U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

2- تفسير سورة البقرة من الآية 178 إلى الآية 203


2- تفسير سورة البقرة من الآية 178 إلى الآية 203

● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَى بِالْأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ١٧٨-٢ ) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( ١٧٩-٢ )

( ١٧٨-٢ ) الإسلام ٤٧-١٦ . شريعة الله ٨٦-١٤أ-١٤ب . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ ) . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٩ . ( ١٧٩-٢ ) شريعة الله ٨٦-١٤أ

القصاص القرآني هذا أخف من القصاص المطلق: النفس بالنفس. وهو ليس منسوخا به بل هو الذي سيحاسب عليه المسلمون. القصاص: هو المعاقبة بالمثل. فمن عفي له من أخيه شيء: أي من عفي له من طرف ولي المقتول شيء من أخيه الذي قتل. والعفو قد يكون شاملا أو مقابل شيء من المال وهو الدية. من أخيه: أي من نظيره الذي قتل. والنظير هنا هو الحر بالنسبة للحر والعبد بالنسبة للعبد والأنثى بالنسبة للأنثى. وولي المقتول عليه أن يتبع القضاء بالمعروف بلا عنف. وعلى القاتل أداء ما عليه بإحسان أي دون تماطل أو بخس أو من. ذلك تخفيف من ربكم ورحمة: أي العفو مع الدية. وهو تخفيف الحكم بالقصاص الجسدي. وقد يقصد أيضا تخفيف القصاص في حد ذاته على المسلمين مقارنة بالقصاص عند بني إسرائيل لأن النفس بالنفس مطلقا كما في التوراة أشد من الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى. فمن اعتدى بعد ذلك: أي مثلا قتل القاتل بعد أخذ الدية. عذاب أليم: أي في الدنيا من طرف الحاكم بتطبيق ما يلزم من القصاص وفي الآخرة بعذابها. ولكم في القصاص حياة: أي بتطبيق القصاص تحافظون على حياتكم وتسلموا من فتنة الانتقام. الألباب: العقول. لعلكم تتقون: أي هذا القصاص المفروض سيجعلكم تخشون القتل بغير حق فيحافظ على حياتكم من فتنة الانتقام.


كُتِبَ عَلَيْكُمُ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ( ١٨٠-٢ )

الإرث ٩٢-١٨أ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٨أ

كتب عليكم: أي صار فرضا عليكم. إذا حضر أحدكم الموت: أي حضرت أسبابه وعلاماته. وذلك يعني أن من مات فجأة فلا إثم عليه في هذا الموضوع. خيرا: أي مالا. والأقربين: هم هنا الورثة الشرعيون الذين فرض الله على الإنسان أن يوصي لهم عند حضور الموت. وليس كل أولي القربى. والأقربون هنا هم الذين يرثون بعضهم من بعض كما قال تعالى ﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ( ٣٣-٤ ) فبما أنهم يورثون فهم يرثون . وبينهم الله في سورة النساء وأعظمهم باختصار الزوج أو الزوجة والأولاد والإخوة. موالي: أي عصبة من الورثة. بالمعروف: والمعروف في القرآن هو ضد المنكر الذي ينكره الشرع. بالتالي هو أيضا الذي لا يتناقض مع تعاليم الله. حقا على المتقين: أي ذلك واجب على المتقين.

نزلت هذه الآية قبل آية المواريث ولم تنسخها كما يعتقد معظم المفسرين. ولو نسختها لحرم على الإنسان طبقا لقواعد النسخ أن يوصي للوالدين والأقربين بالمعروف إذا أخذنا الآية بكاملها. لكن المعروف هنا أصبح ما شرع الله في تقسيم الميراث في سورة النساء. وبالتالي لا تناقض بين هذه الآية وآية المواريث. فلا يجوز بعد هذه الأخيرة أن توصي بمعروف غير الذي أمر به الله. والآية تبقى مفروضة وصالحة أولا لتحديد مبلغ الميراث في الوصية وثانيا لتحديد عدد كل الورثة الشرعيين ونوع قرابتهم الذين في بعض الأحيان وبعض الظروف لا يعلمهم إلا الهالك. ثم إن الوصية تمنع أن يأخذ شخص ما من الميراث شيئا لا يعلم بوجوده الورثة الآخرون. ثم أيضا تبقى صالحة على سبيل المثال في ظل حكم غير إسلامي أو في مناطق بعيدة عن السلطات الإسلامية. لذا فرض على الإنسان أن يوصي وبما شرع الله لوالديه وأقربيه ليتبرأ مما قد يحدث بعده. أما السلطة الإسلامية إن وجدت فواجب عليها أن تقضي بما أمر الله في آية المواريث وتستعين بتفاصيل أية وصية شرعية تركها الهالك إن وجدت ( سواء تعلق الأمر بالوصية المفروضة عليه كهذه التي نحن بصددها أم التي تركها بإرادته لغير الورثة الشرعيين ) دون إبطال أي شيء من شرع الله وأي حق من حقوق الورثة فرضه الله.


● فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ١٨١-٢ )

الإرث ٩٢-١٨ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

بدله: أي بدل المعروف المذكور في الآية قبل هذه. يعني غير الذي أوصى به الهالك بعد أن سمعه منه. سميع عليم: سميع لمن أوصى ولمن بدل عليم بقلوب عباده وأعمالهم.


فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٨٢-٢ )

الإرث ٩٢-١٨ث . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

هذه آية تبيح تغيير الوصية إذا لم يطبق فيها شرع الله عن خطأ مقصود أو غير مقصود. فمن خاف: هذا خطاب للوصي ولكل من حضر الوصية. أي من توقع أن الموصي سيعتدي في وصيته. جنفا: أي ميلا عن الحق أو خطأ. إثما: وهو هنا الاعتداء في الوصية عمدا. فأصلح بينهم: أي أصلح بين الموصي وورثته وهم الوالدان والأقربون المذكورون في الآية قبل السابقة طبقا للشرع. غفور رحيم: غفور لمن تدخل وقت الوصية إن كان يريد الإصلاح طبقا لشرعه سبحانه وغفور للموصي ورحيم به إن تراجع عن ظلمه رحيم بعباده إذ أذن بهذا التدخل المفيد.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( ١٨٣-٢ ) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةُ طَعَامِ مَسَاكِينَ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمُ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( ١٨٤-٢ )

( ١٨٣-٢ ) الناس ٥٠-٤٢ . أهل الكتاب ٥٤-١أ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٤ . الصوم ٨٠-١ . مفهوم الناسخ والمنسوخ ١١٨-٦ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢ .الكاتب ١ ( ٤٦ ) ٦ . ( ١٨٤-٢ ) الصوم ٨٠-١ . كفارة السيئات ٨٧-٧ . مفهوم الناسخ والمنسوخ ١١٨-٦ت . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢

في بداية الإسلام أوجب الله على المسلمين صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما كان الأولون يصومون وكان المسلم مخيرا بين الصوم أو الفدية لكن صيام تلك الأيام كان أفضل من الفدية. من قبلكم: أي كأهل الكتاب. لعلكم تتقون: فالصوم ككل الفرائض وسيلة تربي في الإنسان تقوى الله ويمتحن بها. يطيقونه: أي يستطيعون الصوم ويتحملونه ( وليس العكس كما قيل ) . بعد أن ذكر الله المريض الذي لا يطيق الصوم والمسافر شرع للصحيح المقيم الفدية إن شاء. ومن أراد الإطعام مع الصوم أو أطعم أكثر مما فرض عليه فهو خير له.


● شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ١٨٥-٢ )

الإسلام ٤٧-١٦. الصوم ٨٠-٤-٦ . مفهوم الناسخ والمنسوخ ١١٨-٦ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢ . القرآن ٩-٧د-٨س٥-٢٠

أنزل فيه القرآن: في شهر رمضان نزل القرآن جملة واحدة من عند الله إلى بيت العزة في السماء الدنيا. والفرقان: الذي يفرق بين الحق والباطل، بين الحلال والحرام. فمن شهد منكم الشهر ...: يعني أيضا لا يصوم أهل بلد إلا لرؤيته . ولتكملوا العدة: أي تكملوا عدد أيام شهر رمضان صوما. ولتكبروا الله: أي تكبروه عند إكمال العدة يعني يوم العيد. وتختم بصلاة العيد التي فيها أيضا تكبير. ولعلكم تشكرون: أي تشكرون الله على الهداية والقرآن الذي نزل في رمضان ويهدي إلى سعادة الدنيا والآخرة.

ربط الله الصيام بشهر رمضان ونسخ الصوم الأول . وأوجب صيامه على المقيم الصحيح ولم يجوز له الفدية فيه . وأخذت الآية ( ١٨٤-١٨٣-٢ ) معنى الحكم الجديد، وأصبحت الأيام المعدودات هي أيام شهر رمضان.


● وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( ١٨٦-٢ )

محمد ٣ ٩-٣٥أع . الهداية ٤٨-٣٣ت . الناس ٥٠-١٢ث-٤٢ . أدعية المؤمنين ٦٩-٤ب . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ب-٦ج-٦ك١ . الولي- النصير ١ ( ٥٨ ) ١٠

فليستجيبوا لي: فليستجيبوا بأن يعبدوني كما أمرتهم. وليؤمنوا بي: وليؤمنوا بأني ربهم ومدبر كل أمورهم. فليتوكلوا علي. يرشدون: يهتدون ويستقيمون.


● أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( ١٨٧-٢ )

آيات الله ٤٢-٢ب . الأمثال ٤٦-٢٦ر . الناس ٥٠-٤٢ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٤-١٠ . التوبة ٧٥-١١ت . المساجد ٧٩-١٠ب . الصوم ٨٠-٧-٨-٨أ-٨ب . الرجل والمرأة ٨٨-٢أ . النكاح ٨٩-٢٢-٢٣ . القرآن ٩-٨س٣ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢ ( ملاحظة ) . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣٠ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤

الرفث: هو الإفضاء والجماع. بعض المؤمنين مارس ذلك قبل أن يرخص به الوحي. لباس لكم: اللباس هو ما يقي العورة. والزوج يقي عورة زوجه. علم: هنا وقع الحدث فعلمه الله من عالم الشهادة مع العلم أنه كان عليما به في عالم الغيب قبل وقوعه. تختانون أنفسكم: تخونونها أي لم تكونوا صادقين مع أنفسكم لما باشرتم نساءكم ليلة الصيام دون معرفة موقف الشرع في ذلك. وعفا عنكم: أي محا أثر ذلك عنكم. باشروهن: أي جامعوهن. وباشره يعني ألزق بشرته ( أي جلده ) ببشرته. وابتغوا ما كتب الله لكم: أي اطلبوا ما كتب الله لكم من الولد حين تباشرون نساءكم. حتى يتبين لكم الخيط الأبيض ...: أي حتى يتبين لكم أول بياض النهار مستطيرا في الأفق تاليا آخر سواد الليل في وقت الفجر. عاكفون: أي مقيمون في المساجد للتعبد. لعلهم يتقون: لعلهم يرجعون إلى الله بالخشية. فالتقوى من غايات الدين. بمعرفة حدود الله يتبين مجال التقوى. فعليك أن تتقي الله بأن لا تقرب حدوده. حدود الله: ما حده الله من الشرع في أية قضية. جعل في ذلك أوامر ونواهي وضوابط تمنع الإنسان تجاوزها أو مخالفتها.


● وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( ١٨٨-٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٤ض

بالباطل: أي بالحرام كالرشوة هنا. وتدلوا بها: أي تلقوا بها.


● يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنِ الْبِرُّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ١٨٩-٢ )

محمد ٣ ٩-٣٥أغ٤ . القرآن والعلم ٤٥-٩ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٠ت-٣٥ج . الحج والمناسك ٨٣-٨ب

الأهلة: جمع هلال وهو شكل نور القمر الذي يتغير كل يوم بالنسبة لمن على الأرض. البر: التقوى وأعماله. تأتوا البيوت من ظهورها: كانوا يعتقدون أن ذلك أدنى إلى البر كما قال عطاء بن أبي رباح. تفلحون : تفوزون بسعادة الدنيا والآخرة.


وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( ١٩٠-٢ ) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ( ١٩١-٢ ) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٩٢-٢ ) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ( ١٩٣-٢ )

( ١٩٠-٢ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٤ت . الجهاد والقتال ٨٥-١٤ب-١٦أ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ت . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٢ . ( ١٩١-٢ ) بيت الله الحرام ٨٢-٨أ . الجهاد والقتال ٨٥-١٤ت . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ت . ( ١٩٢-٢ ) بيت الله الحرام ٨٢-٨أ . الجهاد والقتال ٨٥-١٧ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ث٨ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠ . ( ١٩٣-٢ ) بيت الله الحرام ٨٢-٨أ . الجهاد والقتال ٨٥-١٧أ-١٧ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ث٨

وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم: هذا قتال في سبيل الله للدفاع عن دينه. أي عليكم بقتال أعداء الدين الذين يقاتلونكم بسببه سواء بالدفاع لحظة هجومهم أم بغزوهم كما غزوكم. وهذا لا ينفي مشروعية مقاتلة كفار البلدان الأخرى حتى دون غزو منهم. فآيات أخرى تحث على نشر الإسلام. فالمسلمون مطالبون أولا بقتال المعتدين عليهم ثم بقتال كل الأقوام الكافرة حسب ما وصلت إليه شوكتهم. ولا تعتدوا: ولا تعتدوا إن انتهى الكافرون عن ظلمهم لكم مع إعلامكم بذلك أو إن أسلموا. فلا عدوان إلا على الظالمين كما جاء في آية تالية. ولا تعتدوا بقتال من لم يقاتلكم ( باستثناء من دعوتموهم إلى الإسلام من الكفار والمشركين فرفضوا ) أو لم يعتدوا عليكم بأي شكل من الأشكال أو لم ينقضوا عهدهم معكم. ولا تعتدوا أثناء القتال بقتل من ليس مؤهلا له أو لا يقاتل كالنساء والصبيان والشيوخ والعبيد والرهبان ... الخ. فللقتال قوانين شرعها الله. فلا يجوز تجاوزها. ثقفتموهم: أي وجدتموهم وأدركتموهم. والفتنة: الفتنة هنا هي فتنة المشركين الظالمين لكم إن تركتموهم. وهي أشد عليكم من قتالهم وقتلهم. ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام ...: أي لا تقاتلوا المشركين فيه حتى ... ( أنظر القصاص في الآية التالية ) . فإن انتهوا .... ( ١٩٢-٢ ) : أي عن كفرهم. فلا تقتلوهم في هذه الحالة لأن الله غفور رحيم لمن تاب فعلا منهم. وقوله تعالى في الآية التالية: " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ( ١٩٣-٢ ) " يؤكد ضرورة استمرار قتالهم حتى يكون الدين لله وليس فقط للقصاص. هذا يعني أنهم ما داموا قد بدأوكم بالقتال فقاتلوهم حتى يقتلوا أو يسلموا. لا مخرج لهم في هذه الحالة إلا الإسلام. والانتهاء بمعنى الرجوع إلى دين الله نجده واضحا في قوله تعالى في سورة الأنفال: " قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ( ٣٨-٨ ) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( ٣٩-٨ ) " فتنة: الفتنة هنا هي طغيان الشرك وانتشاره بين الناس. فإن انتهوا ( ١٩٣-٢ ) : أي إن انتهوا عن كفرهم وأسلموا. فلن يمنعكم عن قتلهم مانع إلا إذا دخلوا في دين الله. فلا عدوان: سمي عدوانا لأنه يرد على عدوان الظالمين. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. إلا على الظالمين: وهم المشركون الطغاة الذين يعتدون على المسلمين انتصارا لآلهتهم.


● الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ( ١٩٤-٢ )

الجهاد والقتال ٨٥-١٩ت . النصير ١ ( ٥٨ ) ١٣ ب

تطبيق القصاص بالنسبة للحرمات: من قاتلكم في الحرمات يعني في شهر حرام أو في المسجد الحرام فقاتلوه أيضا في مثلها . لا تمنعكم الحرمات من تطبيق القصاص. والبادئ فيها هو الظالم . واتقوا الله: أي اتقوه في ما يأمركم.


● وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمُ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( ١٩٥-٢ )

الإنفاق ٨١-٩أ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢

هذه آية عامة. أما هنا: لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة بأن تبخلوا في الإنفاق في سبيل الله فتهلكوا في الدنيا بأيدي عدوكم وفي الآخرة بحساب الله. وأحسنوا: وأحسنوا بأن تعطوا لكل ذي حق حقه. والإنفاق في سبيل الله من الإحسان.


وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( ١٩٦-٢ )

الصوم ٨٠-٩ث-٩ح . الحج والمناسك ٨٣-٦-١٩أ-٢٤أ-٢٤ب-٢٥** . كفارة السيئات ٨٧-٨-٩ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٥أ

وأتموا الحج والعمرة: أي أتموهما بكل أركانهما وواجباتهما. أحصرتم: والحصر قد يكون من عدو أو مرض أو كسر أو ضلال عن الطريق . الهدي: الهدي من الأنعام إذا منع الإنسان من الحج أو العمرة. محله: هو المكان الذي يحل فيه ذبح الهدي ليتحلل صاحبه من الإحرام. ومحله المعتاد إلى البيت العتيق. لكن إذا حبس كما في قوله تعالى: " والهدي معكوفا أن يبلغ محله " ( ٢٥-٤٨ ) يصبح محله حيث أحصر صاحبه. قد يكون بجوار الحرم أو في غيره كما حدث للمسلمين بالحديبية. والمعنى هو أن الذي منع من الحج أو العمرة لا يحلق حتى يذبح هديه. وطبعا هذه الآية تنطبق أيضا على الذي لم يحصر فيكون محل هديه إن كان عليه إلى البيت العتيق كما جاء في آية أخرى: "ثم محلها إلى البيت العتيق" ( ٣٣-٢٢ ) ومن كان مريضا أو به أذى في رأسه وحلق في الإحرام وقبل أن يبلغ الهدي محله فعليه الفدية. نسك: أي ذبح شاة لله. فإذا أمنتم: أي لا يوجد خوف من عدو يترقبكم أو يريد أن يحاصركم. والتمتع هنا يعني التمتع بعدم الإحرام بين العمرة والحج.

ومن كان متمتعا فعليه الهدي. فمن لم يجد فصيام ...: أي بالنسبة للذي لا يقدر على الهدي في حالة التمتع بالعمرة إلى الحج . ويستعمل الصوم أيضا للتكفير عن بعض السيئات وبعض الحالات خصوصا إذا لم تتوفر للمؤمن المسيء الإمكانيات المادية اللازمة. أهله حاضر المسجد الحرام: أي أهل مكة وما اتصل بها. أي لا تمتع لأهل الحرم ومكة وإنما أحلت لأهل الآفاق . والتمتع يشمل من أحرم بالعمرة أولا ثم بالحج ( وهو التمتع الخاص ) أو من أحرم بهما ( وهو التمتع العام ) . واتقوا الله: أي اتقوه في ما يأمركم به.


● الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ ( ١٩٧-٢ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١ . الحج والمناسك ٨٣-٨أ-١٠-١٢أ-٢٢ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٧

أشهر معلومات: أي الإحرام بالحج يكون في أشهر معلومات: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. فمن فرض: أي فرض على نفسه. فيهن: أي في أشهر الحج. رفث: الرفث هو الإفضاء والجماع. فسوق: خروج عن إطاعة الله. جدال: خصام. من خير: الأعمال الخيرية في الحج كالصدقة. الزاد: أي المال والطعام وغير ذلك من ضروريات السفر. والتقوى خير الزاد. الألباب: العقول.


● لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ( ١٩٨-٢ )

الحج والمناسك ٨٣-١١-١٦-٢٣أ . ذكر الله ٧٦- ١٢ث ٤

جناح: إثم وحرج. تبتغوا: تطلبوا. أفضتم: أي اندفعتم بكثرة في سيركم. عرفات: أي معالم عرفة. والحج عرفة كما جاء في الحديث . على الحجاج أن يحجوا إليها ويقفوا في داخل حدودها إلى أن تغرب الشمس والله حينها فوقهم في السماء الدنيا يباهي بهم ملائكته. فكل المسلمين الذين قصدوا البيت الحرام يلتقون هناك يوم التاسع من ذي الحجة لطلب المغفرة. المشعر الحرام: هو من مشاعر الله وحرماته. أي من معاليمه وهو مزدلفة حيث يزدلف الحجاج إلى الله. يعني يتقربون بالوقوف فيها. واذكروه كما هداكم: أي اذكروه بنفس الطريقة وبالمناسك التي علمكم إياها. يعني لا تذكروه بغيرها. من قبله: من قبل الهدى الذي هداكم به.


● ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٩٩-٢ )

الحج والمناسك ٨٣-١٧ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

بعد المشعر الحرام: المغفرة قريبة من الناس في ذلك المشهد أيضا . أفيضوا: أي اندفعوا بكثرة في سيركم. من حيث أفاض الناس: أي من مزدلفة إلى منى بعد ذكر الله عند المشعر الحرام. وكان الناس كلهم يفيضون منها إلى منى. لذلك أمر الله عباده بالحفاظ على ما كان عليه الناس في هذه المرحلة من الحج. فهما إفاضتان: الأولى من عرفة إلى مزدلفة كما جاء في الآية السابقة. أما قريش المشركون وكنانة وخزاعة فكانوا لا يقفون بعرفة يوم الحج الأكبر ترفعا عن سائر الناس بل مباشرة بمزدلفة فنزل القرآن يبين خطأ هؤلاء وأن الحج عرفة. والإفاضة الثانية من مزدلفة إلى منى.


● فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمُ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ( ٢٠٠-٢ ) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( ٢٠١-٢ ) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( ٢٠٢-٢ )

( ٢٠٠-٢ ) الأمثال ٤٦-١٤ . الإنسان ٥١-٢١أ . أدعية الجاهلين ٦١-٣ . الحج والمناسك ٨٣-٢٣ج . الحياة الدنيا ١٠٥-٢٢ . الأجر في الدنيا ١٠٨-٣ . الآخرة ١١٢-١١ . ( ٢٠١-٢ ) أدعية المؤمنين ٦٩-٨د . الحج والمناسك ٨٣-٢٣ج . جهنم ١١٥-أ١٦ . ( ٢٠٢-٢ ) الحج والمناسك ٨٣-٢٣ج . قدرات الله-الحسيب ١ ( ١٦ ) ٤

آتنا في الدنيا: أي من نعيمها. ذلك لأنهم لا يؤمنون بالآخرة. من خلاق: أي من نصيب حسن. فهؤلاء لن ينالوا شيئا في الآخرة لأنهم لم يطلبوه ولم يعملوا له . وقنا عذاب النار: وقنا عذاب النار لأن قسطا ممن سيدخلون الجنة وهم العصاة من الموحدين سيلقون قبل ذلك في جهنم ليتطهروا ثم يخرجون منها بشفاعة الشافعين أو برحمة الله وحدها. وعلى كل حاج أن يدعو بهذا الدعاء الكامل وأيضا بعد قضاء مناسكه مع ذكر الله كثيرا ليستفيد مما جاء في هذه الآية. نصيب مما كسبوا: أي حسب إيمانهم وأعمالهم. سريع الحساب: وسرعة حسابه ستظهر لحظة وقوف كل عبد فردا أمامه ليجازيه على عمله.


● وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( ٢٠٣-٢ )

الحج والمناسك ٨٣-٢٣ث . البعث ١١٣-٢ . عند الله ١ ( ٦٦ ) ٦. الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق

أيام معدودات: قال مقسم عن ابن عباس: هي أيام التشريق ! يوم النحر وثلاثة أيام بعده . وقال النبي ﷺ « أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله " ولا يجوز صيامها . وفي حديث عن عبد الرحمان بن يعمر الديلى « وأيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه " فمن تعجل: أي غادر منى بعد يومين فقط. ومن تأخر: تأخر في منى أي ثلاثة أيام بعد يوم النحر. فلا إثم عليه: أي لا حرج عليه. يعني لا إثم عليه في حجه. لمن اتقى: أي لا إثم عليه شريطة أن يكون ( المتعجل أو المتأخر ) قد اتقى الله في كل أركان الحج وأعماله الأخرى. تحشرون: تجمعون.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة