U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

2- تفسير سورة البقرة من الآية 21 إلى الآية 39


2- تفسير سورة البقرة من الآية 21 إلى الآية 39

● يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( ٢١-٢ )

الناس ٥٠-١٢ص . الرب ١ ( ٢٢ ) ٢ – الخالق ١ ( ١٩ ) – الله والخلق ٤٠-١٢-٥٠أ . التقوى ( فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣ )

والذين من قبلكم: أي خلق من كان قبلكم من الناس كانوا أو من غيرهم. لعلكم تتقون: فالعبادة تؤدي إلى التقوى وتزيد فيها.


● الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( ٢٢-٢ )

نعم الله على الناس ٥٢-١٦أ-١٩ب-٢٢-٢٣ . القرآن والعلم ٤٥-٢١ت . الشرك ٥٧-٣ . الناس ٥٠-١٢ز . الله والخلق ٤٠

فراشا: مهادا مده الله وهو القشرة الأرضية. والسماء بناء: أي بنيت بالمجرات والكواكب وسقفت بالسقوف. أندادا: أمثالا ونظراء.


● وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ٢٣-٢ )

القرآن ٩٢-٣٩ح . الله يخاطب الكافرين ٦٥

ريب: شك. بسورة من مثله: بسورة شبيهة بأية سورة من القرآن ( وهنا يخاطب الله الكافرين مباشرة ) . وادعوا شهداءكم: أي ادعوا خبراءكم ليشهدوا على أن ما ستأتون به مثل ما جاء في القرآن إن استطعتم أن تأتون به فعلا.


● فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ( ٢٤-٢ )

القرآن ٩-٣٩خ . جهنم ١١٥-أ٧ . القرآن والعلم ٤٥-٢٠ . التنبؤات ٤٤-ب٦أ . الله يخاطب الكافرين ٦٥

وهذا التحدي بإتيان حديث مثل القرآن مصحوب بتنبؤ: وهو عجز كل الجن والإنس عن رفعه . ووجود تحديات مختلفة في هذا الموضوع في آيات أخرى يؤكد قطعا أن الكافرين في زمن الوحي لم يستطيعوا رفعها كما لم يستطع أحد بعدهم أيضا . فمن يقدر على أن يأتي بالحقائق والعلوم التي أبرزها القرآن إلا الله سبحانه ؟


● وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٢٥-٢ )

الجنة ١١٧-أ٥ت-ب٦ب-ت٢٥خ-ت٣٤ث . الأمثال٤٦-٢٩

من قبل: في الدنيا. وأتوا به: أي جيئوا بالرزق. متشابها: أي يشبه ثمار الدنيا في الشكل والمنظر. مطهرة: أي من أقذار آدميات الدنيا كالبول والغائط والبصاق والحيض ...


● إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّه الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ  بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ( ٢٦-٢ )

الأمثال ٤٦-٢-٤-٥-٦ . القرآن ٢٠د . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٢ . أعمال الكافرين ٦٣-٨ . الهداية ٤٨ – الله الهادي ١ ( ٥٥ )

لا يستحيي: لا يمتنع حياء أو خجلا. مثلا ما: يعني أي مثل. بعوضة: حشرة صغيرة طائرة خفيفة ذات خرطوم تنزل على جلد الإنسان فتمتص به من دمه. فما فوقها: أي في الصغر أو الكبر. به: بالمثل. الفاسقين: وهم الخارجون عن الطاعة.


الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( ٢٧-٢ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أج . أعمال الكافرين ٦٣-٨-٩-٢٤-٣٣ . الأمثال ٤٦-٦ . جهنم ١١٥-ت٢٧

الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه: وهم الفاسقون. وأعظمهم هنا من أهل الكتاب. لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ( بل ورفع الطور فوقهم بميثاقهم ) في أمور عديدة. فنقضوا عهده بإفساد وصيته وأمره بتحريف وكتمان ما فيهما. ويدخل في هذه الآية أيضا كل من عاهد الله في شيء فنقض عهده سواء تجاه نفسه كنذر أو تجاه الناس كالحكام وأولياء الأمور وعامة الناس الذين ينكثون عهودهم وأيمانهم. ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل: أي كتبليغ آياته وكتبه وصلة الرحم وكل ما أمر بوصله. وكل من ينقض عهد الله أو يقطع ما أمر الله به أن يوصل أو يفسد في الأرض فهو من الضالين لا يعي معاني الأمثال القرآنية بل تزيده ضلالا.


● كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمُ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨-٢)

الله يخاطب الكافرين ٦٥-١أ . الموت ١١٠-١٨ . الله المحيي والمميت ١ ( ٢٥ ) ٥ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦

الموت مرتان قبل الخلود. وكنتم أمواتا: الموت ظاهرة خلقها الله تنعدم فيها الحياة وتنفصل أثناءها الروح عن الجسد. وقد خلقت الأرواح بعد خلق آدم وقبل خلق أجساد أصحابها في الأرض. فالذين لم يخلقوا بعد في الأرض أرواحهم في السماء. وتلك هي الموتة الأولى لا يشعر بها الإنسان. ← أنظر تفسير ذلك في كتاب قصة الوجود ١٤ .


●هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ٢٩-٢ )

نعم الله على الناس ٥٢-١٩خ . الله والخلق ٤٠-١٧ج . القرآن والعلم ٤٥-٦د-٢١ك٤ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١ . الأمثال ٤٦-٥١ب . الخالق ١ ( ١٩ )

بعد أن تم خلق الأرض ومعظم الكواكب ( لأن لفظ " الأرض " يشملهن كلهن ) شرع الله في خلق السقوف . فارتفع واستوى إلى السماء وكانت دخانا في تلك المرحلة . فتم خلقها في يومين. ما في الأرض جميعا: جميعا بما في ذلك الحيوانات. و كل ما في الأرض مسخر للإنسان. استوى إلى السماء: ارتفع إلى مستواها في بعد لا يعلمه إلا هو. فسواهن سبع سماوات: ركبهن بانتظام دون خلل كأنهن خلق واحد.


وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( ٣٠-٢ )

الملائكة ٢-٣ث-٢٠أ – آدم ١١-١ – الناس ٥٠-١غ٤ – ذكر الله ٧٦-١٤ – العليم ١ ( ٣٩ ) ٢أ . نعم الله على الناس ٥٢-٤

وإذ قال ربك للملائكة ...: لا يعرف من النص القرآني متى بالضبط قال الله ذلك لكن جل الملائكة كانوا موجودين حينها وأيضا كثير من أنواع الجن والإنس الأخرى في مختلف الكواكب كما سيتبين في تتمة تفسير الآية. وفساد بعض هؤلاء قد شهده الملائكة. وبلا شك كانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي يخبر الله فيها ملائكته بشيء كهذا ربما لمرتبة آدم وذريته العظيمة في الوجود. بالفعل لقد خلق من قبل أنواعا كثيرة من الجن والإنس في كواكب متعددة دون أن يخبرهم مسبقا بذلك. ولو كان يخبرهم كل مرة لعقبوا حينها على ذلك مرة واحدة ولن يعاودوا الكرة مع خلق آدم.

جاعل في الأرض خليفة: أي زمن خلقه آت لا محالة. ولم يقل: خالق في الأرض لأن آدم خلق أولا في السماء ثم أنزل. والأرض هنا كوكبنا. خليفة: الخليفة هو من يخلف غيره في أمر ما أو يقوم مقامه كما قال موسى عليه السلام لأخيه: " اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ( ١٤٢-٧ ) ". ويعني هنا خليفة الله في أرضه بحيث عليه أن يعمل فيها بشرعه سبحانه محاربا في نفس الوقت فجور نفسه لأنها ميالة إلى السوء. وبعد ذلك سيسأل ويحاسب على خلافته تلك التي جعلها له سبحانه في كثير من الأمور. وهو هنا إنسان أرضنا التي كانت حينها بلا شك آخر كوكب حي في الحلقة الأرضية لم يكن فيه بعد بشر عاقل. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود. يعني آدم وذريته هم آخر خلق الله المحاسب الذين ظهروا في الوجود كما قد يتبين من الحديث النبوي الذي أخرجه الإمام أحمد عن مجاهد عن ابن عمر قال: كنا جلوسا عند النبي ﷺ والشمس على قعيقعان بعد العصر فقال " ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من النهار في ما مضى « . ومن مضى أي من العقلاء. والأعمار هنا هي أعمار كل أنواع الجن والإنس منذ خلقهم إلى يوم الفناء. أنظر تفسير هذا الحديث بالضبط في كتاب قصة الوجود ٢١ب٢. واستخلف بنو آدم في أعظم وأخطر مقام في الحلقة الأرضية حيث فيه دون سواه كل الأشياء الجميلة والقبيحة التي أخرجت إلى الدنيا. أما الكواكب الأخرى فينقصها عدد من ذلك على حسب بعدها أو قربها من وسط أعلى الحلقة. وقبل آدم كان آخر خلفاء الله في الدنيا ( وأنواعهم لا تزال موجودة إلى يوم الفناء ) إنس الكواكب الحية الأقرب إلى كوكبنا. وهم أقل ابتلاء منا وأقل شرا. لكن قبلنا كان لا يوجد أكثر منهم ابتلاء بالإيمان بالغيب. والخلافة هي أيضا خلافة على حمل قدر من أمانة الله. كل نوع من الإنس المحاسبين كان يستخلف على قدر معين منها ولا يستطيع أن يحمل أكثر مما هيء له. لذلك كان الله يخلق نوعا بعد آخر ليحمل منها أكثر مما حمل من سبقه. وكانت عملية الخلق تنتقل إلى الكواكب الأقرب إلى الوسط شيئا فشيئا حتى جاء دور آدم الذي حمل الأمانة كلها. أنظر دلائل وجود هذه اﻷنواع وأنواع إيمانها وظروفها في كتاب قصة الوجود. هذه الدلائل تستند إلى معرفة شكل الدنيا وشكل اﻵخرة وإلى حسابات بين عرض جهنم الأكبر وبين عرض المساحة التي ستقف فيها فوق أرض المحشر كل هذه اﻷنواع. فلا بد إذن من قراءة كتاب قصة الوجود بكامله لتتبين لك هذه الحقائق.

أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء: كان الملائكة يرون الفساد وسفك الدماء في جن وإنس الكواكب الأخرى ويكثران كلما خلق الله غيرهم في كوكب أقرب إلى الوسط. أنظر لماذا والدليل على ذلك في كتاب قصة الوجود. لقد بدأ خلق الجن والإنس في الكواكب التي في أقصى يمين وأقصى شمال الحلقة الأرضية ثم استمر في التي تليها شيئا فشيئا من الداخل في اتجاه الوسط. أما كوكبنا فيوجد تماما في وسط أعلى الحلقة في القطر الفضائي الأوسط.

أما تساؤل الملائكة هذا فكان فقط من باب الاستغراب. فهم يعلمون أن الله لا يبدل القول لديه. ما شاء كان وما لم يشأ لن يكون. فسألوا كيف يستخلف في هذه الأرض الفضلى خلقا ميالا إلى السوء أكثر من غيره ( وهم لا يعلمون حينها أن الله سيعلم آدم الأسماء كلها ) بينما هم أهل علم ويسبحونه باستمرار ؟ ويسفك الدماء: أي يريقها ظلما وعدوانا. نسبح بحمدك: ننزهك عن كل ما لا يليق بك حامدينك على الدوام. ونقدس لك: نطهر ذكرك عما لا يليق أو نطهر أنفسنا لك ابتغاء قربك. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك: هذا الكلام يشير إلى رغبتهم في أن يكونوا هم الخلفاء في الأرض لأنهم يرون أنفسهم صالحين معصومين من الذنوب. ويؤكد رغبتهم هذه قوله تعالى لهم: " أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ٣١-٢ ) ". أعلم ما لا تعلمون : كانوا لا يعلمون أن الله سيعلم آدم كل الأسماء وأنهم يجهلونها. ذلك من غيب السماوات والأرض لا يعلمه إلا الله. وكانوا أيضا لا يعلمون أن الخلافة متعلقة بحمل الأمانة. أي بامتحان القلوب وإصلاحها وليس بإصلاح الأرض فقط. وبالتالي ربما يبدو أن هذه كانت أول مرة يعلم الملائكة منها الفائدة الحقيقية من إتيان يوم الحساب رغم علمهم بأنه حق وإلا لما تعجبوا. فإخبار الله لهم هذا كان علما ضروريا بالنسبة لهم .


وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ٣١-٢ ) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( ٣٢-٢ ) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمُ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ( ٣٣-٢ )

( ٣١-٢ ) آدم ١١-١-٥ . الناس ٥٠-٤ . الله المعلم ١ ( ٣٨ ) ٤-١٧ . ( ٣٢- ٢ ) آدم ١١-٥ . ذكر الله ٧٦-١٤-٢٢ب٥ . الله المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٦ . الملائكة ٢-٣د ( ٣٣-٢ ) آدم ١١-٥ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٥-٢٥ . الملائكة ٢-٣أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤ . الكتاب الخالد ٣- ٢٦

وعلم آدم: علمه بلا شك بقوله كن فيكون. وهذا التعليم جاء بعد خلقه أي لم يكن غريزيا. وهذا من معجزاته عليه السلام انبهرت له الملائكة. الأسماء كلها: أسماء كل الأشياء الموجودة في الدنيا. ولا توجد كلها إلا في الأرض إلا ما شاء الله كالشجرة المحرمة. أما في الكواكب الأخرى فعددها ينقص كلما ابتعدنا عن وسط أعلى الحلقة الأرضية. وأيضا الأشياء التي لم توجد بعد وسيصنعها بنو آدم إلى يوم الفناء وأيضا التي سيظهرها الله في أجلها. عرضهم على الملائكة: أي أظهر لهم بقدرته تلك الأشياء كلها. إن كنتم صادقين: أي صادقين في دعواكم بأنكم أفضل من غيركم في هذا الموضوع. سبحانك: تنزهت وترفعت عن كل نقص. لا علم لنا إلا ما علمتنا: فلا يعلمون إلا ما علمهم الله من قبل. فقد تعلموا بلا شك بعضا من هذه الأسماء كالتي توجد مع الأنواع الأخرى من الإنس. أنت العليم الحكيم: العليم بكل شيء ومن ذلك هذه الأسماء التي نجهلها. الحكيم: كل فعل من أفعالك فيه حكمة ناتجة عن علم شامل. ومن حكمتك اختيارك لآدم وذريته خلفاء الأرض. ألم أقل لكم ...: أي في الماضي. غيب السماوات والأرض: أي ما هو كائن فيهما وما سيكون. ومن ذلك قدرة ذرية آدم العلمية على الخلافة في الأرض. ما تبدون: كل ما تبدون أيها الملائكة. وما أبدوا هنا في أمر آدم وذريته هو: "أتجعل فيها من يفسد فيها ..." أبدوا بأنهم أفضل منهم بحجتهم "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك". وما كنتم تكتمون: ما كنتم تكتمون أيها الملائكة قبل أن تبدوه. وهو رغبتكم في أن تكونوا أنتم الخلفاء في اﻷرض. أما إبليس الذي كان يكتم حقده على آدم فلم يكن مع الملائكة في هذا المقام ﻷنه طرد من مجالسهم ومن الجنة مباشرة بعد خلق آدم.


● وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( ٣٤-٢ ) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ( ٣٥-٢ )

( ٣٤-٢ ) آدم ١١-٦-٧ . الجن ٤٩-٨ث . الملائكة ٢-٢٠أ . ( ٣٥-٢ ) آدم ١١-٨

من الكافرين: فعصيان أمر الله كفر. وكان من الكافرين: أي كان في علم الله من الكافرين وأصبح مشهودا منذ امتناعه عن السجود. وقلنا يا آدم: أي بعد طرد إبليس من الجنة. والجنة هنا هي جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى في جوف الكرسي. أما جنة الخلد فهي في الآخرة خارج الكرسي تحت العرش مباشرة. وخلقت حواء قبل هذا الأمر . رغدا: أي هنيئا بلا عناء. هذه الشجرة: يتبين من آيات أخرى أن الأكل من ثمار هذه الشجرة الغريبة يتسبب في نزع اللباس وكشف العورة. وكان إبليس يعلم بهذا المفعول. وسماها لآدم بشجرة الخلد ( وهي غير شجرة الخلد التي في جنة الخلد ) . وقيل هي خاصة بالملائكة يأكلون منها والله أعلم ( دون شهوة أو جوع أو تمتع بأكلها ) فقط ليخلدوا إلى قيام الساعة. ربما لذلك قال إبليس لآدم: " وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ( ٢٠-٧ ) ". فربما كان آدم يرى الملائكة يأكلون منها فاستغل إبليس ذلك فكذب عليه. من الظالمين: من الظالمين بفعل شيء لا يحق لكما. أو من الظالمين أنفسهم بعصيان الله. من الخالدين: تجب اﻹشارة هنا أن الله خلق أنواعا من اﻹنس لا يموتون حتى تقوم الساعة أي كالملائكة. فربما إبليس كان يقصد مثل هؤلاء والله أعلم. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود.


فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( ٣٦-٢ )

آدم ١١-١١-١٤-١٦-١٧ . الجن ٤٩-١٢ت . فصل الكتاب الخالد ٣-١٠

فأزلهما الشيطان عنها: والزلل كالزلق ضد الثبوت. فزلتهما بدأت عن الشجرة. ولم يمكثا في الجنة بعد الأكل منها. اهبطوا: والهبوط هو من الجنة التي في أعلى الدنيا إلى عالم الكواكب. ولكم في الأرض: أي في عالم الكواكب تحت السماء الأولى. مستقر: أي مكان إقامتكم وهو كوكب اﻷرض. ومتاع: كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق. إلى حين: أي إلى حين رجوعكم إلينا.


فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( ٣٧-٢ )

آدم ١١-١٩ . التواب ١ ( ٧١ ) . التوبة ٧٥-١٢ . الله المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٧ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣٧

لقن الله آدم كلمات استغفار كيف يدعو ربه ليتوب عليه.


● قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( ٣٨-٢ ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٣٩-٢ )

( ٣٨-٢ ) آدم ١١-١٨ . الجن ٤٩-١١ . الجنة ١١٧-ب٧ . ( ٣٩-٢ ) آدم ١١-١٨ . جهنم ١١٥-ب٥٦ث-ت٥ . آيات الله ٤٢-٤ص٥

جميعا: فطردوا كلهم من تلك الجنة: آدم وزوجته وإبليس. فإما يأتينكم: أي في حالة ما إذا أتاكم مني هدى. وهذا خطاب لآدم وزوجته فيما يتعلق بهما وبذرياتهما وخطاب أيضا لذرية إبليس عبره ( أما إبليس فقد أصبح شيطانا لا ترجى منه توبة لأنها منعت عنه بلعنة الله عليه ) . فلا خوف عليهم: لا خوف عليهم فيما سيستقبلونه من أهوال الآخرة. ولن يخيفهم أي شيء. ولا هم يحزنون: أي على دنياهم. أو لن يصيبهم ما يحزنهم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة