U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

2- تفسير سورة البقرة من الآية 243 إلى الآية 260


2- تفسير سورة البقرة من الآية 243 إلى الآية 260

● أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمُ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ( ٢٤٣-٢ )

محمد ٣ ٩-٤٠خ . الناس ٥٠-١٩ث . بنو إسرائيل ٥٥-١١ث٤ . البعث ١١٣-٦ج . الكريم ١ ( ٥٣ ) ٦أ . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ٣

أمات الله قوما من بني إسرائيل وهم ألوف لما فروا قيل من الطاعون وقيل من القتال وهو الأرجح ( لأن الآية التالية عن القتال ) ثم بعثهم. وقيل أحياهم ببركة دعاء نبي الله حزقيل والله أعلم. إن الله لذو فضل على الناس: يتفضل عليهم بكرمه ورحمته رغم عصيانهم. ومن فضله إحياء هؤلاء رغم عصيانهم فأعطاهم بذلك فرصة أخرى للإيمان به.


وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ٢٤٤-٢ )

الجهاد والقتال ٨٥-١ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

يعني لا تكونوا ممن فروا من القتال حذر الموت كما ربما في الآية السابقة أو كالذين تولى معظمهم عنه كما في الآيات التالية. وقاتلوا في سبيل الله: أي لإعلاء دينه وقتال من يتصدى له. سميع عليم: سميع لما تقولون في القتال في سبيله. فلا تقولوا إلا ما يرضيه. عليم بنياتكم وأعمالكم.


مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفُهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٢٤٥-٢ )

الإنفاق ٨١-١٠خ٢ . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ٨أ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

القتال في سبيل الله يحتاج إلى إنفاق المجاهدين. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا: هذه دعوة من الله إلى إقراضه وهو غني عن العالمين وإنما فتح هذا الباب ليجزي المحسنين. قرضا حسنا: قرضا من المال الحلال في سبيل الله دون من ولا رياء. فيضاعفه له: والحسنة بعشر أمثالها وأكثر. يقبض: أي يمسك الرزق عمن يشاء. ويبسط: أي يوسع الرزق لمن يشاء. وإليه ترجعون: ترجعون ليجازيكم.


● أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمُ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ( ٢٤٦-٢ )

محمد ٣ ٩-٤٠خ . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ث١ . الجهاد والقتال ٨٥-١أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٩

يستأنف القرآن موضوع القتال بقصة من تاريخ بني إسرائيل. الملأ: جماعة أشراف القوم. لنبي لهم: قيل هو شمويل. ابعث لنا: أي أقم لنا أو عين لنا. نقاتل في سبيل الله: زعموا أنهم يريدون القتال لأنهم كانوا في محنة وذلة وقد أخرجوا من ديارهم. هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا: أي إن فرض عليكم القتال هل ترجون حينها ألا تقاتلوا ؟ وأبناءنا: فأبناؤهم قتلوا أو أخذوا في الأسر أو الخدمة. تولوا: أعرضوا. بالظالمين: أي الذين نكثوا عهدهم فتخلفوا عن القتال.


● وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ٢٤٧-٢ ) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمُ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ( ٢٤٨-٢ )

( ٢٤٧-٢ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ث١ . الملك ١ ( ٩ ) ٣ت . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٥ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣١ . ( ٢٤٨-٢ ) موسى ٢٦-٨٥ . هارون ٢٧-١٠ . آيات الله ٤٢-٤٠ . المعجزات ٤٣-٧ح . القرآن والعلم ٤٥-٢٩ث ب . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ث١ . الملائكة ٢-٢٢

نبيهم: أي نبي من بني إسرائيل قيل هو شمويل. بعث لكم طالوت ملكا: أي اختاره لكم وأظهره. ونحن أحق بالملك منه: قالوا ذلك لأنه لم يكن من سبط الملوك ( قيل أن الملك كان في سبط من أسباط بني إسرائيل والنبوة في سبط آخر ) . سعة من المال: أي مالا كافيا. اصطفاه: اختاره. بسطة: زيادة وسعة. في العلم: أي في علوم الدين والدنيا والتسيير والحرب. يؤتي ملكه: أي يؤتي بعض ملكه مع دوام تصرفه في كل ملكه. وذلك طبقا لحكمة لا يعلمها إلا هو . والله واسع: أي صفاته تسع كل شيء. وملكه واسع يؤتي منه من يشاء. عليم: عليم بمن يعطيه الملك وعليم بكل شيء.

آية ملكه: أي بأن ملكه من أمر الله إليكم. ودليله من الله هو أن يأتيكم التابوت ... فقال لهم نبيهم ذلك طبعا عندما رفضوا ملكية طالوت. التابوت: الصندوق. وذكر معرفا لأن بني إسرائيل كانوا بلا شك يعلمون بوجوده. سكينة من ربكم: أي كل من رأى منكم ما بداخله سكن قلبه. أي بعث الله سكينته في داخل التابوت فجعله منبعا لها. والسكينة هي الطمأنينة. وكانت هامة لبني إسرائيل خصوصا في المحنة التي كانوا فيها. فكانت من معجزات الله وتأييدا مباشرا منه بأن ينصرهم إن أطاعوه. وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون: أي الذي بقي مما ترك .... قيل عصا موسى ونعلاه وعصا هارون وعمامته ورضاض الألواح. وهذه الأشياء كلها أو بعضها أو أشياء أخرى معها الله أعلم بها تركها آل موسى وآل هارون أي أهل بيتهما ربما أبا عن جد حتى ضاعت منهم. وقيل قد يدخل في الآل الأنبياء الذين من ذرية موسى وهارون والله أعلم. تحمله الملائكة: فمجيء التابوت وما فيه معجزة. وإتيانه إليكم دون أن تروا من يحمله هو أيضا معجزة. فلم يقل الله أن آية ملك طالوت هي أن تأتيكم الملائكة بالتابوت ... بل الآية هي أن يأتيكم التابوت .... وقيل وضع عند طالوت أمام أعين بني إسرائيل.


● فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ( ٢٤٩-٢ )

بنو إسرائيل ٥٥-١٠ث٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ب١ . الابتلاء ١٠٦-١١ح . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١٨ب . الولي ١ ( ٥٨ ) ١٣ت

قيل هذا النهر هو نهر الشريعة المشهور بين الأردن وفلسطين . فصل: أي خرج من بيت المقدس. قال إن الله مبتليكم: هذا من كلام النبوة. ربما أخبره نبي الله شمويل والله أعلم. مبتليكم: أي مختبر مدى إطاعتكم لي. فليس مني: أي ليس من أتباعي الذين سيحاربون معي. يطعمه: يذقه. اغترف غرفة بيده: أي شرب بكف يده مرة واحدة. إلا قليلا منهم: وهم الذين حاربوا معه. وكان الحر شديدا. جاوزه: أي جاوز النهر إلى الضفة الأخرى. والذين آمنوا معه: وهم الذين لم يشربوا منه إلا من اغترف غرفة بيده. لا طاقة: لا قوة ولا قدرة. بجالوت وجنوده: وكانوا من العمالقة. الذين يظنون أنهم ملاقو الله: أي المستيقنون بأنهم إن قتلوا فهم من الشهداء يلقون الله. والظن هو الاعتقاد اليقيني الذي ينبعث من أعماق النفس. فئة: جماعة. والله مع الصابرين: أي بالعون والنصر.


● وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( ٢٥٠-٢ ) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دِفَاعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ( ٢٥١-٢ )

( ٢٥٠-٢ ) الأمثال ٤٦-٢٦ر . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ث٣ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٥ت . ( ٢٥١-٢ ) داوود ٢٩-٢أ-٩ . الله والخلق ٤٠-٥٢ح . نعم الله على الناس ٥٢-٣٦ . بنو إسرائيل ٥٥-١٠ث٣ . الجهاد والقتال ٨٥-١٠ب . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٦ -٣٦ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ١٨ت . الرزاق- الوهاب- الكريم -١ ( ٥٣ ) ٦أ . فضل الله ١ ( ٥٤ ) ٣ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٧

برزوا: ظهروا. لجالوت وجنوده: وكانوا من العمالقة. ربنا أفرغ علينا صبرا: بمعنى اصبب أو أعطنا الصبر الكثير. وثبت أقدامنا: أي لنبقى واقفين صامدين في القتال. وقتل داوود جالوت: كان داوود من بين قوم طالوت الملك فتطوع لقتال جالوت رأس العمالقة فقتله ( قيل بحجرة في مقلاعه والله أعلم ) . وهو الذي سيكون نبيا وملكا. و اصطفاه الله من ذرية نوح . والحكمة: هي المعرفة بأحكام وتفاصيل الدين. أي ما يجب أن نفعل وما لا يجوز. وعلمه مما يشاء: مما يشاء كصنعة الدروع ومنطق الطير. ولولا دفاع الله بعضهم ببعض ...: أي بهذا الدفع يقاتل المؤمنون وأهل الخير الكافرين والمشركين وأهل الشر. لفسدت الأرض: لفسدت بظهور الشرك على التوحيد والباطل على الحق والظلم على العدل والفساد على الإصلاح. ذو فضل على العالمين: أي على كل الخلق. ودونه لهلكوا بسبب أعمالهم. فهو يتفضل عليهم بكرمه ورحمته رغم عصيانهم.

● تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ( ٢٥٢-٢ )

محمد ٣٩-٢ . آيات الله ٤٢-١٠أ

المرسلين: فمحمد ﷺ نبي ورسول.


تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ( ٢٥٣-٢ )

أهل الكتاب ٥٤-٨ب٣ .الرسل ١٠-٩ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢-٣٢-٢ . عيسى ٣٨-٨

تلك الرسل: إشارة إلى المرسلين المذكورين في الآية السابقة. فضلنا بعضهم على بعض: أي بما أعطيناهم من معجزات وقدرات وميزات. والرسول مفضل على النبي. من كلم الله: أي كلمه الله كموسى عليه السلام. ورفع بعضهم درجات: أي في المقام عنده سبحانه. وأعلاهم درجة محمد ﷺ . البينات: الحجج الواضحة. وأيدناه: قويناه. بروح القدس: الروح صنف مميز من الملائكة. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود. القدس: من الطهارة. وروح القدس هو ملك الطهارة. يرسله الله بوحيه لتطهير عباده. وهو جبريل عليه السلام. ولو شاء الله ما اقتتل ...: فالله ليس مسؤولا عن حروبهم ولكن بإمكانه منع ذلك إن أراد . إنه على كل شيء قدير! ما اقتتل الذين من بعدهم: أي الأمم التي جاءت بعد الرسل. فاقتتلوا بسبب خلافاتهم في الدين. كل حزب بما لديهم فرحون. وقاتل المؤمنون ضد الكافرين.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( ٢٥٤-٢ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢١أ . الإنفاق ٨١-٨خ . يوم الحساب ١١٤-٣٩

أنفقوا مما رزقناكم: أي في سبيل الله وفي الصدقات والزكاة وفي كل ما فرض عليكم. ولا خلة: أي ولا صداقة تنفع. ولا شفاعة: لا شفاعة أثناء الحساب. ولن ينجيك منه ومن الصراط والميزان إلا إيمانك وعملك. ولن تبدأ الشفاعة حتى يأذن الله. ولن يأذن حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ويصير هؤلاء فحما.


● اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ( ٢٥٥-٢ )

الله والخلق ٤٠-٥ . القرآن والعلم ٤٥-١أ-٦ظ . الناس ٥٠-٦ . يوم الحساب ١١٤-٤٥أ . ذو العرش ١ ( ١٠ ) ٢ . قدرات الله-الحسيب-المحصي- الصبور ١ ( ١٦ ) ٨ب-٩ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٦-٣٦ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٤ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٣ . الرقيب-الوكيل-الحفيظ ١ ( ٤٨ ) ٢ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٤٤-٦٩ . الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٩

الحي القيوم: هو الحي بنفسه القيوم لغيره . وهو القائم على كل شيء. أي على وجوده واستمراريته. سنة: نعاس بالعين أي غفوة. من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه: أي من يقدر أن يشفع عنده يوم القيامة باستثناء من أذن له ؟ والشافع قد يكون ملكا أو نبيا أو أي إنسان مؤمن. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم: أي يعلم ما يحدث أمامهم وما دخل في إطار علمهم وما يحدث وراءهم وما كان خارجا عن علمهم في الزمان والمكان. وهنا: يعلم أيضا ما هو ظاهر لمن يريد أن يشفع وما هو مخفي عنه. لذلك لا يأذن بالشفاعة إلا عن علم. ولا يحيطون بشيء من علمه ... : يتعلق الأمر بكل من في السماوات والأرض وليس الناس فقط. ولا يعلمون إلا ما شاء. وسع كرسيه ...: وكرسي الملوك هو البناء الذي يوضع عليه العرش. وهو موضع قدميهم. أما كرسي الله فهو لؤلؤة على شكل حلقة هائلة تحت العرش وعالم الآخرة ، والسماوات والأرض في جوفه تتوسعن باستمرار . ويسعهما إلى يوم الفناء. وهو أصغر من العرش العظيم. أنظر كتاب قصة الوجود . ولا يئوده: لا يثقل ولا يشق عليه. حفظهما: أي من كل ضرر ومن أن تزولا أو تتحطما تحت نور من أنوار الله.


لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ٢٥٦-٢ )

الأمثال ٤٦-١١ . الإسلام ٤٧-٨-١٤-٢٠ . الناس ٥٠-٢١ . إيمان المؤمنين ٦٨-٢٥ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤ث٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ )

الرشد: هو هنا الإيمان والهدى. الغي: هو هنا الضلال والفساد. بالطاغوت: كل ما يعبد أو يلجأ إليه من غير الله هو طغيان على الحق. فالشرك ظلم عظيم. ويدخل في ذلك الأصنام والشياطين والكهان. بالعروة الوثقى لا انفصام لها:أي بالحبل المتين الذي لا يقطع وهو الإسلام الذي يوصل ماسكه إلى الجنة. سميع عليم: سميع لكل شيء فيسمع ويعلم بمن يدعو إليه وبمن يستجيب وبمن يكفر.

لا إكراه في الدين: أنظر توضيحات عن حرية الإيمان ومراحل القتال في آخر الكتاب.


● اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٢٥٧-٢ )

الأمثال ٤٦-٨ . الشرك ٥٧-٢٢خ-٣٧ن . طبيعة الكافرين ٦٢-١٧ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٨ق . الله تجاه المؤمنين ٧٢-١د . الولي-١ ( ٥٨ ) ١٣أ . جهنم ١١٥-ت٤

ولي: ناصر. ويتولى الله أمور المؤمنين في اتجاه صلاحهم. يخرجهم من الظلمات إلى النور: من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والعلم. شبه الله الهداية بالنور والضلال بالظلمات. وهذا النور وهذه الظلمات موجودين فعلا. وسيراهما الناس يوم القيامة . أولياؤهم: أي من يتولون أمورهم. الطاغوت: كل ما يعبد أو يلجأ إليه من غير الله هو طغيان على الحق. فالشرك ظلم عظيم. ويدخل في ذلك الأصنام والشياطين والكهان. يخرجونهم من النور إلى الظلمات: بمعنى يبعدونهم عن نور العلم والهدى والبصيرة إلى ضلال الجهل والكفر. والنور والظلمات درجات. من خرج من إحداهن دخل في أخرى أكثر ظلمة وأقل نورا أو العكس. والظلمات سيراها الإنسان حقا يوم القيامة وفي جهنم. والنور سيراه المؤمن حقا في الجنة. فنورها المرئي وغير المرئي من نور الله.


● أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( ٢٥٨-٢ )

الله والخلق ٤٠-٢٠أ . الهداية ٤٨-٣٤ث . البعث ١١٣-٤ب . إبراهيم ١٧-١٧ . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٦. الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ز

إبراهيم والملك الكافر- قيل هو نمرود ملك بابل . وكان له ملك عظيم. قال السدي بأن هذا الحوار جرى بعد خروج إبراهيم من النار . حاج: جادل. أن آتاه الله الملك: أي إعجابه بملكه دفعه إلى أن يجادل إبراهيم في الله. أنا أحيي وأميت: يعني بالقتل والعفو. فبهت: غلب ودهش وتحير. الذي كفر: أي الملك الكافر طبعا. ويجوز أن يشمل أيضا كل كافر كان حاضرا. الظالمين: الظالمين في المعتقد والأعمال.


أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ٢٥٩-٢ )

آيات الله ٤٢-٣٩ . المعجزات ٤٣-٦ . القرآن والعلم ٤٥-١٢ظ . الأمثال ٤٦-٤٠ . البعث ١١٣-٦ج . القدير ١ ( ١٥ ) ٣

قصة الرجل الذي بعثه الله بعد موته الذي دام مائة عام. قيل هو عزير بن شرخيا وقيل غيره . وقيل القرية عمرت بعد مضي سبعين سنة من موته . وقيل أيضا إنها ببيت المقدس بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها والله أعلم . أو كالذي: أي ألم تر أيضا إلى الذي. الكلام معطوف على ما قبله: " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ". خاوية على عروشها: خالية من أهلها. والعروش هي السقوف كما أن عرش الله هو سقف الكون. أي سقطت السقوف دون الحيطان كلها. إذا دخلت تلك القرية رأيت سقوف منازلها في الأرض وخالية. أنى يحيي هذه الله بعد موتها: أي كيف يحيي الله أهل هذه القرية بعد أن ماتوا ؟ أي يوم البعث. قال كم لبثت: أي في هذا المكان. وهذا كلام الله وصله وحيا إما بواسطة ملك أو بإلهام والله أعلم. لبثت: فظن أنه كان نائما. لم يتسنه: لم يتغير مع مرور السنين. وانظر إلى حمارك: فكان كله عظاما بالية ساقطة على الأرض. آية للناس: أي آية على البعث. والناس هم ناس ذلك الزمان. فبلغتهم قصته بعد أن رجع إليهم وحكى لهم ما جرى له وتأكدوا من قوله. وظلت قصته تروى لكل الناس إلى قيام الساعة. وانظر إلى العظام: أي عظام الحمار. أي لم يكتمل بعثه بعد. أما عزير فبعثه الله مكتملا قبل الحمار وإلا لامتلكه الرعب ولما ظن أنه كان نائما يوما أو بعض يوم. ننشزها: نرفعها. واللحم هنا العضلات. قال أعلم: أعلم الآن علم مشاهدة أي أرى.


● وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( ٢٦٠-٢ )

إيمان المؤمنين ٦٨-٣١ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ج٨ . البعث ١١٣-٦ج . إبراهيم ١٧-٢٤ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١

السياق في إحياء الموتى كما جاء في الآيتين السابقتين. شهد إبراهيم بعث أربعة طيور. ولا شك أنها كانت من أنواع أو ألوان مختلفة ليتمكن إبراهيم عليه السلام من تمييزها والله أعلم. وسأل فقط عن كيفية إحياء الموتى ولم يشك قط بقدرة الله . فإيمانه كان قويا كاملا خالصا لله. فصرهن إليك: أي اجمعهن كما تجمع الأشياء في صرة واضممهن وشدهن إليك بحزام مثلا أو ما شابهه. ذلك لأن إبراهيم عليه أن يسير بعد ذلك ويصعد من جبل إلى آخر. ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا: يفهم من ذلك أن عليه ذبحهن قبل تفريق أجزائهن لأنه طلب من الله إحياء الموتى. على كل جبل: أي على كل جبل في المنطقة التي أنت فيها لا تجعل منهن إلا جزءا واحدا حتى تنفد كل الأجزاء وليس المراد كل الجبال ليبين الله له أن مهما تمزقت الأجساد في مختلف بقاع الأرض فهو قادر على جمعها. وأمره بجعل الأجزاء فوق الجبال فقط ليتمكن إبراهيم من رؤيتها وهي آتية إليه. سعيا: المقصود بسرعة ( وقيل مشيا وعدوا ) . أي سيحييهن الله مباشرة بعد دعائك لهن ويأتينك بسرعة. سترى بسعيهن هذا أنهن استردن قوتهن وقدراتهن فور إحيائهن. عزيز حكيم: عزيز لا يغلبه شيء. حكيم في كل أفعاله.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة