U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

2- تفسير سورة البقرة من الآية 159 إلى الآية 177


2- تفسير سورة البقرة من الآية 159 إلى الآية 177

● إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ( ١٥٩-٢ ) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( ١٦٠-٢ )

( ١٥٩-٢ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . كتمان الشهادة ١٠٠-١أ . جهنم ١١٥ . ( ١٦٠-٢ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . التوبة ٧٥-٨ . كتمان الشهادة ١٠٠-١ب . التواب ١ ( ٧١ ) ٢ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣٧

الذين يكتمون ...: مثل بني إسرائيل الذين كتموا نعت النبي ﷺ . البينات: الحجج الواضحة. والهدى: أي ما يهتدي به الإنسان إلى ربه. يلعنهم: يطردهم من رحمته. اللاعنون: من الملائكة من يستغفر للمؤمنين ومنهم من يلعن من حقت عليهم اللعنة وهي دعاؤهم عليهم بالطرد من رحمة الله. وكل الناس الذين تضرروا بكتمان الحق من الله سيلعنونهم. إلا الذين تابوا: تابوا ولم يكتموا ما أنزل الله من البينات والهدى. يتعلق الأمر باليهود. وأصلحوا: أصلحوا ما أفسدوا. وبينوا: أي بينوا ما كتموا من البينات والهدى كنبوة محمد ﷺ في التوراة وغير ذلك.


● إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ( ١٦١-٢ ) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ( ١٦٢-٢ )

جهنم ١١٥-ت٤ ( ١ ) - ب٤٢

الذين كفروا: ومنهم الذين كتموا الحق ولم يتوبوا. والآية عامة. لعنة الله: هي الطرد من رحمة الله. والملائكة والمؤمنون أشد حبا لله فيلعنون من يلعنه الله. فلا يتمنون للظالمين الرحمة بل الطرد منها. أما الذين تضرروا بكفرهم وبكتمان الحق من الله فسيلعنونهم أيضا يوم القيامة بسبب تضررهم. خالدين فيها: أي خالدين في لعنة الله وهي جهنم. ينظرون: يمهلون ويؤخرون.


● وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ( ١٦٣-٢ ) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( ١٦٤-٢ )

( ١٦٣-٢ ) الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥١ . الإله ١ ( ٣ ) ٣ . ( ١٦٤-٢ ) القرآن والعلم ٤٥-٢١ق . آيات الله ٤٢-١٢ب-١٥ث-١٧ت-١٩أ-٢٠ب-٢٦أ

خلق السماوات والأرض: أي كيف لهما أن يكونا وبنظام واحد دون خالق ومدبر ؟ والفلك: السفن. وبث: فرق ونشر. وتصريف الرياح: تقليبها في مهابها واتجاهاتها وأحوالها وأشكالها. يعقلون: أي يتوصلون بعقولهم إلى أن ذلك من آيات الله لا يمكن أن يحدث لوحده. ونرى في هذه الآية إحياء الدواب من كل نوع بعد إحياء الأرض.


● وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ( ١٦٥-٢ ) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ( ١٦٦-٢ ) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ( ١٦٧-٢ )

( ١٦٥-٢ ) الشرك ٥٧-١٣ج . طبيعة الكافرين ٦٢-١٨ . إيمان المؤمنين ٦٨-٨ . يوم الحساب ١١٤-١٨غ١٧ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ ) . القوي ١ ( ٢١ ) ٢ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٥ . ( ١٦٦-٢ ) ( ١٦٧-٢ ) طبيعة الكافرين ٦٢-١٨ . جهنم ١١٥-ب٥٦ت

أندادا: أمثالا ونظراء. ولو يرى الذين ظلموا...: أي لو يرى الآن الظالمون أنفسهم لما يرون العذاب في الآخرة أن القوة لله جميعا ... أي سيرون أن شركاءهم لا يملكون أية قوة ( إذ هنا بمعنى لما أو حين ) . الذين ظلموا: ظلموا في المعتقد كالشرك وفي الأعمال. القوة لله جميعا: في الصحيح " ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله « تبرأ الذين اتبعوا ...: أي أعلنوا أنهم ليسوا مسؤولين عن كفر وأعمال متبعيهم. الأسباب: أي الوصلات التي كانت بينهم من رحم ومودة وصداقة وغير ذلك. كرة: أي رجعة أي إلى الدنيا. أعمالهم حسرات: أي أعمالهم ستعود عليهم بالندامات.


● يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطْوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( ١٦٨-٢ ) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( ١٦٩-٢ )

( ١٦٨-٢ ) الجن ٤٩-١٢ث٢ . الحياة الدنيا ١٠٥-١٣ب . ( ١٦٩-٢ ) الجن ٤٩-١٩د١

طيبا: أي ما طاب لكم من الحلال. خطوات الشيطان: أي سبل الشيطان إلى جهنم. وتلك الخطوات ينشئها لمتبعيه. عدو مبين: أي عداوته ظاهرة وحقيقية. والفحشاء: كل قبيح من قول أو فعل كالزنا.


● وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ( ١٧٠-٢ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-١٢ب

ألفينا: وجدنا.


● وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ( ١٧١-٢ )

الأمثال ٤٦-١٥ب . طبيعة الكافرين ٦٢-٣خ٢-١٤ج٧

ينعق: أي يصيح بغنمه. فلا تسمع إلا نداءه. فالكفار لا يسمعون إلا صوتا يدعوهم ويناديهم إلى الإيمان دون أن يتأملوا ويتفكروا في حقيقة مضمونه. لذلك لا يستجيبون. يبدو لهم الداعي كالذي ينعق أي يصيح فقط دون كلام مفهوم. صم بكم: صم لا يسمعون كلام الله. بكم لا يرددون كلامه ولا يذكرونه.


● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( ١٧٢-٢ ) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنُ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٧٣-٢ )

( ١٧٢-٢ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل٢-٦ل٤-٢٩أ١ . ( ١٧٣-٢ ) الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٩ب . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٠أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠

وما أهل: من الإهلال وهو رفع الصوت. غير باغ: أي غير باغ للاضطرار. يعني جعلته الظروف في حالة اضطرار دون إرادته. ولا عاد: أي لا يتعدى في الأكل القدر الذي يبطل الاضطرار.


● إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمُ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ١٧٤-٢ ) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ( ١٧٥-٢ ) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ( ١٧٦-٢ )

( ١٧٤-٢ ) كتمان الشهادة ١٠٠-١ت . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ١٨ب-٤٨خ٢٩ث . جهنم ١١٥-ب٢٨ب . ( ١٧٥-٢ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أت . كتمان الشهادة ١٠٠-١ت . ( ١٧٦-٢ ) الناس ٥٠-١٧أ . أهل الكتاب ٥٤-٣ح-٨ب٤ . القرآن ٩-١١

الذين يكتمون ...: وهم اليهود الذين يكتمون نعت النبي محمد ﷺ الذي في التوراة. ويشترون به ...: أي يأخذون بكتمان الحق ثمنا قليلا. ثمنا قليلا: ثمن الدنيا قليل زائل أمام نعيم الآخرة. ولا يزكيهم: أي لا يطهرهم من ذنوبهم بل يلقيهم بسببها في العذاب الأليم. اشتروا الضلالة بالهدى: أي اختاروا الضلالة على الهدى .... فما أصبرهم على النار: أي عجبا كيف سيصبرون على النار باختيارهم الضلالة على الهدى والعذاب على المغفرة ! ذلك: أي سيكون الأمر كذلك وهو العذاب لهم والنار كما جاء في الآيتين قبل هذه الآية لأن الله نزل الكتاب بالحق. وهو هنا أي كتاب من عنده كالتوراة والقرآن. اختلفوا في الكتاب: أي اختلفوا عن المؤمنين به. والكتاب هنا أي كتاب من عند الله كالتوراة والقرآن. والذين اختلفوا فيه يدخل فيهم كفار اليهود والنصارى والمشركون .... شقاق بعيد: مسلك بعيد عن الحق.


● لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنِ الْبِرُّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمُ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( ١٧٧-٢ )

بنو إسرائيل ٥٥-١٣ت . إيمان المؤمنين ٦٨-٣ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٨-٢٢أ-٢٨ت-٣١-٣٩ج-٣٩ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٠ت-٢٥ . القبلة٧٧-٨ . الإنفاق ٨١-٤-١١ب٣ . الملائكة ٢-٢٣ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٣

البر: هو التقوى وأعماله. تولوا وجوهكم: أي تولوا وجوهكم للصلاة. قبل: أي في اتجاه. المشرق والمغرب: هذا رد على النصارى وقبلتهم واليهود وقبلتهم الذين يزعمون أن البر هو تولية الوجوه إليها. والآية عامة على كل من اعتقد مثلهم. والكتاب: أي كتب الله وأعظمها القرآن. على حبه: أي رغم حبه للمال. فالإنسان لحب الخير لشديد وحريص عليه. وابن السبيل: أي هنا المسافر في محنة. والسائلين: أي من يسأل الناس الصدقة. وفي الرقاب: أي آتى المال في تحرير عبد أو أمة من الرق. والصابرين: صفة عطفت بالنصب على التخصيص بالمدح لبيان فضل الصبر وكون كل الأعمال المذكورة في الآية يعود عليها. البأساء والضراء: أي هنا المصائب في الأموال والأبدان. وحين البأس: أي وقت القتال. صدقوا: صدقوا في إيمانهم بالأعمال الصالحة. والبر يشمل كل ما ذكر في هذه الآية على سبيل المثال لا الحصر. أما إتيان المال فبالزكاة المفروضة وبصدقات الإحسان.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة