين الله وإطاعة أوامره في كل ما شرع. لمغفرة من الله: أي لذنوبكم. ورحمة: أي بدخول الجنة. خير مما يجمعون: أي الإسلام والجنة خير مما يجمعون من خيرات الدنيا الزائلة. والضمير لمن يفضل الدنيا. تحشرون: تجمعون.


فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ( ١٥٩-٣ )

محمد ٣ ٩-٣٥ب أ-٣٥ب ج-٣٥ب د . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٣ر . الرحمان ١ ( ٦ ) . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢

فبما رحمة من الله: أي فبرحمة ما من الله. جاء في الحديث " أن الله خلق مائة رحمة فوضع واحدة بين خلقه يتراحمون بها وعند الله تسعة وتسعون " رواه أحمد والترمذي . لنت: من الليونة. كان ﷺ لينا يرفق بهم. فلم يغلظ عليهم لما خالفوه في غزوة أحد. فظا: أي جافا في المعاشرة. غليظ القلب: أي من لا يشفق ولا يرحم. لانفضوا من حولك: أي لتفرقوا وابتعدوا عنك. فاعف: أي تجاوز. في الأمر: أي في الأمور التي لم ينزل فيها وحي لأن ليست لهم خيرة بعده. عزمت: عزمت على قضاء الأمر بعد مشاورتهم والأخذ بالرأي السديد ( الذي لا يتناقض مع الشرع ) .


● إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( ١٦٠-٣ )

الجهاد والقتال ٨٥-١٨أ . الولي- الوكيل- النصير ١ ( ٥٨ ) ٩ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٦س


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة