U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

2- تفسير سورة البقرة من الآية 104 إلى الآية 123


2- تفسير سورة البقرة من الآية 104 إلى الآية 123

● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ١٠٤-٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣ ( ٦ف ) . جهنم ١١٥

أمر الله المؤمنين بأن لا يتشبهوا بالكافرين من أهل الكتاب، وأن لا يقولوا أشياء لا يرضاها كما كان اليهود يفعلون. راعنا: كان اليهود يقولون مستهزئين بالنبي ﷺ ومستصغرين شأنه وعلمه: راعنا سمعك لتفهم. أي وجه سمعك ( كالراعي لغنمه ) وركزه في ما نقول ولا تسمع لغيره في هذا الموضوع لأن ما نقول هو الحق.


مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( ١٠٥-٢ )

المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-أ١أ. المؤمنون والمشركين ١٠٢-أ٢ . الرحمان ١ ( ٦ ) ٩ . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٥

ما يود: لا يحب. فهم يحسدون المسلمين . من خير من ربكم: أي من خير كالقرآن.


● مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ١٠٦-٢ )

القرآن ٩-٧ز٣ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣ . مفهوم الناسخ والمنسوخ ١١٨-٥ب٢ب

كل آية نُسخت تلاوتها أو حكمها إلا واستبدلت بأخرى . وهذا ينفي وجود المنسوخ تلاوة دون الحكم . أي لا نعمل بالذي نسخت تلاوته. والنسخ يعني الإزالة. ننسخ من آية: أي نزيل الآية التي أخذت مكانها في القرآن. ومعنى الإزالة والمحو هو كما في قوله تعالى "فينسخ الله ما يلقي الشيطان" ( ٥٢-٢٢ ) . فالنبي ﷺ يخبر المؤمنين بأن الآية كذا قد استبدلت بآية أخرى في نفس مكانها من القرآن. ننسها: يتعلق الأمر هنا بالآية التي تنزل ثم تنسى وتلغى قبل أن تأخذ مكانا في القرآن. ثم تنزل آية بدلها وتأخذ مكانا فيه لأول مرة. فالنبي ﷺ يخبر المؤمنين بأن هذه الآية التي نزلت معزولة أي دون إشارة من جبريل عليه السلام بأن توضع في موقع معين من القرآن قد ألغيت ونزلت بدلها آية أخرى مع تعيين مكانها فيه. وقد يدخل في النسيان أيضا ما ينساه النبي ﷺ بأمر الله والله أعلم. نأت بخير منها أو مثلها: أي في الأجر والتكليف في نفس الموضوع.


● أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ( ١٠٧-٢ ) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ( ١٠٨-٢ )

( ١٠٧-٢ ) الملك ١ ( ٩ ) ٣. . الولي ١ ( ٥٨ ) ٦. ( ١٠٨-٢ ) محمد ٣٩-٣٥أظ-٣٦أض٢ . الإسلام ٤٧-٨-١٣

أم تريدون أن تسألوا ...: فعلى المؤمنين ألا يطالبوا النبي ﷺ بالمعجزات. كما سئل: أي من طرف بني إسرائيل. سواء السبيل: أي الطريق المستقيم.


وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ١٠٩-٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٥ج . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-أ١أ-أ١ث-ب١٠ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣

ود: تمنى. تبين لهم الحق: تبين لهم أن ما عندهم في التوراة موافق لنعت النبي ﷺ . فاعفوا واصفحوا: العفو هو ترك المؤاخذة بالذنب. والصفح هنا هو الإعراض. وهذه آية مرحلية حتى يأتي الله بأمره: أي أمره فيهم. وقد أتى: كقتل قريظة وجلاء بني النظير.


● وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( ١١٠-٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٠ج٧ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤ . الصلاة ٧٨-١. الزكاة ٨١-٢


● وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ١١١-٢ ) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( ١١٢-٢ )

( ١١١-٢ ) أهل الكتاب ٥٤-٣ . الجنة ١١٧-أ١١ . محمد ٣٩-٣٩ب ث . ( ١١٢-٢ ) الإسلام ٧٤-٣١ . الجنة ١١٧-ب٦ظ-ب٩

قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا. أمانيهم: أي متمنياتهم تمنوها على الله بغير حق. بلى: تأكيد يشترط به من يدخل فعلا الجنة. وهو الإسلام لله. أسلم وجهه: أي أخضع قصده ووجهته لله ودينه دون شرك . ولا خوف عليهم: لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة. ولا هم يحزنون: أي على دنياهم أو لن يصيبهم ما يحزنهم.


● وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ( ١١٣-٢ )

أهل الكتاب ٥٤-٨ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١١خ . العالمون والجاهلون ٦٦-ب٦ . الأمثال ٤٦-١٥ز

بعضهم يكفر بدين البعض الآخر ويحسبون أنفسهم مهتدون . وهم يتلون الكتاب: أي التوراة والإنجيل. وكلاهما من عند الله. فكيف يكفر هؤلاء بعضهم بعضا ؟ الذين لا يعلمون: وهم الأميون المشركون. يكفرون بكل دين ما عدا بأصنامهم.


● وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمُ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( ١١٤-٢ )

المساجد ٧٩-١٢. ذكر الله ٧٦-١٩ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ )

أي على الظالمين الذين يحاربون المساجد وأهلها كتب الله أن لا يدخلوها إلا خائفين لا لتزكية نفوسهم. خوف يلقيه الله في قلوبهم إضافة إلى خوفهم من بطش المسلمين. خزي: فضيحة وذل.


وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ١١٥-٢ )

القبلة ٧٧-١ . الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . الواسع ١ ( ٣٠ ) . الله حاضر ١ ( ٤٥ ) ١ . الأمثال ٤٦-٥١أ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣١ . العليم ١ ( ٣٩ )

الله موجود بصفاته في كل مكان وفي كل جهة. ولله المشرق والمغرب: أي أينما تولوا وجوهكم للمشرق أو للمغرب فثم وجه الله. وله المشرق والمغرب وما بينهما. تولوا: أي تولوا وجوهكم للصلاة. وجه الله: فالله بصفاته في كل مكان. فالوجه عند الإنسان هو الجهة الأمامية التي منها يرى ويقصد مقاصده ... الخ. واسع: أي وسعت صفاته كل شيء وتحيط بكل شيء ( كرحمته وعلمه كما جاء مبينا في آية أخرى ) . عليم: عليم بكم وبصلواتكم ووجهاتكم فيها.


● وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ( ١١٦-٢ )

الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . الواحد ١ ( ٣ ) ١٨ . أهل الكتاب ٥٤-١٧ث . الشرك ٥٧- ٦

سبحانه: تنزه وتعالى. قانتون: خاضعون مطيعون.


بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( ١١٧-٢ )

الخالق ١ ( ١٩ ) . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣

بديع: مبدع ومخترع على غير مثال سبق. قضى أمرا: أراده أن يكون.


● وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( ١١٨-٢ )

آيات الله ٤٢-٣ب . الأمثال ٤٦-١٥ز . القرون القديمة ٥٣-٤ز . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٠ب١ . العالمون والجاهلون ٦٦-ب٧ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٤-٣٩أ

آية: أي هنا معجزة. قد بينا الآيات لقوم يوقنون: أي آيات القرآن كافية لمن يبحث عن اليقين. فلا داعي لأن تشترط رؤية معجزات لتؤمن بالله.


● إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تَسْأَلْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ( ١١٩-٢ )

محمد ٣٩-٣٢ذ٣-٣٤ت-٣٦ب ب٣

بشيرا ونذيرا: مبشرا بثواب الله ونذيرا مخوفا من عذابه. ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ( وفي قراءة بضم التاء " ولا تُسْأَلُ " ) : حسب القراءات لن نسألك عنهم. أو لا تسألنا عنهم.


وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ( ١٢٠-٢ )

محمد ٣٩-٣٩أذ-٣٩ب أ . الهداية ٤٧-٨ . أهل الكتاب ٥٤-٦ث٥ . الولي ١ ( ٥٨ ) ٦

ولن ترضى عنك ...: أي لن يقبلوا بك كرسول إليهم ولن يوافقوك. ملتهم: دينهم. هدى الله هو الهدى: أي ما يرضاه الله كسبيل إليه هو الإسلام. أهواءهم: أي في اتباع ملتهم. ولي ولا نصير: الولي هو من يتولى أمر الحماية وغيرها. والنصير هو من ينصر عند الطلب. فالولي أوسع مجالا من الناصر.


● الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( ١٢١-٢ )

أهل الكتاب ٥٤ب . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١١ )

يتلونه حق تلاوته: أي بالخشوع اللازم والخضوع لما فيه من أوامر الله. ويتعلق الأمر بالتوراة بالنسبة لليهود والإنجيل بالنسبة للنصارى .


● يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ( ١٢٢-٢ ) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ( ١٢٣-٢ )

( ١٢٢-٢ ) مرجع مماثل تقريبا: بنو إسرائيل- ٥٥-٣ت . فضل الله ١ ( ٥٤ ) . ( ١٢٣-٢ ) يوم الحساب ١١٤-٣٥ .

منها: من النفس أي الإنسان. عدل: فداء يعدل ما اكتسبه الإنسان من إثم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة